صفحة 1 من 5 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 48
  1. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 15-02-2012 الساعة : 04:43 PM رقم #1

    افتراضي / الحكم والغايات فى تعبير المنامات



    شاملى مميز


    • بيانات علي العذاري
      رقم العضوية : 6016
      عضو منذ : Jan 2012
      الدولة : ariq
      المشاركات : 141
      بمعدل : 0.03 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 14
      التقييم : Array


  2. بسم الله الرحمن الرحيم
    اسم المخطوط / الحكم والغايات فى تعبير المنامات { مخطوط }
    المؤلف / محمد بن أبي بكر بن محمود بن إبراهيم عُرف بابن الدقاق المقري
    عدد الأجزاء / 1
    (1/1)

    ص 1 أ
    بسم الله الرحمن الرحيم
    صلى الله على سيدنا محمد وآله
    قال العبد الفقير إلى رحمة ربه الكريم الخلاق محمد بن أبي بكر بن محمود بن إبراهيم عُرف بابن الدقاق المقري عفا الله عنهم
    الحمد لله الذي لم يزل ولا يزال حليماً غفوراً حكيماً عليماً مطلعاً على خلقه خبيراً بهم بصيراً قادراً مقتدراً قاهراً منتقماً صبوراً شكوراً الذي له ملك السموات والأرض ولم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديراً فطر السماء بقدرته وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً وسطح الأرض بحكمته وجعل فيها رواسي أن تميد بهم وبث فيها أنعاماً وأناسيّ كثيرا وجعل كلاً من هذه المخلوقات في قهر مشيئته وسلطان قدرته مأسوراً مقهوراً وجعل الليل لباساً والنوم سباتاً وجعل النهار نشورا وقسم حال خلقه إلى يقظة ومنام ورؤيا وأحلام وأشهد العبد بواسطة الرؤيا جميع أحواله بتسخير الملك الذي وكله بذلك فهو يدله على كل شيء بمثاله عرف ذلك من عرفه ممن شملته العناية الربانية فامتزجت روحه العوالم الروحانية وعاينت طوائف الملكية وشاهدت - ( كلام مفقود ) - جهله من غمست روحه في كشف العوالم - ( كلام مفقود ) - من تفرد بوحدانيتة وجعل في كل مخلوق له
    ص 1 ب
    (1/2)

    آية تدل عليها وقسم خلقه إلى شقي وسعيد وجعل لكل نفس طريقاً إلى نصيبها من ذلك العمل تقدمه بين يديها أحمده وله الحمد ظاهراً وباطناً وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة لا أزال بإخلاصها موقناً وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله بالحق معلنا وخصه بالخلق العظيم فكان للمسيء إليه محسناً صلى الله عليه وعلى آله الذين أخلصوا في متابعته سراً وعلنا صلاة أدخرها عند الله ثواباً عظيماً وأجراً حسناً وبعد فهذا كتاب ألفته في عبارة الرؤيا ورجوت به ثواب الآخرة بعد ثواب الدنيا وأجبت به سؤال من أحب إسعافه ورتبته ترتيباً منحني الله تعالى فيه ألطافه ثم ما ثبت في الصحيح من قوله ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به من بعده أو ولد صالح يدعو له ) فلما تعذرت حالتي الولد والصدقة تصدق الله سبحانه بدُرر من بحار هذا العلم المونقة ويسر لي فوائده المقيدة والمطلقة فمن تأمله وسلك في ذلك الإنصاف علم أنه في فنه بجميع المقاصد واف وسميته بالحِكم والغايات في تعبير المنامات
    ص 2 أ يشتمل على سبعين باباً في ثمان مقدمات كل مقدمة لها أبواب مفصلة وفروع مؤصلة ليرغب فيه مطالعُه وتسهل عليه مطالعه والمرجو من الله تعالى أن ينفع به من نظر فيه الاستفادة وأن تبلغ كلا من مطالعه ومؤلفه في الدارين مُراده أنه أرحم الراحمين
    المقدمة الأولى - في الرؤيا وفضلها وما ذكر العلماء فيها وهي ثلاثة أبواب
    المقدمة الثانية - في رؤية الله عز وجل وما ينسب لجلاله وكبريائه وما أبدع في الوجود من لطيف صنعته وحكمته وهي تسعة أبواب
    المقدمة الثالثة - في رؤية الأنبياء عليهم السلام والصحابة وأشراف الناس وأرباب الحرف والصنايع وما يتعلق بهم من الآلات والأدوات والأثاث وهي ثلاثة عشر باباً
    المقدمة الرابعة - في رؤية الطيور وأنواع الحيوانات وخصائصها والجن والشياطين وهي خمسة أبواب
    ص 2 ب
    (1/3)

    المقدمة الخامسة - في رؤية الأرض والجماد والمياه وما تصرف منها وهي بابان
    المقدمة السادسة - في ذكر رؤية آلات البنا وذكر الأبنية واختلافها وهي ثمانية أبواب
    المقدمة السابعة - في رؤية الأشجار وأنواع الزهر والثمار ومجموع الملاد وهي تسعة عشر باباً
    المقدمة الثامنة - في رؤية الحوادث والأعراض وعلاجها وذكر الموت والساعة وأشراطها والنيران والجنان وما ختم به من الحكايات وذكر طبقات المعبرين وهي أحد عشر باباً سرد الأبواب مع ذكر المقدمات
    ذكر المقدمة الأولى وتفصيلها وما ينسب إليها
    وهي ثلاثة أبواب
    الباب الأول - فيما ورد من الأخبار النبوية في ذكر المنام وآدابه وما نقل عن العلماء من أئمة التعبير فيه
    الباب الثاني - في الرؤيا وإعدادها وكيفيتها وما ذكر الحكماء في حقائقها ومدركاتها وتسميتها
    الباب الثالث - فيما يراه الإنسان لنفسه وهو
    ص 3 أ لغيره والرد على من قال بإبطال الرؤيا وما ينبغي اعتباره من الكتاب والسنة النبوية والأشعار والألغاز والتشابيه وغير ذلك
    ذكر المقدمة الثانية وتفصيلها وما ينسب لأبوابها وهي تسعة أبواب
    الباب الأول - في رؤية الله سبحانه وتعالى في المنام ورؤية العرش والكرسي واللوح والقلم
    الباب الثاني - في قراءات الاستعاذة في المنام ورؤية البسملة وكتبها وما يتعلق بها
    الباب الثالث - في تلاوة كتاب الله العزيز في المنام مرتباً على السور ثم رؤية المصحف الكريم وغيره من الكتب
    الباب الرابع - في رؤية الملائكة الكرام
    الباب الخامس - في رؤية السماء والليل والنهار
    ص 3 ب والنار والنور والظلمة والأمطار والرياح والسحب والغيوم والصواعق والبرد والجليد والثلج والحر والبرْد والحبك وغير ذلك
    الباب السادس - في رؤية الشمس والقمر ودايراتيهما وخسفيهما والهلال وأحكامه والبروج والنجوم والغبوقات
    الباب السابع - في رؤية قوس السحاب في المنام وسماع الرعد ورؤية البرق والزلازل وما يترتب عليهم من الأحكام
    (1/4)

    الباب الثامن - فيما نُقل من الحكماء في ذكر الأعوام والشهور وسقوط الرؤيا والأيام والساعات ورؤية النيروز وما قيل في رؤيته في المنام وذكر أحكامه
    الباب التاسع - في قسمة الزمان وما يختص بكل أوان
    ذكر المقدمة الثالثة - وتفصيلها وما ينسب لأبوابها
    وهي ثلاثة عشر باباً
    ص 4 أ
    الباب الأول - في رؤية الأنبياء عليهم السلام وما يختص بالنساء والرجال من رؤيتهم
    الباب الثاني - في رؤية النبى {صلى الله عليه وسلم} ورؤية أصحابه و أهل بيته والتابعين رضي الله عنهم
    الباب الثالث - في رؤية بني آدم الذكور والإناث وأسمائهم وألوانهم والأحرار منهم والعبيد والمعروف والمجهول والحي والميت والكلام على الأعضاء الظاهرة والباطنة والجلد في المنام
    الباب الرابع - في الحسن وضده والحبَل والميلاد والصهارة في المنام
    الباب الخامس - في ما يبدو من ابن آدم من الفضلات والحركات في المنام
    الباب السادس - في رؤية الخلفاء والملوك والوزراء والأمراء
    الباب السابع - في رؤية أرباب الحرف والمعايش على حروف المعجم وما يختص بالنساء من الحرف والصنائع ورؤية ذلك كله في المنام
    الباب الثامن - ( غير موجود )
    ص 4 ب
    الباب التاسع - في رؤية العدد والآلات في المنام على حروف المعجم
    الباب العاشر - في الأعمال الدينية ورؤيتها في المنام
    الباب الحادي عشر - في ما يرى في المنام من ألفاظ تقع أكثرها من المحاكمات الشرعية وتأويل ذلك
    الباب الثاني عشر - في رؤية الدنيا وأفعال اللهو واللعب
    الباب الثالث عشر - في ما يصدر من الأعمال عن الحواس الإنسانية على حروف المعجم
    ذكر المقدمة الرابعة - وتفصيلها وما ينسب لأبوابها وهي خمسة أبواب
    الباب الأول - في الطيور وأقسامها وأنواعها وخواصها ورؤيتها
    الباب الثاني -
    ص 5 أ في الحيوانات الأهلية وخواصها ورؤيتها في المنام
    الباب الثالث - في رؤية الوحوش وخواصها في المنام
    الباب الرابع - في رؤية دواب البحر وخواصها في المنام
    (1/5)

    الباب الخامس - في رؤية الجن والشياطين والعمّاد في المنام
    ذكر المقدمة الخامسة - وتفصيلها وما ينسب لأبوابها
    وهي بابان
    الباب الأول - في رؤية الأرض واختلاف طرقها وسهلها ووعرها والجبال والمغاير والكهوف والمعادن والكنوز والدفائن والتلال والرمال والمزبلة والحصا والكدى والصخر والحجارة والقواعد والأعمدة والتراب والزبل والتبن والأودية والعقبات والسراب
    الباب الثاني - في البحار والمياه والآبار والعيون والأنهار والخُلج والغُدران
    ص 5 ب والسواقي والدواليب والمزاريب والصهاريج والسنن والقنوات والجب والحفر والأخاديد والحماة والأوحال والسيول
    ذكر المقدمة السادسة - وتفصيلها وما ينسب لأبوابها وهي ثمانية أبواب
    الباب الأول - في رؤية آلات البناء والعدة واختلاف أنواعها كالرخام والبلاط والحجارة المنحوتة والكلس والجبس والقصب وما يتعلق بذلك وذكر الأعتاب واللِبن والطوب الآجر
    الباب الثاني - في رؤية الأبنية المشرفة وأماكن القربات عند الإسلام
    الباب الثالث - في رؤية الحصون والخنادق والأسوار والسجون والجسور والقناطر وعجائب البناء ومقابر الإسلام والنواويس ودفين الجاهلية
    الباب الرابع - في رؤية الكنائس والبيع و الصوامع والهياكل والمذهب
    ص 6 أ وبيوت النيران والأصنام و آلات التعبد كالجرس والناقوس وغير ذلك
    الباب الخامس - في رؤية المدن والقرى ومنازل القمر وأماكن الشرطة
    الباب السادس - في رؤية الأسواق والحوانيت والغرف والقاعات والمقاعد والعقود والمجالس والدهاليز وأبواب السرّ والبادهنج والمرحاض والدرج والمخدع والشادرْوَان والخزائن والفسَاقي والطاقات والأسطحة والأبواب والأقفال الحديد والخشب والدوار والمتراس والزرفين والرزاث والسقاطات والمهجات والدراريب والسدد والرفوف والعصافير وما أشبه ذلك
    الباب السابع - في الأفران والطواحين والحمام والمسلخ والقمن والمدابغ والميلات والخانات والزرايب والمناخات والمعمل والمعاصر والرحى
    (1/6)

    الباب الثامن - في رؤية الكير والكانون والتنور والأمون والحنايا
    ص 6 ب والأزقة وأماكن العلاج والرمي - ( كلام محذوف ) - ومساطب
    ذكر المقدمة السابعة - وتفصيلها وما ينسب لأبوابها
    وهي تسعة عشر باباً
    الباب الأول - في الأشجار والثمار والمروج والزهر والنوار والرياحين
    الباب الثاني - في البقول والخضروات وجنان البيوت وقصب السكر والمقات
    الباب الثالث - في رؤية السياج على الأشجار كالصفصاف والسنط والجميز والجوز والحور والقصب الفارسي والأثل والمكعب واللبلاب ومباح الحشيش ورؤية الزرع والحصاد وأشجار الجبال والأودية وثمارها
    الباب الرابع - في رؤية الحطب والقصاب والحلفا والرماد والفحم
    الباب الخامس -
    ص 7 أ ( كلام محذوف ) - القتاتة والبذور
    الباب السادس - ( كلام محذوف ) - من الحنطة وما يعمل منه ورؤية ذلك في المنام
    الباب السابع - في رؤية أنواع الشحم واللحم والآلية والسمن والزبد والمخ والرؤوس والأكارع
    الباب الثامن - في رؤية الأعسال والخل والمربى وأنواع الزيت والسليط والقند والسُّكر
    الباب التاسع - في أنواع الحلوى ورؤيتها في المنام
    الباب العاشر - في رؤية الأشربة المعقودة والسائلة وأسرارها في المنام
    الباب الحادي عشر - في رؤية المملوح والمعفن والكافح والمخلل وفيما ورد النص بتحريمه وقربان أهل الكتاب وما أُكل من الحشرات
    الباب الثاني عشر - في رؤية الشّور والمطجّن والمقلو وما له أوان مخصوص
    ص 7 ب ورؤية الشرايح واللحم المدقوق والقديد والنقانق والعجج والسبنوسج والزلابية
    الباب الثالث عشر - في رؤية الألبان وأنواعها وما يعمل منها مأكولا ومشروبا وقديداً ومطبوخاً وما يكره من ذلك
    الباب الرابع عشر - في رؤية الأطعمة المختلفة الألوان والهرايس والعصايد وما يؤكل من ذلك في أوانه
    الباب الخامس عشر - في رؤية المشروب من النبى {صلى الله عليه وسلم}ذ وأنواعه واختلاف المسكرات وما يشرب للدواء
    (1/7)

    الباب السادس عشر - في رؤية الملابس المختلفة باختلاف لابسها ورؤية الوبر وأنواعه
    الباب السابع عشر - في رؤية الحلي والحلل والزينة والدراهم والدنانير وأنواعها والفلوس والورق والأوزان والأعداد
    ص 8 أ
    الباب الثامن عشر - في أنواع البخور والمستقطرات والأفاوية الهندية ورؤية ما تقذفه البحر إلى الشطوط كالأصداف والحلزون
    الباب التاسع عشر - في العشق وأسبابه وما يتعلق به من الأفعال الموجبة للحدود والقصاص
    ذكر المقدمة الثامنة - وتفصيلها وما ينسب لأبوابها وهي أحد عشر باباً
    الباب الأول - في رؤية أنواع الحوادث والأعراض والأمراض
    الباب الثاني - في الفصد والحجامة والأدوية والرقى والحقن والسعوط والكي والمرغ والأدهان
    الباب الثالث - في النزاع وقبض الروح والموت فجأة والبكاء والنياحة واللطم والشق
    ص 8 ب
    الباب الرابع - في رؤية تجريد الميت وغسله وكفنه وحنوطه وحمله والقراءة عليه ودفنه
    الباب الخامس - في رؤية دخول الملائكة على الميت في قبره وسؤالهما وما يبشر به أو يروّع
    الباب السادس - في رؤية بشارة الميت للحي أو إنذاره وأخباره بما هو فيه ثم رؤية - ( كلام محذوف ) - ثانياً ثم رؤية صلاته أو أخذه أو عطائه أو سلامه أو ( 1 ) ( كلمة غير واضحة كلمة محذوفة ) ونكاحه وضربه ونومه وبيعه وشرابه ورؤية اقتداء الحي بالميت والميت بالحي ثم رؤية أموات المشركين وأهل الذمة والفراعنة
    الباب السابع - في رؤية أشراط الساعة في المنام وطلوع الشمس من مغربها وخروج الدجال وظهور يأجوج ومأجوج وخروج الدابة ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام إلى الأرض حَكماً عدلاً وما يتعلق بذلك
    ص 9 أ
    الباب الثامن - في رؤية النفخ في الصور والبعث والنشور والحساب وتناول الصحف والجواز على الصراط وكلام الله سبحانه للعبد والنظر إليه عز وجل
    الباب التاسع - في رؤية جهنم وخزنتها وطبقاتها وما أعد الله لأهلها فيها ورؤية مالك عليه السلام خازنها وذكر الشفاعة
    (1/8)

    الباب العاشر - في رؤية نهر الكوثر والجنة وما أعد الله له فيها من الحور والأنهار والقصور والأشجار والثمار ورؤية أبوابها وخازنها عليه السلام
    الباب الحادي عشر - في نقل عن أئمة التعبير من الحكايات والوقائع الغريبة للقياس عليها وذكر طبقاتهم وما وقع لبعض المتأخرين عفا الله عنه
    بسم الله الرحمن الرحيم
    المقدمة الأولى من كتاب الحكم والغايات في تعبير المنامات - وتفصيلها وما ينسب لأبوابها
    ص 9 ب
    يمسه من جسده فإن مسح يده على رأسه فاعلم أن شأنه يعلو أو وجهته فإن يصل إلى رئيس له عيون من أهل بيته وغنى وحدائق وبئر فإن مسح يده على وجهه وأذنيه فإنه يدخل مدينة عظيمة ويشار إليه فيها وإن مسح يده على جبينه فإنه يصل إلى أحد بينه وبينه أشجان وغيظ وإن مسح يده على فمه وقف على رأس بئر من الماء العذب وإن مسح يده على صدره دخل مغارة ملساء وإن مسح يده على فخذه فإنه يعاين رجلاً من أهل بيته وإن مسح يده على ذَكرِه عاين ولداً له متغرباً عنه وربما عاين زرعه أو ذِكر فيما بين الناس إن لم يكن مذكوراً وأما التعبير بالبصر فمن سألك عن رؤياه فرأيت فرساً أو حماراً أو برذوناً أو بغلاً أو شيئاً مما يحمد جوهره في التأويل فإن ذلك دليلاً على سلامة رؤياه وقلة مضادة
    فأما إذا رأيت شيئاً غير محمود في أصل التأويل فإن ذلك يكون بالضد
    كالتعبير بالسمع وأما التعبير بالعادة فكما ذكر الخلال قال كانت امرأة في بعض القرى ترى كل سنة في منامها قبل هجوم الماء عليها في واديهم كأن حماراً ينكحها فتخبرهم من الغد بكيفية الماء في الوادي فإن أولج فيها متاعه أخبرتهم بامتلاء الوادي وإن لم يتمكن منها أخبرتهم بعدم الماء ويبوسة
    (1/9)

    ص 10 أ الأرض وكثرة المحْلِ في تلك السنة وأما التعبير بالتجربة فكما ذكر الخلاّل في بعض كتبه أن إنساناً من التجار رأى في منامه أنه مجبوب الذكر والأنثيين فسأل عنها نفراً من المعبرين مثل المعافري والأصفهاني وابن الحجام وابن الصباغ فذكر بعضهم أن جاهه يذهب وذكر بعضهم أنه لا يولد له ولد وذكر بعضهم أن ذكره ينقطع وذكر بعضهم أنها موت أولاده وذكر الكرماني أنها فراق أولاده وذكر بعضهم أنها فراق بينه و بين أقربائه وقال بعضهم هي موت صاحب الرؤيا وقال بعضهم يكون مثلاً يمثل وقال غيرهم هي موته وذهاب ماله فلم يلبث قليلاً حتى أتهمت زوجته وطلّقها وسافر بأصحابه وأمواله وأولاده حتى ركب مركباً في البحر فلما هبت الرياح وطمت المياه واضطربت الأمواج وتعلقت به سمكة تعرف بالكوسج فالتقم ذكره وخصيتيه وقطعها من أصولها فأصاب المعبرون فيما أولوه كلاً منهم عبر بالتجربة الموافقة للأصل وأما التعبير بالمثل فإن كثيراً من الناس يرى رؤيا وتخرج مثلا بمثل لا تزيد ولا تنقص كرؤية النبى {صلى الله عليه وسلم} المسجد الحرام في المنام فدخله في اليقظة ورأى إبراهيم الخليل عليه السلام أنه ذبح ولده في المنام فرآه يقيناً
    ص 10 ب
    (1/10)

    وأما التعبير بالأوقات فإنه يجب على المعبر أن لا يبخل بالعبارة في إقبال الليل وإدبار النهار وعند الزوال وأوقات الصلوات لأنها أوقات اضطراب على الرؤيا الصحيحة وهي لا تتغير في وقت من الأوقات لكن صاحبها يكون في خوف وفزع وأما التعبير بالشهور العربية فإن الرؤيا في محرم والسؤال عنها صحيحة لا تخطئ وصاحبها يفرح ويسر ولا يناله مكروه وصفر شهر همّ وغم لا يعبر فيه الرؤيا ما أمكنك فإن الرؤيا فيه ضعيفة والحاجة فيه غير مقضية والعلة إلى الصحيح سريعة والبُرءُ فيه عن المريض بعيد وشهر ربيع الأول الرؤيا فيه سريعة الضرر وإلى الفساد أقرب وشهر ربيع الآخر فإن الرؤيا فيه صادقة مباركة وأما جمادى الأول فهو ذو همّ وغم فلا تعبر فيه الرؤيا ما أمكنك وكذلك جمادى الآخرة
    ورجب شهر خير وبركة وانفتاح ما تغلق فيه من الأمور والرؤيا فيه صالحة لكل أحد وشعبان تشعب فيه الخير وصاحب الرؤيا فيه إلى إقبال وشهر رمضان أعظم الشهور والرؤيا فيه صادقة صحيحة كالوحي لا تخطئ وشهر شوال شهر اضطراب و غموم وأحزان ولا تعبر فيه الرؤيا وذو القعدة وذو الحجة شهري سفر لمن يسافر ويرجع
    (1/11)

    ص 11 أ سالماً وأما التعبير بالأعوام والسنين فقد ذَكر عن ابن سيرين أنه قال الرؤيا في أول السنة مباركة وصاحبها إلى زيادة ورفعة وفي أدبارها منكوسة لفراغ الثمار والحبوب والطعام وفي إقبال الشتاء موافقة للمعيشة وأيضاً لجلاب المال ولأن الناس يجتمعون في أيام الشتاء وقليلا ما ينعزلون واعلم أن الرؤيا في سنة الخصب خير منها في سنة الجدب وفي سنة الأمن خير منها في سنة الخوف وفي السنة الصحيحة خير منها في سنة العلة وكثير ما يختلف معانيها لا تستقر على حال إلا أنه يستدل على ذلك بسؤال السائل ويقيس عليه وأما التعبير بالصدق فكما عبر النبى {صلى الله عليه وسلم} في رؤيا ورقة ابن نوفل وتصديقه إياه وذلك إن سأل النبى {صلى الله عليه وسلم} خديجة عن رؤيته فقالت خديجة كان قد صدقك قبل أن تظهر فقال رأيته في المنام وعليه ثياب بيض ولو كان من أهل النار كان عليه غير ذلك فإن كان الرأي صدوقاً والمرئ له كذلك كانت الرؤيا كلها صادقة لقوله ( أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً )
    وأما التعبير بالكذب فإن الإنسان إذا سأل عن رؤيا صدق أو كذب فغيرها له كيف كانت فإن الرؤيا
    ص 11 ب تعود عليه وأما التعبير بالأيام فإن دانيال عليه السلام قال إذا سألك السائل عن رؤياه فسأله أوّل شيء عن اسمه واسم أبيه فإن كانوا موافقين لأسماء الأنبياء عليهم السلام وكان ذلك في يوم السبت فاعلم أن حاجته مقضيّة صالحة وإن كان في يوم الأحد كانت رؤياه تدل على قضاء حاجته فإن ليوم الأحد حدٌ كحد السبت ويوم الاثنين صالح لقضاء الحوائج والسفر والتزويج لمكان طالع المشتري ومولد النبى {صلى الله عليه وسلم} والرؤيا ترجع فيه إلى خير وسلامة ويوم الثلاثاء يوم دم وحجامة وطالعُهُ محترق زحلى يدل على همّ وغمّ وكذلك الرؤيا فيه تدل على الهمّ والغمّ
    (1/12)

    ص 12 أ والأحزان ويوم الأربعاء يوم نحس فيه دمّر الله أصحاب الرس وأغرق قوم فرعون وأهلك قوم ثمود والرؤيا فيه منسوخة ويوم الخميس يوم أنيس وخير وبركة تقضى فيه الحوائج والرؤيا فيه مُباركة وتأويلها سرور وخير وغبطة ويوم الجمعة يوم إقبال والرؤيا فيه قويّة وصاحبها يملك أموالاً جمّة وصالح الجمعة لا يختلف في الشتاء ولا في الصيف ورؤية يوم العيد عود وسرور واعلم أن أقوى ما يكون فيه الرؤيا في أيام الصيف دون الشتاء لتمام أربعة أشهر من الربيع وأنها لا تخطئ بواحدة إن شاء الله تعالى وأما التعبير بالساعات فلا تعبر الرؤيا إلا
    ص 12 ب عند طلوع الشمس لأنها أول ساعة من النهار والرؤيا فيها قوية وهي تدل لصاحبها على الإقبال والقبول والخير والسلامة ولا تعبر الرؤيا عند الزوال لأنها ساعة زوال لا ساعة مقام والرؤيا تزول عن أحكامها ولا تعبَّر في الساعات التي تُصلى فيها الفجر والمغرب لأنها ساعتي إدبار واضطراب والله أعلم
    ومما يدل على رخص الأسعار أن يرى الحنطة والشعير وغير ذلك من الحبوب المقتاتة مصبوبة على الأرض في سوقها أو أنها تُخرج من مخازنها أو تطرح فلا تجد من يضمها ويقاس على ذلك سائر الأمتعة والأسلحة
    واعتبر كلام السباع والطيور والبهائم والوحوش والهوام للآدمي في المنام فإن ذلك يدل على ظهور الأسرار والوقوف على العجائب وربما يدل ذلك على الصلح مع العدو ويدل على رفع منزلة الرأي فإن ذلك من كرامات الأولياء وأما من حمل على ظهر حيوان شيئاً لا يليق به كان ذلك تسخيراً له عند المصاحب وقضاء ما ترجو من الحوائج
    والصيد المأكول رزق وغنى وظفر بالعدو وكل طعام حامض أو مالح فوق الواجب أو ( ) أو فاسداً فإنه في التأويل مال حرام أو وطئ حرام ودواب حُمر الوحش ( عصيان ) ورؤية النصارى في المنام تدل على القدرية ورؤية اليهود تدل على الجبرية والله تعالى أعلم
    فصل ومن قول أرسطاطاليس ( كلام غير مفهوم
    (1/13)

    ص 13 أ واعلم أن القوة الإلهية ليست من القوى الطبيعية والنفسانية يعني بها المدركة للمنام وأنه لا يتقرر وجودها في مادة من المواد إذ ليست تفعل أفعالها بواسطة آلة جسمانية وأنه لا يشترط في المنامات التي هي من خواص أمثالها حضور جسم من الأجسام حتى يُقال أن هذه القوة إنما تفعل بواسطة ذلك الجسم وأما القوى الطبيعية والجسمانية فلا تفعل أفعالها إلا بواسطة الأجسام التي بين موضوعاتها وموادها فإن الصورة النارية التي هي قوة طبيعية في النار فإن كانت محرقة فإنها تحرق إذا كانت من مادتها وموضوعاتها حتى لو توهّم مفارقتها للمادة لم تجب أن تكون محرقة البتة لأن الاحتراق من فعل النار والنار هي الحِملة المركبة في المادة والصورة التي تحرق بالصورة وكذلك النفس الحيوانية التي هي علته في الحركات الإرادية التي تصدر من الحيوان فلا تتحرك بانفرادها دون موضوعها ولا الموضوع يتحرك بانفراده دونها وإنما الحملة المركبة في النفس والبدن تتحرك بالنفس وإذ احتج أن القوة الطبيعية والنفسانية تفعل أفعالها يتوسط آلات جسمانية وإن ( 1 ) ( ) القوة لا يحتاج في أفعالها إلى استعمال جسم من الأجسام البتة فقد صح أنها خارجة عن القوى الطبيعية والنفسانية بل هي قوة الإلهية لأعلى معنى أن الإله جزءٌ من الإله تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً
    ص 13 ب
    (1/14)

    لكن على معنى أنها صادرة عن قدرة الإله تعالى وخلقه وأنها مجردة عن القوى الجسمانية وهذه القوة وإن كانت موجودة في العالم الجسماني إلا أن ليس وجودها فيه على سبيل وجود ضرورة من الضرورات أو غرض من الأغراض أو مادة من المواد إنما هي في هذا العالم على معنى أن أفعالها وآثارها نافذة فيه وهي سارية في جميع أجزائه على التسوية مثل شعاع يتّقد في الهواء فيبيضَه وبنوره من غير أن يكون لذلك الشعاع صورة في الهواء أو عرضاً حالاً فيه يسري الشعاع في جميع أجزاء الهواء ولهذه القوة عند كل أمة من الأمم اسم مخصوص يسمونها به فالصابئة يسمونها المدبرة واليونان يسمونها الفيض الإلهي والسّريان يسمونها بيجي وترجمتها بالعربية السكينة ويسمونها أيضاً الروح القدس والفرس يسمونها مثاسفيدان والمانوية يسمونها الأرواح الطيبة والعرب يسمونها الملكوت الأعلى والتأييد الإلهي وما من أمة إلا وترجع إلى عقل ورأي وتمييز وتفطنوا لوجود هذه القوة ووقفوا على خواص أفعالها وعنايتها واهتمامها بأمور العالم ويسموها باسم خاص فيما بينهم
    ورعاية هذه مشتملة على جميع العالم وحياطتها محيطة بكليته إلا أن حظ الإنسان منها أكبر
    (1/15)

