|
بتاريخ : 09-02-2012 الساعة : 09:20 AM
رقم
#1
كتاب النجاة الشيخ الرئيس ابن سينا
|
شاملى مميز
|
تقديم موقع الفلسفة الإسلامية
الفهرست
القسم الأول : في المنطق
1. فصل في التصور والتصديق وطريق كل منهما كل معرفة وعلم
2. فصل في الألفاظ المفردة
3. فصل في اللفظ المفرد الجزئي
4. فصل في المقول فكتاب النجاة
الشيخ الرئيس
ابن سيناي جواب ما هو
5. فصل في المقول في جواب أي شيء هو
6. فصل في النوع
7. فصل في الخاصة
8. فصل في الأسم
9. فصل في الحملية
10. فصل في الشرطية المنفصلة
11. فصل في المحصورة
12. فصل في السور
13. فصل في المعدولة والبسيطة
14. فصل في القضية العدمية
15. فصل في الممكن وتحقيقه
16. فصل في الواجب والممتنع
17. فصل في المقدمة والحد
18. فصل في الممكنات
19. فصل في القضيتين المتقابلتين
20. فصل في عكس المطلقات
21. فصل في عكس الممكنات
22. فصل في القياس
23. فصل في أجزاء القياسات الاقترانية وأشكالها
24. فصل في التأليف من الضروريات
25. فصل في اختلاط المطلق والضروري في الشكل الأول
26. فصل في اختلاطهما في الشكل الثالث
27. فصل في اختلاط الممكن والمطلق في الشكل الأول
28. فصل في اختلاط الممكن والضروري في الشكل الأول
29. فصل في الممكنتين في الشكل الثاني
30. فصل في اختلاط الممكن والضروري في الشكل الثاني
31. فصل في اختلاط الممكن والضروري في الشكل الثالث
32. فصل في القياسات الاقترانية من المتصلات
33. فصل في القياسات الاقترانية من المنفصلات
34. فصل في القياس الاستثنائي
35. فصل في القياسات المركبة
36. فصل في اكتساب المقدمات
37. فصل في استقرار النتائج التابعة للمطلوب الأول
38. فصل في قياس الدور
39. فصل في عكس القياس
40. فصل في القياس الذي من مقدمات متقابلة
41. فصل في بيان أن الشيء كيف يعلم ويجهل معاً
42. فصل في التمثيل
43. فصل في الدليل
44. فصل في التصور والتصديق
45. فصل في المتواترات
46. فصل في المظنونات
47. فصل في الأوليات
48. فصل في برهان الأن
49. فصل في مطلب هل
50. فصل في مطلب لم
51. فصل في معنى الأي
52. فصل في مقدمات البراهين
53. فصل في المقدمة الأولية
54. فصل في المناسب
55. فصل في الموضوعات
56. فصل في الأصول التي تعلم أولاً قبل البراهين
57. فصل في المقدمات
58. فصل في اشتراك العلوم في المسائل
59. فصل في الاتفاقيات
60. فصل في أن الحد لا يكتسب من البرهان ولا القسمة ولا حد ضد المحدود ولا الاستقراء
61. فصل في طريق اكتساب الحد
62. فصل في الأجناس العشرة
63. فصل في أقسام معنى الحد
64. فصل في دفع توهم الدور المحال من ترتب في الطبيعة يوهم ذلك
65. فصل في بيان وجوه الغلط في الأقوال الشارحة
66. فصل في المغلطات في القياس
القسم الثاني في الطبيعيات
المقالة الأولى من طبيعيات كتاب النجاة
1. فصل في المبادئ التي يتقلدها الطبيعي ويبرهن عليها الناظر في العلم الآلهي
2. فصل في تجوهر الأجسام
المقالة الثانية من الطبيعيات: في لواحق الأجسام الطبيعية
3. فصل في أن لكل متحرك علة محركة غيره
4. فصل في أنه لا يجوز أن يتحرك الشيء بالطبيعة
5. فصل في أنه لا يمكن أن تكون حركة مكانية غير متجزئة...
