 |
بتاريخ : 29-03-2017 الساعة : 09:47 PM
رقم
#1
أوصاف أهل الطريق
|
شاملى ذهبى
|
أوصاف أهل الطريق
أوصاف أهل الطريق وأهدافهم ثم يبين الامام الأوصاف التي إذا اتصف بها إنسان صار من أهل الطريق، وأفاض الله عليه من إمداداتهم فيقول:
((أهل الطريق: قوم صفت قلوبهم، فلم يحقد أحدهم على الآخر لأن كل واحد منهم عون للآخر على مقصوده، وقال الله تعالى ( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى ) [2المائدة] وكل واحد منهم مرآة لأخيه، يشهد فيها ما من الله به عليه من المنن فيشكره، أو ما ألم بنفسه من العيوب فيتطهر منها، أو من الأمراض فيتداوى منها، فالأخ منهم يحن إلى أخيه أكثر من حنينه إلى الماء البارد في اليوم الصائف لأن لقاء أخيه: إما مزيد من المواهب وإما تخلص من الأمراض والقطيعة والبعد، لم تقع أبصارهم إلا على محاسن إخوانهم وفضائل أصحابهم، لاشتغال كل واحد منهم بعيوب نفسه عن عيوب أخيه، إذا أغضبتهم اجتهدوا في أن يرضوا الله فيك، وسعوا في أن يداووك من فساد أخلاقك، ويرغبوك في ربك فهم يدرأون السيئة بالحسنة، وإن أرضيتهم اجتهدوا في أن يرضوا الله فيك، فلا أذيتك لهم تخرجهم عن مراقبة ربهم، ولا إرضائك لهم يلفتهم عن مواجهة مولاهم سبحانه، اجتمعت قلوبهم وإن تفرقت أبدانهم، وتآلفت أرواحهم لأنها بالست تعارفت، قد بلغ بهم الحب في الله حتى منحهم الله من المواهب ما غبطتهم عليه الملائكة والأنبياء، هذه علامتهم، وتلك صفاتهم، فأين هم؟ ومن هم؟)) ثم يوضح لهم الأعمال التي يجب أن يتنافسوا فيها فيقول:
((اعلموا أن المزاحمة والمنافسة، إنما تكون في الفرار من الدنيا إلى الآخرة، وفي التخلي عن الرذائل النفسانية للتجمل بالفضائل الروحانية في عمل الخير النافع لجميع الإخوان وفي السبق في عمل القربات والمسارعة إلى المنافسة في رفعة الدرجات عند الله لا عند الخلق، وفي احتقار نفسه ليعظمه الله، وفي الرضا بالفقر ليغنيه الله وفي التواضع لعباد الله ليرفعه الله، وفي بغض الشهرة والسمعة والرياسة خوفاً من القطيعة عن الله، وفي اعتقاد أن الدار الدنيا فانية زائلة، وفي ذلك تكون المنافسة والمزاحمة، ينافس في ذلك أهل الله الصالحون وأحباب الله المقربون ! ( وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ) [26المطففين] وليست المنافسة والمزاحمة في جمع ما يفني من المال، وما لا ينفع من الشهرة والسيادة وما لا يدوم من ملاذ المأكل والمشرب والمنكح والملبس والمسكن)) وهكذا يبين الإمام للصوفية أحوالهم، لتعلوا هممهم، ويوضح لهم أعمالهم ليتمسكوا بهدى سلفهم، ويوجههم إلى الميادين التي يجب أن ينزلوا فيها أنفسهم ليتمتعوا بأحوال الصالحين ويحظوا بصفات المتقين، ويكونوا
الامام ابو العزائم المجدد الصوفى لفضيلة الشيخ فوزى محمد ابوزيد
|
 |
|
المفضلات