    ص 14 أ لاهتمامها بأموره إذ الإنسان أشرف أنواع الخلق المبثوث في عالم الكون والفساد وهو الأشرف والأفضل لأنه يجب تخصيصه بالحظ الأوفى ولكونه يحتاج إلى كمالات كثيرة لا يحتاج إليها غيره لما يتطرق إليه من الآفات والعاهات ما لا يتطرق إلى غيره فكانت حاجته إلى الرعاية أكثر والعناية والحفظ والحياطة أيسر من حاجات غيره فمنهم الملوك الذين حسُنت سيرتهم واستقامت طريقتهم في العدل والإنصاف والأخرى الحكماء والعلماء الذين هم قوام الدين والشريعة لأن منافع هاتين الطائفتين من الناس متعدٍ لشملهم جميع العالم وبهم ينتظم صلاح الدين والدنيا توهّم بعض المتوهمين أن خلق العالم منهم إذ لو كان كذلك لجرى من التغالب والتباين ما يفضي إلى فناء الخلق وخراب الوجود فصارت العلماء والملوك نواب لهذه القوة وخلفائها لأن قصدهم للمصالح متِّجه فلذلك خصّوا بمزيد النظر والتأييد والمعونة والتسديد وينهرهم على عظائم الأمور في مستقبل الزمان ولو اجتمع الملك والعلم في شخص واحد لكانت حصته من هذه القوة أتم وأوفى من حصة كل من انفرد بواحد من ذلك وكلما كان الإنسان أفضل ومناقبه
    ص 14 ب وفضائله أكثر أما في واحد بعينه أو فيهما جميعاً كانت هذه القوة إليه أقرب ومددها إليه بالتأييد أكثر ومواصلتها إليه أشد حتى أن كل من هذه القوة من أصله في جميع أحواله محيطة له بالحفظ والعناية والهداية في كل حال كان نبياً من الأنبياء
    فصل
    (1/16)

    وأما تسمية هذه القوة فقال أرسطاطاليس تسمى هذه القوة العقل الفعال ويقول في كتابه المعروف بالحس المحسوس من حيث يذكر المنامات الصحيحة الروحانية وأن ظهور صورها في المنام من جهة العقل الكلي وأن المظهر لهذه الصورة الحقيقية هو الله تعالى الذي سبب الأسباب إلا أنه يظهرها بواسطة العقل الفعال وإنما يظهرها في النوم لتكون علامة منبّهة لهذه النفوس الجزئية على الخصوص لا تتعداها فتدل على خير أو شر أو ثواب أو عقاب يصل إليها مُجازاة على فعل فعلته فيما سلف وقد يكون دلالة على أمرٍ يعمُّ جميع العالم مثلما رأى هرقل مناماً جمع له المعبرين فعبروه كما وقع لهم فلما نام ثانياً رأى ذلك المنام بعينه فقال له الذي أراه المنام ليس تفسير منامك كذلك ثم فسره له في المنام بتفسيره الموجب للعلم وقال تفسير
    ص 15 أ منامك أن تطوف الدنيا وتقسم أقاليمها وتبين مسالكها وطرقها التي لا يمكن سلوكها وتميّز بين أصناف الناس وبين سيرتها وأخلاقها وما يخص كل واحدٍ من البقاع من الخواص التي لا توجد في غيرها وكان السبب في هذه الرؤيا هو الله تعالى بواسطة العقل الفعال لأنه تبارك وتعالى إذا أراد أن يظهر في العالم شيئاً أظهر صورة ذلك الأمر في الفِعل دفعة واحدة فيفيض على العقل من النفس إلى سائر الجواهر المفارقة على اختلاف مراتبها وتباين درجاتها وقوتها وطبقاتها حتى ينتهي إلى العقل الفعال بحكمة الله تعالى
    فصل في بيان القوة المخيّلة
    (1/17)

    وأما القوى المخيلة التي لا تستقل بنفسها في رؤية المنامات فتحتاج إلى قوة تشاركها من القوة المفكرة والحافظة وسائر القوى العقلية التي لا تتحقق إلا باشتراك القوى الثلاثة العقلية في الفعل فإن القوة المخيلة تقبل صورة الأشياء التي تراه في المنام وتحفظها كذلك تتصرف فيه القوة المفكرة وقد دل ما عليه كل صورة منها أنها لأي شيء تصلح وتميز بين خيرها وشرها وضارها ونفعها فإن من رأى في المنام ليثاً يتخطى إليه ويأتي نحوه حتى يفترسه فالقوة المفكرة تدركُ
    ص 15 ب أنه سبع ضار تدرك أنه قصد افتراسه والضرر به وتحكم بالهروب عنه
    كذلك تجري بين الإنسان وغيره مجادلات ومناظرات تحتوي على حجج عقلية لا يستقل بإدراكها إلا القوة المفكرة وتجري له أفكار يتعلق بعواقب الأمور وغاياتها ونهاياتها وترجح بعض الأمور على بعض باختياره وإيثاره وتميزه بين المضار والمنافع والمكارة والمَسار حتى أن كثيراً ما ينفعل بدنه من رؤيتها في النوم مثل ما كان ينفعل في اليقظة فربما يستيقظ وهو حزين أو غضبان لانفعال بدنه من الأشياء التي أدركتها القوة المخيلة وتصرفت فيها القوة المفكرة وتبين خيرها من شرها ونفعها من ضرها واستشعاره من الأحكام التي حكمتها القوة المفكرة التي ربما أوجبت تلك الأحكام التي انتفضت منها أعضاؤه وارتعدت منها فرائصه واصفر منها لونه فلا يمكن تدارك الأمور إلا بالقوة المفكرة فكما أن القوة المخيلة تقبل الصور في المنام والقوة المفكرة تتصرف فيها فكذلك القوة الحافظة تقبل الصور المتجددة في التخييل وتحفظها
    وقال بعض العلماء في أصول الرؤيا وأجناسها وتفاصيلها والصادقة منها والكاذبة -
    واعلم أن الرؤيا الصادقة هي التي يأتيك بها ملك الرؤيا عليه السلام باستخدام الكتاب
    (1/18)

    ص 16 أ عن الله تعالى ويضرب لك منها الأمثال والأشكال يبشر بخير قدمته أو ينذرك بمعصية هممت بها أو ينذرك عن منكر أشرفت عليه أو ينهاك عن تقصير كان منك لتتوب إليه قال ( ذهبت النبوة وبقيت المبشرات ) وجاء في قوله تعالى ( لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) قال هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو تُري له وليس شيء يتعاطاه الناس من فنون العلم ويمارسونه من صنوف الحكم أغمض وألطف وأجلّ وأشرف وأصعب مراماً وأشد اشتداداً من الرؤيا لأنها من جنس الوحي وهي جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة
    فصل
    واعلم أن الناس في الرؤيا على ضروب شتى فمنهم من لا يرى رؤيا أصلا البتة ومنهم من يرى فينسى ولا يكاد يفهم ما يرى ومنهم من يرى فلا يعبرها ومنهم من يرى الرؤيا فتكون كما يراها في المنام ومنهم من يرى الرؤيا فلا يعبرها تهاوناً بها ومنهم من يرى الرؤيا فينعكس آخرها ويفسد أولها ومنهم من يرى الرؤيا فيفسد آخرها ويفسد بفساد آخرها أولها
    ثم قالوا أن الروح مع الشيء المذاب كالرصاص والنحاس والشمع قبل أن ترى الطابع بلا شكل معروف فإذا شكل ذلك الشيء المذاب
    (1/19)

    ص 16 ب في الطابع صار كهيئة ذلك الذي يطبع به مثال ذلك الروح إذا تشكلت في الجسد صارت هو في جميعه فإذا رقد الإنسان كانت قوة النفس المبصرة تابعة لقوة الروح فأرتها النفس بتشكيلها كل شكل كالنقطة فعلى قدر قوة النفس المبصرة يكون قوة نفاد الرؤيا وصحتها وعلى قدر زكاة الروح وطهارتها وجودة معدنها يكون سموها وصحة سقوط رؤياتها ألا ترى أن الأوائل وما يذكر الرواة عنهم من صحة تفسير الرؤيا فمن رأى رؤيا ولم يفهم معناها فذلك من قوة فهم النفس المبصرة ومن لم يرى رؤيا أصلا البتة فذلك من بلادة النفس وأما من يرى الرؤيا فتكون كما يراها فذلك من إفراط الهمة والشهوة وقلة الارتفاع في العلو وأما من يتهاون بها حتى تسقط فهو جاهل بمعناها وأما من تعكس أولها فإن أحد الطرفين تغلب قوته أما الروح تكون غير طاهرة وأما النفس تكون غير مبصرة فتفيد ما أصلح الملك الموكل بالرؤيا الذي يُري الناس ما هم عليه وما هو نازل بهم وما يجب عليهم أن يحذروه فافهم ذلك
    واعلم أن أصل الرؤيا جنساً وصنفاً وطبعاً ( 1 ) ( ) فهو كالشجرة والسباع والطيور وذلك هو الأغلب عليه في التأويل أنه حالُ
    ص 17 أ
    وأما الصنف فتعلم أيّ صنف هو من تلك الشجرة من الشجر والسبع من أيّ السباع وذلك الطير من أي الطيور فإن كانت الشجرة شجرة جوز كان ذلك الرجل من العجم لأن منابت الجوز ببلاد العجم وإن كانت الشجرة نخلة كان ذلك الرجل من العرب لأن منابت النخل ببلاد العرب وإن كان الطائر طاوساً كان الرجل من العجم وإن كان ظليماً كان من العرب
    وأما الطبع فهو أن تدرك ما طبع تلك الشجرة فتقضي على الرجل بطبعها فإن كانت شجرة جوز قضيت على الرجل بالعُسر في المعاملة والخصومة عند المناظرة لأن الجوز لا يتوصل إليه إلا بالاحتيال والكسر ولأنه إذا اجتمع أعطى القعقعة والتصوّيت والعرب تقول فلان ألئم من جوزه
    (1/20)

    وإن كانت نخلة قضيت عليها بأنها رجل نفاع بالخير مخصب سهل نافع صالح لقوله تعالى ( مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ) يعني النخلة وإن كانت الأصل طائراً علمت أنه رجل ذو أسفار ثم إن نظرت ما طبعه فإن كان طاوساً كان أعجمياً كما ذكرنا وهو ذو جمال ومال وإن كان نسراً كان ملكاً وإن كان غرابا كان فاسقاً غادراً لأن نوح عليه السلام بعثه ليتعرف منه حال أخذته أم لا فوجد جيفة طافية فوقع عليها ولم يرجع فضرب
    ص 17 ب به المثل لمن أبطأ وذهبت كأنه غراب نوح وإن كان عقعقاً كان رجلاً لا عهد له ولا حفاظ وإن كان عقاباً كان سلطاناً جريئاً والله تعالى أعلم
    فصل في مواد الرؤيا من العلوم سوى ما تقدم
    واعلم أن كل علم له حدّ وحقيقة وسبيل يتوصل به إليه خلا الرؤيا فإنها تتغير عن أصولها باختلاف أحوال الناس في حيائهم وضعائعهم وأقدارهم وأديانهم وهممهم وإراداتهم ومذاهبهم ونحلتهم وعاداتهم والمعكوس منها والاشتقاق بالضد واللغة العربية وغير ذلك وليس لأحد أن يحصر ما يحتاج إليه من العلوم لأن علم الله تعالى لا يحده حاد قال الله تعالى ( ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حليم ) وقال تعالى ( قل لو كان البحر مداداً لكمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ) فثبت أن التوصل إلى معرفته إنما يؤمن تأييد الله تعالى وعونه لعبده وأن أكثر الموضوعات فيه لا يقع المطالع فيها على ما يراه في المنام إلا على ما قلّت حروفه كالرأي للميل أو الكحل أو الحبل أو أداوة أو القلم وما أشبه ذلك وأما إن اجتمعت هذه إلا كان كلها في منامه واحدة فلا يوجد ذلك في موضوع ( 1 ) كلام محذوف اعلم
    (1/21)

    علي العذاري غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  3. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 15-02-2012 الساعة : 04:44 PM رقم #2
    كاتب الموضوع : علي العذاري


    شاملى مميز


    • بيانات علي العذاري
      رقم العضوية : 6016
      عضو منذ : Jan 2012
      الدولة : ariq
      المشاركات : 141
      بمعدل : 0.03 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 14
      التقييم : Array


  4. ص 18 أ وما لهما يخطر بالبال يحصل المؤلف في تأليفه بل ينبغي للواقف على التأليف أن يضم كل شيء ويكشف عنه في بابه وفصوله ولا يهمل ما دوّنه العلماء لذوي الأفهام والعقول الراجحة فافهم ذلك وتبصره لجهدك تصب إن شاء الله تعالى
    الباب الثالث من المقدمة الأولى
    فيما يراه الإنسان لنفسه وهو لغيره والردّ على من قال بإبطال الرؤيا بإقامة الدليل
    اعلم أن الإنسان يرى الشيء لنفسه وهو لغيره من أهله أو أقاربه أو شقيقه أو والده أو ولده أو شبهه أو سميّه أو ربّ صنعته أو بلديه أو زوجته أو مملوكه كأبي جهل بن هشام رُأيّ في المنام أنه دخل في دين الإسلام وبايع رسول الله ( 1 ) فكان ذلك لابنه
    وأن أم الفضل أتت النبى {صلى الله عليه وسلم} فقالت يا رسول الله رأيت بضعة من جسدك قد قطعت ووضعت في حجري فقال رسول الله مبتسماً تلد فاطمة غلاماً وتأخذيه في حجرك فأتت فاطمة رضي الله عنها من ابن عمها بالحسن رضي الله عنهم وأخذته أم الفضل في حجرها ففسر الولد بالذكر ولأن علياً
    ص 18 ب رضي الله عنه لما أن سأل النبى {صلى الله عليه وسلم} عن لمس الذكر ينقض الوضوء فقال هل هو إلا بضعة منك فسماه بذلك وكما رُأي لأسيد ابن أبي العيص على عهد رسول الله أنه تولى ماسة فوليها ولده عتاب
    وأن الرؤيا في آخر الزمان لم تكذب وكان الكفار وفُساق المؤمنين قد يرون الرؤيا الصادقة وكان المكروه من المنامات هو المضاف إلى الشيطان الذي أُمرنا بكتمانها والتفل عن اليسار والتعوذ بالله من شرها وأن ذلك المكروه إنما كان ترويعاً وتحزيناً باطلاً يؤدي إلى الفتنة والخديعة
    فصلٌ في الردّ على من قال بإبطال الرؤيا
    (1/22)

    وأن قوماً من الملحدين قضوا على جميع ما في العالمين أنه تخييل وحسبان كالأكل والشرب والشخص المبصر وأن ذلك كالنظر في المرآة ليس شيء منه على يقين ولا حقيقة واحتجوا بأن النائم في حال نومه مستيقن جميع ما هو فيه من ذلك وقالوا تكاثفت الحالات في التقيين فكيف يقضى على أمر واحد بحكمين متضادّين ولعلنا عند أنفسنا إيقاظاً ونحن نيام أو نيام ونحن إيقاظاً ولذلك ورد الخبر الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا فالجواب ( ) أخبروني عن هذا أولاً علم لكم ولا حقيقة عندكم أبجهل قلتم أم بعلم وإن كان قلتم بعلم
    ص 19 أ
    فقد ثبت الجهل ونُفي العلم وإن كان بجهل فالجهل لا يقابل بمثله إذ لا تثبت حجة وإن قلتم لا ندري فاعلموا أن الناس لم يزالوا على تصديق الرؤيا وتأويلها في الجاهلية والإسلام وما خلا في الزمن السالف قبلهم خلا صنف من الزنادقة فإنهم يقولون بالدهر وقوم من قدماء الأطباء إلا أهل الصلاح منهم فإنهم بالرؤيا يصدقون ولو لم يكن ذلك كذلك لما قصّ الله على أهل الكتاب من نبأ يوسف عليه السلام في تأويل رؤياه وما وصل إليهم من الناقلين عن الأنبياء عليهم السلام
    وأما التكذيب بها فيما نقلوه عن القدماء فإنهم كانوا يقولون أن النائم يرى في المنام ما يغلب عليه من الطبائع الأربعة
    فإن غلبت عليه السودَاء رأى الأموات والأحداث والسواد والأموال والأفراح وإن غلبت عليه الصفراء رأى النار والمصابيح والدم والمعصفرات وإن غلبت عليه الدم رأى السراب والرياحين والغدق والمزامير وما كان مبلغ علمه أن يؤمن بشيء وهو كافر ويقرّ بأمر وهو ينكره فقد كفاك نفسه وقطع أسباب الخصام بينك وبينه ثم نحن نعلم أن الرؤيا إنما تكون من غالب الطبائع ومنها ما يكون
    (1/23)

    ص 19 ب من حديث النفس وهذه الأجناس الثلاثة هي الأضغاث وإنما سميت أضغاثاً لاختلاطها فشبَّهت بأضغاث النبات وهي الحزمة مما يأخذ الإنسان من الأرض فيها الصغير والكبير والأحمر والأصفر والأخضر واليابس والرطب ولذلك قال الله تعالى ( خذ بيدك ضغثاً فاضرب به ولا تحنث ) وقال ( الرؤيا ثلاثة رؤيا بُشرى من الله ورؤيا تحزين من الشيطان ورؤيا يحدث الإنسان بها نفسه فيراه في المنام )
    وفيه يقول القائل في معناه سُقيا ( لزورك من زوراتاك ) وحديث نفسك عنه وهو مشغول فقد أخبرك أن الرؤيا تكون من حديث النفس ومما جادت به الفكرة زيادة على ما تقدم من اعتبار القرآن المجيد وأمثاله ومعانيه واضحة كقوله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ) وقوله في وصف النساء ( كأنهن بيض مكنون ) وفي الولدان يقول الله تعالى ( ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون ) وفي المنافقين يقول الله تعالى ( كأنهم خُشب مسندة ) وقوله في الملوك ( إن الملوك إذا دخلوا قرية ً أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة ) وقوله تعالى في الفتح ( إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ) وفي
    ص 20 أ الغيبة يقول الله تعالى ( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه ) وفي الحديد أنه بأس ونفع قال الله تعالى ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس ) وفي رؤية النساء أنها كيد وخديعة لقوله تعالى ( إن كيدكن عظيم ) والسراب رياء لقوله تعالى ( والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئا )
    (1/24)

    وفي الرماد أنه نفاق لقوله تعالى ( والذين كفروا أعمالهم كرمادٍ اشتدت به الريح في يوم عاصف ) وفي المطر بأنه رحمة لقوله تعالى ( وهو الذي يرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته ) وقوله تعالى ( وينشر رحمته ) وفي المطر إذا كان عذاباً لقوله تعالى ( وأمطرنا عليهم مطراً فساء مطر المنذرين ) وفي الغرق إذا كان عذاباً قوله تعالى ( مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا ) وفي العمى أنه ضلالة لقوله تعالى ( قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها ) وقوله ( صمٌّ بكمٌ عميٌ فهم لا يرجعون ) والصاعقة مغرم لقوله تعالى ( فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون ) والصمم تهديد لقوله تعالى ( أم لهم آذان يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل )
    فصل
    وأما الحديث ( كالحنظلِ فإنه ) نفاق والخامة
    ص 20 ب من الزرع إيمان وأما ما يظهر في المنام من الأخبار الدال فعلها على مقت الله عز وجل فكمن يرى في المنام السِنَل قد سادوا وأن الرجل في المنام عق أمه وأكرم صديقه فإن ذلك دليل على ظهور آية لقوله ( إذا اتُخذ الفيءُ دولا والأمانة مغنماً والزكاة مغرماً وتُعلم لغير الدين وأطاع الرجل امرأته وعقّ أمه أدنى صديقه وأقصى أباه وظهرت الأصوات في المساجد وسَادَ القبيلة فاسقهم وكان زعيم القوم أرذلهم وأُكرم الرجل مخافة شره وظهرت القينات والمعازف وشُربت الخمور ولعن آخر الأمة أولها فليرتقبوا عند ذلك ريحاً حمراء وزلزلة ً وخسفاً ومسخاً وقذفاً وآيات تتابع كنظام بالٍ قطع سلكه )
    وكالسهام في المنام تدل على أركان الدين لقوله ( العُمر الذي أعذر الله فيه ابن آدم ستون سنة ) يعني قوله تعالى ( أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر ) ثم قال عليه السلام ( الإسلام ثمانية أسهم الإسلام سهم والصلاة سهم والزكاة سهم وحج البيت سهم والصيام سهم والأمر بالمعروف سهم والنهي عن المنكر سهم والجهاد في سبيل الله سهم وقد خاب من لا سهم له )
    ص 21 أ
    (1/25)

    وعلى هذا فقس ما يليق تنزيله من القرآن والحديث النبوي أعطى الرأي ما يليق به
    فصل وأما ما هو من الشعر
    فقيل في ذم الدنيا -
    ومن يحمد الدنيا لأمر يسره
    فسوف لعمري عن قليل يلومها
    إذا أدبرت كانت عناءً وحسرة
    وإن أقبلت كانت قليلاً نعيمها
    وقيل في فِعل المعروف -
    لعمرك ما المعروف في غير أهله
    وفي أهله إلا كبعض الودائع
    فمستودع ضاع الذي كان عنده
    ومستودع ما عنده غير ضائع
    وما الناس في شكر الصنائع بينهم
    وفي كفرها إلا كبعض المزارع
    فمزرعة ٌ أزلت وأضعف نبتُها
    ومزرعة ٌ أكلت عليّ كلَّ زارع
    وقال أبو العاص قال لي قائل في المنام -
    من دخل الجنة بيقيناً له
    هو السعيد الغانمُ الفايزُ
    وداخل النار هَوَت أمّه
    فاعمل لهذا اليوم يا عاجزُ
    ولبعضهم في ذم الغيبة والكذب -
    أديتُ نفسي فما وجدتُ لها
    من بعد تقوى الإله من أدبِ
    ( في ( ) وإن قصُرت
    أحسن من صمتها عن الكذبِ )
    ص 21 ب
    وغيبة الناس إن غيبتهم
    حرّمها ذو الجلال في الكتب
    قُلتُ لها صادقاً لأُصلحُها
    والصدق زينٌ يزين ذي الأدب
    وإن كان من فضة كلامك يا نفس
    فإن السكوت من ذهب
    ولبعضهم في أنباء الزمان -
    الناس أخوانك ما لم تكن
    ترغب فيما عندهم من خُطامِ
    فإن تعرضت لأسبابهم
    كنت عدواً لهم والسلام
    فالمرض المؤلم أسبابه
    صادرة عن طيبات الطعام
    ولبعضهم في شكوى البُعد -
    بَعُدتم فأمسى حشو قلبي بكم
    جمراً ويدّل حلو العيش بَعدكم مُرّا
    وذابت لما ألقي من البينِ أدمُعي
    وقد صار سري يوم بينُكم جهرا
    وقد كان دمعي جامداً فبعادُكم
    وهجرانكم للدمع من مقلتي أجرَا
    ودائيِ الذي أشكوه عزّ دواؤه
    وأعيا طبيبي مشكاي ولم أبرَا
    فلا رُسلكم تأتي إليّ فينجلي بها
    ما أعانيه ولا كتبكم أقرَا
    ومن الألغاز لغزاً في النرجس كلام محذوف وياقوتة صفراء في رأس دُرة ٍ مركبة في قائم من زبرجد يكفكفها بردُ الشتاء ( فما وكما يروح يأكل يوم ( 1 ) ) وقيل لغزاً في شمعة ٍ
    ص 22 أ
    قوام قِدٍ كأنه ألف يهدى ّ لنا من ضياتها لهباً
    (1/26)

    باطنها أملس وظاهرها فيه مستنره تري عجباً
    قد يبست من نقائها فترى أدمعها فوق خدها سكبا
    تكابد الليل وهي جاهلة وعمرها في النفاد قد ذهبا
    وفي هذا القياس كناية لذوي الفطنة والاستئناس
    وسيأتي من اللغة العربية وغيرها ما ينبغي ذكره في موضعه إن شاء الله تعالى
    بسم الله الرحمن الرحيم
    المقدمة الثانية من كتاب الحِكم والغايات وتفصيلها وما ينسب لأبوابها وهي تسعة أبواب
    الباب الأول منها في رؤية الله عز وجل والعرش والكُرسي واللوح والقلم في المنام
    وأما رؤية من ليس كمثله شيء وهو السميع البصير في المنام فإنها تختلف باختلاف السرائر فمن رأى الحق سبحانه وتعالى فيما يليق بعظمته وجلاله من غير تشبيه ولا تكييف كان دليلاً على الخير وتلك إشادة في دنياه وسلامة دينه وعقباه لقوله تعالى ( وجوه يومئذٍ ناضرة إلى ربها ناظرة )
    وإن رآه على خلاف ذلك كانت رؤياه دليل على سوء سريرته خصوصاً إن لم يكلمه تعالى لقوله سبحانه ( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك
    ص 22 ب لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ) الآية
    (1/27)

    وإن رآه من المرض مات لأنه الحق والموت حق وإن رآه ضالاً اهتدى لرؤيته الحق وإن كان مظلوماً انتصر على أعدائه وعضده الحق وأما سماع كلامه تعالى من غير تشبيه فإنه يدل على بدعة الرأي لقوله تعالى ( يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه ) وربما دلّ سماع كلامه على الأمن من الخوف وبلوغ المُنى لقوله تعالى ( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ) وربما دل كلامه تعالى من غير رؤية على رفع المنزلة خصوصاً إن كان قد أوحي إليه أو كان من وراء حجاب وربما كان على بدعة وضلالة لقوله تعالى ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) وربما نال منزلة على قدره خصوصاً إن أتاه رسول لقوله تعالى ( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء )
    وأما تجليّه على المكان المخصوص فربما دل على عمارته إن كان خرباً أو على خرابه إن كان عامراً لقوله تعالى ( فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا ) وإن كان أهل ذلك المكان ظالمين انتقم منهم وإن كانوا مظلومين نزل بهم العدل وربما دلت رؤيته على إنجاز الوعد لأنه تعالى صادق الوعد ولقوله تعالى ( وعدَ الله لا يخلف الله وعده )
    ص 23 أ
    وربما دلت رؤيته في المكان المخصوص على ملك عظيم يكون فيه أو يتولى أمره جبار شديد أو يقدم إلى ذلك المكان عالم مفيد أو حليم خبير فالمعالجات وإن كان الرأي يرجو رفداً من أحد استغنى من جهته لأنه غني كريم وهاب
    فصل
    ومن رآه تعالى في المنام احتاج إلى من يناسب اسمه تعالى في اليقظة فمن أسمائه تعالى المصور والعالم والحاكم والحليم والوارث وما أشبه ذلك وربما دلت رؤيته على القبض والبسط لقوله تعالى ( والله يقبض ويبسط ) ومن كان عاصياً ورأى الحق سبحانه وتعالى في منامه تاب وغفر له ذنبه وربما إن كان للرأي طلباً عفى عن من يطالبه وغفر له ذنبه
    (1/28)

    ومن كان من أرباب الحساب نوقش الحساب في اليقظة وعُوقب لأنه المحاسب والمعاقب وربما سهُلت أموره لأنه سبحانه وتعالى المتعطف العفو المسامح ومن أراد عملاً مستوراً ورأى الحق سبحانه وتعالى في منامه لا يأمن مطلعاً على عمله لأنه الرقيب المطلع العالم بالأسرار وربما يُستر عليه حاله لأنه ستار العيوب وربما دلت رؤيته على البلاء ويُلهم الصبر والشكر على بلواه لأنه تعالى صبور شكور وربما دلت رؤيته على السيد والوالد والمؤدب فما يراه في المنام من الله
    ص 23 ب سبحانه عاد على من دل عليه من سيد أو إمام أو قدوة أو والده أو مؤدب يُقال أن فرقد رأى رب العزة في منامه وكان واقف بين يديه وهو يقول له من غير تكييف ولا تشبيه يا فرقد احتكم عليّ حاجتك فقال يا رب حاجتي أن تغفر لي فقال قد غفرت لك فسأل فرقد ابن سيرين رحمه الله عن هذه الرؤيا فقال ابن سيرين استعد للبلاء وأبشر برحمة الله فلم يلبث فرقد أن فلجَ ولم يزل مفلوجاً إلى أن لقي الله عز وجل
    ورأى بعض اليهود كأن الله سبحانه وتعالى قد كلمه ووعده أن يخرجه من الضيق ويحفظه من العدو فقال له العابر ما وعدك سيكون لأن الله تعالى قال في التوراة ( قل لبني إسرائيل أني سأخرجكم من ثقل المصريين وأخلصكم من خدمتهم وأفككم بذراع ممدودة وأحكام عظيمة )
    وأما الخشية من خوف الله تعالى في المنام فإنها تدل على الطمأنينة والسكون والغنى من الفقر والرزق الواسع لما حكي أن يهودياً رأى في منامه كأنه يخشى الله تعالى فأتى حبراً من الأحبار وسأله فقال له تنال طمأنينة وغنى وسعة رزق لأن الله تعالى قال في التوراة ( أخشى الله ربك من أجلي إني أنا الله ربك اعلم قضيتي واحفظ وصيتي
    (1/29)

    ص 24 أ واجلس على الأرض مطمئناً وأعطي الأرض ثمرتها فتأكلون وتشبعون وتجلسون فيها مطمئنين ومن رأى الحق سبحانه وتعالى في منامه ولم يستطع النظر إليه من شدة النور ربما دلّ ذلك على عمائه أو ارتكابه بدعة تحجبه عن النظر إليه جلّ جلاله لما حكي أن أنساناً رأى رب العزة في منامه وكان ذو مال بعد فقر شديد وكأنه قد غشيه منه نور كاد أن يخطف بصره فغضه وقال يا مُقيل العثرات وكأنه تعالى قال له الآن وقد طلب منك اليسير فقال له بعض من حضر لعلك لا تخرج الزكاة قال نعم دافعت بذلك فقيل له أخرجها فنظر فإذا هي ثلاث سنين فاستكثرها ثم مات ولم يخرجها
    فإن رأى كأنه صار الحق اهتدى إلى الصراط المستقيم كما قال لي إنساناً رأيت كأنني صرت الحق وبين يدي شابان فقلت هؤلاء خصمان اختصموا في ربهم وأنت على الحق من دونهما ورأى آخر الباري جلّ جلاله معه فرس ومعه جبريل وميخائيل وإسرافيل فجلس على باب مدينة معروفة فلم يستقر به المجلس حتى دخل قوم وبأيدهم دفوف يضربون بها فالتفت فلم يجده ولا أحد ممن كان معه فقلت يظهر الباطل وأهله على أهل الحق ويوشك أن يبتلي الله عز وجل تلك المدينة بسخط ومحّق
    ص 24 ب
    (1/30)