6. فصل في الحركة الواحدة
7. فصل في المكان
8. فصل في النهاية واللانهاية
9. فصل في عدم إمكان وجود قوة غير متناهية بحسب الشدة
10. فصل في عدم قبول القوة الغير المتناهية بحسب العدة للانقسام والتجزى
المقالة الثالثة: في الأمور الطبيعية وغير الطبيعية للأجسام
11. فصل في أن لكل جسم طبيعي حيزاً طبيعياً
12. فصل في أن الأمكنة الأولى هي أمكنة البسائط
13. فصل في أن العالم واحد وأنه لا يمكن التعدد
14. فصل في إثبات أن الحركة المبدعة واحدة بالعدد ومستديرة
المقالة الرابعة في الاشارة إلى الأجسام الأولى...
15. فصل في فسخ ظنون قيلت في هذا الموضع ...
16. فصل في التخلخل والمكاثف
17. فصل في بيان آثار للحرارة والبرودة في الأجسام
المقالة الخامسة: في المركبات الناقصة والمعادن
المقالة السادسة في النفس
18. فصل في النفس الناطقة
19. فصل في الفرق بين إدراك الحس وإدراك التخيل وإدراك الوهم وإدراك العقل
20. فصل في أنه لا شيء من المدرك للجزئي بمجرد ولا من المدرك للكلي بمادي
21. فصل في تفصيل الكلام على تجرد الجوهر الذي هو محل المعقولات
22. فصل في إن تعقل القوة العقلية ليس بالآلة الجسدية
23. فصل في إعانة القوى الحيوانية للنفس الناطقة
24. فصل في أن النفس لا تموت بموت البدن ولا تقبل الفساد
25. فصل في بطلان القول بالتناسخ
26. فصل في وحدة النفس
27. فصل في الاستدلال بأحوال النفس الناطقة على وجود العقل الفعال وشرحه بوجه ما
28. فصل في مساوقة الواحد للموجود
29. فصل في بيان الأعراض الذاتية...
30. فصل في بيان أقسام الموجود
31. فصل في إثبات المادة وبيان ماهية الصورة الجسمية
32. فصل في أن الصورة الجسمية مقارنة للمادة في جميع الأجسام عموماً
33. فصل في أن الصورة الجسمية مقارنة للمادة في جميع الأجسام عموماً
34. فصل في أن المادة لا تتجرد عن الصورة
35. فصل في إثبات التخلخل والتكاثف
36. فصل في ترتيب الموجودات
37. فصل في أن الوحدة من لوازم الماهيات لا من مقوماتها...
38. فصل في أن الكيفيات المحسوسة أعراض لا جواهر
39. فصل في أقسام العلل وأحوالها والمبدأ
40. فصل في إن علة الحاجة إلى الواجب هي الامكان لا الحدوث على ما يتوهمه ضعفاء المتكلمين
41. فصل في القديم والحادث
42. فصل في أن كل حادث زماني فهو مسبوق بالمادة لا محالة
43. فصل في تحقيق معنى الكلي
44. فصل في التام والناقص
45. فصل في بيان الحدوث الذاتي
46. فصل في أنواع الواحد والكثير
47. فصل في أن الواجب بذاته لا يجوز أن يكون واجباً بغيره وأن الواجب بغيره ممكن
48. فصل في بساطة الواجب
49. فصل في أن الواجب تام وليس له حالة منتظرة
50. فصل في أن الواجب حق بكل معاني الحقية
51. فصل في أنه واحد من وجود شتى
52. فصل في اثبات واجب الوجود
53. فصل في أنه لا يمكن أن يكون الممكنات في الوجود بعضها علة لبعض
54. فصل آخر في التجرد لإثبات واجب الوجود...
55. فصل في إثبات انتهاء مبادئ الكائنات إلى العلل المحركة لحركة مستديرة
56. فصل في أن واجب الوجود بذاته عقل وعاقل ومعقول
57. فصل في أنه بذاته معشوق وعاشق ولذيذ وملتذ وأن اللذة هي إدراك الخير الملائم
58. فصل في أن واجب الوجود بذاته كيف يعقل ذاته والأشياء...
59. فصل في أن واجب الوجود كيف يعقل الأشياء
60. فصل في تحقيق وحدانية الأول...
