الرائحة الطيبة العطرة تريح القلوب وتجعل الإنسان في حالة صفاء مستمرة، ويقبل الأشخاص على شراء العطور ومعطرات الجو بأنواعها المختلفة، لما فيها من راحة وصفاء للذهن، ورغم الإقبال على العطور المُصنّعة إلا أن للبخور طابع خاص ورائحة مختلفة تمتزج بالروح الدينية والنفسية لدى العديد من الأسر العربية.




البخور عبر العصور

كلمة البخور ترسم في خيالك ليالي "ألف ليلة وليلة"، وعبق القصور في عهد السلاطين والأمراء، لما كانت له من أهمية كبيرة في هذه العصور، ففي عصر الدولة المملوكية كان للبخور أهمية خاصة ومكانة كبيرة، حيث أنهم ابتكروا مهنة "المُبخر" وهو الشخص متعهد التبخير في المناسبات المختلفة؛ كالزواج وتعطير القصر استقبالا للضيوف، وخلال ليالي العيد ورمضان استمرت وتأصلت هذه العادة طيلة العصر العثماني.

لكن يرجع استخدام البخور عند المصريين إلى ما قبل ذلك بكثير منذ عصر الفراعنة، حيث ارتبط البخور بالطقوس الدينية عند الفراعنة، وعطرت به المعابد والمقابر ومرورا بمصر القبطية داخل الكنائس والكاتدرائيات، فهو ركن أساسي في أي قداس أو احتفال ديني قبطي.


بركة وتعطير للمنازل


يعتقد البعض أن البخور يطرد الأرواح الشريرة ويقي شر الحسد، ويتفنن العديد من العطارين في إضافة بعض المكونات للبخر مثل عين العفريت والمستكة واللبان الدكر وكلها أشياء توارثتها الأجيال، لا يعلم أحد أصلها إلا أنها بركة وجالبة للخير، لذلك تحرص العديد من البيوت العربية على إطلاق البخور أسبوعيا قبل صلاة الجمعة، وفي الاحتفال بالمولود الجديد وليالي الزفاف.

كيف تختار البخور الجيد؟

‏- عند شرائك للبخور يجب أن تختار محل عطار مشهور عنه الجودة والأمانة، حتى تنتقي نوعا جيدا، وابتعد عن البخور الملون أو المصبوغ، فغالبا ما يكون هذا النوع سيء وينتج رائحة سرعان ما تزول.

- عند شرائك بخور قطع يجب أن يكون خفيف الوزن، فإذا شعرت بثقل وزنه اعلم أنه مكون من الرصاص الذي يسبب مشاكل في التنفس.

- اطلب أن تجرب بعض من البخور واستنشق الدخان المتصاعد وافتح عينيك، فإذا شعرت بألم وحكة فلا تقدم على شرائه، ولاحظ لون الدخان أيضا، إذا كان يميل للزرقة فهو بخور جيد.

- يمكنك وضع قطعة صغيرة من البخور في إناء ماء، إذا اصفّر لون الماء اعرف أنه مُصنّع وغير طبيعي.