    ومن رأى كأن الله عز وجل يهدده أو يتوعده فإنه يرتكب معصية لما حُكي أن يهودياً رأى رب العزة في منامه كأنه سبحانه أراد أن يقتل قوماً ثم خلى سبيلهم فقصّ رؤياه على المقدسي العابر فقال إن الله تعالى أراد أن يخرب بيوتاً بقسوة ويموت أهلها فانظر لعلك أن تجد فاضلاً يُصلي ويدعو حتى يصرف الله عنهم كما هو في التوراة فإن الله تعالى قال لموسى عليه السلام قد علمت أن هؤلاء القوم قوم ضعاف الرقاب والآن إن تركتني اشتد غضبي عليهم وأفنيتهم وضيّعت منك أمة عظيمة فابتهل موسى إلى ربه وقال يا ربّ لا تشتد غضبك على قومك الذين أخرجتهم من بلدك مصر بقوة عظيمة ويدٍ شديدة ولا يقل أهل مصر أن الله أخرجهم ليقتلهم بين الجبال ويستأصلهم ويفنيهم عن وجه الأرض ارجع عن غضبك واصفح عن البلية لقومك
    فصل في رؤية العرش في المنام
    من رأى العرش في صفة حسنة فبشارة له بسلامة معتقده وإن رآه ناقصاً صفة من الصفات دل على بدعته وضلاله وربما دل العرش على ما يرتكبه الإنسان من خير أو محذور ثم يدل على المنصب الجليل لأربابه وربما دلّ على الزوجة والدار والمركب وعلى النصرة على الأعداء ويدل على المرض بالرعش أو عمل السحر ( 1 ) من الاشقاق
    ص 25 أ
    وربما دلت رؤية العرش على العمل الصالح لمن رآه في صفة حسنة والله أعلم
    فصل في رؤية الكرسي
    وأما رؤية الكرسي في المنام فإنه دليل لمن هو من أهل العلم على علو الدرجات والمناصب العالية خصوصاً أن رآه في صفة تامة وربما كان للحامل خلاص من شدتها وللأعزب زوج وللمزوج ولد سموا به ويدل على السفر لذوي الأسفار وللمريض على حمله على سرير المنايا أو دابة يركبها أو دار يسكنها أو سنة يستسنها يشتهر بها ويعمل بها من بعده والله تعالى أعلم
    فصل
    (1/31)

    وأما اللوح المحفوظ فإن رؤيته في المنام دليل على الستر للأعمال وتدل رؤيته على البشارة لمن هو في شدة والعافية لمن هو مريض لأنه منزه عن النقائص حافظ لما أودعه الله فيه محفوظ بعين الله سبحانه وتدل رؤيته على الوقوع في المحذور لذوي الأجرام ولأهل الطاعات دليل على هدايتهم وكشفهم لما أودع الله فيه من الأوامر والنواهي ويدل رؤيته على الرزق لذوي التقتير لما أجرى الله فيه من قسم الرزق والأجل المحتوم وتدل رؤيته على حفظ العلم والملك لأهله ويدل على كل ضابط حافظ للودائع
    ص 25 ب
    من الأسرار والأموال وغيرها وربما دل على الأمن من الخوف لقوله تعالى ( والله من ورائهم محيط بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ ) وإن رآه ملِك اتسعت مملكته أو فتح له كنز عظيم والله أعلم
    فصل في رؤية قلم القدرة في المنام
    وأما رؤية قلم القدرة في المنام فتدل رؤيته على اليمين يحلفها الرأي أو يحلّفها فإن رآه في صفة كاملة كانت يمينه بارة وإن رآه ناقصاً صفة من الصفات الحسنة دل على أن اليمين فاجرة لأن الله تعالى أقسم به فقال ( ن والقلم وما يسطرون ) وربما دلت رؤيته على العلم والحفظ أو الصناعة الجليلة لقوله تعالى ( الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ) وربما دلت رؤيته على العُمر الطويل والرزق وهو من المعكوس قَلَق كما أن عكس اللوح حَوَلَ والله تعالى أعلم
    الباب الثاني من المقدمة الثانية في رؤية قرأت الاستعاذة والبسملة في المنام وما يتعلق بها
    فصل
    من رأى كأنه يكثر الاستعاذة في المنام فإنه يرزق علماً نافعاً وهدى وأمناً من عدوه وغنى من الحلال لقوله تعالى ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من
    (1/32)

    ص 26 أ الشيطان الرجيم أنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ) وإن كان الرأي مريضاً أفاق من مرضه خصوصاً إن كان يصرع الجان لقوله تعالى ( ويذهب عنكم رجس الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام ) ولقوله تعالى ( وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون ) وربما دلت الاستعاذة على الأمن من الشريك الخائن والطهارة من النجس والإسلام بعد الكفر والله تعالى أعلم
    وأما البسملة فتفطن لساقتها في المنام
    من رآها في المنام بكتابة حسنة فإنه يدل على العلم والهداية والرزق لبركتها وخاصة من يراها على القاعدة المشهورة لما ورد أن النبى {صلى الله عليه وسلم} قال لمعاوية الق الدواة وحرّف القلم وانصب الباء وفرق السّين ولا تعوّد الميم وحسّن الجلالة وجود الرحمن واجد الرحيم وربما دلت البسملة على الولد وولد الولد لتعلق بعضها ببعض وربما دلت رؤيتها على إدراك ( 1 ) ما فات لتكرار حروفها وتدل على السعي في الزواج والبشارة وعقباه لقوله تعالى إخباراً عن ( 2 ) سليمان عليه السلام
    وربما دلت رؤية البسملة على
    ص 26 ب الهُدى بعد الضلالة لقوله تعالى ( إني ألقي إلي كتاب كريم إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ) ثم كان عاقبة أمرها أن قالت ( رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين )
    فإن كتبت في المنام بخط مليح نال رزقاً وحظاً في صناعته أو عمله
    وإن كتبها ميت فهو في رحمة الله وربما دل كتبها على الربح من الزرع ويعتبر ما كُتب معها في المنام من قرآن وغيره
    يُحكى أن المعتمد على الله أمير المؤمنين رأى في المنام على صدره مكتوباً إنا فتحنا لك فتحاً مبينا فانتبه من مرقده وتفاءل بالظفر وهو في معسكره ثم قيل له أن رسول يعقوب ابن الليث قد ورد بكتاب فقال ونحن إلى الآن في مخرقة صغار فأذن بالرحيل وتوجه نحوه وهزمه
    (1/33)

    فإن محاها بعد كتبها أو اختطفها منه طائر دلّ على نفاد عمره أو فراغ رزقه وعلى هذا يقاس من كتب على بدنه شيء من القرآن أو غيره ربما ابتلي في بدنه أو زال عنه ما يشكوه لما قيل أن الحسين بن علي عليهما السلام رأى في المنام مكتوباً على جبينه سورة والضحى والليل إذا سجى فرفع ذلك إلى ابن المسيب فقال يا ابن رسول الله أوصي واستغفر
    ففارق الدنيا بعد ليلة فإن قرأها
    ص 27 أ في صلاة فإن كان ( 1 ) تدل البسملة في الصلاة فبسملته في ذلك دليلاً على ارتكاب دَين لم يحتج إليه وربما دل ذلك على الميل إلى الأب دون الأم أو إلى الأم دون الأب أو يفضل سنة على فرض أو نفل على سُنة أو بدعة على مستحب وكذلك الحكم في اختلاف قرأت الأئمة السبع
    واعتبر ما كُتبت به في المنام فإن كانت مكتوبة بالذهب دلت على الرزق والاحتفال بالطاعات أو إصلاح السرائر وربما اكتسب ذكراً جميلاً وعقبى حسنة وعكس ذلك لو كتبها في المنام بما لا يجوز الكتابة به
    واعتبر ما كُتبت به من الأقلام ( فبالطومار ) مال طائل وبالثلث مال من سهام وبالمحقق تحقيق لما يرجوه وبالمنسوب أحوال متناسبة وبالنسخ عزل وبالحواشي تحوي شيء طائل وإن كانت بعلم الأشعار دل ذلك على الغفلة والهيام وبالريحان رياء أو قرب لما يرجوه وبالغبار مرض في العين ومن كان شكا واشتكا من ذلك كان دليلاً على عافيته واعتبر ما كتبت به من غير ذلك فكتبها بقلم التوقيع عزٌ ونصر وبقلم الوراقة محاكمات فإن لم يتضح من كتابتها شيء فهو دليل على التلون في المذهب والمعتقد والله تعالى أعلم
    ص 27 ب
    وأما ما كُتبت به من الأقلام الغريبة كالقمي والعبراني والسرياني والهندي وما أشبه ذلك فإنه دليل على الدنانير الغريبة أو الأزواج أو الجوار أو العبيد أو الألفة مع الغرباء
    فصل
    (1/34)

    فإن كتبها بقلم حديد دل على القوة والرزق والثبات في الأمور وإن كتبها بقلم من ذهب سعى في نفع نفسه ببذل ماله أو استغنى بعد فقره وهذا إن كتبها بقلم من فضة وإن كتبها بالقلم المعتاد دل على توسيط الأحوال خصوصاً إن كتبها بقلم خسيس أو ملتوي أو ذي عقدٍ وإن كان غير ذلك كما أوصى بعضهم لتلميذه يا بنيّ وليكن قلمك صلباً بين الدقة والغلظ ولا تبرينّه عند عقده ولا تكتبن بقلم ملتوي ولا ذي شق غير مستوي واختر من الأقلام ما يضرب إلى السمرة وحدّ سكينك ولا تستعملها لغير قلمك وإذا كتبت الدقيق فأمل قلمك إلى إقامة الحروف وإذا أجللت فإلى التحريف ولا تجمعن في سطر واحد بين مشقتين ولا بين معرفتين ولا محذوفتين فإن ذلك يدل على المنصب الجليل أو العلم والعمل لمن فعله في المنام
    فصل
    فإن كتبها في كاغد ربما فعل فعلاً حسناً أو اتبع واجباً وإن كتبها في رق سعى في طلب ميراث وإن كانت في منسوج أحمر أو أصفر أو أبيض
    ص 28 أ نال فرحاً وسروراً وإن كانت مكتوبة في منسوج أخضر نال شهادة عند الله تعالى وكتابتها أو غيرها في ذلك أو غيره بالنور أو الذهب بشارة يُحكى أن الحسين بن علي عليهما السلام رأى في المنام كأن قد كُتب بين عينيه سورة الإخلاص فأرسل إلى سعيد بن المسيب رضي الله عنه فقصها عليه فقال إن صدقت رؤياه فإنه سيموت سريعاً فمات كذلك غريباً
    فصل
    واعتبر النَقطَ والشكل
    ورؤيته في المنام أن دلت البسملة على الزوجة فنقطها وشكلها ومالها وجهازها وأولادها وعصمتها وإن دلت على المال كان ذلك زكاته المفيدة وإن دلت على الصلاة كان ذلك سننها وإن دلت على البلد كان ذلك أهلها وأعيانها من العلماء والفضلاء وأرباب الصنائع من الرعية أو المتاجر الرابحة والحكم فيما يمكن ضبطه فالحكم فيما ذكرته وما بعده فاعتبره
    فصل
    واعتبر علامات الإعراب -
    (1/35)

    ورؤيتها في المنام فعلامة النصب منصب وعلامة الخفض عزل وعلامة الرفع علو أو موت أو فراغ عمل وعلامة الوصل صلة وعلامة الجزم حزم في الأمور وعلامة التشديد ضيق وعسر فما دل على البسملة أو غيرها من هذه العلامات شيء إلى
    ص 28 ب إلى دين الرأي أو دنياه وكذلك إن نقص
    فصل
    واعلم أن الباء منها بركة أو بكاء أو بؤس أو نعيٌ أو بلاء والسين سُؤدد أو سُكر أو سلامة أو سفر أو سبي أو سجن أو سيئة والميم مُلك أو مَلك أو مسألة أو موت والألف أخذ أو أمل واللام لؤم والهاء هَرب أو هَرم أو هيبة والراء رياءَ أو راحة أو رجاء أو رياضة أو رضاء والحاء حلال أو حرام أو حزم أو حمام أو حلف أو حظ
    والنون نعمة أو نكبة والياء يأس وعلى هذا فقس ما يرد عليك من حروف المعجم كما ذكرت في كتاب الأنجم العليا وأعطى الرأي من الحُكم ما يليق به من حكم الحرف في التأويل إن شاء الله تعالى
    وربما كانت حروف البسملة ورؤيتها في المنام تنبيهاً على الدعاء والإنابة إلى الله تعالى كما يُدعى به عند الضيق بهذا الدعاء وهو من الأدعية المستجابة على ترتيب الحروف اللهم إني أسألك بالألف المعطوف وغير معطوف وبالنقطة التي هي بدء الحروف بألف الأليء بباء البهاء بتاء التأله بثاء الثبات بجيم الجلال بحاء الحلم بخاء الخير بدال الدوام بذال الذات براء الربوبية بزاي الزلفى بسين السناء بشين الشكر بصاد
    ص 29 أ الصدق بضاد الضياء بطاء الطَوْل بظاء الظهور بعين العلم بغين الغَلب بفاء الفرد بقاف القدرة بكاف الكمال بلام الألوهية بميم المعرفة بنون النور بهاء الهداية بواو الوحدانية بياء اليُمن
    أنت الله لا إله إلا أنت الموصوف بالكمال المحمود على كل الأحوال أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد وأن تجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً وإلى كل خير سبيلا برحمتك يا أرحم الراحمين
    ( 1 ) ثم منها حروف نارية وهي أ د ط م ف ش ذ
    ومنها حروف ترابية وهي ب و ي ن ص ت ض
    ومنها هوائية وهي ج ز ك س ق ث ظ
    (1/36)

    ومنها مائية وهي و ح ل ع ر خ غ
    وعدد الحساب الجمل من حرف الألف إلى الياء عشرة ومن الياء إلى حرف القاف مئة ومن القاف إلى الغين ألف وهذا ما تدعو الحاجة إليه عند استخراج الاسم كما تقدم
    فصل
    فإن رأى البسملة معكوسة الترتيب كمن يجعل الرحيم تأتي مكان البسملة أو يقدم الجلالة على البسملة ففعل ذلك وما يشبهه في المنام دليل على الارتداد عن الدين
    ( 1 ) هناك تصحيح من الكاتب فأثبتنا هذا التصحيح هنا
    ص 29 ب أو المذهب أو يفضل الإماء على الحرائر أو يضع المعروف في غير أهله كما قال لي إنسان رأيت كأنني كتبت البسملة بحاشية خلا اسم الرحمن تعالى فإني كتبته بالمعلق قُلت له لك أولاد تحسن إليهم وتفرّط في حق بعضهم قال نعم
    فإن كتبها غيره ومحاها بنفسه دل عل نقض العهد أو الارتداد عن الإسلام أو يبخل بما عنده من علم أو مال وإن كان الذي فعل ذلك في المنام مريضاً برئ أو عاصياً تاب وأناب وربما تزوج ورزق ذرية صالحين أو يربح فيما يدخره من التجارة والله أعلم
    فصل
    ولمن يحسن الاستنباط يستنبط منها ما يليق كالرحمة والحسنة والسيئة والأب والأم ومن الأسماء سالم سلامة ويسر وسليمان وإبراهيم وحسن ومحسن وغير ذلك مثل حرام وحلال وباب وأسر وسُلَم وملاله ومَلَك وسبيل ورمح وسهم وسنان ونبل وحرب ومليح وامرأة ونائحة وحُلة وحيلة وماء وسحاب وعلى هذا فقس ما المسيح ابن الله المحرر وأعطي الرأي ما يليق من ذلك كله والله تعالى أعلم بالصواب
    الباب الثالث من المقدمة الثانية في تلاوة كتاب الله العزيز في المنام
    ص 30 أ
    مرتباً على السور ورؤية المصحف الكريم وغيره من الكتب
    (1/37)

    من قرأ القرآن أو شيء منه في منامه نال رفعة وعزاً وإن كان عاصياً أقاله الله تعالى وتاب عليه وإن كان فقيراً استغنى وإن كان مديوناً قُضي دينه وإن كان من ذوي الشهادات شهد بالحق أو أدى أمانة عنده واعتبر المتلو في المنام كما حُكي عن ابن سيرين رحمه الله أن إنساناً قال له رأيت في المنام كأني أقرأ سورة إذا جاء نصر الله والفتح فقال له أوصي فقد قرُب أجلك فإنها آخر سورة نزلت من السماء
    وقالت اليهود القراءة والصلاة في النوم تدل على الارتقاء وقضاء الحوائج وصفاء الحال وقالت النصارى من رأى كأنه يصلح المصاحف أو يركبها أو يؤلف كتاباً فإنه يُقبل قوله وتصير صادقاً بين الناس ورأى الحسن البصري كأنه ينظر في المصحف ويكتب في كساء فقصّ رؤياه على ابن سيرين فقال أنت تفسر القرآن برأيك فاتق الله تعالى ورأت امرأة كأن في حجرها مصحف وقد جاءت فروجتان فالتقطتا كل كتابة فيه وكلما تصفحت صفحة التقطتها الفروجتان حتى لم يبق في المصحف كتابة فسألت ابن سيرين فقال ستلدين جاريتان تجمعان القرآن في صدورهما فرزقت هذه المرأة بعد ذلك ابنتان وكان كذلك
    ورأى رجل قارئ لكتاب الله
    ص 30 ب عز وجل كأنه يقطع المصحف ورقة ورقة من مصحف بيده ويضعها على النار فيستكن حزامها فقص رؤياه على عابر فقال ستكون فتنة من جهة السلطان وتسكن بقرآتك القرآن ورأت امرأة رجالاً متجردين يقرأون القرآن فقيل هؤلاء قوم لهم أهواء وقد تجردوا لها
    وأتى ابن سيرين رجل فقال رأيت كأني متوسد مصحفاً فقال أنت رجل لا تقوم بما معك من القرآن ورأى شاب منهمك على معاصي الله عز وجل وهو من حملة القرآن كأنه واقف بين يدي رسول الله ويقرأ بغير إذنه ( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ) فقص رؤياه على مُعبرٍ فقال إن صاحب هذه الرؤيا قريب من الكفر فلم يكن إلا قليلاً حتى ارتدّ ذلك عن الإسلام
    فصل
    (1/38)

    واعتبر ما قرأه في المنام فإن كانت آيات رحمة فإن كان القارئ ميتاً فهو في رحمة الله تعالى وإن كانت آيات عقاب فهو في عذاب الله وإن كانت آيات إنذار وكان الرأي حياً حذرهُ من ارتكاب مكروه وإن كانت آيات مبشرات بشرته بخير فإن قرأ القرآن بصوت حسن نال عزاً ورفعة ً وسمعة حسنة
    وإن قرأ القرآن وحرّفه زاغ عن الحق وخان عهده وإن لم يدرِ ما قرأ ربما شهد بالزور أو خاض فيما لا يعلم وإن استمع الناس لقراءته تولى أمراً يُقبل فيه نهيه وأمره على قدرة
    ص 31 أ
    وقراءة سور ( 1 ) سرور وأفراح ورزق وتجديد ولد يقرأ القرآن
    والسورة زوجة أو ولد أو دراهم أو دنانير على قدر عددها وربما دلت السورة على الحج لأن من السور المكيّ والمدني ولحظت ذلك وجربته فكان كذلك وأما ما ذكره العلماء من أئمة التفسير رضي الله عنهم في تعبير قراءة السور في المنام فقالوا من قرأ سورة الفاتحة فتح الله عليه أسباب الخير وقال المدينان وجعفر الصادق وسعيد بن المسيب رضي الله عنهم من رأى أنه يقرأ سورة الفاتحة أو شيئاً منها فإنه يدعو بدعوات وتستجاب له وكذلك قال الكسائي وزاد فيه وينال فائدة يُسر بها وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه تاليها في النوم يتزوج سبع نسوة متفرقات ويكون مستجاب الدعوة والدليل على ذلك فعل رسول الله فإنه كان يقرأها قبل الدعاء وبعده وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه من تلاها في نومه كان محفوظاً في دينه إلا أن يكون عائلاً فقد قرب أجله
    وقال بعض العلماء من قرأ فاتحة الكتاب في منامه أغلق الله عنه أبواب الشر وفتح عليه أبواب الخير
    سورة البقرة
    من قرأها في المنام أو شيئاً منها أو تليت عليه قال المدينان فإنه يرزق علماً
    (1/39)

    ص 31 ب وعمراً طويلاً وصلاحاً في دينه ونجابة في ولده ووافقهما الكسائي على ذلك وقالت عائشة رضي الله عنها من تلاها في منامه أو بعضها انتقل من موضع إلى موضع ويكون حظه في الموقع الذي ينتقل إليه وقال ابن فضالة رحمه الله أن تاليها في النوم إن كان قاضياً قربت مدته وإن كان عالماً طال عمره وحسنت حالته وقال بعض العلماء من قرأ سورة البقرة فإنه يكون جامعاً للدين مُسارعاً إلى كل ثواب ويكون طويل العمر قليل الشر صابراً على الأذى
    فإن قرأ منها آية الكرسي في المنام دل على حفظه وذكائه لما قيل أن خمسة أشياء تورث الذكاء والحفظ أكل الحلواء وأكل لحم ما يلي العُنق وأكل العدس وأكل الخبز البارد وقراءة آية الكرسي وذلك مما جرب
    سورة آل عمران
    قال المدينان وأبو بكر الصديق رضي الله عنهم من تلاها في منامه أو شيئاً منها أو تليت عليه فإنه يكون قليل الحظ من بين أهله ويرزق ولدا في كبره ويكون كثير الأسفار وقيل يكون مختاراً في الناس مصطفى مبرأ من كل دنس مجادلاً عن أهل دينه في أديانهم
    سورة النساء
    قال جعفر الصادق رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئا منها فإنه يكون معه في آخر
    ص 32 أ عمره امرأة لا تُحسن العشرة وقال ابن فضالة تكون كثير الاحتجاج قوي اللسان وكذلك قال الكسائي وعلي وحمزة رضي الله عنهم وقال ( 1 ) يقسم المواريث ويصاحب حرائر النساء ويرثهم ويرثنه بعد عُمر طويل
    سورة المائدة
    قال المدنيان من تلاها في منامه أو شيئاً منها كان كريم النفس مُحباً لإطعام الطعام وقيل بل يرزق اليقين والتعبد والخشوع من سلطان أهل بلده
    سورة الأنعام
    قال جعفر الصادق وعائشة والكسائي وابن فضالة رضي الله عنهم من تلاها في منامه أو شيئاً منها أو تُليت عليه بشرته بسلامة العيال وحفظ البنين وحسن الرزق في الدنيا والآخرة وقيل بل يكون كثير النعم والغنم والمواشي والبقر والدوابّ خصيب الجانب جواد النفس يجمع الله له أمر الدارين ويرحمه
    سورة الأعراف
    (1/40)

    علي العذاري غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  5. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 15-02-2012 الساعة : 04:45 PM رقم #3
    كاتب الموضوع : علي العذاري


    شاملى مميز


    • بيانات علي العذاري
      رقم العضوية : 6016
      عضو منذ : Jan 2012
      الدولة : ariq
      المشاركات : 141
      بمعدل : 0.03 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 14
      التقييم : Array


  6. قال المدنيان من تلاها في منامه أو شيئاً منها أو تُليت عليه فإنه يرزق من كل علم حفظه ويموت غريباً وقيل يكون مؤمناً مُقراً بالدين ووطأ قدمه طور سيناء
    سورة الأنفال
    قال ابن عباس من تلاها في منامه أو شيئاً منها أو تُليت عليه فإنه يكون متوجاً بالعز مظفراً وكذلك قال جعفر الصادق رضي الله عنه وزاد فيه أو يكون
    ص 32 ب سالماً في دينه وقال ابن فضالة رحمه الله إن كان ملِكاً كان منصوراً وإن كان عالماً كان ورعاً وقال بعض العلماء ويرزق الظفر بأعدائه وينال منهم الغنيمة
    سورة التوبة
    وتسمى الفاضحة وبراءة قال المدنيان من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يكون مُحباً للصالحين وقال بعضهم وإنه لا يخرج من الدنيا حتى يتوب ويكون ودوداً محبوباً في الناس
    سورة يونس عليه السلام
    قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يصاب في شيء من ماله وقال جعفر الصادق رضي الله عنه ويكون محباً للانفراد ويكون مُتعللاً بالنساء قال بعضهم ويرزق العلم وحسن اليقين ويرد الله عنه كيد الكائدين وسحر السحَرة
    سورة هود
    قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يكون كثير الأعداء وقال جعفر الصادق رضي الله عنه ويؤثر الغربة ويكون طويل العُمر وقيل يرزق رزقاً من الحرث والزرع مع حسن اليقين
    سورة يوسف
    قال المدنيان من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يكون كثير الأعداء
    ص 33 أ من أهله ويرزق في الغربة مالاً وحظاً وقال غيرهم يُظلم كما ظلم يوسف في حداثته ويلقى سفراً ثم يملك مصراً من الأمصار أو جزءً من الأرض مع حُسن اليقين وظهور الجمال
    سورة الرعد
    قال أبو بكر الصديق وجعفر الصادق رضي الله عنهما من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه قد قربت مدته وقال بعضهم ويكون حافظاً للدعوات يُسرع إليه الشيب
    سورة إبراهيم e
    (1/41)

    قال جعفر الصادق رضي الله عنه حدثني أبي رضي الله عنه أنه سأل حاجب بن عبد الله عن تاليها في النوم فقال سمعت عائشة رضي الله عنها تقول أنه من المسبحين الأوابين وكذلك قال بعض العلماء
    سورة الحجر
    قال المدنيان من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يموت مسكيناً وقال ابن فضالة إن كان قاضياً قربت مدته وإن كان ملكاً حسنَت سيرته وإن كان تاجراً تفضل على أهله وإن كان قاضياً مات في غربة ٍ وقيل يكون عند الله وعند الناس محموداً
    سورة النحل
    قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئاً منها كان محظوظاً في الرزق وقال جعفر الصادق رضي الله عنه يكون من شيعة
    ص 33 ب رسول الله ومحبيه وقال بعضهم ويصير في العلماء
    سورة الإسراء
    قال المدنيان من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يجري عليه من قبل السلطان أو مثله رزية أو من قوم أذيا أو يخاف عليه من تهمة وهو بريء منها ويكون مظلوماً وقال بعضهم يكون وجيهاً عند الله وعند الناس قريباً تقياً
    سورة الكهف
    قال المدنيان من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يكون طويل العمر حسَن الجمال ويرزق حظاً عظيماً في حياته وقال بعضهم يعيش حتى تسأم الحياة ويكون حافظاً لخصال الدين كلها
    سورة مريم عليها السلام
    قالت عائشة وجعفر الصادق رضي الله عنهما من تلاها في منامه أو شيئاً منها يُفرج الله عنه وقيل يكون مع الأنبياء الذين ذكرهم الله فيها في زمرة محمد
    سورة طه
    قال المدنيان من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يعادي السحرة ويُبطل الله سحرهم على يديه
    سورة الأنبياء عليهم السلام
    قال جعفر الصادق رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يرزق حظاً عظيماً وقيل يرزق علمهم وتضرعهم
    سورة الحج
    قال المدنيان
    ص 34 أ من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يرزق الحج وقال ابن فضالة إلا أن يكون عليلاً فإنه يموت
    سورة المؤمنون
    (1/42)

    من تلاها في منامه أو شيئاً منها رأى خلقاً عجيباً في الدنيا يعجب الناس منه وقال المدنيان يرزق الحج وقيل بل يكون مع المؤمنين في الدرجات العُلى
    سورة النور
    قال جعفر الصادق رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئاً منها كان ممن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويُحب في الله ويبغض في الله وقيل ينور الله قلبه وقبره
    سورة الفرقان
    قال المدنيان من تلاها في منامه أو شيئاً منها كان ممن يُحب الحق ويكره الباطل
    سورة الشعراء
    قال أبو بكر الصديق وجعفر الصادق رضي الله عنهما من تلاها في منامه أو شيئاً منها نال عسراً في رزقه ولا ينال شيئاً إلا بألم وقال بعضهم يعصمه الله من الإفك وقول الزور
    سورة النمل
    قال المدنيان من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يكون سيد قومه وقال ابن فضالة يكون عنده علم وقال غيره يرزق ملكاً وفهماً وجاهاً
    سورة القصص
    قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه
    ص 34 ب من تلاها في منامه أو شيئاً منها ابتُلي من الله بشيء من الأرض في البرية وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويكون ذلك في مدينه وقال بعض العلماء يُعطيه الله حُكماً وخيراً من قراءة التوراة والإنجيل ويرزق كنزاً من كنوز قارون حلالاً
    سورة العنكبوت
    قال جعفر الصادق رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئاً منها فبشارة له أن الله ما يبتليه بوحدة أبدا وقيل يكون في أمان الله وحرزه إلى حين يموت
    سورة الروم
    قال المدنيان من تلاها في منامه أو شيئاً منها يكون النفاق في قلبه وقال ابن فضالة إن كان عالماً أو قاضياً كان حافظاً ويكون ظالماً إن كان تاجراً نال فائدة طائلة وإن كان الرأي ملكاً فتح الله عليه مدينة من مدائن الكفر عظيمة وهدى الله على يديه قوم كثير
    سورة لقمان
    من تلاها في منامه أو شيئاً منها علمّه الله الكتاب والحكمة
    سورة السجدة
    (1/43)

    قال جعفر الصادق رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئاً منها كان قوي التوحيد سالم النفس وقال غيره يموت في سجدته ويكون عند الله من الفائزين
    سورة الأحزاب
    قال أبو بكر الصديق
    ص 35 أ رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئاً منها كان حاسداً لأهله وكذلك قال جعفر الصادق وزاد فيه ويكون طويل العُمر كثير الذكر والصدق وقال بعضهم يكون من أهل التقى وتابعي الحق
    سورة سبأ
    قال المدنيان من تلاها في منامه أو شيئاً منها فسيكون شجاع النفس مُحباً لحمل السلاح وقيل يزهد في الدنيا ويأوي إلى الأودية والجبال
    سورة فاطر
    قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئاً منها كان ممن يُرضيه الله في الدين وقال جعفر الصادق عليه السلام يكون ولياً من أولياء الله تعالى وقال بعضهم يكون مع الكرام الكاتبين والملائكة المقربين
    سورة يس
    قالت عائشة رضي الله عنها من تلاها في منامه أو شيئاً منها كان من المتطهرين وقال جعفر الصادق رضي الله عنه يموت على سُنة النبى {صلى الله عليه وسلم} ويكون دينا لا يشوبه رياء وقيل حشر مع محمد وأهل بيته عليهم السلام
    سورة الصافات
    قال المدنيان ما تلاها في منامه أو شيئاً منها رزق معيشة حلالاً وولدين ذكرين وقيل رزق ولداً طائعاً صاحب يقين
    سورة ص
    ص 35 ب
    قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئاً منها كان مُحباً للنساء وقال غيره يرزق رزقاً كثيراً وصناعة نافعة
    سورة الزمر
    قال المدنيان من تلاها في منامه أو شيئاً منها طال عُمره وقال ابن فضالة يسافر سفراً بعيداً يوشك أن لا يرجع إلى بلده وقال غيره يكون يوم القيامة في أول صفوف المؤمنين
    سورة غافر
    وهي الطَوْل والمؤمن قال جعفر الصادق رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئاً منها كان قوي الدِين سالم اليقين وقيل يكون ممن تجري الخيرات على يديه
    سورة فصلت
    (1/44)