61. فصل في صدور الأشياء عن المدبر الأول
62. فصل في إثبات دوام الحركة بقول مجمل ثم بعده بقول مفصل
63. فصل في أن ذلك يقع لانتظار وقت ولا يكون وقت أولى من وقت
64. فصل في أنه يلزم على قول المخالفين أن يكون الله تعالى سابقاً على الزمان والحركة بزمان
65. فصل في أن المخالفين يلزمهم أن يضعوا وقتاً قبل وقت بلا نهاية وزماناً ممتداً في الماضي بلا نهاية وهو بيان جدلي إذا استقصى مال إلى البرهان
66. فصل في أن الفاعل القريب للحركة الأولى نفس
67. فصل في أن حركة السماء مع أنها نفسانية كيف يقال إنها طبيعية
68. فصل في أن المحرك الأول كيف يحرك وأنه محرك على سبيل التشويق إلى الاقتداء بأمره الأولى لاكتساب تشبه بالعقل
69. فصل في أن لكل فلك جزئي محركاً أولاً مفارقاً قبل نفسه يحرك على أنه معشوق فإن المحرك الأول للكل مبدأ لجميع ذلك
70. فصل في أن المعشوقات التي ذكرنا ليست أجساماً
71. فصل في طريق ثالث للبرهنة على العقول المفارقة
72. فصل في حال تكون الأسطقسات عن العلل الأول
73. فصل في العناية وبيان دخول الشر في القضاء الإلهي
74. فصل في معاد الأنفس الإنسانية
75. فصل في المبدأ والمعاد بقول مجمل وفي الإلهامات والدعوات المستجابة والعقوبات السماوية وسائر الأحوال - ومنها الكلام على التنجيم - ومنها الكلام على القضاء والقدر
الصفحة : 1
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر
أما بعد حمد الله والثناء عليه بما هو أهله
والصلاة والسلام على أنبيائه الذين هم عبيده ورسله
وعلى سائر خاصته الذين نالهم من كرمه أفضله وأجله وأغرقهم إحسانه وجوده وفيضه وفضله.
فإن طائفة من الإخوان الذين لهم حرص على اقتباس المعارف الحكمية سألوني أن أجمع لهم كتاباً يشتمل على ما لا بد من معرفته لمن يؤثر أن يتميز عن العامة وينحاز إلى الخاصة ويكون له بالأصول الحكمية إحاطة وسألوني أن أبدأ فيه بإفادة الأصول من علم المنطق ثم أتلوها بمثلها من علم الطبيعيات ثم أورد من علمي الهندسة والحساب ما لا بد منه لمعرفة القدر الذي يقرن بالبراهين على الرياضيات وأورد بعده من علم الهيئة ما يعرف به حال الحركات والأجرام والأبعاد والمدارات والأطوال والعروض دون الأصول التي يحتاج إليها في التقاويم وما تشتمل عليه الزيجات مثل أحوال المطالع والزوايا وتقويم المسير بحسب تاريخ تاريخ إلى غير ذلك وأن أختم الرياضيات بعلم الموسيقى ثم أورد العلم الآلهي على أبين وجه وأوجزه وأذكر فيه حال المعاد وحال الأخلاق والأفعال النافعة فيه لدرك النجاة من الغرق في بحر الضلالات فأسعفتهم بذلك وصنفت الكتاب على نحو ملتمسهم مستعيناً بالله ومتوكلاً عليه فبدأت بإيراد الكفاية من صناعة المنطق لأنه الآلة العاصمة للذهن عن الخطأ فيما نتصوره ونصدق به والموصلة إلى الاعتقاد الحق بإعطاء أسبابه ونهج سبله.
القسم الأول
في المنطق
فصل في التصور والتصديق وطريق كل منهما كل معرفة وعلم
فإما تصور وإما تصديق والتصور هو العلم الأول ويكتسب بالحد وما يجري مجراه مثل تصورنا ماهية الإنسان والتصديق إنما ويكتسب بالقياس أو ما يجرى مجراه مثل تصديقنا بأن للكل مبدأ فالحد والقياس آلتان بهما تكتسب المعلومات التي تكون مجهولة فتصير معلومة بالرؤية وكل واحد منهما - منه ما هو حقيقي - ومنه ما هو دون الحقيقي ولكنه نافع منفعة ما بحسبه - ومنه ما هو باطل مشبه بالحقيقي والفطرة الإنسانية في الأكثر غير كافية في التمييز بين هذه الأصناف ولولا ذلك لما وقع بين العقلاء اختلاف ولا وقع لواحد منهم في رأيه
الصفحة : 2
تناقض وكل واحد من القياس والحد فإنه معمول ومؤلف من معان معقولة بتأليف محدود فيكون لكل واحد منهما مادة منها ألف وصورة بها يتم التأليف وكما أنه ليس عن أي مادة اتفقت يصلح أن يتخذ بيت أو كرسي ولا بأي صورة اتفقت يمكن أن يتم من مادة البيت بيت ومن مادة الكرسي كرسي بل لكل شيء مادة تخصه وصورة بعينها تخصه كذلك لكل معلوم علم بالرؤية مادة تخصه وصورة تخصه منهما يصار إلى تحققه وكما أن الفساد في اتخاذ البيت قد يقع من جهة المادة وإن كانت الصورة صحيحة وقد يقع من جهة الصورة وإن كانت المادة صالحة وقد يقع من جهتيها جميعاً - كذلك الفساد في الرؤية قد يقع من جهة المادة وإن كانت الصورة صحيحة وقد يقع من جهة الصورة وإن كانت المادة صالحة وقد يقع من جهتهما جميعاً. فصل في منفعة المنطق فالمنطق هو الصناعة النظرية التي تعرف أنه من أي الصور والمواد يكون الحد الصحيح الذي يسمى بالحقيقة حداً والقياس الصحيح الذي يسمى بالحقيقة برهاناً وتعرف أنه عن أي الصور والمواد يكون الحد الإقناعي الذي يسمى رسماً وعن أي الصور والمواد يكون القياس الإقناعي الذي يسمى ماقوى منه وأوقع تصديقاً شبيهاً باليقين جدلياً وما ضعف منه وأوقع ظناً غالباً خطابياً وتعرف أنه عن أي صورة ومادة يكون الحد الفاسد وعن أي صورة ومادة يكون القياس الفاسد الذي يسمى مغالطياً وسوفسطائياً وهو الذي يتراءى أنه برهاني أو جدلي ولا يكون كذلك وإنه عن أي صورة ومادة يكون القياس الذي لا يوقع تصديقاً البتة ولكن تخييلاً يرغب النفس في شيء أو ينفرها ويقززها أو يبسطها أو يقبضها وهو القياس الشعري فهذه فائدة صناعة المنطق ونسبتها إلى الروية نسبة النحو إلى الكلام والعروض إلى الشعر لكن الفطرة السليمة والذوق السليم ربما أغنيا عن تعلم النحو والعروض وليس شيء من الفطر الإنسانية بمستغن في استعمال الروية عن التقدم بإعداد هذه الآلة إلا أن كون إنساناً مؤيداً من عند الله تعالى.
الصفحة : 3
فصل في الألفاظ المفردة
لما كانت المخاطبات النظرية بألفاظ مؤلفة والأفكار العقلية من أقوال عقلية مؤلفة وكان المفرد قبل المؤلف وجب أن نتكلم أولاً في اللفظ المفرد فنقول إن اللفظ المفرد هو الذي يدل على معنى ولا جزء من أجزائه يدل بالذات على جزء من أجزاء ذلك المعنى مثل قولنا الإنسان فإنه يدل به على معنى لا محالة وجزآه وليكونا الإن والسان إما أن لا يدل بهما على معنى لا محالة أو أن يدل على معنيين ليسا جزئي معنى الانسان وإن اتفق أن كان الإن مثلاً يدل على النفس والسان يدل على البدن فليس يقصد بإن وسان في جملة قولنا الإنسان الدلالة بهما فيكونان كأنهما لا يدلان أصلاً إذا أخذا جزئي قولنا الإنسان. فصل في اللفظ المركب وأما اللفظ المركب أو المؤلف فهو الذي يدل على معنى وله أجزاء منها يلتئم مسموعه ومن معانيها يلتئم معنى الجملة كقولنا الإنسان يمشي أو رامي الحجارة. فصل في اللفظ المفرد الكلي واللفظ المفرد الكلي هو الذي يدل على كثيرين بمعنى واحد متفق أما كثيرين في الوجود كالإنسان أو كثيرين في جواز التوهم كالشمس وبالجملة الكلى هو اللفظ الذي لا يمنع مفهومه أن يشترك في معناه كثيرون فإن منع من ذلك شيء فهو غير نفس مفهومة.