    قال المدنيان من تلاها في منامه أو شيئاً منها أو تُليت عليه فإن ذلك يكون سبباً لهدامة قوم على يديه وقيل يدعو قوماً من المشركين من المشرق وقوماً من المغرب إلى الهدى ويخرجهم من الضلالة
    سورة عسق
    وهي الشورى قال جعفر الصادق من تلاها في منامه أو شيئاً منها أفاده الله علماً وعملاً وقيل يُعّمر عمراً طويلاً حتى يصير إلى أرذل العُمر
    سورة الزخرف
    قال المدنيان من تلاها في منامه أو شيئاً منها ربما تعسر عليه رزقه في دنياه
    ص 36 أ أو ضاق به حاله ويكون حظه في آخرته ويكون صادقاً
    سورة الدخان
    قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئاً منها أمن في دولة الجبابرة ومن عذاب القبر والنار وكذلك قال جعفر الصادق وقيل وطلب الجواهر ويرزق الغنى
    سورة الجاثية
    قال جعفر الصادق رضي الله عنه من قرأها في المنام أو شيئاً منها كان من الزاهدين وقيل يكون من الخاشعين
    سورة الأحقاف
    قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه من قرأها في منامه أو شيئاً منها كان عاقاً لوالديه ثم يتوب الله عليه في آخر عمره توبة ً نصوحاً ويطلب العجائب ويتفكر في عظمة الله تعالى وسلطانه
    سورة القتال
    قال المدنيان من تلاها في منامه أو شيئاً منها أتاه ملك الموت في أحسن صورة وكذلك قال جعفر الصادق رضي الله عنه
    سورة الفتح
    قال جعفر الصادق رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئاً منها أحياه الله تعالى حتى يرى فَرجاً لآل محمد وقيل يرزق الجهاد في سبيل الله
    سورة الحجرات
    قال المدنيان من تلاها في منامه أو شيئاً منها كان مؤلفاً بين قلوب المؤمنين
    ص 36 ب وقيل يصل الأخوان والقرابات
    سورة ق
    قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئاً منها كان معه علم يحتاج إليه فيه أهل المدينة ويكون في آخر عمره خيرا من أوله ويرزق أعمال الأنبياء
    سورة الذاريات
    (1/45)

    قال المدنيان من تلاها في منامه أو شيئا منها فإن الله يقتله بعدد من بات في الأرض ماشياً بميله مع كل مذهب وتكون من حيثهم وقيل يرزق من نبات الأرض
    سورة الطور
    قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يكون فيه دين ويرضى الله عنه وقيل يرزق مجاورة بيت الله الحرام شهوراً أو سنين
    سورة النجم
    قال جعفر الصادق رضي الله عنه من قرأ النجم في منامه أو شيئاً منها فإنه يُرزق ولداً ويموت في مرضات الله ويكون ذو علم وورع
    سورة القمر
    قال جعفر الصادق رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يُخاف عليه من الغرق وقال ابن المسيب أو عصب من عصباته وقال ابن فضالة لا يخرج من الدنيا إلا بمحنه وقيل يُسجن ثم يَسْلم من السجن
    سورة الرحمن عز وجل
    من تلاها في منامه أو شيئاً
    ص 37 أ منها فإن الله تعالى ينقله إلى أحد الحرمين أو إلى العدنين أو إلى الإسكندرية أو يموت في إحداهن وقيل يرحمه الله تعالى
    سورة الواقعة
    قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه لا يفتقر في دنياه ولا يضل عن آخرته وقيل يكون من السابقين إلى الخيرات
    سورة الحديد
    قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه وجعفر الصادق عليه السلام من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يبلو قوماً في دين الله لكنه يكون يسوس الخلق وقيل يرزق البر والمحمدة من الناس
    سورة المجادلة
    وهي قد سمع قال المدنيان من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يجري عليه أذيّة من قوم أدنياء وقال ابن فضالة إلا أن يكون عالماً فلا يضره شيء وقيل يجادل أهل الإيمان ويكون محجاجاً
    سورة الحشر
    قال جعفر الصادق رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإن الله يحشره يوم القيامة وهو راض عنه وقيل يحشر يوم القيامة مع الأبرار
    سورة الممتحنة
    ويقال الامتحان قال جعفر الصادق رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يكون له في آخر عمره توبة
    (1/46)

    ص 37 ب حسنة وقيل يُمتحن ويؤجر
    سورة الصف
    قال جعفر الصادق رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يحضر مع قوم مبتدعين ( 1 ) في آل محمد وقيل يغزو أو يموت في سبيل الله
    سورة الجمعة
    من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإن الله يجمع حظه في الدنيا والآخرة
    سورة المنافقون
    قال جعفر الصادق رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإن زوجته تُبلى بالضرائر وقيل يطهر من النفاق وقيل في سورة التغابن كذلك وقيل فيها أيضاً أنه يؤمن بالبعث والنشور
    سورة الطلاق
    قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه وابن فضالة رحمه الله من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يكون ملولاً للصديق وقال جعفر الصادق رضي الله عنه وللنساء أيضاً وقيل يطلق من النساء كثيرا
    سورة التحريم
    قال جعفر الصادق وابن فضالة رضي الله عنهم من تلاها في منامه أو شيئاً منها يُبتلى بامرأة تؤذيه في جسمه أو ماله ويلحقها بعد ذلك ندامة ويُختم له بخير ويجتنب المحارم ولا يقربها
    سورة الملك
    وقيل من قرأ سورة الملك في المنام أو شيئاً منها فإنه يعيش في خدمة ملك يناله منه فائدة
    ص 38 أ قاله المدنيان وقال غيره يملك شيئاً كثيراً
    سورة القلم
    من تلاها في منامه أو شيئاً منها نظر إلى عجائب الله تعالى وقيل يرزق الكتابة والبلاغة ويُعين آل محمد
    سورة الحاقة
    (1/47)

    من تلاها في منامه أو شيئاً منها وهو قائم على منبر فإنه يُصلب على بدعة في الإسلام قال ابن المسيب وإن تلاها جالساً ضُرب بالسوط وقال عبد الله بن العباس رأيت في المنام أني أقرأ منها فقلت ذلك لزيد بن أسامه فقال يكفيك الله أمراً فإنه سوط أو دون ذلك فلحقني ما قال وقال جعفر الصادق رضي الله عنه أن تلاها ملك في منامه زال ملكه وإن تلاها شاهد وقف عن شهادته وإن تلاها عليك عليلٌ مات في وجعه وإن تلتها امرأة طلقت زوجها وإن تلاها من يُنسب إلى علم ماشياً ضُرب بالسوط وإن كان جالساً حُبس وإن كان ماشياً بسرعة ضيق عليه قطع اليدين والرجلين وكذلك قال عبد الله بن فضالة والثلاثة المفسرون وهم عيسى ومحمد والحسين وقيل يتعزب كثيراً
    سورة المعارج
    من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يكون في أول عمره على ضَنا وفي آخره على تقوى وقيل يقرب إليه البعيد ويكون
    ص 38 ب كثير الصوم
    سورة نوح
    قال جعفر الصادق رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يُبتلى بقوم سألين له وقيل يُبطل الفحشاء والمنكر ويظهر الإنصاف ويُنصر على أعدائه
    سورة الجن
    قال جعفر الصادق رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يكون في ضيق في رزقه ثم يوسع الله تعالى عليه وتخضع له الجن
    سورة المزمل
    من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يكون ذو صلاح وقيام بالليل والصلاة فيه
    سورة المدثر
    من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يكون صواماً بالنهار
    سورة القيامة
    من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يكون كريم النفس يُحب إطعام الطعام وقيل يجتنب الأيمان البارة والفاجرة فلا يحلف صادقاً ولا كاذباً
    سورة الإنسان
    قال جعفر الصادق رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يفرح لآل محمد وقيل يُرزق الشكر والعبادة والورع ويؤثر على نفسه
    سورة المرسلات
    (1/48)

    قال جعفر الصادق رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يكون غيوراً على عياله سخياً وقيل يرزق السعة والرحمة
    سورة النبأ
    قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه من تلاها في منامه أو
    ص 39 أ شيئاً منها فإنه يثنى عليه بمحاسن ويحبّبه الله إلى خلقه
    سورة النازعات
    -
    قال جعفر الصادق رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يكون له حظ في التجارة والفائدة في الصناعة وينزع الله من قلبه الشك والخيانة
    سورة عبس
    -
    قال جعفر الصادق رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يكون سناناً بما يُعطي غير محمود السيرة وكذلك قال الكسائي وقيل يكثر الصدقة والزكاة
    سورة كورت
    -
    قال جعفر الصادق رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يكون له حظ في السرقة أو من رحل تحصُل له منه فائدة وقيل يرزق السفر في ناحية المشرق ويرزق فيه
    سورة الانفطار
    -
    قال المدنيان من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يكون متوانياً في الصلاة يؤديها في غير وقتها وقيل يرزق صحبة السلطان
    سورة المطففين
    -
    من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يدل على الفجور في الإيمان وأخذ أموال الناس بالبخس لقوله تعالى ( ويل للمطففين ) الآيات وويل واد في جهنم نعوذ بالله منه وقيل يرزق العدل والوقار ووفاء الكيل والميزان
    سورة انشقت
    قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه
    ص 39 ب يُدعا له ويُدعا عليه وإن تلتها امرأة طلقها زوجها أو يكون كثير الأولاد والنسل
    سورة البروج
    -
    قال جعفر الصادق رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يحبّبه الله لمعرفة المسائل والعلم والعمل به والقوة في الدين وقيل يرزق علم النجوم
    سورة الطارق
    -
    قال جعفر الصادق رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يرزق البنات والبنين وقيل يُلهم التسبيح والتهليل
    سورة الأعلى
    -
    (1/49)

    قال جعفر الصادق رضي الله عنه من قرأها في منامه أو شيئاً منها فإنه يكون كثير التسبيح وقيل يؤثر الأخرة على الأولى رأت امرأة كأنها تصلي صلاة جهرية بسورة سبح فترددت في قوله تعالى ( سنقرئك فلا تنسى ) فقلت هذه امرأة تكاتب زوجها مراراً في حاجة تطلبها منه فقال السفيرُ وأنا الذي كتب لها الكتب في ذلك
    سورة الغاشية
    -
    قال جعفر الصادق رضي الله عنه والكسائي رحمه الله من تلاها في منامه إن كان مضيقاً عليه في معيشته وسّع الله عليه وقيل يرزق العلم والزهد
    سورة الفجر
    -
    قال المدنيان من تلاها في منامه أو شيئاً منها لم يخرج
    ص 40 أ من السُنة حتى يموت وقيل يرزق البهاء والهيبة
    سورة البلد
    -
    قال جعفر الصادق رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يحلف يميناً ويندم عليها وربما يكون كاذباً وقيل يرزق تربية الأيتام وإطعام الطعام للمساكين ويكون رحيماً
    سورة الشمس
    -
    قال المدنيان من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يَحلُ في بلد مع سلطان عادل ويرزق النصر والظفر في سائر الأشياء
    سورة الليل
    قال المدنيان من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يكون قليل الرزق ويرزق الشهادة وقيام الليل وطاعة الله عز وجل
    سورة الضحى
    -
    قال المدنيان من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه ينال خيراً كما قال رسول الله وقيل يكون متعطفاً على الضعفة
    سورة ألم نشرح
    -
    قال جعفر الصادق رضي الله عنه من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يأمن من الأعراض والأمراض والعلل والأسقام
    سورة التين
    -
    من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه إنذار له وحزن غير أنه يأمن منه وعاقبته سليمة وقيل يرزق عمل الأنبياء والأولياء
    ص 40 ب والأصفياء
    سورة اقرأ
    -
    من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يرزق ولداً ذكراً ويكون عبداً صالحاً وقيل يرزق الكتابة والخضوع
    سورة القدر
    -
    من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يكون له أعمال خير وحسن حال ويرزق الثواب الكثير
    سورة البَرية
    -
    (1/50)

    من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يدل على الإنذار والبشارة وقيل يُسلم على يديه نفر كثير من المشركين
    سورة الزلزلة
    -
    من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يُفتن من جهة الشيطان اللعين في ذلك الموضع وقيل يُزلزل الله به أهل الذمة
    سورة العاديات
    -
    من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإن كان مسافراً قطعتَ عليه الطريق وإن لم يكن مسافراً فإنه يُحب متاع الريش وقيل يحُب رباط الخيل والغنم
    سورة القارعة
    -
    من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يدل على البشارة والإنذار وقيل يكون صاحب ورع ونُسك
    سورة التكاثر
    -
    من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يُحب جمع الدنيا وينسى الآخرة
    سورة العصر
    -
    من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يدل على الإنذار والبشارة وقيل يكون كثير الربح والخسران وينصر على الأعداء
    سورة الهمزة
    -
    من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يدل على الإنذار فليتقي الله
    ص 41 أ وقيل يكون سليم الصدر ويجمع مالاً ثم ينفقه في البر والصلة
    سورة الفيل
    -
    من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يُنصر على أعدائه وقيل إن كان ملكاً هزم الجيوش والعساكر وينال فتحاً
    سورة قريش
    -
    من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإن ذلك دليلٌ على الحج إن كان من أهل الهُدى والأمانة وإلا أكل رزق الله بغير شكر وقيل يؤلف بين الناس ويُطعم المحتاجين
    سورة الدّين
    -
    من تلاها في منامه أو شيئاً منها كان ممن لا يُصدق بيوم الدين ويمنع المعروف ولا يُخرج الزكاة ماله وقيل يُخالفُه نفر ويظفر بهم
    سورة الكوثر
    -
    من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يجلس مجلس أهل الآخرة ويظفر بالأعداء وقيل يكثر الأضحية
    سورة الكافرون
    -
    من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإن ذلك دليل على البدع وقيل يعادي الكفار والمنافقين ويجاهدهم
    سورة النصر
    -
    من تلاها في منامه أو شيئاً منها إن كان سلطاناً فتح مدائن ويُنصر وإن لم يكن سلطاناً فإنه يموت
    سورة تبت
    -
    (1/51)

    من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه ينفق ماله في ما لا يُرضي الله تعالى وإن لم يكن له مال فإنه يمشي بين الناس بالنميمة وقيل يُعادي منافقاً ويطلب عثرته ثم يهلكه الله ولا يموت حتى يدفن جميع أهله وقيل
    ص 41 ب يرزق التوحيد وقلة العيال
    سورة الإخلاص
    -
    من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يُوحد الله تعالى ولا يرزق ولداً أبدا ولا يموت حتى يدفن جميع أهله
    سورة الفلق
    -
    من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يدل على حُسن الحال والظفر بأعدائه وقيل يرفع الله ذكره ويُرزق اسم الله الأعظم ويُستجاب دعائه ولا يمسه إنس ولا جان ويأمن شر الهوام و الحُساد
    سورة الناس
    -
    من تلاها في منامه أو شيئاً منها فإنه يدل على انحسام أمرٍ له ثم يظفر بأعدائه وقيل يدفع عنه سِحرَ السحرة وكيد الشياطين والوسوسة وعلى هذا فقس والله تعالى أعلم
    فصل
    ومن قصد بسط التأويل فليعتبر السورة وليحكم بما فيها من الآية المناسبة للأحكام لذوي الأحلام ويُعطي كل إنسان ما يناسبه فما جَرب من القرآن لجلب نفع أو دفع مكروه فرؤيته في المنام على شرطه دليل على حادث يحتاج فيه إليه خيراً كان أو شراً والوقوف على كل محدود وتجزئة ومشهور وما اختلف في نقله عن الأئمة السبع ويُفسر للرأي على قدره إن شاء الله تعالى وانظر إلى السور وما عُرفت به كالمائدة بشارة والتوبة رجوع إلى الله ومريم زوجة أو ولد والنور هداية وما أشبه ذلك والتغابن قهر والطلاق طلاق أو موت
    ص 42 أ وكذلك النازعات وعبس ندم فهذا وما أشبه إذا سُميت السورة للرأى في المنام أو أهديت إليه أو جهل ما قرأه في المنام فإنه يجب اعتباره والحكم عليه بما يليق إن شاء الله وختم القرآن في المنام أو السورة عُمر طويل أوعز ومال ويدل على فراغ العمل وقراءة الجزء في المنام نصيب وافر وقراءة الحزب نصر على الأعداء وتخريب عليهم والآية ظهور كرامة وقراءة العشر سموٌ وذكر حسن والله تعالى أعلم
    (1/52)

    فصل في رؤية المصحف الكريم وغيره من الكتب
    من رأى معه في المنام مصحفاً نال سلطاناً وعلماً أو زوج أو زوجة أو ولداً أو مالاً وإن كان مريضاً برئ من مرضه لقوله تعالى ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) وربما انتصر على أعدائه وإن كان عاصياً تاب وأناب إلى الله تعالى لقوله تعالى ( قل هو للذين آمنوا هُدى ً وشفاء ) وربما ورث وراثة لقوله تعالى ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ) وإن كان الرأي على بدعة وضلالة فقد أنذره الله تعالى بكتابه لقوله تعالى ( وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ) ولقوله تعالى ( وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون ) وربما دلت رؤية المصحف الكريم على الأخبار الغريبة والوقوف على عجائب الأمور وورود الأخبار السارة وطور العُمر لمن تصفحه كله
    رجل رأى كأن على رأسه مصحف وكتاب
    ص 42 ب تنبيه الغافلين وقد دخل بهما على قوم فقلتُ له أنت نقلت كلاماً من قوم إلى قوم وبعدت عنهم بسبب ذلك قال نعم فقلتُ سيشفع فيك وتعود إلى حالتك الأولى المرضيّة وربما دل المصحف على الرياض والمروج والجنان وأماكن العبادة ثم يدل على الملِك وعلى من يلزمه طاعته كالوالد والأستاذ والمؤدب ثم يدل على اليمين الصادقة البارة يَحلف له لأنه مما يقسم به ولقوله تعالى ( حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة ) ثم تدل رؤيته على البشارة كما دلت رؤيته على الإنذار لقوله تعالى ( بشيراً ونذيراً ) ومن كان أهلاً للولاية تولى إذا رأيّ معه كتاباً من كتب الله عز وجل لقوله تعالى ( يا يحيى خذ الكتاب بقوة وأتيناه الحكم صبيا ) والله تعالى أعلم
    (1/53)

    رؤية التوراة في المنام - وأما من رأى عنده توراة فإن كان ملكاً مسلماً فتح بلداً من بلاد أعدائه أو اصطلح معهم على ما يريد وإن كان عالماً ازداد علماً وابتدع فيما يعلم أو مال إلى مذهب أهل الأهواء وربما دلت رؤية التوراة على الاجتماع بالغياب أو وجود الضائع وربما دل الكتاب على من هو من أهله وإن كان الرأي أعزب تزوج من غير ملته وربما كثرت
    ص 43 أ أسفاره لأنها ذات أسفار وإن كانت زوجته حاملاً أتت بولد فيه شبهة وكذلك الحكم في ما سواها من الكتب وربما تزوج امرأة بغير ولي وربما عاشر الرأي من يفسد معه دينه ورؤية ما سوى الكتاب العزيز من الكتب والصحف في المنام تدل على العزل لأزمات الأمور وتدل رؤية التوراة والإنجيل على رؤية النبى محمد{صلى الله عليه وسلم} ولو في المنام لقوله تعالى ( الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل ) الآية وتدل رؤية التوراة والإنجيل على الخيانة ونقض العهد وإتيان الرخص والله تعالى أعلم
    رؤية الإنجيل في المنام من رأى من الإسلام أن معه إنجيلاً تجرد للعبادة وتزهد وآثر السياحة والرياضة والانقطاع والعزلة وإن كان ملكاً قهر عدوه وتسلط عليه وربما دلت رؤيته على الكذب والبهتان وقذف المحصنات وربما غُلب في مخاصمته إن كان مخاصماً أو تجاوز في حسابه عن الواجب إن كان محاسباً وإن كان شاهدا شهد بهتاناً وزورا وتكلم في ما لا يعنيه وإن كان الرأي مريضاً سلم من مرضه وعادت روح الحياة إليه وربما دلت رؤيته على علم الهندسة أو النقل عن العلماء فيما يعلم لأنهم قسموا الإنجيل أربعة أناجيل وربما دلت رؤيته على الكُتّاب وأرباب التصاوير والغناء والطرب
    ص 43 ب والله تعالى أعلم
    رؤية زبور داود عليه السلام في المنام تدل على النياحة والبكاء والتوبة والخشية والعبادة وائتلاف القلوب والحظ في الطرب والمزامير وسماع الأخبار الغريبة المفرحة والرزق من القراءة أو الخطابة
    (1/54)

    رؤية الهياكل والحِزوز في المنام دليل على الأمن من الخوف و النصر على الأعداء وعلى الأولاد والأزواج والأرزاق والفوائد والاحتراز في المعاملات في الدنيا والدين والصحف شهود أو أئمة يُقتدى بهم قال الله تعالى ( أم لم ينبأ بما في صُحف موسى وإبراهيم الذي وفّى ) وقال تعالى ( إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى ) وحُلم الألواح إذا كانت مكتوبة حُلم الصحف وربما دلت الألواح على المواعظ قال الله تعالى ( وكتبنا في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء ) وسيأتي الكلام في رؤية الألواح إن شاء الله تعالى
    الباب الرابع من المقدمة الثانية في رؤية الملائكة الكرام -
    رؤية الملائكة الكرام في المنام تدل للمريض على موته قال الله تعالى ( والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) وقال تعالى ( الذين تتوفاهم
    (1/55)

    ص 44 أ الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ) الآية وقال تعالى ( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربك ) ورؤيتهم تدل على نصر المؤمنين ودمار الكافرين لقوله تعالى ( إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمُدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين ) الآية وربما دلت رؤية الملائكة على الشهود قال الله تعالى ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة ) الآية وربما دلت رؤية الملائكة على التُهم قال الله تعالى ( وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا ) وربما دلت رؤية الملائكة الكرام على الأمناء وأصحاب الشُرط ورسل أولي الأمر ورؤيتهم على قدر مراتبهم فمن رآهم في صفة حسنة مستبشرين به أو مُبشرين له دل على الخير والأمن من الخوف والنصر على الأعداء أهل القوة والبطش الشديد فالحفظة ُ علماء أعلام أمناء قال الله تعالى ( وإن عليكم لحافظين كراماً كاتبين ) وحملة ُ العرش عز وقوة واتفاق وألفة ومحبة وتدل رؤيتهم في الصفات الحسنة على سلامة المعتقد والقرب من خواص الملك وسيأتي الكلام في ملائكة القبر إن شاء الله تعالى
    واعتبر كل ملك بما خصّه الله تعالى به فرؤية جبريل عليه السلام تدل على رسول
    ص 44 ب الملِك الأمين على الأسرار وعلى البشارة بحمل الأولاد الذكور لقوله تعالى ( فأرسلنا إليها روحنا ) وتدل رؤيته على التعبد والعلم والاطلاع على تعليم الأسرار لأربابها وتدل رؤيته على سريان الروح فيمن شرف على التلاف والموت لأنه الروح قال الله تعالى ( نزل به الروح الأمين ) وربما دلت رؤيته على التنقل والحركات والجهاد والنصر على الأعداء وتدل رؤيته على الاطلاع على العلوم الشرعية والنجومية وغيرها والله تعالى أعلم
    (1/56)

    وأما ميكائيل عليه السلام فرؤيته في المنام دال على الخصب والرزق وإدرار البركات ونمو الزرع وكثرة الأمطار وربما دلت رؤيته على سماع الطبول واشتهار البنود إذا لم تكن الرؤيا في المطر وتدل رؤيته على الخازن الأمين والمتصرف في مال المصالح وربما دل على الملِك المتعطف على رعيته المتحنن عليهم كالوالد المشفق وربما دلت رؤيته على الجدب وعدم الري لأنه يأتي الأرض المجدبة فينبتها والمعطشة فيرويها بإذن الله وربما دلت رؤيته على حمل المرأة العقيم وتيسير العسير وإن رآه مُسافراً في البحر ضيق عليه والبر ربما تعطل عن سفره لأنه متولي الأمطار وهي معطلة للحركات ورؤيته عليه السلام لمن تضرر بالأمطار هموم وأنكاد ولأرباب الفلاحة أرزاق وأرباح والله تعالى أعلم وأما رؤية
    ص 45 أ إسرافيل عليه السلام في المنام فإنها دالة على تجهيز الجنود والأسفار المشقة والخوف والجزع والتوعد ووجود الضائع وقضاء الديون والمجازاة بالأعمال وإسقاط الحوامل وتدل رؤيته على عمران الخراب ( 1 ) وعزرائيل على خراب العامر لرؤيته الوجود على ذلك وربما دلت رؤيته على الألفة والمحبة وجمع شمل المتباعدين والله تعالى أعلم
    (1/57)

    وأما رؤية عزرائيل عليه السلام في المنام فإنها دالة على تفرقة الجمع وعَدم ما هو في الحرز وموت المرضى والهدم والحريق والأخبار المزعجة و ما أشبه ذلك مما يُوجب الصُراخ واللطم والبكاء وربما دلت رؤيته عليه السلام على المغارم وكساد المعايش وإبطال الحركات والقعود عن الكسب وتدل على السجن ونقض العهد ونسيان العلم وترك الصلاة ومنع الزكاة وأداء الحقوق الواجبة وتدل على الاعتزال وغلاء الأسعار والإحاطة في الزرع والثمار قال الله تعالى ( والله أنبتكم من الأرض نباتا ) وهو عليه السلام الموكل بموتنا لقوله تعالى ( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ) الآية وربما دل على الملِك القاهر لرعيته أو حاجبه أو سيف نقمته وربما دلت رؤيته لمن يعالج القوارير والأواني على كساد صنعته خلافاً لرؤية إسرافيل وتدل ( 2 ) رؤيته على النشأة ورجوع الأجساد إلى ما كانت عليه بإذن الله تعالى
    ص 45 ب
    وربما دلت رؤية إسرافيل أو عزرائيل على إرغام الأعداء وتكذيب المكذبين بالبعث والنشور ورؤية عزرائيل تدل على المحبة لله على بلوغ الأمل وإدراك القصد وإنجاز الوعد والخروج من الضيق إلى السعة والرسائل بالبشائر لقوله ( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ) والله تعالى أعلم
    وأما رؤية صديقون عليه السلام وهو الملَك الموكل بالرؤيا وضرب الأمثال من اللوح المحفوظ تدل رؤيته على البشارة والأفراح وإنجاز الوعد والموت والحياة والسفر والقدوم منه والزواج والأولاد والولاية والعزل والنصر والخذلان فإن أعطى الرأي في المنام شيئاً مما يدل على شيء من ذلك أو أخبره به فهو كائن لأنه الملَك الموكل بذلك وأمثاله ثم يدل على المتردد على ألسنة الملوك والمطلع على أسرارهم وربما دلت رؤيته على النجامَة والطبّ وعلم الكشف وعلى المدمن في التطلع في اللوح كالمؤدب أو الكتب كالناسخ وعلى هذا فقس والله تعالى أعلم بغيبه
    (1/58)

    الباب الخامس من المقدمة الثانية في رؤية السماء والليل والنهار
    والنار والنور والظلمة والأمطار والندى والرياح والسُحب والغيوم والصواعق والبَرَد والجليد والثلج والحر والبَرْد والحُبك
    ص 46 أ
    فصل
    اعلم أن الآثار العلوية المحدثة في الجو والتغيرات الجارية فيها كالهواء الصافي فإنه يدل على الخير والصلاح والهواء الكدر عكسه والسحاب يدل على الخير والرياح العاصفة واضطراب الهواء يدل على الخوف والحر والبَرْد في المنام يدلان على التعب والبطالة والرعد والبرق إذا لم يكن معهما مطر دليل على المواعيد الكاذبة وللصواعق دلالات مختلفة فإن أحرقت الصاعقة فقير استغنى أو غني افتقر أو مأسور خلَص أو حبس إن كان مطلقاً وإن رآه في حال الوطن سافر أو عبد دل على عتقه وهذه الأحكام من جهة التجربة لا من جهة القياس واعلم أن الغيوم البيض خير من الغيوم السود والمتحركة خير من الساكنة وإن رأى الغيوم طالعة من أسفل إلى فوق العُلو فهي خير من النازلة إلى أسفل فإفهم ذلك هذا ما ذهب إليه المسيحي الفيلسوف وسيأتي الكلام في الرعد والبرق وغير ذلك في المنام وما يتعلق به من الأحكام إن شاء الله تعالى
    فأما رؤية السموات في المنام فإنها دالة على الكشف والاطلاع على حقائق الأشياء لأرباب العلوم والاهتمام بأمور الآخرة وربما دلت رؤيتها أو الطلوع إليها كلها في المنام دليل على الأسفار إلى المدن الكبار أو المتاجر النفيسة المربحة من الأصناف
    (1/59)

    ص 46 ب العديدة في البر والبحر وربما دل الطلوع إلى السموات وقطعها في المنام دليلاً على فساد المعتقد والكذب أو التكذيب بالحق لقوله تعالى ( وقل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم ) إلى قوله تعالى ( وإنهم لكاذبون ) ولقوله تعالى ( الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن ) وربما دلت رؤية ذلك على البلاء ( 1 ) والافتتان والمحن لقوله تعالى ( تبارك الذي بيده الملك ) إلى قوله ( الذي خلق سبع سموات طباقا ) ولقوله تعالى ( كيف تكفرون بالله ) إلى قوله ( فسواهن سبع سموات ) ولقوله تعالى ( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين ) إلى قوله ( فقضاهن سبع سموات في يومين ) ورؤية السموات في المنام سُموٌّ آتٍ
    ورؤية السماء دالة على البلد والحِصن والدار والزوجة والوالد والوالدة أو الأستاذ والأمكنة التي يرجو منها النفع ويخاف من ضررها وتدل السماء على القَسم لمن طلع إليها في المنام لقوله تعالى ( والسماء ذات الحُبك إنكم لفي قول مختلف ) ولقوله تعالى ( والسماء ذات البروج ) ( والسماء والطارق ) وربما دلت على البناء العجيب لقوله تعالى ( والسماء بنيناها بأييد ) وربما دل طلوع السماء على السعي في طلب الرزق وتيسير ما يرجوه من إنجاز الوعد لقوله تعالى ( وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون )
    ص 47 أ

    علي العذاري غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  7. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 15-02-2012 الساعة : 04:47 PM رقم #4
    كاتب الموضوع : علي العذاري


    شاملى مميز


    • بيانات علي العذاري
      رقم العضوية : 6016
      عضو منذ : Jan 2012
      الدولة : ariq
      المشاركات : 141
      بمعدل : 0.03 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 14
      التقييم : Array


  8. (1/60)