الصفحة : 4
فصل في اللفظ المفرد الجزئي
واللفظ المفرد الجزئي هو الذي لا يمكن أن يكون معناه الواحد لا بالوجود ولا بحسب التوهم لأشياء فوق واحد بل يمنع نفس مفهومه من ذلك كقولنا زيد لمشار إليه فإن معنى زيد إذا أخذ معنى واحداً هو ذات زيد الواحدة فهو لا في الوجود ولا في التوهم يمكن أن يكون لغير ذات زيد الواحدة إذ الاشارة تمنع من ذلك فإنك إذا قلت هذه الشمس أو هذا الإنسان يمنع من أن يشترك فيه غير الإشارة. فصل في الذاتي ولنترك الجزئي ولنشتغل بالكلي وكل كلي فإما ذاتي وإما عرضي والذاتي هو الذي يقوم ماهية ما يقال عليه ولا يكفي في تعريف الذاتي أن يقال إن معناه ما لا يفارق فكثير مما ليس بذاتي لا يفارق ولا يكفي أن يقال إن معناه ما لا يفارق في الوجود ولا تصح مفارقته في التوهم حتى إن رفع في التوهم يبطل به الموصوف في الوجود فكثير مما ليس بذاتي هو بهذه الصفة مثل كون الزوايا من المثلث مساوية لقائمتين فإنه صفة لكل مثلث ولا يفارق في الوجود ولا يرتفع في الوهم حتى يقال إنا لو رفعناه وهما لم يجب أن نحكم أن المثلث غير موجود وليس بذاتي ولا أيضاً أن يكون وجوده للموصوف به مع ملازمته بينا فإن كثيراً من لوازم الشيء التي تلزمه بعد تقرير ماهيته تكون بينة اللزوم له بل الذاتي ما إذا فهم معناه وأخطر بالبال وفهم معنى ما هو ذاتي له وأخطر بالبال معه لم يمكن أن يفهم ذات الموصوف إلا أن يكون قد فهم له ذلك المعنى أولاً كالإنسان والحيوان فإنك إذا فهمت ما الحيوان وفهمت ما الإنسان فلا تفهم الإنسان إلا وقد فهمت أولاً أنه حيوان وأما ما ليس بذاتي فقد تفهم ذات الموصوف مجرداً دونه فإذا فهم فربما لزمه أن يفهم وجوده له كالمحاذاة للنقطة أو يفهم ببحث ونظر كتساوي الزوايا القائمتين في المثلث أو يكون جائزاً أن يرفع توهماً وإن لم يرتفع وجوداً كالسواد للإنسان الزنجي أو يرتفع وجوداً وتوهماً معاً مثل الشباب فيما يبطي زواله والقعود فيما يسرع زواله. وأما العرضي فهو كل ما عددناه مما ليس بذاتي وقد يغلط فيه فيظن أنه العرض الذي هو المقابل للجوهر الذين سنذكرهما بعد وليس كذلك فإن العرضي قد يكون جوهراً كالأبيض والعرض لا يكون جوهراً كالبياض.