    وربما دلت السماء على البحر لسعته ولما فيه من خلق الله تعالى ورؤية السماء لأرباب الغرس أو الزرع دليل على نمو الزرع والثمار لقوله تعالى ( ونزلنا من السماء ماء مباركاً فأنبتنا به جنات وحب الحصيد والنخل باسقات لها طلع نضيد رزقاً للعباد ) ثم تدل رؤية السماء في المنام على كل ما يعلو الرأس من قلنسوة أو سقف أو بيضة وعلى ما يُتوقى به من الأعداء كالسلطان والوالد وعلى ما تَحصنه كالزوجة والمال والدين وربما دلت على الموت لمن لم ينزل منها إذا طلع إليها وتدل على التهمة قياساً على قصة عيسى عليه السلام وتدل على العلو لقوله تعالى ( وقد أفلح اليوم من استعلى ) ولقوله تعالى ( ورفعناه مكاناً عليا أولئك الذين أنعم الله عليهم )
    فإن رأى السماء انشقت دل على البدعة والضلالة لقوله تعالى ( إذا السماء انشقت ) كما أن تفطرها أيضاً يدل على البدعة والضلالة لقوله تعالى ( تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا إن دعوا للرحمن ولدا )
    وربما دلت رؤية السماء على الحج لقوله تعالى ( قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فولِ وجهك شطر المسجد الحرام )
    ونزول السماء إلى الأرض دليل على نزول الغيث وكثرة الأمطار والصلح مع الأعداء قال الشاعر
    ( إذا أنزل السماء بأرض قوم
    رعيناه وإن كانوا غضابا )
    ص 47 ب
    واعتبر ما ينزل من السماء من أقسام الخير كالدقيق والعسل والسمن وما ينزل منها من أقسام الشر كالحيات والعقارب والأوزاغ فمن أخذ في المنام من أقسام الخير شيئاً نال رزقاً حلالاً أو علماً نافعا وإن أخذ في المنام من أقسام الشر شيء أو أصابه منه ضرر دل على الهموم والأنكاد والآفات في الأنفس من المرض أو إحاطة في الأموال
    فإن رأى أنه التمس السماء بيده ربما تعذر عليه مطلبه لقوله تعالى ( وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرساً شديداً وشهبا )
    (1/61)

    واعتبر الطلوع إلى السماء فإن طلع إليها بنفسه وتردى منها إلى الأرض دل ذلك والعياذ بالله على الشرك خصوصاً إن اختطفه طائر أو ألقته الرياح في ظلمة أو مكان من أمكنة الهلكات لقوله تعالى ( ومن يشرك بالله فكأنما خرّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق ) وربما دل الصعود إلى السماء على الجدل والإنكار من ذوي الحسد أو الأعداء لقوله تعالى ( أو ترقى في السماء ولن نؤمن لِرقيك ) الآية
    واعتبر بماذا طلع إلى السماء فإن كان بدرج ارتفع قدره ونال سمواً وعلواً وعلت درجته بسبب من أسباب الخير فإن طلع إليها بغير سبب دل على الكيد لقوله تعالى ( من كان يظن ألن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ) الآية فإن طلع إلى السماء ما هو من أقسام الخير دل على غلاء
    ص 48 أ الأسعار وفقْدِ الصلحاء أو موت الغزاة أو الحاج وإن طلع إليها ما هو من أقسام الشر دل على هلاك الكفار أو رفع الظلم وربما دل الدخول إلى السماء في المنام على دخول دور الأكابر فإن أخذ من السماء شيئا دل على التلصص أو التجسس على الأخبار وإن دخل إليها عاصياً تاب إلى الله تعالى واستقال من ذنوبه لأنها محل الذكر والتسبيح والتقديس والطهارة وإن كان كافراً اهتدي وإن كان عليه طلب اختفى في مكان لا يصل إليه أحد وإن كان مريضاً ولم يرجع ينزل منها مات وربما سافر إلى جهة بعيدة وإن كان ممن يعاني الجذم خرم سلطاناً وتمكّن منه وربما دلت السماء على السجن والطلوع إليها دليل على رفع الهمة والله تعالى أعلم بالصواب
    فصل وأما رؤية الليل والنهار
    (1/62)

    فرؤية الليل في المنام تدل على الرجل الكافر والنهار يدل على الرجل المؤمن وربما دلت رؤيتهما على الخصمين وطلبه الآن كلاً منهما يطلب صاحبه وربما دلت رؤيتهما في المنام على تقريب البعيد من خير أو شر لأنهما يبليان كل جديد ويقربان كل بعيد وربما دلت رؤيتهما في المنام على المواعظ والأداب والوقوع فيما يوجب الندم قال الله تعالى ( وجعلنا الليل والنهار آيتين ) الآية وقال الشاعر
    ( من لم يؤدبه والداه
    أدبه الليل والنهار )
    وربما دلت رؤية الليل على تقلب الزمان وظهور الحوادث
    ص 48 ب ويدل الليل على المرأة السوداء والنهار على المرأة البيضاء وعلى حَبَل النساء قال الشاعر
    والليالي كما عهدت حبالى
    مقربات يلدن كل عجيب
    وربما دلت رؤية الليل للمريض على الموت ورؤية النهار على الكلام في الأعراض قال الله تعالى ( وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ) وتدل رؤية الليل على اللباس ورؤية النهار على المعاش لقوله تعالى ( وجعلنا الليل لباساً وجعلنا النهار معاشاً ) وتدل رؤيته على السَكن لقوله تعالى ( هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه ) ورؤية النهار دليل على شفاء البصر وقوته لقوله تعالى ( والنهار مبصرا )
    وربما دل الليل على ستر الأمور وكتمانها والأمن من الخوف إلا أن يكون الرأي سافراً فإن رؤية الليل له دليل على ظالم يغشاه لأن الليل ظُلمة والظَلمة يشتق منها الظلم وربما دل الليل على التيمين لقوله تعالى ( والليل إذا يغشى ) وتدل رؤيته لأرباب التهجد والمعاملات على بلوغ الآمال وقضاء الحوائج والاجتماع بالأحبة ومن نام في المنام في ليل أو رأى نفسه في ليل على حالة ملهية دل على زوال النعم ودهوم الحوادث
    قال الشاعر
    ( يا راقد الليل مسروراً بأوله
    إن الحوادث قد يطرقن أسحارا )
    ص 49 أ
    ولا تفرض بليل طاب أوله
    فرب أخر ليلٍ أجج النارا
    فصل واعتَبر قول السَّحر في المنام أو البكور
    (1/63)

    مثاله أن يقول رأيت في المنام كأني استسحرت فربما سَحَر أو سُحِرَ وربما يقع في ذنب يوجب الاستغفار لقوله تعالى ( وبالأسحار هم يستغفرون ) وأما البكور فربما دل على البنات يرزقهن أو يتزوج بهن وربما دل البُكور في المنام والتلفظ به على الذكر والقراءة لقوله تعالى ( واذكر اسم ربك بكرة ً وأصيلاً ) والفجر الخط الأبيض والليل الخط الأسود قال الله تعالى ( وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر )
    فصل
    وأما رؤية الليالي المشرقة كليلة القدر في المنام فبشارة بكل خير وإن كان يطلب كنزاً في اليقظة ظفر به وكذلك رؤية ليلة النصف من شعبان وليلة الإسراء وليلة الجمعة وعلى هذا فقس الليالي المشرقة والله تعالى أعلم
    فصل
    واعتبر لفظ الصبح في المنام ولفظ الفجر وإن كان الكل واحد لكن الحُكم يختلف فرؤية الصُبح في المنام دليل على إنجاز الوعد لقوله تعالى ( إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب ) ومن رأى الصبح في المنام وهو على حالة رديئة دل على كفره أو معصيته لقوله ( أصبح من عبادي مؤمن بي كافر
    ص 49 ب بالكواكب ومؤمن بالكواكب كافر بي ) وإن كان الرأي له ذمّة ورأى في المنام كان الصبح قد طلع عليه بشرته بالخَلف إن كان من أهل الإنفاق وبالتلف إن كان من أهل الإمساك لقوله ( ما من يوم يُصبح العباد فيه إلا وملكان موكلان فيقول أحدهما اللهم أعطي كل منفق خلَفا ويقول الآخر اللهم أعطي كل ممسك تَلفا والفجر قَسم ) قال الله تعالى ( والفجر وليال عشر ) ورؤية ما بين المغرب والعشاء في المنام دليل على توسط الحال إلى أن يدخل الليل أو تطلع الشمس ورؤية الغبُوق فرح وسرور إلى أن ينجلى عن شمس أو غيرها ورؤية الصُبح لأهل الزرع مغرم لقوله تعالى ( فأصبح هشيماً تذروه الرياح ) وعلى هذا فقس والله تعالى أعلم
    (1/64)

    وربما دل دخول الليل في المنام على الإنسان على تعطيل الحركات والأسباب أو السفر وربما دل على الهم والنكد والغم والحيرة وضيق الصدر والتبدد والحزن والسجن ودخول على الأعزب سارّة أو آفة سوداء
    وأما النهار فدخوله على الإنسان في المنام فرج من الهموم والأحزان وعلى تجديد الملابس السيئة والأزواج والأولاد
    ص 50 أ الحسان وعلى ظهور الحَجة والكشف على المُعمر وخلاص المسجونين وقدوم الغائب
    فصل
    رؤية النار في المنام دليل على السلطان فإن كانت بوذية دلت على السلطان الجائر و إن انتفع الناس بها دلت على السلطان العادل وربما دلت على كل من يَهتدي من ظلمات الجهل كالعالم والأستاذ والمؤدب والصابغ وعلى من ينصلح على يديه الأمور كالحاكم والوالي وما أشبه ذلك
    فإن رأى النار موقودة في الليل كان علماً وهداية وإن كانت موقودة في النهار دلت على الشرور والأنكاد وتمحيق المال وضياع المصالح إلا أن يكون ذلك موقوداً في بشارة فإنه يدل على حدوث أمر مفرج يُوجب وقود النار في النهار ومن حمل جمراً في المنام وتبدد منه فإنه لا ينهض بمصلحته ولا بمصلحة غيره قياساً على قصة فتى مولى لعائشة بنت سعد بن أبي وقاص وكانت بعثته إلى المدينة ( 2 ) ( ) لها ناراً فقصَد مصر وأقام بها سنة ً ثم جاءها بعد السنة يشتد ومعه جمر فنبذ دمنه فقال تعست العجلة فصار مثلاً
    وتدل النار على الفاكهة في الشتاء قال بعض المحدثين النار فاكهة الشتاء فمن يرد أكل الفواكه ( 1 ) في الشتاء فليصطلي
    ص 50 ب
    (1/65)

    وربما دل أكل النار على أكل مال الأيتام لقوله تعالى ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم نارا ) وتدل على الأكل والشرب في الأواني المحرمة كالذهب والفضة لقوله ( الذي يأكل في آنية الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم ) وربما دل ذلك على الفقر والسؤال لقوله ( مسألة الغني نار ) خصوصاً إن أحرقته وربما دل وهج النار على وهجه في اليقظة لفوت أو موت وربما دل ذلك على الأمراض بالحمى وربما دلت النار على عَبّادها وكذلك النور والظلمة
    والدخان في المنام إذا أذى الناس وغشي أبصارهم كان دليلاً على الهموم والأنكاد والظلم أو العذاب من الله تعالى بفناء أو قحط لقوله تعالى ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم ) وربما دل الدخان على الأخيار من الجهة التي ظهر منها وربما دل الدخان على ( 2 ) ( ) العين وظلمتها نسأل الله العافية وأما الشرر فإنه في المنام دليل على الأولاد لأنه يُقال في المثل فلان له ولد كأنه شرارة لنهضته وسُرعته فإن أحرق الثياب أو وقع في الوجه فإنه شرٌ ونكد متتابع وربما دل الشرَرُ على سوء الأعمال من موجبات النار
    ص 51 أ وشررها أعاذنا الله منها لقوله تعالى ( إنها ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالات صفر ويل يومئذ للمكذبين ) والجمر رزق عاجل ومطلوب تهيأ فإن انتفع الإنسان به في المنام فهو رزق بغير تعب كما ذكرنا وربما دل على المعدود من دنانير أو مصوغ أو جديد أو معيشة يحتاج فيها إليه
    وربما دلت رؤية الجمر على طلب العلم والسؤال عنه قال - ( مسألة الغني نار ) وطالب العلم في نار حتى يناله ومن المنتهي
    ( ) ( 1 ) في المنام بشيء من النار دل على هدايته إن كان عاصياً وإن تقدم له وَعد دل على إنجازه لقوله تعالى ( أو أجد على النار هدى ) وكان في رؤية موسى عليه السلام للنار في الليل سبب كلام الله تعالى كما وعده سبحانه والله تعالى أعلم
    فصل
    (1/66)

    وأما النور بعد الظلمة فإنه غنى ً بعد فقر وعزٌّ بعد ذل وهداية بعد ضلال وتوبة بعد عصيان ونور بعد عمى قال الله تعالى - ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ) وبالعكس لو خرج الإنسان في المنام من النور إلى الظلمة فإنه يدل على الفقر بعد الغنى والذل بعد العز والضلالة بعد الهدى والعمى بعد البصر لقوله تعالى ( ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ) وقال
    ص 51 ب
    تعالى - ( والذين كفروا أوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات ) الآية واعتبر لفظ القائل لرؤية العشاء في المنام فإن العشاء في المنام دليل على الاحتيال والكذب وقيام الفتنة والغدر لقوله تعالى ( وجاءوا أباهم عشاء يبكون ) الآية وربما دلت رؤية العشاء في المنام على التسبيح والذكر لقوله تعالى ( وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار ) وسيأتي الكلام في تأويل ساعات الليل والنهار إن شاء الله
    فصل
    وأما الظلمة فإن رؤيتها في المنام دالة على ظلمة القلب والبصر وربما دلت على الظلم لأنه مشتق منها وربما دلت على الانفراد أو الستر عن الناس لما يريد ستره وربما دلت على غلبة السوداء أو على إتيان السُمر أو السودان وإيثارهم على من سواهم وربما دلت الظلمة أو السواد قال الشاعر يصف نوقاً - ( من صفر أولادها كالزبيب
    )
    فصل
    وأما المطر في المنام في أوانه إذا لم يحصل منه ضرر فإنه خير ورزق ورحمة لقوله تعالى - ( وهو الذي يُرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته ) وربما دلت المطر على حياة من يخشى عليه من أدمي أو أرض لقوله تعالى - ( وأنزلنا من السماء ماء طهوراً لنحيي به بلدة ميتاً ) وربما دلت المطر
    ص 52 أ المفيدة على إنجاز ما تُوعد به الإنسان لقوله تعالى ( وفي السماء رزقكم وما توعدون ) قيل هو المطر وإن كان المطر مخصوص بمكان معلوم دل على حزن أهله أو عليهم يعرض للرأي بسبب فَقد من يعُز عليه قال الشاعر
    ( لئن مطُرت يابثن يوماً دياركم
    (1/67)

    فتلك دموعي ليس صوب الغمائم )
    وإن كان المطر عاما مؤذياً مثل أن تمطر السماء دماً أو حجارة فإنه يدل على الذنوب والمعاصي لقوله تعالى ( وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ) ولقوله تعالى ( وأمطرنا عليهم مطراً فساء مطر المنذرين ) وإن كان الرأي مسافراً ربما تعطل عليه سفره لقوله تعالى ( أو كان بكم أذى من مطر ) وربما كان المطر المتلف على المكان المخصوص دليل على البخس في الكيل والميزان والتشبه بقوم لوط قال الله تعالى ( وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين ) وربما دل المطر النافع على الصلح مع الأعداء
    ورؤية الندى بشارة وكذلك لفظ الوابل والطل قال الله تعالى ( فإن لم يصبها وابلٌ فطلٌ ) وربما دلت المطر على إغاثة الملهوف لقوله تعالى ( وهو الذي
    ص 52 ب ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته ) والله تعالى أعلم
    فصل في الرياح
    وأما الرياح الطيبة إذا هبت في المنام من جهة معلومة فإنها دالة على الأخبار الطيبة والرحمة خلافاً للريح المزعجة المقلقة فإن النبى {صلى الله عليه وسلم} كان يقول ( اللهم إني أعوذ بك من شر ما هبت به الريح اللهم رياحاً ولا تجعلها ريحاً ) وقال تعالى ( إنا أرسلنا عليهم ريحاً صرصراً في يوم نحس مستمر ) وأما رؤية الريح في المنام فربما دلت على طلب الحوائج وانفاد الرسل قال الشاعر
    ( بي إلى الريح حاجة لو قضتها
    كنت للريح ما حييت غُلاما )
    ( أيها الريح بلغي شدة الشوق إلى من أحب وأقري السلاما )
    الجنوب هو ضد الشمال وهو عن يمين الناظر إلى المشرق والصبا نُصرة والديور خذلان قال عليه السلام ( نُصرت بالصبا وهلكت عاد بالديور ) وربما دلت الرياح الطيبة على الأسفار المريحة وربما دلت الصبا على تفريج الهموم والأنكاد وشفاء الأسقام والأخبار سيما نسيم الصبا
    قال بعضهم
    ( نسيم الصبا أذكرتني زمن الصبا فأهلا بما حدّثت عنه ومرحبا )
    (1/68)

    فإن رأى في المنام ريحاً حمراء أو زلزلة أو خسفاً أو مسخاً دل على
    ص 53 أ عقوق الوالدين أو قيام الأراذل كما أنه لو رأى ظهور الأصوات في المساجد وكثرة القينات والخمور لقوله عليه السلام ( إذا اتخذ الفيء دولاً والأمانة مغنماً والزكاة مغرماً وتُعلِم لغير الدين وأطاع الرجل امرأته وعق أمه وأدنى صديقه وأقصى أباه وظهرت الأصوات في المساجد وساد القبيلة فاسقهم وكان زعيم القوم أرذلهم وأُكرم الرجل مخافة شره وظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور ولعن أخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا عند ذلك ريحاً حمراء أو زلزلة وخسفاً ومسخاً وقذفاً وآيات تتابع كنظام بال قُطع سلكه ) والله تعالى أعلم
    فصل
    وأما السُحب والغيوم فرؤيتها في المنام دالة على زوال الهموم والأنكاد والمخاوف وإظهار الكرامات لأن ذلك مما يظهر للأولياء عند الاستسقاء وللأنبياء وقاية من الحرّ وربما دلت الغيوم على السفر في البحر لسيرها وحملها الماء بين السماء والأرض لقوله تعالى ( والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون ) والغمام يدل على نصر المؤمنين وموت المرضى لقوله تعالى ( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر ) فمن ركب على شيء من السحب والغمام ارتفع قدره
    ص 53 ب أو سافر إن كان سليماً أو تزوج زوجة جليلة إن كان أعزب وربما دل السحاب على الألفة لقوله تعالى ( ألم تر أن الله يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه ) وربما دلت الغمامة على الغُمة لاشتقاقها منها والله تعالى أعلم
    فصل
    (1/69)

    وأما الصواعق فإنها دالة على الأمراض والأراجيف لمن أحرقته فإن أحرقت شيئاً معه مما فيه نفع دل على المغارم والكساد في ذلك وأما الصاعقة فإنها إنذار لمن ارتكب الذنوب قال الله تعالى ( فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون ) وقال تعالى ( فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة ً مثل صاعقة عادٍ وثمود ) وقد تقدم في أول الكتاب ما فيه الكفاية في ذكر الصاعقة وغيرها من الكلام المقنع والله تعالى أعلم
    فصل
    واعلم أن تربة كل بلد تخالف تربة غيرها من البلاد باختلاف الماء والهواء والمكان فلذلك يختلف تأويل المعبّرين من أهل الكفر والإسلام لاختلاف الطبائع والبلدان كالذي يرى في بلاد الحرّ ثلجاً أو جليداً أو برداً فإن تأويل ذلك دليل على الغلبة والقحط ثم إن رؤيت هذه الرؤيا في بلد من بلاد البرْد فإن ذلك لهم خصباً وسعة والطين والوحل لأهل الهند مال ولغيرهم محنة وبلية كما الضَرطة عندهم بشارة وسرور ولغيرهم كلام قبيح
    والسمك في بعض البلاد عقوبة وفي بعضها من واحد إلى
    ص 54 أ ( 1 ) إلى أربعة تزويج ولليهود مصيبة
    فصل في البَرد والجليد
    (1/70)

    وأما البَرد والجليد فهما في وقتهما يدُلان على ذهاب الهموم والغموم وإرغام الأعداء والحُساد لأن فيهما تبريداً للأرض التي يظهر منها الحيات والعقارب ويسُد أجحرة الحشاس ويمنع الوحش الكاسر من الحركات والأذى ويقتل الذباب فإن سد الأمكنة والطرق ومنع السبيل دل على إبطال المعايش وتوقف الأحوال وتعذر الأسفار قال الله تعالى ( وينزل من السماء من جبال فيها من بَرد فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء ) وربما دل البَرد على الإجاحة في الزرع والثمار والمواشي لأنه يؤذي كثيراً من ذلك وربما دل البَرد على المتاجر الغريبة الواصلة من الجهة التي وقع منها فإن أذى الناس فهو دليل شر وإن لم يحصل منه ضرر فهو خير ورزق خصوصاً أن جمع الناس منه في أوعيتهم أو أكلوه ولم يتضرروا من برْده وأما الجليد إذا جلد الماء أو أهلك الشجر أو سَدَ الأبواب كان حكمه حُكم البرَد وربما دل الجليد على الجلْد من الرجال والجَلْد من الضرب والله تعالى أعلم
    وأما رؤية المطر والبَرد والجليد والثلج فإن رؤية ذلك في المنام في وقت واحد تعذر نفع ( 2 ) لقضاء دين
    ص 54 ب والبناءين وأمثالهم من أرباب الصنائع فافهم ذلك
    فصل في الثلج
    وأما الثلج فرؤيته في المنام دليل على الأرزاق والفوائد والشفاء من الأسقام والأمراض الباردة خصوصاً لمن معيشته من ذلك وربما دل الثلج والنار على الألفة والمحبة لأن النار لا تذيب الثلج والثلج لا يطفئ النار ولذلك يقال أن الله تعالى خلق ملكاً نصفه من نار ونصفه من ثلج فإن رئي الثلج في أوانه كان حكمه حُكم البَرد والجليد وإن ظهر في غير أوانه كان دليلاً على الأمراض الباردة والفالج وربما دل الثلج على تعطيل الأسفار وتعذر أرباح البريد والسعاة والمكاريه وشبههم والله تعالى أعلم
    فصل الحرّ والبَرْد
    (1/71)

    وأما من وجد حراً في منامه فإن كانت الرؤيا في زمن الشتاء دل على الفوائد والأرزاق والكساوي النفيسة وإن وجد بَرْداً في رؤياه وكانت الرؤيا في زمن الصيف كان كذلك وبالعكس
    وربما دل الفيء على المغنم والمال السريع إقباله وزواله قال الشاعر -
    إلا إنما الدنيا كظل زائل
    وقال الله تعالى ( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى ( 1 ) فالله وللرسول ) الآية
    فصل
    الحُبك في المنام دليل على اليمين يحلفها الرآي ويُحلِفها لقوله تعالى ( والسماء ذات الحُبك إنكم لفي قول مختلف ) ورؤية الحُبك دليل على الوقوف على الأخبار الغريبة أو
    ص 55 أ ( 1 ) أو مشاهدة الصناعة العجيبة وربما دل ذلك على الوقوف على العلوم والحِكم والتوحيد والإقرار بالربوبية ومن رآي الحُبك في المنام وهو مسافر في البحر ضيق عليه من احتبال الأمواج والله تعالى أعلم بالصواب
    الباب السادس من المقدمة الثانية في رؤية الشمس والقمر ودائرتهما وخسفهما والهلال وأحكام ذلك والبروج ومنازل القمر والغيومات والنجوم وأما الشمس فإن الشمس في اللغة ( 2 ) فهو قرن الغزالة ورؤيتها في المنام دالة على الملِك العظيم أو أحد مدبري المملكة وربما دلت رؤيتها على الوالد أو الوالدة أو المؤدب أو الأستاذ وتدل على الرزق والمعايش والهدي واتباع الحق الطاهر والكساوي الجليلة والشفاء من الأمراض لمن جلس فيها أو ملكها في زمن الشتاء وتدل على الهموم والأنكاد والفقر والأسقام لمن جلس فيها أو ملكها في زمن الصيف وربما دلت على السفر إلى جهة مطلعها أو مغربها ورؤيتها في محل شرفها علو قدر ورفعة ورؤيتها في محل هبوطها دليل على الفقر والخسارة والهموم والأنكاد وقد ذكرت من ذلك في الأنجم العُليا طُرقاً مفيداً واعلم أن دَوَلتها النهار كما أن القمر دولته الليل وربما دلت الشمس على العلم والحكمة الجليلة فمن رآها من عُبادها أنه صرف عنها أذى
    (1/72)

    ص 55 ب استقام أمره في طلبته ونال قصده وإن رآها متغيرة أو مسودة فسِد دينه واستحال عما هو مرتكبه ورجوعها بعد ميلها إلى الغروب نصرة على الأعداء قياساً على قصة يوشع ابن نون عليهما السلام وكثرة الشموس بدع وخَلف وكساد في المعايش وكذلك كثرة الأقمار وربما دلت الشموس على ما يُركب كالدابة الشموس المانعة لراكبها وتدل الشموس على اجتماع الوجوه الحسان لأنها مما يُتمثل بها وربما دلت الشمس على من تسمى بها كالبدر فإن كثرت الشموس ولم يزداد الوجود نوراً اتفق ذوي الأقدار على المصالح وإن ازداد الضوء حتى انبهرت الأبصار كثرت الأغراض وضاعت المصالح فإن أكل الشمس في منامه استفاد من خدمتها وتديرها ونال من ذلك مالاً طائلاً وربما صار مُنجماً أو مؤذناً عالماً بتسيير الشمس رجاء نفعه بسببها فإن أحرقته الشمس خاصة هلك في محبة وجه جميل أو أصابته إجاحة فمن دلت الشمس عليه وربما دل ذلك على فساد عقيدته أو على أنه ينذر نذراً في معصية لما روي عن عكرمة قال ( بينا رسول الله قائماً يخطب فإذا رجل في الشمس فقال من هذا قالوا أبو إسرائيل نذر أن لا يستظل ويصوم ولا يتكلم قال فمروه أن يستظل وليصُم وليتكلم أو ولا يتكلم )
    ص 56 أ
    وحمل المرأة للشمس زوج أو ولد يرزقه جميلاً فإن كلمته الشمس كلاماً مفهوماً اطلع على علم إحضار الجان أو تُرسل للأكابر أو صار ترجماناً كل إنسان على قدره وما يليق به ورؤية الشمس والقمر والنجوم دليل لمن يراهم في المنام على البلاء والسجن والحسد من الأهل ثم تكون عاقبته إلى مُلك أو ينال عقبى حسنة في دينه قياساً على قصة يوسف عليه السلام وربما دل ذلك على الخوف والشدة
    ورؤية الشمس تدل على السراج لقوله تعالى ( وجعل الشمس سراجاً ) والله تعالى أعلم
    فصل رؤية الدائرة حولها
    (1/73)

    وأما رؤية الدائرة حول الشمس فربما دل ذلك على مسك الغُرماء والإحاطة بهم وربما دل ذلك على حلول ولاة الأمور في بلد واجتماعهم فيه وربما دل ذلك على الغضب والسخط وحلول البلاء بإشراف الناس لقوله تعالى ( عليهم دائرة السوء وغضب عليهم ولعنهم وأعدّ لهم جهنم وساءت مصيرا ) وحُكم دائرة القمر كذلك
    وأما أرباب الأحكام فإنهم ذكروا في ذلك أموراً مجربة مقيدة بأزمنة معلومة من شُهور معروفة وسأذكر منها طرفاً يتعلق بالمنام إن شاء الله تعالى
    فصل رؤية الشمس والقمر وخسفهما في المنام
    واجتماع الشمس والقمر في المنام يعتبر ذلك في الليل والنهار
    ص 56 ب فإن جهل ذلك فيعتبر الأغلب في النور فإن كان النور واحداً دل على اتفاق بين الملوك والوزراء أو العلماء أو أرباب التصرف في المعايش فإن كان القمر مع الشمس وهي هابطة في الميزان أو مقابلة لنحس دلت على موت الملوك أو يتغرب الرآي عن بلده أو يشاهد أمراً سمائياً ينزعج باطنه لأجله ويناله من ذلك هولاً شديداً و بُرجها الأسد ثم يدل ذلك على الوقوع في الأمور المخيفة وخاصة إن كان الرآي مُتحيداً ويقصد الاختفاء فإنه يخشى عليه الوقوع فيما يخاف وإن كان مريضاً مات لقوله تعالى ( فإذا برق البصر وخسف القمر وجُمع الشمس والقمر يقول الإنسان يومئذ أين المفر ) وأما رؤية القمر على انفراده في المنام فإنه دال على ما دلت عليه الشمس لعموم نفعه وربما دل على سُرعة السفر لأنه سريع السير في الفلك وربما دلت رؤيته على الأمراض بالبرودة والرطوبة كما تدل الشمس على الحرارة وربما دل القمر على الولد والزوجة وعلى الخالة وتدل على الأنيس كالمنادم وربما دل على الوزارة والكتابة وعلى المتولي الظالم لأنه متولي الظلمة والظلمة يُشتق منها الظُلم وربما دل القمر على القمار وتدل على اليمين لقوله تعالى ( كلا والقمر والليل إذ أدبر ) الآية
    (1/74)

    ص 57 أ وربما دلت رؤيته على الشفاء من أوجاع العين لقوله تعالى ( هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً ) فإن رأى القمر قد انشق دل على ظهور آية لقوله تعالى ( اقتربت الساعة وانشق القمر ) الآية واعتبر رؤيته باعتبار الشهر فرؤيته في ليالي الهلال بدراً دليل صالح ورؤيته في ليالي القمر هلالاً غير صالح ثم اعتبر الجهة التي طلع منها فما دل عليه من الخير أو الشر نسبته إلى تلك الجهة
    وربما دل القمر على العالم بالنجوم أو العالم بالرؤيا لأنه يُهتدى به في ما يرى في الظلمات فإن رأى القمر في محل شرفه كان دليلاً صالحاً وإن كان في المنام في محل هبوطه كان دليلاً رديئاً وتبُرجه السرطان
    فصل في ظلمة في البروج
    فإن رأى القمر في المنام في برج الحمل كان دليلاً صالحاً لمن يرجو مُلاقاة الأكابر من الملوك وغيرهم وربما كان رديئاً لذوي البناء وإن رآه في برج الثور في المنام فإن كان ممن يرجو سفراً في البَر كان ذلك رديئاً وإن رآه في المنام في بُرج الجوزاء كان مذموماً لقينه العبيد والرقيق صالحاً لابتياع البهائم وإن رآه في المنام في برج السرطان كان صالحاً للزواج والدخول بالنساء وهو برجه
    وإن رآه في الأسد كان مذموماً للشركة والضمان واختلاط المال
    وإن رآه في بُرج السنبلة
    ص 57 ب كان صالحاً لاستفراغ البدن وإن رآه في المنام في بُرج الميزان كان رديئاً لذلك ولتنفيس الماء وإن رآه في بُرج العقرب كان صالحاً للتنعم بالحميم واللباس رديئاً للسفر كما ورد عن النبى {صلى الله عليه وسلم} في ذلك
    وإن رآه في المنام في بُرج القوس كان رديئاً لغرس الأشجار وإن رآه في المنام في بُرج الجدي كان رديئاً لوضع الأساس وإن رآه في المنام في بُرج الدلو كان رديئاً لتنفيذ الرُسل وسائر الحركات وإن رآه في المنام في بُرج الحوت كان جيداً لعقد الألوية والمبايعات والجلوس في الولايات
    فصل
    (1/75)

    وأما رؤية الهلال في المنام فإنه يدل على الإهلال بالحج عن سعيد بن المسيب أن رسول الله قال ( لا يرث الصبيُ حتى يستهل ) والاستهلال البُكاء والصياح أو العُطاس ( 1 ) وكذلك لا تكمل ديته ومن رأى هلالاً في أول ليلة حملت زوجته وإن كانت حاملاً أتت بولد ذكر والهلال طفل صغير والبدر رجل كبير ولبعضهم فيه لغز ( وذي قرنين لا من جنس وحش ولا طير يُحير كل ( 2 ) فكرة ) فبعض الناس يرعاه احتساباً وبعض الناس يطلب عنه أجرة ويسبق قاعداً من كان يجري هو لا يعبأ وفي ذا الأمر قد ( 3 ) وكثرة الأهلة في السماء دليل على الحج لقوله تعالى ( يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس وللحج ) وربما دلت رؤيته على توبة العاصي وإسلام الكافر والخروج من الشدائد كالحبس أو شفاء المريض
    ص 58 أ وقدوم الغائب وتجديد الولد والمُطالبة بالدَينِ ونجاز الوعد وتصحيفه هلاك ورؤية الهلال في مبدئه خير من نقصه
    فصل في انتصابه في المنام
    (1/76)

    فإن رأى الهلال مستلقياً وكانت الرؤيا في الشهر الثاني من أيلول فإنه يدل على البّرد والجليد وإن كان مُنتصباً فإن المطر يكثر في تلك السنة وإن رآه في الشهر الثالث منه مُنتصباً دل على سقوط الحَبالى وإن كان مستلقياً دل على فناء الأحداث وإن رآه في الشهر الرابع منتصباً دل على الوهم والأمراض والبرد الكثير وإن كان مُستلقياً دل على نقص الطير وإن رأى الهلال في الشهر الخامس منه مُستلقياً دل على حُسن الزرع وكثرة الأمطار وإن كان منتصباً دل على جودة السنة وكثرة تركتها وإن رأى الهلال في السادس منه في المنام مستلقياً دل على شدة البَرد وكثرة الثلج وإن كان مُنتصباً فإن السنة تكون صالحة وقيل لا خير ولا شر وإن رأى الهلال في السابع منه في المنام مُنتصباً دل على جَودة الزرع وإن كان مُستلقياً فإنه يدل على الريح والمطر وإن رأى ذلك في الشهر الثامن مُنتصباً دل على كسوف الشمس وظهور القروح بالأجسام وإن كان مستلقياً فإن الكرمُ يخس في ذلك العام وإن رآه في التاسع منه مُنتصباً دل على الجوع والأوجاع وإن كان مُستلقياً فإن الكرم والطعام يجودان وإن كان في الشهر
    ص 58 ب العاشر منه مُستلقياً هلك زرع السنة بالبرد وإن كان مُنتصباً صلح النبات وإن كان في الحادي عشر منه كان مستلقياً دل على صلاح العامة سواء كان مُستلقياً أو مُنتصباً وإن كان في الثاني عشر منه وكان مُستلقياً دل على الموت فَجأة وإن كان مُنتصباً دل على إنتاج الماشية والله تعالى أعلم بغيبه وهو أحكم الحاكمين
    فصل في الكواكب ذوات البروج
    (1/77)

    اعلم أن كبار النجوم أشراف الناس كالعلماء والقادة َ وربما دلوا على المؤثرات في الوجود فالمذكر منها يدل على الرجال والمؤنث نساء وربما دلت النجوم على الجند والقمر على الأمير وربما دلت على الهداية لقوله تعالى ( وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها ) وربما دل النجم على الزوجة للأعزب أو الولد أو الدرهم أو الدينار وربما دلت النجوم على قطاع الطريق الذين لا يظهرون إلا في الليل أو أرباب الحرس وربما دلوا على الصلاة ورؤيتها في النهار فتنة خصوصاً إن كانت الشمس معها قال الشاعر -
    ( تبدو كواكبه والشمس طالعة
    لا النور نور ولا الإظلام إظلام )
    وعامة النجوم عامة الناس فمن حاز منها شيئاً مجهولاً انضم إليه على قدره من الصبيان ما يشفع بهم كالمؤدب والأستاذ
    (1/78)

    ص 59 أ في الصناعة وأما المشهور من ذوات الأحكام فسيذكر إن شاء الله تعالى الكلام عليها بما يليق وأما رؤيتها في المنام فمنها المريخ يُعبر عنه سياف الفلك وربما دلت رؤيته على الشرور والأنكاد والمخاوف وسفك الدماء فإن كانت الرؤيا للمريخ في المنام وهو هابط أو منحوس أو محترق كان دليلاً على الحريق والسيف والجور وفش الأقفال وطلاق النساء وهدم المنازل وبُرجه الحمل وهو كوكب دموي والكوكب في اللغة النكتة البيضاء في العين كلاماً في اللغة وأما الزمن فإن رؤيتها في المنام دالة على التُهم واللعب والضحك والتصوير والمصوغ والصور الحسان واللباس الجميل فمن صادقها في المنام أو أنها نزلت إليه ربما اتهم أو مالت نفسه إلى ما ذكرنا أو صادق من يتعاطى ذلك وربما تزوج أو اشترى جارية قينة ً فإن رآها ممازجة للقمر أو هي هابطة أو منحوسة في اليقظة أو محترقة كان الذي يراه في المنام الإبنه واللعب بالصبيان وربما رأى المجانين والبلة والحمقى وسماع الكلام الذي لا خير فيه وبرجها الثور والميزان وأما عطارد فإن رؤيته في المنام وممازجته دليل على ذوي الأقلام المبسوطة والأمر النافذ كالوزراء وهو ذو برجين الجوزاء والسنبلة وربما دل على
    ص 59 ب التنقل من جهة إلى جهة وربما دل على الهموم والأنكاد والقتال فإن كان القمر مع عطارد في اليقظة وهو منحوس كان أكثر ما يراه في المنام الكذب والفقر والأخبار المفزعة المهولة الرديئة ومُلاقاة القوافل والله أعلم وأما المشتري مع القمر في المنام فإنه يدل على البيع والشراء والرزق وعُلو الشأن وبُرجه القوس فإن كان مع القمر وهو منحوس أو هابط أو محترق فإنه يرى القُراء أو القُصاص والمجالس والمحدثين وعابري الرؤيا والشعر المطرب والصلاة والصوم والعبادة والحج
    (1/79)

    وأما زُحل إذا أُري في المنام فإنه يدل على القهرمة والوكالة والسلطنة أو النظر إلى ذلك أو النظر إلى الولايات والعمائر هذا إذا كان متصلاً بالقمر وربما كان أكثر ما يراه بقر الوحش والظباء ومن الطير الطاوس والببغاء والتدرج وكل دابة حسنة المنظر ويدل على لباس الثياب الفاخرة ومن الشجر الكرْم وكل جنس حسن المنظر المعتدل الجنس ومن المتاجر ( 1 ) البر والحرير وكل لون معلم من الثياب ويدل على المهندسين والمؤدبين وعلى كل من هو ( 2 ) بين يدي السلطان يفعل الخير وقد تقدم القول في الشمس والقمر والله تعالى أعلم
    فصل في رؤية المنازل في المنام
    ص 60 أ
    وأما ما تدل المنازل عليه في المنام من معنى الاشتقاق والاستنباط والمعكوس
    ( 1 ) فالشرطين شُرطة أو اشتراط والبطين بِطنة
    والثُريا ثري أو ثروة والدِبران إدبار أو دُبر أو دَبر
    والهقعة عقوق والهنعة هناعة
    والذراع اليماني يمين والشامي شام والنثرة انتثار وتفرقة
    والطرق طَرَق والجبهة مجابهة والخرقان وهي ( 2 )
    والصرفة انصراف والعوا صراخ والسماك ( 3 ) الراجح الأعزل عزل
    والفقر مغفرة وأمان والزبانا زنا والإكليل تكليل للأعزب
    والقلب انقلاب والشيولة شولان وتشوف والنعايم أنعام ونعمة
    والبلدة بلد أو ما بين الحاجبين والذالخ عدو
    وبلع لعب والسعود سعود والأضبية افتضاح أو سرقة
    والمقدم تقدم والمؤخر تأخير والحوت الرشارشا أو رشالميح
    والله تعالى أعلم بالصواب
    فصل في رؤية العُيوقات
    ص 60 ب

    علي العذاري غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  9. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 15-02-2012 الساعة : 04:48 PM رقم #5
    كاتب الموضوع : علي العذاري


    شاملى مميز


    • بيانات علي العذاري
      رقم العضوية : 6016
      عضو منذ : Jan 2012
      الدولة : ariq
      المشاركات : 141
      بمعدل : 0.03 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 14
      التقييم : Array


  10. (1/80)

    وأما العيوقات فرؤيتها في المنام ربما دلت على ما سُميت به ثم هي اتباع وأدلة على تسيير المنازل والمنازل هي داخلة في البروج كما أن الكواكب جالة فيها فإن رأى في المنام عُيوقاً قد طلع فهو إشارة لمنزلته والمنزلة عبارة عن البُرج والبرج عبارة عن كوكبه وإن شذ عنك اسم العيوق عرفته بصفته كالذي يرى ( 1 ) في المنام معه دجاجة أو يرى غُراباً أو مغرفة أو امرأة مسلسلة وهذا فصل نادر ودخوله في هذا العلم صعب على من لم يُحسن تسيير المنازل ثم إن المنازل دالة على معرفة طلوع الفجر في أوقات يأتي ذكرها وهو أن تعُد من الطالع إلى الغارب خمسة عشر منزلة والثامن فيما بينهما هو المتوسط عند طلوع الفجر خِلافاً لما يطلع من البروج فإن السابع هو النظير والله أعلم
    فمن العُيوقات الدُب الأصغر والدبُ الأكبر والتنين وبنات نعش والحية وذات الكرسي والعقاب وهو النسر الطائر والمرأة المسلسلة والأرنب والكلب الأكبر والكلب الأصغر والغراب والسبع والدجاجة والسمكة وهي الحوت والخروف وهو الحْمل والتؤمين وهما الجوزاء ( 2 ) وتقال والرامي وهو القوس وساكب الماء وهو الدلو والسلحفاة ( 3 ) لهما الجياد
    ص 61 أ والجاثي والعذراء وهي السنبلة والسهم والنهرُ والسفينة والباكية والمجمرة والمغرفة وسعدنا شره وسعد البهاء وسعد الهمام وسعد مطر وسعد بارع فمن رأى معه في المنام نجماً من هذه النجوم أو ملكه أو مازجه أو عرف اسمه صادق إنساناً أو رزق ولداً أو تزوج امرأة على خُلق ذلك المسمى إذا جهل أحكامها وأما القطب فهو عبارة عن ولي الأمر أو الرجل العابد والفرق بين خدامه وعلى هذا فقس باقي العُيوقات واعط الرأي ما يليق به إن شاء الله تعالى
    فصل في أحكام خسوف الشمس ورؤية ذلك في المنام مُرتباً على أشهر العرب
    وقد سُقت ما ذكره الحكماء في ذلك وغيره في المنام ( 1 ) ليتره المطالع نطق في فنون الأحكام وأحكام رؤيتها في الأحلام
    (1/81)

    فمن رأى في المنام أن الشمس قد كُسفت فإن كانت الرؤيا في المحرم دل على الخصب ونكد السلاطين والحوادث في البوادي صفر وإن رأى في المنام أن الشمس قد كسفت فيه دل على الفزع والجزع والقتال بين العرب ربيع يدل على القتل وخروج خارجي ربيع وإن كانت في ربيع الآخر دل على الفتنة وسفك الدماء
    ص 61 ب وإن كانت في جمادى الأول دل على الصلح بكل مكان والأمن والبركة وإن كانت في جمادى دل على موت عظيم بأرض المغرب ونكد يصيب جُند مصر وإن كانت في رجب دل على حرب عام وربما كان جراداً أو مطراً بطيء وإن كانت في شعبان دل على صلاح السنة في أولها ويكون في آخرها أمراض وإن كانت في رمضان دل على غلبة أهل فارس على كثرة بلاد الروم وإن كانت في شوال دل على المطر والبَرد ويدل على نقص الأنهار وكثرة السباع والجراد من غير فساد وينصلح نبات الصيف وإن كانت في ذي القعدة دل على قتال الزنج وتغيير ملك بالعراق وتكون سنة صالحة كثيرة الخير وإن كانت في ذي الحجة دل على الريح والبَرْد والمطر والرخاء بأرض المغرب ويثور ثائر على عظيم مصر ويقل المطر بأرض فارس والله تعالى أعلم
    فصل في أحكام خُسوف القمر ورؤية ذلك في المنام
    وعلى ما قدمت في خسوف الشمس قالوا أن القمر إذا خُسف في أيلول دل على كثرة الجوع والأمراض ويدل على قاصد العجم إلى المغرب ويهلك عظيم بفارس ويكون بمصر خير وفي ثاني شهر منه يدل على حدوث أمراض وموت في بلاد فارس ويكون
    ص 62 أ المطر بمصر كثير وفي الثالث منه يدل على شدة أوجاع ببعض بلاد المغرب وفي الرابع منه يدل عل حدوث أراجيف بأرض مصر ويظهر على ملكها خارجي وفي الخامس منه يدل على الشتاء والشر ويدل على الثلج والبَرد والريح وتكون في الشرق خير كثير
    (1/82)

    وفي السادس يدل على البركة في الغِلال بكل مكان ويدل على كثرة السمك والعصفور ويكثر الموت في الناس وفي السابع يدل على الخير في جميع البلاد وجَودة الغِلال والشجر والزيت وكثرة الأفراح وفي الثامن كذلك وفي التاسع يدل على مرض الأشجار باليرقان والشكاية في الناس وعلى جوع يقع في أرض المغرب وعلى الهزيمة والانتقال من مكان إلى مكان وفي العاشر يدل على الخوف بخراسان وعلى المطر الندى وكثرة الغنم ونتاجها وجودة الثمار وفي الحادي عشر تدل على حادث شر يقع في الملك وظُلم وسلب مال مع صلاح الشجر وكثرة البلح والسمك وفي الثاني عشر يدل على اجتماع كلمة الجيش على خارجي يظهر بأرض بابل ويُخذل وتكون سنة مُرجفة والله تعالى أعلم بغيبه وهو أحكم الحاكمين
    الباب السابع ( 1
    من المقدمة الثانية
    ص 62 ب في رؤية قوس السحاب في المنام وسماع الرعد ورؤية البرق والزلازل وما ترتبت عليه الأحكام
    فصل
    أما قوس السحاب فإن رؤيته في المنام دليل على ظهور أمر عجيب من الجهة التي ظهر منها وربما دل على حركة تحدث في الجيش وشهرة الأعلام المختلفة الألوان فإن كان مع ذلك رعد وبرق كان عدو يظهر ويتجهز الناس لملاقاته وذكر عن نفطويه الحكيم في ذلك أموراً كثيرة جربها في عصره مقيدة بالشهور السريانية قال إذا ظهر في نيسان قوس السحاب في المشرق دل على الهيج في أهل بابل مع أوجاع وينقص المطر ويكون قتال شديد في المغرب ويغضب الملك على الكُتاب
    وإذا أُري في المغرب فإنه يكون في أهل ذلك البلد وجع وغلاء وتقوي الملك على أعدائه ويظفر بهم فإن رُئي في المنام وكان ظهوره في حزيران دل على خراب مدينة عظيمة ويقع في الناس كرب وجهد ثم يقع الموت في الدواب وتحسُن نبات الأرض خصوصاً الحنطة والشعير ويموت ملك كبير
    وإن كان في المغرب فإن ذلك حَرب في أقاصي البلاد من المشرق وفساد وسبيٌ ويجتمع الناس لأمرٍ مريج
    ص 63 أ
    (1/83)

    وإن كان في الشمال فإن الناس يُحشرون إلى مدينة السلام ويكون بفارس وما يليها شر كبير وإن رئي قوس السحاب في المنام في المشرق وكانت الرؤيا في تموز فإن المِلِك يُخرب مدائن كثيرة ثم يفشو الكذب ويكون مع ذلك بيع وربح في المغرب ويكون بمصر قتال شديد ويقع الخلف بين العظماء وإن رآه في المغرب فإنه يدل على موت الغنم والدواب وإن رُئي في المغرب فإنه يصيب الناس بأرض فارس بلاء وإن كان في ناحية الجنوب دل على جوع شديد في تلك الناحية والله تعالى أعلم بغيبه وهو أحكم الحاكمين
    فصل في الرعد وسماعه في المنام وما قيل في أحكامه
    وأما سماع الرعد في المنام في أوانه فإنه يدل على البشارة والخير والبركة وإن كان ذلك في غير أوانه دل على الحركة في الجيش لغزوٍ أو فتنة وربما دل سماعه على التسبيح والتهليل لله تعالى فإن الغالب عند سماعه ذلك ولقوله تعالى ( ويُسبح الرعد بحمده ) وربما دل سماعه في المنام على الأمراض أو سماع الدفوف لفرح يُوجب ذلك
    وإن كان سامعه عاصياً تاب إلى الله تعالى أو كافر أسلم وربما دل سماعه على الصّمم
    وأما حُكمه فقيل فيه إذا سَمع الرعد في المنام ووافق
    (1/84)

    ص 63 ب ذلك لأول من تشرين الأول فإنه يدل على موت في بلاد الشام وإن كان في ستة أيام منه فإن الطعام يرخص ويكثر الشراب والفاكهة ويكون الطاعون بمصر وإن كان في آخره رعد فإن الوباء يقع بالشام وإن تواتر في الشهر كله دل على كثرة الوحش وإن سمَع في المنام رعد ووافق ذلك أن يكون في تشرين الثاني فإن الخير يكثر بأرض البربر وأرض وتفتح مدينتين من مدائن الكفر بالشام وربما ظهر كوكب بذنب ويقع بالشام سبيٌ وربما مات ملك من ملوك العرب ويهلك الطير ويقع الظلم بالمشرق ويقع مطر ليس فيه ضرر ولا تقع وإن سُمع في المنام رعد ووافق ذلك أن يكون في عشرة أيام من كانون الأول فإنه يدل على موت العظماء بالأندلس ويغلوا أسعارهم ويجور سلطانهم ويكثر الفساد وتجود الحنطة ويقل الثمرة وإن كانت الرؤيا في سبعة أيام منه كان الشتاء بارداً يابساً والربيع رطب وإن سُمع في المنام رعد ووافق أن يكون ذلك في ستة أيام من كانون الثاني فإنه يكون أمر عظيم من زلازل وخسف بأرض العراق وربما وقع في البقر والمواشي الفناء وتخصب الغلة وإن كانت الرؤيا في آخره فهو ينذر بكسوف في الشمس وموت
    (1/85)

    ص 64 أ ملك من ملوك الغرب وقيل يظهر كوكب ينذر بخراب مدينة عظيمة ويكون بالشام مرض ورمد وإن سمع في المنام رعد ووافق أن يكون ذلك في أول يوم من شباط كان دليلاً على خصب الأرض ونموها وينقص السعر ويكون بأرض يأجوج ومأجوج وما والاها مرض ويكون الموت في جزائر البحور ويرخص سعر أهل مكة وتمطر أرضها ويكون بالحبشة فزع وإن كان في آخره فإنه يدل على أن الملك بالمغرب يخرج من أرضه إلى أرض أخرى ويخرج عليه مخالف من بين أنهارها وأشجارها ولا يتولى إلا قليلاً وإن سُمع في رعد ووافق ذلك أن تكون الرؤيا في ستة أيام من آذار فإنه يدل على خصب وخير إلا في القمح والكرْم ويكثر الزيت ويأمن التجار ويخرج الملك من مدينته إلى مدينة أخرى مُحارباً ويظفر بمطلوبه وتبقى في يده مدة ويقيم أياماً بين أنهار وأشجار ثم يخرج إلى أرض الروم ويفتح الحجر الأصم ويقتل جماعة من الرؤساء والأكابر والقواد من أهل بيت ذلك الإنسان وتخصب أرض الشام وإن كان في آخره رعد فإنه يكثر الجراد ويكثر موت المعز والبقر وإن سُمع في المنام رعد ووافق ذلك الحادي والعشرين من نيسان فإنه يدل على الخصب في الأرض والكرْم وكثرة
    (1/86)

    ص 64 ب الأمطار وتسلم الثمار وتخرج الروم من أرضها إلى أرض أخرى ولعلها المغرب فيغزوهم وإن وافق ذلك أن يكون أول نيسان يوم الأحد فإنه يكون في آذار فزع ويقع البغي بين الروم ويموت ملكهم وينهزمون ويقع الطاعون فيهم ويسلم الشام من الكيد وتخرج النوبة إلى أرض غيرهم فيفسدون فيها وإذا كان الرعد في أربعة أيام منه فذلك سعة وتجود الحنطة والكَرم ويقع اختلاف بين الناس وأمراض كثيرة ويخاف على البيادر وإن كان في الحادي عشر منه رعد أصاب الناس زلازل وأذى وإن كان في الثالث عشر أصاب الناس غلاء شديد وإن كان في سبعة عشر تباغض الملوك ووزرائهم وفي اثنين وعشرين منه يكون مرض شديد فخوف وإن كان في ثلاث وعشرين كان رُخص وخصب وفي خمس وعشرين يكون غلاء شديد وإن كان في تسع وعشرين دل على الخير والفرح والسرور وإن سُمع في المنام رعد وكانت الرؤيا في تسعة أيام من أيار دل على موت الأشراف باليمامة ويقع في الأتراك موت وكذلك في الغنم ويكون المطر كثير ويكثر خير البساتين وإن كان في عشره الأوسط تكون أمراض شديدة وإن سُمع الرعد في
    ص 65 أ المنام وكانت الرؤيا في حزيران إلى عشرة أيام منه فإنه يدل على موت العلماء والأشراف بأرض مصر وترخص الأسعار وتمد الأنهار وتنمو الأموال ويكثر صيد البر والبحر وإن سُمع الرعد وكانت الرؤيا في تموز إلى ستة أيام منه فإنه يكون المطر في كانون الأول ويتقدم الزرع ويزكوا أو يموت عظماء الناس من الروم وينقص السعر في اليمن ويقع بأرض العجم كرب ويكون بأرض مصر شر من جهة الملك ويقع فيهم سبيٌ في العيال ويأتي ملك من المشرق يحملهم إلى أرضه أسارى
    (1/87)

    وإن كان الرعد في آخره أو لسبع بقين منه فإنه يدل على السلامة في جميع الأرض ويرخص السعر بأرض البصرة وأرض الحبشة وتزكوا الأرض إلى سواد الفرات ويحصل في بعض الثمار آفة كالنخل والموز وتكثر الحنطة وإن كان في آخر السنة ضيف على الناس من قِبَل ملكهم وإن سُمع رعد في المنام وكانت الرؤيا في شهر آب فإنه دليل خير لأهل الشام وأهل برجان وأذربيجان وجرجان ويكون البحر مُغلقاً وتنقطع الطرق من الفساد ويقل الجراد ويموت ملك من الخزر وملك يأجوج ومأجوج ويقع بينهم القتل
    وإن كان في آخره رعد فإنه يكون بأرض مصر خصب ويكثر تيلها وترخص سعرها بعد قحط وغلاء وموت وربما دل على
    ص 65 ب هدَاهد وتفريق جماعات وإن سُمع الرعد في المنام وكانت الرؤيا في أيلول في ثمانية أيام منه فإنه يكون المطر كثير والثمر ويكون قحط في أول السنة وتخصب في آخرها ويكون الجراد بأرض الكوفة وبطائح البصرة ولا تخصب ويموت الدود في تلك السنة ويقع في الناس الجوع الشديد ويفتح المسلمون حصوناً ويكون بين الروم والترك قتال مدة طويلة ويخصب الشام وتسلم ثمرته وحبوبه وإن كان صوته هائلاً خُشي على الثمر وإن كان في العاشر دل على قلة المطر في ذلك العام في المغرب والله تعالى أعلم بغيبه وأحكم
    فصل في رؤية سماع الرعد ورؤية البرق في المنام
    ولا خير في سماع الرعد في المنام إذا كان معه ظلمة وبرق فإن ذلك يدل على الرِدَة لقوله تعالى ( أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين ) خصوصاً إن كان معهم زلزلة أو كانت الرؤيا في غير زمن ذلك وأما رؤية البرق بمفرده في المنام فإنه يدل على الهُدى بعد الضلالة لأن منه بارقة وقُرب والبارقة وارد هدى من الله تعالى ولقوله تعالى ( يكاد سنى برقه يذهب بالأبصار ) وربما دل ذلك على انبهار النظر
    (1/88)

    ص 66 أ وتبديده وإن كانت الرأي مريضاً ضيف عليه الموت لقوله تعالى ( فإذا برق البصر ) الآية وربما دلت رؤية البرق في المنام على كشف الأسرار وتتسم الأخبار وربما دلت رؤيته على البشارة بقدوم غائب أو تجديد رزق وإغاثة الملهوف لأنه في الغالب يبدو أمام الغيث وعكسه قُرب وربما دل البرق على بريق السيوف وأسنة الرماح وربما دلت رؤية البرق في المنام على تقلب الأحوال من شدة إلى رخاء أو من رخاء إلى شدة والله تعالى أعلم
    وأما أحكامه فمن رأى البرق في منامه وكانت الرؤيا في تشرين الأول دل على الأراجيف ونتاج الحبوب وإن كان في تشرين الثاني دل على الخصب والندى والخير الكثير أو في كانون الأول ربما يُخشى على الغلة من النقص وإن كان في كانون الثاني خُشي على الزرع عند نهايته وإن كان ذلك في شباط ربما دل على الصلاح في الزرع وإن كان في آذار دل على نقص الغلة كلها وإن كان في نيسان فإنه صالح سعيد وتجود فيه الغلال وينقص فيه الشعير وإذا كان في أيار فإنه رديء لبعض الفاكهة وإذا كان في حزيران فهو علامة الندى النافع وإذا كان في تموز فلا خير ولا شر وإذا كان في أيلول فهو
    ص 66 ب علامة خصب وخير وكذلك في آب والله تعالى أعلم وأحكم
    فصل في رؤية الزلزلة في المنام وحكمها
    وأما الزلزلة إذا رئيت في المنام فإنها دالة على الفزع والأراجيف والأخبار المزعجة وظهور الأسرار لقوله تعالى ( وزلزلت زلزالاً شديداً ) وإن رأتها امرأة حامل وضعت حملها لقوله تعالى ( إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها ) وربما دلت الزلزلة على اضطراب الناس بسبب الأمراض بالناقض مع السلامة من الموت فإن انهدمت الجدران كان موتاً حقيقياً وربما دلت الزلزلة على أن الرآي زل زلة واهتزاز الأرض المجدبة دليل على تركها ونموها بالزرع لقوله تعالى ( فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج )
    (1/89)

    ويدل ذلك على إحياء الموات لقوله تعالى ( فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى ) وتدل على السفر في البحر والميدّ فيه شدة الميلان وتدل على الرقص والطرب وعلى تعطيل السفر في البرّ وربما دلت الزلزلة على النكد بين الأزواج فإن هدمت الدور كما ذكرنا ربما دل على أرياح أصناف العمادة للاحتياج إليهم ولما عندهم من الأصناف
    ص 67 أ والله تعالى أعلم فإن كانت الزلزلة في الرؤيا في نيسان نهاراً دل على كثرة النبات وقلة ثمار الصيف ودليلاً على فتن أهل القرى وإن رآها في المنام وكانت في أيار دل على قتال يكون بين الناس وفتن متصلة سواء كانت رؤيتها ليلاً أو نهاراً وإن رآها في المنام وكانت الرؤيا في حزيران كان دليلاً على هلاك الأشرار وإن كانت نهاراً دل على تجديد المناصب للعلماء وإن رأي زلزلة في المنام فإن كان ذلك في تموز دل على موت رجل عظيم الشأن وإن رأي في المنام زلزلة فإن كان ذلك ليلاً أو نهاراً كان خيراً وفي آب تدل على عدد يقدم إلى تلك الأرض وإن رأي في المنام زلزلة وكان ذلك في أيلول فإنه يدل على رجل غريب يقدم تلك الأرض ويحصل بها أوجاع يعقبها فناء وإن رأى في المنام زلزلة وكان ذلك في تشرين الأول فإنه يدل على المرض وسلامة الحوامل وعلى رُخص الحَب وإن رأى في المنام زلزلة كانت الرؤيا في تشرين الثاني فإن ذلك يشعر سقوط الحوامل وإن رأى في المنام زلزلة وكانت الرؤيا في كانون الأول دل على حدوث مرض شديد وموت مع الأمن من العدو وإن كانت الرؤيا في كانون الثاني دل على موت الشباب وإن كانت الرؤيا في شباط دل على
    ص 67 ب الجوع وسقوط الحوامل وإن رأى زلزلة وكانت الرؤيا في آذار كان دليلاً على الرخاء والله تعالى أعلم بغيبه
    الباب الثامن من المقدمة الثانية في ما نقل عن العلماء في ذكر الأعوام والشهور والأيام ( 1 ) وسقوط الرؤيا والنيروز وما قيل في رؤية ذلك في المنام وذكر أحكامه
    (1/90)

    قد وَجب لما تقدم من ذكر الشهور أن نذكرها على اختلافها ومُداخلة بعضها في بعض للاحتياج إليها بعد ذكر العام وتأويله في المنام إن شاء الله تعالى
    فصل في رؤية العام في المنام
    وأما العام فرؤيته في المنام دليل على الفتنة يراها الرأي في نفسه أو في غيره لقوله تعالى ( أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون ) ويُسمى العام المُجدب قاشر لقشره وجه الأرض من النبات وقاشر فحل كان في بعض قبائل سعد مناة ما طرق إبلاً إلا ماتت فكذلك قيل أشأم من قاشر و من اشتقاق قاشر أشقر وأشرق
    وإن كان الناس في قحط دل على كثرة الخير لقوله تعالى ( ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يُغاث الناس وفيه يعصرون ) والعام السنة وربما دلت رؤيتها ( 2 ) في المنام على الجدب والقحط لقوله تعالى ( ولقد أخذنا
    ص 68 أ آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون ) وربما دلت رؤية السنة على الارتياب والشك في الدين لقوله تعالى ( تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ) الآية وتدل رؤية ذلك على الشدة والتهدد لقوله تعالى ( وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعِدون ) ربما دلت رؤية ذلك على زيادة العلم لقوله تعالى ( هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ) الآية والله تعالى أعلم ولفظ الحول أيضاً في المنام دليل على تغير الأحوال
    فصل وأما الشهور الاثني عشر
    فهي أربعة يدخل بعضها في بعض خارجة عن الشهر العربي والموجب لذكر ذلك ما لا عن معرفته غنى كالشهور القبطية وأولها توت والسُريانية وأولها تشرين الأول والروميّة وأولها ينير والفارسيّة وأولها أرد بهشماه
    (1/91)