الصفحة : 5
فصل في المقول في جواب ما هو
ثم من الذاتي ما هو مقول في جواب ما هو ومنه ما ليس بمقول والذاتي المقول في جواب ما هو مشكل ويكاد أكثر الشروح تغفل عن تحقيقه ويكاد أن يرجع ما يراه الظاهريون من المنطقيين في المقول في جواب ما هو إلى أنه هو الذاتي لكن الذاتي أعم منه وتحقيقه بحسب ما انتهى إليه بحثنا إن الشيء الواحد قد تكون له أوصاف كثيرة كلها ذاتية لكنه إنما هو ما هو لا بواحد منها بل بجملتها فليس الإنسان إنساناً بأنه حيوان أو مائت أو شيء آخر بل بأنه مع حيوانيته ناطق فإذا وضع لفظ مفرد يتضمن " لست أقول يلتزم " جميع المعاني الذاتية التي بها يتقوم الشيء فذلك الشيء مقول في جواب ما هو مثل قولنا الإنسان لزيد وعمر فإنه يشتمل على كل معنى مفرد ذاتي له مثل الجوهرية والتجسم والتغذي والنمو والقولية وقوة الحس والحركة والنطق وغير ذلك فلا يشذ عنه مما هو ذاتي لزيد شيء وكذلك الحيوان لا للإنسان وحده لكن للأنسان والفرس والثور وغيرها ذلك بحال الشركة فإنه يشتمل على جميع الأوصاف الذاتية التي لها بالشركة وإنما يشذ منه ما يخص واحداً واحداً منها فالمقول في جواب ما هو هكذا يكون وأما الداخل في جواب ما هو فهو كل ذاتي.
الصفحة : 6
فصل في المقول في جواب أي شيء هو
أما في المقول في جواب أي شيء هو فهو الذي يدل على معنى يتميز به الشيء عن أشياء مشتركة في معنى واحد فمنه عرضي مثل الأبيض الذي يميز الثلج عن القار وهما جسمان جماديان: ومنه ذاتي مثل الناطق الذي يميز الأنسان عن الفرس وهما حيوانان وقد اصطلح قوم على أن يسموا هذا الذاتي مقولاً في جواب أيما هو فيكون المقول في جواب أيما هو بحسب إصطلاحهم هو المميز بعد ماهية مشتر تمييزاً ذاتياً مثل الناطق للانسان بعد الحيوان دون البياض للثلج. فصل في الألفاظ الخمسة والألفاظ الكلية خمسة جنس - ونوع - وفصل - وخاصة - وعرض عام. فصل في الجنس الجنس هو المقول على كثيرين مختلفين بالأنواع في جواب ما هو وقولنا مختلفين بالأنواع أي بالصور والحقائق الذاتية وأن لم يعرف بعد النوع الذي هو مضاف إلى الجنس. وقولنا في جواب ما هو أي قولاً يحال بحال الشركة لابحال الأنفراد كالحيوان للأنسان والفرس لا كالحساس للأنسان والفرس فإن الحساس لا يدل على كمال ماهية مشتركة للانسان والفرس وإن كان يدل على معنى ما ذاتي وهو كونه ذا حس وتخلى عن المتحرك بالإرادة وعن النامي وعن المغتذي وغير ذلك إلا على سبيل الالتزام لا على سبيل التضمن وفرق بين الألتزام والتضمن فإن السقف يلتزم الحائط ولا يتضمنه. والبيت يلتزم الحائط ويتضمنه فيجب إذا حددت الجنس أن تحده بما لا يشاركه فيه فصل الجنس وإذا حددت الجنس أن لا تديره على النوع ولا تشتغل بما يقوله " فرفوريوس "
الصفحة : 7
فصل في النوع
وأما النوع فهو الكلي الذاتي الذي يقال على كثيرين في جواب ما هو ويقال أيضاً عليه وعلى غيره آخر في جواب ما هو بالشركة مثل الحيوان الذي هو نوع من الجسم فإنه يقال على الانسان والفرس في جواب ما هو بالشركة ويقال الجسم عليه وعلى غيره أيضاً بالشركة في جواب ما هو وقد يكون الشيء جنساً لأنواع ونوعاً لجنس مثل الحيوان للجسم ذي النفس فإنه نوعه وللانسان والفرس فإنه جنسهما لكنه ينتهي الأرتقاء إلى جنس لا جنس فوقه ويسمى جنس الأجناس وينتهي الانحطاط إلى نوع لا نوع تحته ويسمى نوع الأنواع ويرسم بأنه المقول على كثيرين مختلفين بالعدد في جواب ما هو كالانسان لزيد وعمرو والفرس لهذه الفرس وتلك. فصل في الفصل وأما الفصل فهو الكلي الذاتي الذي يقال على نوع تحت جنس في جواب أي شيء هو منه كالناطق للانسان فيه يجاب حين يسأل أنه أي حيوان هو - والفرق بين الناطق والانسان أن الانسان حيوان له نطق والناطق شيء مالم يعلم أي شيء هو له نطق والنطق فصل مفرد والناطق مركب وهو الفصل المنطقي.