    فأما توت فرابعه أيلول وشتنير أوله أدرماه بابه رابعه أول تشرين الأول وأكتوبر وأول ديماه هتور رابعه أول بهمن ماه خامسه أول تشرين الثاني وأول يونير كيهك رابعه أول استقتدارماه خامسه أول كانون ودجنبر طُوبه رابعه أول أفروردينماه سادسه أول كانون وأول ينّير
    ص 68 ب أمشير رابعه أول أرد يهشتماه سابعه أول شباط وأول فبرير برمهات رابعه أول جردادماه خامسه أول آذار وأول مارس يرَمُوده رابعه أول تيرماه سادسه نيسان وإبريل بنسس رابعه أول مرداوماه سادسه أول أيار وأول مايّه بونه رابعه أول شهر يرماه ثامنه أول حزيران وأول يونيه أبيب رابعه أول مهرماه سابعه أول تموز وأول يوليه مسترى رابعه أول أيازماه ثامنه أول آب وأول أغشت والسبب في وضع هذه الشهور - ذكر سقوط الرؤيا في نيسان فأوله تسقط في اليوم الأول والثالث والسابع والحادي عشر والرابع عشر ثانيه تسقط في السابع عشر ثم في الحادي والعشرين ثم في الرابع والعشرين والسابع والعشرين والثلاثين ثالثه تسقط في أول أيار ثم في الثالث ثم في السابع ثم الحادي عشر ثم الرابع عشر وهو النصف رابعه يسقط في السابع عشر ثم في الحادي والعشرين ثم الرابع وعشرين ثم التاسع والعشرين ثم الثلاثين خامسه أول الشهر الثالث وهو حزيران في اليوم الثالث منه ثم في اليوم السابع ثم الحادي عشر ثم الرابع عشر سادسه تسقط في السابع عشر ثم الحادي وعشرين ثم الرابع وعشرين ثم السابع وعشرين ثم الثلاثين سابعه في أول الرابع وهو تموز الثالث منه ثم السابع ثم الحادي عشر
    (1/92)

    ص 69 أ ثم الرابع عشر ثامنه السابع عشر والحادي وعشرين والرابع وعشرين والسابع وعشرين والثلاثين تاسعه أول الخامس وهو آب ثم الثالث ثم السابع ثم الحادي عشر ثم الرابع عشر عاشره السادس عشر ثم الحادي وعشرين ثم الرابع وعشرين ثم السابع وعشرين ثم الثلاثين حادي عشره أول السادس وهو أيلول الثالث ثم السابع ثم الحادي عشر ثم الرابع عشر ثاني عشره السابع عشر ثم إحدى وعشرين ثم الرابع وعشرين ثم السابع وعشرين ثم الثلاثين ثالث عشره أول السابع الثالث ثم التاسع ثم الحادي عشر ثم الرابع عشر رابع عشره ثم السابع عشره ثم الحادي وعشرين ثم الرابع وعشرين ثم السابع وعشرين ثم الثلاثين خامس عشره أول الثامن وهو تشرين الثاني الثالث ثم السابع ثم الحادي عشر ثم الرابع عشر سادس عشره ثم السابع عشر ثم إحدى وعشرين ثم الرابع وعشرين ثم السابع وعشرين ثم الثلاثين سابع عشره أول التاسع وهو كانون الأول الثالث ثم السابع ثم الحادي عشر ( 1 ) ثم الرابع عشر ثامن عشره ثم السابع عشر ثم الحادي وعشرين ثم الرابع وعشرين ثم السابع وعشرين ثم الثلاثين تاسع عشره أول الشهر العاشر وهو كانون الثاني الثالث ثم السابع ثم الحادي عشر ثم الرابع عشر العشرين ثم السابع عشر ثم الحادي وعشرين ثم الرابع
    ص 69 ب وعشرين ثم السابع وعشرين ثم الثلاثين الحادي والعشرين منه في أول الحادي عشر وهو شباط الثالث ثم السابع ثم الحادي عشر ثم الرابع عشر الثاني والعشرين منه ثم السابع عشر ثم الحادي وعشرين ثم الرابع وعشرين ثم التاسع وعشرين ثم الثلاثين الثالث والعشرين منه الثاني وعشرين ثم التاسع وعشرين ثم الثلاثين الرابع والعشرين ثم السابع عشر ثم الحادي وعشرين ثم الرابع وعشرين ثم السابع وعشرين ثم الثلاثين
    (1/93)

    أول يوم من الشهر الثاني من السنة الثانية ( 1 ) الخامس والعشرين منه وهو آذار في الأول والثالث والسابع ثم الحادي عشر ثم الرابع عشر السادس والعشرين السابع عشر ثم الحادي وعشرين ثم الرابع وعشرين ثم السابع والعشرين ثم اليوم الثلاثين
    وأول يوم من الشهر الثالث من السنة الثانية ( 2 ) السابع والعشرين منه في الثالث ثم السابع ثم الحادي عشر ثم الرابع عشر الثامن والعشرين في السابع عشر ثم الحادي وعشرين ثم الرابع وعشرين ثم السابع وعشرين التاسع والعشرين في الأول من الشهر الرابع من السنة الثانية في الثالث ثم السابع ثم الحادي عشر ثم الرابع عشر الثلاثون في السابع عشر ثم الحادي وعشرين ثم الرابع وعشرين ثم السابع وعشرين ثم الثلاثين
    هذا شهر واحد من كشف أمر العبادة وسقوط الرؤيا فقس عليه الاثنى عشر شهراً كذلك
    ص 70 أ ليكون تمام السنة ثلاثة عشر سنة تنقص قليلاً وهذا عند أهل العبادة آخر سقوط الرؤيا وقال قوم أنها تسقط في الأربعين سنة وأكثر من ذلك فأما نحن فليس نعرف هذا الأمر بحُرامات المرضى وهو بيّن إذا سُيّر وسيذكر بعد رؤية الشهور والأيام سقوط الرؤيا ( 1 ) في الساعات ثم ذكر تسميتها إن شاء الله تعالى
    فصل في ذكر الشهور العربية الاثنى عشر
    (1/94)

    فأما الشهور العربية فسأذكرها لما اتفق إن شاء الله تعالى فأولها محرم قال بعض علماء هذا الشأن إذا كانت الرؤيا في محرم فإنها صحيحة لا تُخطى ء وقال غيره تدل على الفرج والخلاص من السجن والشفاء من الأمراض وإن كان الرأي اعتزل قومه أو بلده عاد إليهم قياساً على قصة يونس عليه السلام لخروجه فيه من بطن الحوت وربما شاهد فتنة عظيمة أو موت أمام عادل لأن فيه كان مصرع الإمام الحسين رضي الله عنه وربما دل على متولي عادل أو ظهور عالم لأن الله تعالى خلق فيه آدم وحواء عليهما السلام وإن كان الرأي عاصياً تاب إلى الله تعالى لأن الله تعالى تاب فيه على آدم وإن كان الرأي ممن يرجو المنزلة والشرف حصل له ذلك لأن
    ص 70 ب الله تعالى رفع فيه إدريس مكاناً علياً وإن كان الرأي مسافراً في البحر وتعذر عليه الريح أو خاف الغرق ونجا هو ومن معه لأن فيه استوت السفينة على الجودي وإن كان الرأي يرجو الولد رُزق ولداً صالحاً لأن فيه وَلد إبراهيم عليه السلام وعيسى ابن مريم صلوات الله عليهما وإن كان الرأي في ضيق فُرج عنه أو نجا من عدوه لأن الله تعالى نجا فيه إبراهيم عليه السلام من نار النمرود وربما رجع الرأي عن ضلالته أو بدعة ارتكبها وتاب إلى الله تعالى وأقلع عن ذنوبه لأن الله تعالى تاب فيه على داود عليه السلام وإن كان الرأي معزولاً عن ولايته عادَ إلى منصبه لأن الله تعالى ردّ فيه المُلك على سليمان عليه السلام وإن كان فقيراً أو مريضاً شُفي من مرضه وأغناه الله تعالى لأن الله تعالى كشف فيه الضر عن أيوب عليه السلام وربما ترسل الرأي للملوك ومن والاهم أو نال منهم نصيباً لأن الله تعالى كلم فيه موسى عليه السلام وربما فتح على المسلمين بلد من بلاد الكفر وحصل للمسلمين منهم مغنماً كثيراً والله تعالى أعلم بالصواب
    (1/95)

    ثم قال واحذر صفر فإن قص الرؤيا ليست فيه محمودة لاسمه قال غيره إلا أن يكون صاحبها في هَم و حزن أو شدة فإنه لا يضره وإن كان مريضاً دلت رؤياه
    ص 71 أ على شفائه وصحته وربما دلت رؤياه على الفرح
    قال وفي شهر ربيع الأول تربح في تجارته وتبارك له فيها ويسر ويفرح وربما أن الإنسان إذا رأى في منامه شهر ربيع الأول ربما رزق ولداً ذكراً صالحاً وإن كان الناس في شدة زالت عنهم وإن كانوا مظلومين انتصروا أو قدمت عليهم بشارة تولي أمراً جديداً يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لأن فيه ولد النبى {صلى الله عليه وسلم} وربما غزى الناس غزوة مباركة لأن فيه كانت غزوة دُومة الجندل
    ثم قال وفي ربيع الآخر إذا دلت رؤياه على الخير أبطأت وإن دلت رؤياه على الشر تعجلت وقال غيره من رأى في منامه شهر ربيع الآخر انتصر على عدوه أو رزق ولداً عالماً أو بطلاً لأن فيه ولد الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وقال وفي شهر جمادى الأولى تُجمد أموره فلا يرغب في الشراء والبيع قال غيره وربما فقد ابنته أو زوجته إذا رآه في المنام لأن فيه توفيت فاطمة الزهراء عليها السلام وقال وفي شهر جمادى الآخرة إن دلت رؤياه على الخير أبطأ لأنه شهر جامد ثم قال وفي رجب يفتح عليه أبواب الخير وتقوى ّ رؤياه ويستحيل الشر خيراً فتعبرها بالخير فإنها لا تُحالفك
    ومن رأى شهر رجب في منامه دل على رفع المنزلة فإن فيه عُرج ب النبى {صلى الله عليه وسلم}
    (1/96)

    ص 71 ب إلى السماء قال وإن كانت الرؤيا في شعبان فإن الرؤيا يَصُح فيه وتنمو أو يتضاعف فيها الخير وإن كان شراً أبطأ ولا يصِح ومن رأى شهر شعبان في منامه دل على عزل ولات الأمور لأن فيها يَفرق كل أمر حكيم قال وفي شهر رمضان تنغلق عليه أبواب العسر والفواحش والبخل ويتعجل له رؤيا الخير ولا تصبح الرؤيا إذا كانت رديئة تعبرها بالخير لأن الإنسان يكون ممتلئاً من الطعام وتكون طبائعه غالبة عليه فرؤيا الخير لا تُبطئ ورؤيا الشر تُبطئ ولا تُعبر لأنها من الأضغاث وتخالف حال الكافر فيها في هذا الشهر حال المؤمنين وليس للكافر إلا الشر لأنه لا يدعو الله بشيء فيُستجاب له وهو أعظم الشهور عند الله تعالى وأعمها بركة على المؤمنين واعلم أن من رأى في منامه شهر رمضان فإن رؤياه تدل على البركة والخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإن كان طالباً للعلم أو القرآن العظيم حصل له فيه لأن فيه نزل القرآن كما قال تعالى ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ) وإن كان مريضاً بالصَرع أفاق منه لأن فيه تُصفّد الشياطين وفضله لا يُحصر
    ولبعضهم فيه
    ص 72 أ
    مضى رمضان الممرض الدّين فقدُه
    وأقبل شوال يشول به قهراً
    فيا لك شهراً شرّف الله قدره
    لقد شُهرت فيه سيوف الهُدى شهرا
    (1/97)

    ثم قال والرؤيا في شوال إذا دلت على الحرب فإنه يتعذر فاحذر ذلك وإن رئُي شوال في المنام دل على الخلاص من الشدائد وعلى السرور والأفراح لأن مُستهله عيد وفرح ولأن فيه كان بناء الكعبة وغزوة الخندق قال والرؤيا في ذي القعدة إذا دلت على السفر فلا يُسافر وليحفظ نفسه وفي الحضر إذا دلت رؤياه على هم فليجتنبه ثم قال وفي ذي الحجة إذا دلت رؤياه على السفر فليسافر وليسعَ في الأمور كلها فإنه شهر مبارك وفيه العيد والأضحية قلت واعتبر ما ( 1 ) اتفق في الشهور من الوقائع وما فعل الرأي في المنام وما أوجبه الله تعالى على القاتل من الصوم لقوله تعالى ( فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله ) فمن رأى في المنام أنه مضى عنه شهرين ربما وجب عليه صومهما لذلك وكذلك أشهر العدة أو أيام الكفارة واعط الرأي ما يليق به من ذلك
    ومن يرى أنه في شهر ذي الحجة
    ص 72 ب أو رأي أنه يُضحي أو يُصلي صلاة عيد الأضحى فإن رؤية ذلك تدل على قضاء الديون والوفاء بالنذور وعلى التوبة والهدى بعد الضلالة وربما دلت رؤياه على فقد العلماء أو عزل ولات الأمور لأن في شهر ذي الحجة كانت وفاة عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان والغزو والمباهلة والله تعالى أعلم
    فصل في رؤية الأيام في المنام وأحكام النيروز ومدّ النيل
    فمما قال دانيال عليه السلام يوم الجمعة جمع الله فيه الأشياء فُسميت به وقال بطليموس من رأى النيروز في منامه وصادف أن يكون ذلك يوم الجمعة فإن النيل يكون متوسطاً ويفشو الفساد وتضطرب مصر وقال دانيال عليه السلام يوم السبت يوم راحة وفراغ وخلوة ومن رأى النيروز في منامه ووافق ذلك يوم السبت فإن النيل يكون منجرفاً ولا يبقى على الأرض وتكون سنة شاقة كثيرة الوباء
    وقال دانيال يوم الأحد بدأ الله فيه بخلق الأرض والسموات ومن رأي يوم الأحد وصادف ذلك اليوم النيروز فإن النيل يكون متوسطاً في طلوعه ويكون الشتاء شديداً والزرع كثير البركة
    (1/98)

    وقال دانيال يوم الاثنين فيه تقضى الحوائج كالسفر والزواج ومن رأى يوم الاثنين في المنام ووافق ذلك اليوم النيروز فإن النيل يكون مباركاً في طلوعه ويخشى على الزرع وتكثر الأمراض في الشتاء وقال دانيال عليه السلام يوم الثلاثاء يوم الدم
    ص 73 أ والحجامة ويدل على الغم والحزن ومن رأى يوم الثلاثاء في المنام ووافق أن يكون ذلك النيروز فإن النيل يمد بعد أن توقف ويكون وسطاً ثم يصير إلى زيادة وتكون الشتاء بارداً وقال دانيال عليه السلام يوم الأربعاء يوم نحس مستمر فيه أغرق الله قوم نوح وقوم ثمود وأصحاب الرس وهو مذموم فإن رأى يوم الأربعاء في منامه ووافق ذلك النيروز دل على أن النيل يكون متوسطاً ولا يدوم على وجه الأرض بل ينزل بسرعة ويكون بين الصيف والخريف برد شديد وقال دانيال عليه السلام الخميس يوم مستأنس فيه تقضى الحوائج وإن رأى يوم الخميس في منامه وصادف أن يكون النيروز يوم الخميس دل على أن النيل يكون مباركاً ولا تغلو في تلك السنة شيء إلا الماشية
    واعلم أن تتابع الأيام في المنام دليل على تفلت الأحوال من خير إلى شر ومن شر إلى خير وربما دلت على الكسب لما يكسبُ فيها الإنسان من زيادة الدنيا والدين ويدل على نقص المال لأن ما يذهب من الأيام نقص من العُمر وهو رأس مال الإنسان
    ومن دخل عليه في المنام يوما ربما سافر سفراً يبلغ ثمانية فراسخ وسيأتي الكلام في الميلِ وسأفته في موضعه في حرف الميم إن شاء الله تعالى
    فصل في الساعات والتأويل فيها
    اعلم أن الليل والنهار مقسومان على أربعة وعشرين ساعة وأن في وقت
    (1/99)

    ص 73 ب نيسان الذي تقدم ذكره يكون نزول الشمس بُرج الحمل وهو اعتدال الليل والنهار فيكون اثنا عشر ساعة والنهار كذلك ثم يبتدئ النهار في الزيادة فمن رأى رؤيا في أول ساعة من الليل سقطت في أول ساعة من نهار اليوم الذي ذكرناه أو الرابع أو السابع أو الحادي عشر أو الرابع عشر فإن رأي في الساعة الثانية فإن رؤياه تسقط في اليوم السابع عشر أو الحادي والعشرين أو الرابع وعشرين أو السابع وعشرين أو الثلاثين لأنه يعد من اليوم الثاني وتطرد على هذا الحساب أبدا إلا أن تكون ساعات الليل أقرب الدرر فيكون إذ ذاك رؤيا السحر أقرب من رؤيا الليل ثم على هذا المنهاج تكون الرؤيا في جميع الشهور إلى آخر السنة على مراتب الساعات فافهم ذلك
    وقال حمزة بن الحسين الليل والنهار أربع وعشرون ساعة وكل ساعة لها اسم مخصوص فساعات النهار -
    الشروق وهي الأولة الثانية البكور الثالثة الغدو
    الرابعة الضحى الخامسة الهاجرة السادسة الظهيرة
    السابعة الرواح الثامنة العصر التاسعة القصر
    العاشرة الأصيل الحادية عشر العشي الثانية عشر الغروب
    وساعات الليل
    ص 74 أ
    الأولى الشفق الثانية الغسق الثالثة العتمة
    الرابعة السيدفة الخامسة الجبهة السادسة الزُلة
    السابعة الزُلفة الثامنة البُهرة التاسعة السحَر
    العاشرة الفجر الحادية عشر الصبح الثانية عشر الصباح

    علي العذاري غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  11. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 15-02-2012 الساعة : 04:48 PM رقم #6
    كاتب الموضوع : علي العذاري


    شاملى مميز


    • بيانات علي العذاري
      رقم العضوية : 6016
      عضو منذ : Jan 2012
      الدولة : ariq
      المشاركات : 141
      بمعدل : 0.03 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 14
      التقييم : Array


  12. (1/100)

    التفسير في الأولى من ساعات النهار صالحة مباركة خصوصاً إن أتاك صاحبها مُنبسط الوجه وفي الثانية جيدة لقوله ( بورك لأمتي في بكورها ) وفي الثالثة يُحمد فيها التفسير لقوله تعالى ( يُسبح له فيها بالغدو والأصال ) وفي الرابعة يُحمد فيها التفسير لأن الله تعالى أقسم بها فقال تعالى ( والضحى والليل إذا سجى ) ولأن النبى {صلى الله عليه وسلم} حث على صلاتها فهي ساعة محمودة وفي الخامسة نهي عن التفسير فيها مع سلامتها من الأضغاث وفي السادسة كذلك لأن ذلك راحة الأبدان وفي السابعة تُفسر بخير وشر وربما دلت على السفر وموت المريض لأنها الرواح كما أن الظهيرة تدل على وجود الضائع وظهور الأسرار وفي الثامنة يحلف أو يُحلف لأنها العصر وبه أقسم الله تعالى
    التاسعة تنذر بالتقصير لأنها القصر العاشرة تُحمد ويحمد فيها التفسير ( 1 ) لقوله تعالى ( واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا )
    الحادية عشر تحمد فيها التفسير وغالبها
    ص 74 ب الخير لقوله تعالى ( وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار ) الثانية عشر تُحمد فيها التفسير لأنها ساعة ذكر وعبادة لقوله تعالى ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ) وأما التأويل في ساعات الليل ففي الأولى يُحمد فيها التفسير وهي دالة على الخير لقوله تعالى ( فلا أقسم بالشفق ) وفي الثانية يُحمد فيها التأويل وغالبها الشر وفي الثالثة العتمة يكره فيها التأويل والرابعة لا يُحمد فيها التأويل والخامسة غالبها الشر والمجابهة السادسة غالبها الزلل والكذب والشر والسابعة يُكره فيها التأويل الثامنة ساعة منكرة التاسعة يُحمد فيها التأويل لأنها ساعة شريفة
    العاشرة يحمد ذكرها ويحمد تأويلها لأنها الفجر الحادية عشر يحمد التفسير فيها وتحمد رؤيتها الثانية عشر الصباح يُحمد فيها التأويل
    (1/101)

    واعتبر مع ذلك إقبال الرأي وبشاشته في وجهه عند ذكر رؤياه فإن رأيته مستبشراً عند قصّ رؤياه فاعلم أن غالب رؤياه الخير والبشارة وإن كان مُقطب الوجه أو كأنه وجلاً فاعلم أن رؤياه غالبها الشر
    ومن اعتبر ساعة في المنام من ساعات الليل والنهار بآلة من الآلات
    ص 75 أ أو أخبار من عالم نال دراهم أو دنانير على قدر زمان تلك الساعة ودرجها فافهم ذلك ثم اعتبر ساعات الإجابة كساعة يوم الجمعة وأوقات الدعاء والذكر فإن رؤية ذلك في المنام دليل على كشف الأسرار والغني للفقير وإنجاز الوعد والله تعالى أعلم
    فصل في ذكر التأويل على أشهر الفرس
    من رأى في منامه ما يدل على السفر وكانت الرؤيا في أرويهه لم تُحمد طريقه ومن رأى في المنام ما يدل على المحاكمة وكان المنام في جَردادماه فلا خير فيها
    ومن رأى في المنام ما يدل على الزواج وكانت الرؤيا في تيرماه كان محموداً
    ومن رأى في المنام ما يدل على الولادة وكانت الرؤيا في مرداوماه كان قصير العُمر
    ومن رأى في المنام ما يدل على السفر وكانت الرؤيا في شهر يرماه ربما دل ذلك على تغير الأحوال وكسب الذنوب وإن رأى في المنام ما يدل على مريض كان عاقبة أمره رديئة إذا كانت الرؤيا في بهمزماة
    ومن رأى في المنام ما يدل على منصب وكانت الرؤيا في أيازماه دلت على النوم
    وإن رأى في المنام ما يدل على حكومة وكانت الرؤيا في أدرماه دل على قهره فيها
    وإن رأى في المنام ما يدل على حملٍ وكانت الرؤيا في ديماه كان
    ص 75 ب صالحاً وإن رأى في المنام ما يدل على مشاركة وكانت الرؤيا في بهرماه كان جيداً وإن رأى في المنام ما يدل على المعايش والسعة كانت الرؤيا في اسفندارماه كان واسعاً مفيداً وإن رأى في المنام ما يدل على الزواج وكانت الرؤيا في افروردماه كان عقباه خيراً والله تعالى أعلم
    الباب التاسع في قسمة الزمان وما يختص بكل أوان وهو من المقدمة الثانية
    (1/102)

    وهذا الباب من الأصول المعتبرة التي لا يستغني العابر عنها لما يتوصل به إلى فوائد كثيرة فمنها معرفة الفصول وما هو مخصوص بكل فصل من تأثير في الوجود ويتناول من مأكول ومشروب وما ينبغي اجتنابه وذكر المواسم لتنهض بذلك قريحته وتجول في معانيه فكرته إن شاء الله تعالى
    اعلم أن الزمان أربعة ربيع وصيف وخريف وشتاء
    فللربيع الحمل والثور والجوزاء وللصيف السرطان والأسد والسنبلة
    وللخريف الميزان والعقرب والقوس وللشتاء الجدي والدلو والحوت
    وتنقسم شهور القيظ على هذه البروج
    ص 76 أ فللربيع برمودة ينبغي فيه الكُرنب والحلواء وعروق الشجر لسريان السُم فيها فإن منه ينشر إلى فروعها فإذا أكله الإنسان كان سبباً لهلاكه وبلغماً على صدره وربما هيج عليه ثقلاً في عينيه ووجعاً في حنجرته وربما اعتراه فيه السهر وفيه يخرج الدود وفيه ينفتح الورد ويتصل فيه القرط ويؤكل فيه الفريك ويُقطن فراخ النحل وفي عاشره يطلع الفجر بالحوت والسرطان وهو أول المنازل كما قدمت يطلع منه في ثالث وعشرين ثم يعطى لكل منزلة ثلاثة عشر يوماً ثم في هذا الشهر يقصر دُهن البلسان وفيه توفي آدم عليه السلام وفيه يُربط على القُرط وفيه عيد ميكائيل وعيد جبرائيل وفيه يخاف على الزرع من العاهة وفيه يطيب البطيخ ويقطف الياسمين وفيه عيد مريم عليها السلام وفيه عيد ( 1 ) جرجيس يقوم بفلسطين سبعة أيام وفيه يمد الفرات وتنزل الشمس النور وفيه عيد بقطر نُهَى فيه من أكل الشجر ولا يؤكل فيه فجل ولا كراث فإنه يورث البلغم وفيه يكثر الندى ويرتفع ( 2 ) القيظ وترجع الغرانيق من أرض مصر
    (1/103)

    ص 76 ب إلى أرضها فمن رأى من هذه الأشياء شيئاً في المنام قد ظهر في غير أوانه أو أكل مما نُهي عنه أو اغتسل بما لا ينتفع به ( 4 ) أو تعبد في غير وقته دل ذلك على الهموم والأنكاد وتغير الأحوال وعلى هذا فقس باقي الفصول وما يظهر فيها ثم ( 1 ) فيه يمد النيل ويكون الحصاد والندى يُنهى فيه عن أكل الأكارع والرؤوس وأذناب السمك وآذانها من أجل الندى يسقط من أطراف الشجر والعشب فإذا أكلت منه الدواب والمواشي وقع في رؤوسها وأكارعها وأذنابها فيصيبها من ذلك كمية الركام فإذا أكلها الإنسان أورثته الغثيان والحكة والجرب ويُحب أن تؤكل فيه السماق ويشرب ماؤه ويؤكل فيه الحِماض والسفرجل والخوخ والبندق والرمان ويتوقى فيه كل شيء يُهيّج الدم وربما أوجب الرمد والعشا وفيه يطلع الفجر والبطين والثريا وفيه عيد الصليب الذي رآه قستنطين الملك كما زعم في السماء وفيه عيد الثلاثة فتية ببابل وفيه ينتهي الحصاد في العيد وفيه عيد ميكائيل ويحيى وزكريا وجبرائيل نهى فيه عن ( 2 ) سقائهن كيلا يتوكد في أصولها عفتاً وتطيب الخضر كلها وفيه عيد ( 3 ) إيليا
    وفيه يطلع نجم العُيوق وفيه حجت مريم عليها السلام وقد حج
    ص 77 أ أبو قلته وأصحاب الكهف وفيه تنزل الشمس الجوزاء ثم بدنه ينهى فيه عن الإكثار من دخول الحمام وإتيان النساء ويؤكل فيه البارد على الريق لطفي الحرارة لأنه يغلي في الجوف بمنزلة النار وفيه يطلع الدبران وتشتد السموم ويتنفس النيل ويبدو الكسل والغلمة وتتحرك الرياح بالشمال ويسوّد العنب وينضح وفيه قراع الإبل وهيجان إناثها وفيه يُدرس القمح ويجز الضأن وفيه عيد ميكائيل ويطيب فيه التين والتفاح وفيه تنزل الشمس السرطان من مشارق الصيف إلى مشرق الشتاء وهو يوم رجعت فيه الشمس ليوشع ابن نون عليه السلام وفيه تطلع الهقعة والهيعة والله تعالى أعلم وهو أحكم الحاكمين
    (1/104)

    وأما الصيف فشهره أيب ويشتد الحر وتلتهب الأرض ينهى فيه عن مس النساء في أوله وكذلك الحمام ليلاً ونهاراً لشدة الحر وقيل كل امرأة تحبل في تلك الليلة يكون ولدها سقيماً ما عاش وفيه يموت الدود والجراد الصغار وفيه يطلع الفجر بالذراع والنثرة وفيه
    ص 77 ب عيد ميكائيل وعيد يومينا وبُطرس وفيه عيد مريم وهو أول العُيور وأول العصير وأخبار الكلاب والهياكلة والقرود وذلك أنهم يصُفّون الدماء في القصارى وكل كرام لم ينضج كرمه يلطخون وجهه بذلك الدم ويعلق في رقبته أذناب تلك الكلاب والقرود ويُطاف به في المدينة أو القرية ثم يصيحون بين يديه هذا جزاء من لم يؤكل من عنبه اليوم وفي ذلك اليوم يرتفع الوباء عن أهل مصر وفيه عيد بويقطر وفيه تنزل الشمس الأسد مسريّ يؤكل فيه البارد ويُشرب ويؤكل القرع والقطن والبطيخ والرحلة والعنب والأترنج وتُجتنب فيه الشمس والنار ويؤكل كل شيء من رب الأترنج ورب التفاح والسفرجل وأشباه ذلك فإنه حلو حامض ويطفئ الحرارة والمرة ولا يؤكل فيه سلق ولا ملوخية ولا فجل ولا مالح فإن ذلك مما يولد القمل ومن أكثر من هذا في شهر مسري كثر قمله في طول السنة وفيه حج جبريل ويقوم سوقها وفيه حج طور سيناء وفيه يطلع الفجر بالطرف والجبهة والخرثان وفيه عيد ميكائيل وفيه يطلع سهيل وفيه عيد مريم وهو آخر العصير وفيه حج سليمان بن داود ومن لدغته فيه عقرب مات وفيه نقص الحروفية
    ص 78 أ عيد عيسى عليه السلام وفيه حج يحيى بن زكريا وينزل الشمس السنبلة وفيه يطلع الزبدة ويحمر لون الهواء والله أعلم
    (1/105)