الصفحة : 8
فصل في الخاصة
وأما الخاصة فهي الكلي الدال على نوع واحد في جواب أي شيء هو لا بالذات بل بالعرض أما نوع هو جنس كتساوي الزوايا من المثلث لقاثمتين فإنه خاصة للمثلث وهو جنس وأما نوع ليس هو بجنس مثل الضاحك للإنسان وهو خاصة ملازمة مساوية ومثل الكتابة وهو خاصة غير ملازمة ولا مساوية بل أخص. وأما العرض العام فهو كل كلي مفرد عرضي أي غير ذاتي يشترك في معناه أنواع كثيرون كالبياض للثلج والققنس ولا تبال بأن يكون ملازماً أو مفارقاً لكل واحد من النوع أو للبعض جوهراً كان في نفسه - كالأبيض أو عرضاً كالبياض بعد أن لا يكون مقوماً للماهية. فإن وقوع العرض على هذا وعلى الذي هو قسم الجوهر في الوجود وقوع بمعنيين مختلفين فصل في الأعيان والأوهام والألفاظ والكتابات ألشيء إما عين موجود وإما صورة موجودة في الوهم أو العقل مأخوذة عنهما ولا يختلفان في النواحي والأمم وإما لفظة تدل على الصورة التي في الوهم أو العقل معبرة وإما كتابة دالة على اللفظ ويختلفان في الأمم فالكتابة دالة على اللفظ واللفظ دال على الصورة الوهمية أو العقلية وتلك الصورة دالة على الأعيان الموجودة.
الصفحة : 9
فصل في الأسم
والأسم لفظ مفرد يدل على معنى من غير أن يدل على زمان وجود ذلك المعنى من الأزمنة الثلاثة كقولنا زيد - فمنه محصل كقولنا زيد - ومنه غير محصل قرن فيه لفظ السلب بشيء هو اسم محصل وجعل مجموعهما إسماً دالاً على ما خالف معنى المحصل كقولنا لاانسان للانسان فصل في الكلمة والكلمة لفظ مفردة تدل على معنى وعلى الزمان الذي كان ذلك المعنى موجوداً فيه لموضوع ما غير معين كقولنا مشى فإنه يدل على مشى لماش غير معين في زمان قد مضى. فصل في الأداة وأما الأداة فهي لفظة مفردة إنما تدل على أمر لمعنى يصح أن يوضع أو يحمل بعد أن يقرن باسم أو كلمة كقولنا في وعلى. فصل في القول والقول كل لفظ مركب وقد عرفناه قبل. فصل في القضية والقضية والخبر هو كل قول فيه نسبة بين شيئين بحيث يتبعه حكم صدق أو كذب.
الصفحة : 10
فصل في الحملية
والحملية هي التي توقع هذه النسبة بين شيئين ليس في كل واحد منهما هذه النسبة إلا بحيث يمكن أن يدل على كل واحد منهما بلفظ مفرد كقولنا الانسان حيوان أو قولنا الحيوان الضاحك ينتقل من مكان إلى مكان بوضع قدم ورفع أخرى فكأنك قلت الانسان يمشي أو قولك فلان كثير علمه فإن قولك كثير علمه معادل لقولك فيلسوف. فصل في الشرطية والشرطية هي التي توقع هذه النسبة بين شيئين فيهما هذه النسبة من حيث هي مفصلة كقولنا إن كانت الشمس طالعة فالنهار موجود فإنك إن فصلت هذه النسبة انحل إلى قولك الشمس طالعة وإلى قولك النهار موجود وكل واحد منهما قضية - وكذلك إذا قلت - إما أن يكون هذا العدد زوجاً - وإما أن يكون هذا العدد فرداً " كأنك قلت العدد زوج والعدد فرد. فصل في الشرطية المتصلة وأما المتصلة من الشرطية فهي التي توجب أو تسلب لزوم قضية لأخرى كما قدمناه من مثال الشرطي.
الصفحة : 11
|
|
|
المفضلات