    توت أوله عيد إلياس عليه السلام وفيه عيد يحنس توقد فيه النار بأذرعات وبُصرى وجبال حوران وينكسر الحر ويتحرك في بدء الشتاء وتخرج الديدان وفيه يبذر القرط بأرض الغيوم ويطلع فيه سهيل اليماني وفيه يظهر وجع الإبل ويؤكل فيه اللبن ويشرب وفيه حج مرقص الإنجيلي وفيه سوق عظيم يقوم بأرض فارس وفيه حج زكريا عليه السلام ومن حج كنيسة شنودة وفيه استشهد زكريا عليه السلام وفيه بدو زرع الصعيد وفيه يطلع الفجر بالعترفة وفيه سوق كفر بأرض الجزيرة وهو يوم عيد ميكائيل وفيه يوم عيد محراب داود عليه السلام في بيت المقدس وهو أول الوسمى وهو عيد الفرس وفيه عيد جبرائيل وفيه يثور السُعال بالناس وهو يوم بقراوس رئيس أحبار هيكل مُنف وفيه تُفصد العروق وتقوم سوق إيليا وفيه حج تومينا وفيه نهاية الماء بالمقياس بمصر وفيه حج تومقار وفيه عيد الصليب وفيه يُقلم الشجر بمصر وتأتي الغرانيق من أرضها وتنضج الثمرة وفيه حج توما وأبو قرمان وفيه تذهب الخطاطيف من مصر وفيه حج كنيسة مريم ويقوم سوق ربيعة وفيه سوق غالبه النصارى بدمشق وهو
    ص 78 ب ( 1 ) مجتمع كبير وفيه تهيج المرة السوداء اثنان وعشرون يوماً وفيه يشب العسل وتؤكل فيه الفاكهة ولا يبقى على وجه الأرض بالمغرب فاكهة إلا تغير طعمُها
    وفيه يطلع الفجر بالصرفة والعوا ويستوي الليل والنهار وعند ست ساعات منه تنزل الشمس الميزان وهو نحسها كما تقدم وفيه تهبط وفيه وسم البقر بأرض مصر وفيه يأخذ الليل من النهار وفيه صوم اليهود وعيد المسيح بن مريم عليه السلام والله تعالى أعلم
    (1/106)

    ثم الخريف وشهره فإنه يؤكل فيه الكراث مطبوخاً ويقطف الرُمان ولا يؤكل فيه الكرنب وفيه حج الفتية وتزرع الثمار بأرض مصر وفيه عيد سموئيل وفيه تثلج اليهود وفيه يفيض نيل مصر ويكثر ماء العيون والآبار وفيه يطلع الفجر بالشمال وفيه حج جرجيس ويقوم سوق أذرعات وفيه يقطع الخشب وتأتي الكراكي من أرضها إلى أرض مصر وفيه عيد كنيسة توما السليخ وفيه عيد يوسرجه وعيد حج يوحرج بالقسطنطينة وفيه عيد ميكائيل وتثلج القبط بمصر وفيه يخرج الدخان من أفواه الناس وفيه يطلع الفجر بالغفر
    ص 79 أ وفيه عيد كنيسة كلب ويقوم سوقها وتقطع العروق وفيه حجت مريم عليها السلام وحج أبو قزمان ودميان بالفيوم وفيه يكون نزول الشمس برج العقرب وتفارق برج هبوطها وفيه يهيج البعوض وفيه عيد كنيسة بحمص وقيام سوقها ويدخل الناس بيوتهم من شدة البرد والندى والغيوم وفيه اختلاف الرياح وتسمن الحيتان وفيه حج كنيسة البغوات بثغر الإسكندرية وفيه يؤكل الكراث ويؤكل فيه الطعام الحامض والمالح وتجتنب فيه دخول الحمام
    هتور يؤكل فيه الدجاج والطير مطبوخاً ويشرب الماء المسخن ويجامع فيه النساء ولا يكثر فيه من دخول الحمام لما فيه من هيجان الأوجاع ولا يُشرب فيه دواء ولا يخرج فيه دم ويؤكل فيه الكراث فإنه نافع في هذا الشهر وفيه بد وزرع أهل الشام ويقوم سوق فلسطين ويتغلق البحر المالح ويُلقط فيه الزيتون وفيه يدخل النمل ذوات الأجنحة أحجرتها بالشام والروم ويطلع الفجر بالإكليل والقلب ويشتد بالناس وجع الزكام وفيه تجرد أرض مصر ويُربط غنم الفيوم على الربيع ويزرع القمح والشعير وفيه عصى إبليس اللعين ربه تعالى وأخرجه من دار كرامته وأسكنه البحر وفيه يعصر زيت الفجل وفيه عيد مريم عليها السلام وفيه عيد السحرة الذين قطع فرعون أيديهم وأرجلهم من خلاف وصلبهم
    (1/107)

    ص 79 ب في جذوع النخل بمدينة منف وقيل كان عدتهم أربعة عشر ألفاً وفيه تنزل الشمس بُرج القوس وهو عيد أبو منقودة الشهيد وفيه حج كنيسة عظيمة بالإسكندرية ويلبس بها فرسانها الديباج لانفلاق البحر وفي آخره يطلع الفجر بالقلب
    كيهك فيه يفرخ الطير ولا يؤكل فيه كرنب ولا لحم بقر ولا شيئاً بارداً ولا يشرب فيه ماءُ مستنقع في الأقداح ولا يُطلى فيه بالتورة فإنه شهر البُرسام ولا يكثر فيه من مضاجعة النساء ولا يستعمل فيه النوم نهاراً ويؤكل فيه لحم الدجاج والكياش والسلوى مطبوخاً بحمص وتستعمل فيه الحسايا بالغدوات على الرتق فإنه نافع عند الجماع وفيه يقع البدل ويُتوقى فيه شرر الماء بالليل بعد السكون والنوم حتى يخرج الشهر كله وفي أوله يخرج وفي أوله يخرج المقُطرب وهو أول يوم الأربعين ويوم تفلح فيه الأرض ويشتد أول الشتاء ولا ينبغي أن يبذر فيه شيء من الزرع حتى يذهب منه خمسة أيام وفيه تغلق الحيات أفواهها وأعينها ويموت الذباب والدود وكل دابة ليس لها عظم من شدة البرد وفيه يخرج النمل ذوات الأجنحة من الأرض وفيه عيد نقراوس نُهي فيه أعني في تلك الليلة عن شرب الماء بعد أن يأوي الإنسان إلى فراشه فإنه ربما أورث الجنون
    (1/108)

    ص 80 أ أو التخم وأوعاك عظيمة وفيه عيد جبرائيل وفيه يطلع الفجر بالشولة والنعايم وفيه حج مريم عليها السلام وفيه عيد البشارة وتنزل الشمس برج الجدي وفيه يقطع الخشب وفي آخره ميلاد عيسى ( 1 ) عليه السلام ( 2 ) ويطلع الفجر بالنعايم في سادس وعشرون وأما الشتاء فله طوبه يقطع فيه الخشب ويؤكل فيه الدجاج ولحم الضأن ويشرب فيه كل يوم جرعة ماءً فاتر على الريق بالزنجبيل مع العلل ويؤكل فيه السخن من الطعام ويجتنب فيه السلق والملوخية ومجامعة النساء ويجتنب التحميم بالماء البارد فإن ذلك يُشنج الأبدان بأرض مصر ولا يؤكل فيه مخ ولا سمك ليس له قشر وربما قيل يُجتنب السمك يابس وجميع البارد وفيه عيد الغدير وفيه يقطع قصب الكرم الفارسي ويُنهى فيه عن قطع الخشب كيلا يسوس وفيه تطلع البلده وفيه حميم النصارى وفيه تفتح التماسيح أفواهها وهو غطاس النصارى بأرض مصر وغيرها وفيه عيد كنيسة أبو مقار وفيه يقع البلح وفيه يكسر قصب السكر للعصير وفيه مهرجان الفرس وفيه حج مريم ابنة عمران عليها السلام وفيه صوم اليهود
    ص 80 ب ويكثر فيه الندى وتطلع البلده وسمو الرابح وتنزل الشمس الجدي وفيه يغرس الشجر
    (1/109)

    امشير تؤكل عنه الحلو وتحتجم وتقطع فيه العروق ويُطلى فيه بالنورة ولا يؤكل فيه سمك ليس قشر لبرودته ولهيجان البلغم ويستحب القعود في الشمس ولا يؤكل فيه سلق ولا فجل ولا ملوخيا وفيه تهيج السنانير وفيه تسقط الجمرة الأولى وفيه حج سعون كبير الحواريين وينكسر فيه البرد وتكثر الديدان وفيه ينبت العشب وتلتقي الجمرتان جمرة السماء وجمرة الأرض وفيه يطلع سعد بلع ومنه صوم رهبان الصعيد وفيه يقطر الماء من العود وتفتح الحيات أفواهها وتنطرد بنار الحرارة من جوف الأرض وفيه تزرع بقول الصيف كالبطيخ والقثاء والورد والياسمين والرياحين وفيه عيد ميكائيل ويذهب شدة الشتاء وتختلف فيه الأرياح الأربعة وفيه حج جبرائيل وفيه نتاج الوحش وهيجانه ( 1 ) وتغزل دود القز ويطلع سعد السعود وفيه تكثر الأرما وينتهي غرس الشجر وفيه فتنة يحيى بن زكريا وطيف برأسه في حمص وهو عيد بكل مكان وفيه تنزل الشمس برج الحوت ويكون النهار إحدى عشرة ساعة والليل ثلاثة عشر وفيه صوم النصارى
    برمهات يُستحب فيه أكل اللبن ويشرب وفيه ستعبر الاستمناء وقطع العروق والحجامة وفيه ثوران الدماء
    ص 81 أ والحرارة تُجتنب فيه السلق والطلاء بالنورة وفيه يطلع سعد الأخبية بالفجر وفيه حج الأربعون وفيه تلقح الشجر ويطيب السفر في البحر ويمغر دواب العجم بالمغره ويطلوب قرود البقر بالمغره وكذلك أبوابهم لأجل هيجان الثعابين وفيه يطلع الفرغ المقدم والمؤخر وفي آخره مطر وهو آخر الشتاء وفيه يهيج بالناس أوجاع الرئة وفيه حج مريم عليها السلام وخروج الذباب الأزرق وفيه تنزل الشمس الحمل ويعتدل الليل والنهار ويكون الليل اثنا عشر ساعة والنهار كذلك والله تعالى أعلم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    المقدمة الثالثة وتفصيلها وما ينسب لأبوابها وهي ثلاثة عشر باباً
    الباب الأول من المقدمة الثالثة في رؤية الأنبياء عليهم السلام في المنام ومن يراهم في المنام من النساء
    (1/110)

    قد ذكرت في المقدمة الثانية ما تدعو الحاجة إليه من المؤثرات وما يتعلق بها من الأحكام وذكر الفصول وما هو خصوص بها لمن فيه نباهة وفكره قاده وبالله ( 2 ) المستعان ولنتبرك في هذه المقدمة الثالثة بذكر الأنبياء عليهم السلام ورؤيتهم في المنام إن شاء الله
    اعلم أن رؤية الأنبياء عليهم السلام
    ص 81 ب في المنام في الصفات اللائقة بهم والائتمام بهم في الصلاة أو متابعتهم في الطريق وأنهم يُطعمون الرأي مأكولاً طيباً أو يسقونه شيئاً عطراً لذيذاً أو أنهم يعلمونه علماً أو يخبرونه بخبر خير فذلك وما أشبهه دليل على ( 1 ) حسن متابعتهم وحفظ سننهم وبالعكس لو ( 2 ) خالفهم في متابعتهم حتى يتقدم أمامهم أو يرشدهم إلى أضيق الطرق أو يسخر بهم أو يرحمهم أو لا يوافقهم في معروف دلّ على بدعته وضلالته وربما تنكر من جهة ولاة الأمور فإنهم يدلوا على الملوك لأنهم ملوك الدنيا والآخرة ويدلوا على العلماء لعلمهم بالله سبحانه وقربهم منه ويدلوا على ما شرعوه من صلاة وزكاة وتوحيد وعبادة لله تعالى ويدلوا ( 3 ) على ولاة الأمور كالحكام والخطباء والأئمة والمحتسبين والمؤذنين لأنهم داعين إلى الله سبحانه
    وكل نبي يراه الإنسان في صفة حسنة كان دليلاً على حُسن متابعة قومه له أو تجديد أمر صالح يظهر من جهتهم فإن رُئي النبى {صلى الله عليه وسلم} في صفة حسنة كان ما يظهر من جهة أمته خيراً وإن كان في صفة غير لائقة كان ما يظهر من أمته تعدياً ومخالفة لما كان يأمرهم به ثم يدل رؤية النبى {صلى الله عليه وسلم} على الوالد لإشفاقه عليه من نار الدنيا والآخرة ويدل على الأستاذ لتأديبه بآدابه وعلى المؤدب لما يعلّمه من كتاب الله تعالى وتدل رؤية الأنبياء والمرسلين على الإنذار والبشارة قال الله تعالى ( وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين )
    ص 82 أ
    (1/111)

    فإن تنبأ في المنام ظهر منه نبأ على قدره فإن كان أهلاً للملك ملك أو القضاء أو التدريس خصوصاً إن أمر بالمعروف أو نهى عن المنكر وإلا نزلت به آفة من ولي بسبب باطل تدعيه أو بدعة يحدثُها واعتبر قصة مسيلمة الكذاب ومخرقته باليمامة واعط الرأي ما يليق به من قصته وإن صار في المنام رسولاً أو داعياً إلى الله تعالى فإن أجابه أحد وقبلوا منه دعواه نال منزلة رفيعة وإلا صار سمساراً أو مؤذناً على قدره ورتبته أو نزلت به آفة مناسبة لمحنة ذلك النبى {صلى الله عليه وسلم} الذي يُسمى باسمه أو يتشبه به واعلم أن رؤية الأنبياء عليهم السلام في المنام كرؤية الملائكة أو الأماكن المقدسة لقرب الملائكة الكرام منهم ولما يوحونه إليهم عن الله تعالى ولشرف مساجدهم وأمكنتهم
    فصل
    واعتبر رؤية من رآهم في المنام أو تشبه بهم كما ذكرت فمن صار آدم عليه السلام أو صَاحبَه أو انتقل إلى صفته فإن كان للخلافة أهلاً نالها لقوله تعالى ( وإذ قال ربك للملائكة أني جاعل في الأرض خليفة ) وإن كان عالماً انتفع الناس بعلمه أو نال علماً لا يجاريه فيه أحد من الناس لقوله تعالى ( وعلم آدم الأسماء كلها ) فإن كانت معه أُمنا حواء عليهما السلام دل ذلك على البركة في الزرع والثمار ونتاج الأولاد وإدرار الفوائد من الصناعة كالنسيج والحراثة والحدادة وغير ذلك وربما دلت رؤية آدم وحواء على النقلة من محل شريف إلى ما دونه
    (1/112)

    ص 82 ب وعلى الزلل والوقوع في المحذور وشماتة الحاسدين وعلى الهموم والأنكاد من الجيران وتدل رؤيتهما على النكد من الأزواج والأولاد وعلى قبول المعذرة والتوبة والندم على ما فات وربما دلت رؤية آدم عليه السلام على عابر الرؤيا لأنه أول من رأى المنام في الدنيا وعلم عبارتها وقيل النظم ( 1 ) أيضاً وتدل رؤيته على الحج والاجتماع بالأحباب وهو عليه السلام دال على الوالد لأنه أبو البشر كما أن حواء عليها السلام أُمنا وربما دلت رؤيته على كثرة النسل وتدل رؤية آدم عليه السلام على السهو والنسيان لقوله تعالى ( ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما ) وربما دلت رؤيته على المكيدة والحيل وعلى معاشرة من يعالج الحيات أو يصنع السموم أو يرتزق من استحضار الشياطين ويتكلم على ألسنتهم وربما دلت رؤيته على لباس الخشن والبكاء وربما تنكد الرأي من تجنب مأكول وربما دلت رؤيته على السفر البعيد
    وربما كان إلى الجهة التي نزل بها آدم وحواء وربما رزق الرأي الذكور أكثر من الإناث وإن كان الرأي مريضاً بعينيه أفاق من شكواه وربما دلت رؤيته على الخدم والسجود للملوك وعلى هذا فقس والله تعالى أعلم
    ص 83 أ
    فصل
    فإن رأت المرأة حواء عليها السلام في المنام أدخلت الهموم والأنكاد على زوجها بسب الصداقة لمن لا يليق بها صُحبته وربما ابتليت في نفسها ببلوى شديدة لأنها أول من حاضت من النساء وعالجت الحبَل والميلاد وربما رزقت أولاداً صالحين وإن كانت مفارقة لزوجها أو غائبة عنه عادتِ إليه واجتمعت به وربما رُزقت رزقاً حلالاً من كدّها وربما كان من نسلها من يسفك الدم ويقتل النفس التي حرم الله ( 1 ) وعلى من يموت شهيداً والله تعالى أعلم
    فصل في رؤية نوح عليه السلام في المنام
    (1/113)

    ويدل على طول العمر في طاعة الله تعالى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإن كان الرأي ملكاً عصته رعيته وجاهروه بالعداوة وتدل رؤيته على النوح من اسمه وتدل رؤيته على معاداة الأهل وانتصاره عليهم لقوله تعالى ( إنا أرسلنا نوحاً إلى قومه ) الآية
    وتدل رؤيته على القحط وغلاء الأسعار وربما دلت على تفريج الهموم والأنكاد ونزول الغيث والنكد من الأولاد لمخالفتهم له وربما دلت رؤيته على التجارة والزرع وسوبة السفن والأسفار في البحار وحمل المتاع والمختلف الطعم والجنس
    وأما رؤية سفينته في المنام فإنها دالة على الفرج من الشدائد والسلامة من
    ص 83 ب ( 1 ) الغرق للمسافر في البحر أو الزواج للأعزب وعلى المنصب الجليل والنصر على الأعداء لقوله تعالى ( فأنجيناه وأصحاب السفينة ) ولقوله تعالى ( واستوت على الجودي وقيل بُعداً للقوم الظالمين ) وتدل رؤيته على كل من له علم بأنساب الآدميين أو الحيوان أو الطيور يحمله ذلك في سفينته بإذن الله تعالى وربما دلت رؤيته على النكد من الزوجة أو الولد وربما دلت رؤيته على رد المسألة أو الندم على ما فرط منه في ( 2 ) حق أهله وربما ارتد أحد من أولاده عن دينه ومذهبه أو سُفّه وامتحن لأجل ذلك بمحنة ومات عليها عاصياً وربما رُدت عليه شفاعته لقوله تعالى ( ونادى نوح ربه ) الآية والمرأة إذا رأت نوحاً عليه السلام في المنام دل على عصيانها لبعلها وطاعتها لذوي الأجرام من الأهل والعشيرة وكذلك الحكم فيمن رأت من النساء لوطاً في المنام خلافاً لمن رأت فرعون في المنام فإنه يدل على طاعتها لله عز وجل وكتمان إيمانها
    فصل في رؤية إبراهيم عليه السلام في المنام
    وأما رؤية إبراهيم ( 3 ) عليه السلام في المنام فإنها تدل على الخير والبركة والقيادة والشيخوخة والرزق والإيثار والاهتمام بالأبنية الشريفة والذرية الصالحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعلم والهدى وهجران الأهل والأقارب في طاعة الله
    (1/114)

    ص 84 أ عز وجل لقوله تعالى ( وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه ) ويدل رؤيته عليه السلام على الوالد المشفق لأنه أبو الإسلام وهو الذي سمانا مسلمين قال الله تعالى ( هو سماكم المسلمين من قبل ) وربما دلت رؤيته على الوقوع في الشدائد والسلامة منها وربما دلت رؤيته على الحذر لإصلاح ذات البين أو لما يرجوه من الخير وإن كان الرأي عالماً بالنجوم أو علم الرؤيا داخله في ذلك غلط وخلل وربما دلت رؤيته على التشريع والمحافظة على الخير وهجران أخوان السوء وربما دلت رؤيته في المنام لمن مسّه على المحبة لله تعالى لما حُكي أن يحيى بن معاذ رأى إبراهيم عليه السلام في منامه وقد مسح على رأسه بيده مراراً فاستيقظ وقد رزقه الله تعالى محبة له وخوفاً منه وإن لمس عضواً من أعضاء الرأي في المنام وكان الرأي يشكو ذلك العضو أزال الله شكواه
    لما حُكي أن سماك بن حرب رأى إبراهيم عليه السلام في المنام بعدما ذهب بصره كأنه قد مسح عينيه وقال له أين نهر الفرات وغُص فيه وافتح عينيك فيه ففعلت ذلك فردّ الله عليّ بصري وتدل رؤيته على الحج لقوله تعالى ( وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً ) ولأنه
    ص 84 ب بنا البيت الحرام والله تعالى أعلم فإن رأت المرأة إبراهيم عليه السلام في منامها تنكدّت من بعلها بسبب ولد من أولادها أو تجري على بعض أولادها شدة وتسلم منها قياساً على قصة إسماعيل حين همّ بذبحه وربما إن كان للرأي أولاداً طلق أحدهم زوجته بسببه وعلى هذا فقس
    فصل رؤية إسحاق عليه السلام في المنام
    ورؤيته في المنام دالة على الهم والنكد إلا أن يكون له ولد عقه فإنه يرجع إلى طاعته وربما دلت رؤيته على البشارة والأمن من الخوف
    (1/115)

    وأما رؤية يعقوب عليه السلام فإنها دالة على الحزن وفقدان الأهل أو من يعز عليه من الأولاد وربما دلت رؤيته على من يُمكر به في ماله أو ولده وتدل رؤيته على ضعف البصر أو الشفاء منه والاجتماع بالأحبة والخلاص من الشدائد ثم يؤول أمره إلى سلامه وربما دلت رؤيته على عابر الرؤيا وعلى المال الجزيل والأسفار وغلو الأسعار ووجود الضائع وضياع الموجود وحُسن العاقبة في الأهل والمال والولد وإن رأت المرأة يعقوب عليه السلام في المنام ضيق على ولدها من سجن أو تهمة ويكون بريئاً مما يُتهم به والله تعالى أعلم بغيبه
    ص 85 أ
    فصل في رؤية يوسف عليه السلام
    رؤيته في المنام دالة على الملك والخلافة وربما كان في زمنه الغلاء والقحط وفقدان الأهل والأقارب أو الوالد وعلى أن الرأي يُمكر به وتدل رؤيته على السجن والخلاص منه وعلى القحط وعلى الحظ من النساء بسبب ملاحته وحسنه وربما دلت رؤيته على علم الرؤيا وتفسير الأحلام وربما ظفر بعدوه وعفى عنه وأولاه خيراً وربما دلت رؤيته على صفر البحار والأنهار أو التصريف في المياه أو نقل الأموات من بلد إلى بلد وربما ظهرت له معجزة عظيمة لرجوع بصر أبيه عليه السلام بالقميص الذي أرسله إليه وأما رؤية قميصه في المنام فإنه يدل على ذهاب الهموم والأحزان والشفاء من الأمراض فإن كان فيه دم دل على العرق والسجن وإن كان مقدوراً دل على التهمة وإن رأت المرأة يوسف عليه السلام في المنام زالت نعمتها وعمى بصرها وضاقت بها السُبل وابتُليت بالحُب لذوي الأقدار وإن كانت في شيء من ذلك تاب الله عليها وبلغت قصدها أو تزوجت إن كانت عزباً واستغنت إن كانت فقيرة وحسُنت عاقبتها في الدنيا والآخرة
    ص 85 ب وإن رآه صغير نقص حظه بين إخوانه
    فصل في رؤية أيوب عليه السلام
    (1/116)

    تدل رؤيته في المنام على البلوى وفقدان الأهل والمال والأزواج ويلهم الصبر في ذلك كله لقوله تعالى ( إنا وجدناه صابراً نعم العبد ) وربما دلت رؤيته على عود ما خرج من يده من مال أو ولد لقوله تعالى ( ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا ) وربما وقع الرأي في يمين احتاج فيها إلى فقيه لقوله تعالى ( وخذ بيدك ضغثاً فاضرب به ولا تحنث ) وإن كان الرأي مريضاً شُفي من مرضه وزال عنه سقمه لقوله تعالى ( فكشفنا ما به من ضُرّ ) وربما بلغ ما يرجوه من إجابة دعاء أو سؤال ذي أمر لقوله تعالى ( فاستجبنا له ) وكذلك الحلم في كل نبي أستجيبت دعوته فإن رأت امرأة امرأة ِ أيوب عليه السلام دل على سلب مالها وكشف حالها وعلى أن عاقبتها تكون إلى خير وسلامة وإن رآها مريض مات وكان عنِد الله رحوماً أو رحمه الله وكشف ضره لأن اسمها رحمة
    فصل رؤية لوط عليه السلام في المنام
    تدل رؤيته على الأنكاد والهموم من قومه وزوجته وربما انتصر الرأي على أعدائه ورأى فيهم المقت من الله وتدل رؤيته على الطمس والخسف
    ص 86 أ والهلاك إن كان الحال تبع على ما كان قومه في زمانه وعلى هذا فقس رؤية كل نبي وما اتفق له في زمنه من قومه كيونس عليه السلام وعصيان قومه وخروجه عنهم حتى التقمه الحوت وكان من أمره ما كان وأخبر الله عز وجل لقوله تعالى ( وذا النون إذ ذهب مغاضبا ) الآية وبقوله تعالى ( فالتقمه الحوت وهو مليم ) ثم إن الله تعالى أخرجه من بطن الحوت وما كان من إرساله كما قال تعالى ( وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ) وشعيب وبخس أهله المكيال والميزان وصهارته لموسى عليهما السلام وإن رأت امرأة ٌ امرأة َ لوط في المنام خرجت عن طاعة زوجها وسعت في فساد حاله وربما تهلك وإن رآها الناس كافة ظهر الفساد في النساء في ذلك الإقليم
    فصل رؤية موسى عليه السلام في المنام
    (1/117)

    دالة على الابتلاء في الطفولة وفرقة الأهل والأقارب وحضانة الأجانب له ومعاشرة الملوك والجبابرة وعلى نجاز الوعد ومصاهرة الصالحين والاطلاع منهم على عجائب الأمور لأنه صاحب الخضر عليهما السلام وشاهد منه خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار
    وربما تنكد من قومه أو من أحد أهله بسبب وصية أو أمر بمعروف قياساً على قصته مع هارون كما أخبر الله تعالى فقال تعالى
    ص 86 ب ( قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن أفعصيت أمري ) الآية
    وربما دلت رؤيته على حُسن السفارة والوساطة الحسنة لأنه عليه السلام كان السبب في الخمس صلوات بعد خمسين وتدل رؤيته على آثاره كما رأى رجل كأنه صار موسى عليه السلام فقلتُ له تحج من القلزم وترى بعد حجك آثار موسى ( 1 ) عليه السلام فقال عزمت على الحج من القلزم وربما دلت رؤية موسى عليه السلام على هلاك الجبابرة لما حُكي أن جارية لسعيد بن المسيب رأت وكأن موسى عليه السلام قد ظهر بالشام فخرجت تنظره وإذا هو على النعت الذي وصف وهو يمشي على الماء فقصت رؤياها على سعيد بن المسيب فقال إن صدقت رؤياك فقد مات عبد الملك بن مروان فلم يكن إلا يسيراً إذ جاء البريد بخبر موت عبد الملك بن مروان فقيل لسعيد كيف توصلت إلى ذلك فقال إن الله تعالى بعث موسى بهلاك الجبارين فعلمتُ أنه يقصم هناك جبار ولم أجد إلا عبد الملك بن مروان وتدل رؤية موسى على السفر في البحر وتكون عاقبته إلى سلامة وربح وربما قيل في عرضه ما ليس فيه وربما كان في كلامه نقص أو عيب في رأسه
    واعلم أن ( 2 ) رؤية موسى عليه السلام أو الخضر أو عيسى بن مريم أو سيدنا رسول الله
    (1/118)

    ص 87 أ زيادة باطنة من نور وترقيان ورفع درجات لمن رآهم في المنام من أرباب التجريد وأهل التوحيد والله تعالى أعلم بغيبه وإن رأت المرأة موسى عليه السلام في المنام خُشي على ولدها من ضياع أو محنة وتكون عاقبتها فيه إلى خير وكذلك الحلم فيمن رأى من الصبيان موسى أو عيسى أو إبراهيم ورؤية أهل العزم عزم في الأمور انتقام من الأعداء وعلى هذا فقس
    فصل ورؤية داود عليه السلام في المنام
    تدل على الخلافة لقوله تعالى ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ) وربما دلت رؤيته على الامتحان بالنساء والإكثار من زواجهن وربما دلت رؤيته على التلاوة والتسبيح والطرب ( 1 ) والتغن في القراءة ثم تدل رؤيته على الإقلاع عن الذنوب والتوبة والرجوع إلى الله تعالى وقبول توبته وربما دلت رؤيته على السلاح وما يُعمل من الحديد وإن كان الرأي يصنع ذلك استفاد منه نعمة طائلة وربما هانت عليه المصاعب لقوله تعالى ( وألنا له الحديد ) وتدل رؤيته على حسن العاقبة لقوله تعالى ( وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب ) والله أعلم
    فصل ورؤية سليمان عليه السلام في المنام
    تدل على الملك لمن يليق به ذلك ( 2 ) أو الفتوى لمن هو من أهل العلم
    (1/119)

    ص 87 ب ( 1 ) لقوله تعالى ( ففهمناها سليمان ) ولقوله تعالى ( ولقد آتينا داود وسليمان علماً ) خصوصاً أن توّجَهُ بتاجه أو ألبسه خاتمه أو أجلسه على سريره وربما دانت له الصعاب ونال من الله المنزلة العظيمة الرفيعة في الدنيا مع حسن عاقبته في الآخرة لقوله تعالى ( قال رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي ) وربما دلت رؤيته على المحنة من جهة النساء وبتنكر من جهتهن وإن كان الرأي ممن عُزل عن منصبه عاد إليه وربما تزوج بالاحتيال امرأة ذات مال وشرف وإن كان الرأي يرتزق من جهة الطيور أو إحضار الجان أو عمل القوارير أفاد من ذلك رزقاً طائلاً وربما يعدم له مال نفيس ( 2 ) قطع أياسه منه لما قيل أنه وجد خاتمه في بطن سمكة وربما انتصر على عدوه بعد ظفره به والانتصار عليه ولو كان الرأي ممن وقف عليه الريح وهو مسافر في البحر أو ممن يحتاج إليه من غير سفر كأهل الذراوة وشبههم أتاه ما دخلت منه لقوله تعالى ( فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب ) ورأى سليمان عليه السلام تظهر نعمة الله تعالى عليه وربما رزق وراثة طائلة لقوله تعالى ( وورث سليمان داود ) وربما دلت رؤيته على العلم باللغات كالترجمان أو اللغات العربية وربما دلت رؤيته على سلامة المريض
    ص 88 أ لأن من اسمه سليم كما أن من اسمه أمان وكما أن من إبراهيم أبرّا خلافاً لرؤية نوح ( 1 ) عليه السلام فإن رؤيته في المنام دالة على موت المريض لأن منه ناحَ ينوح وقد ذكر ذلك فمن ملك منسأته في المنام كان نماماً وإن كان مريضاً مات
    ورؤية خاتمة تجديد ولاية لمن ملكه أو ظهور آية يتعجب الناس منها وكذلك رؤية إرم ذات العماد إذا رئيت في المنام وإن رأت المرأة سليمان في منامها كادت زوجها
    فصل ورؤية عيسى عليه السلام في المنام

    علي العذاري غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  13. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 15-02-2012 الساعة : 04:50 PM رقم #7
    كاتب الموضوع : علي العذاري


    شاملى مميز


    • بيانات علي العذاري
      رقم العضوية : 6016
      عضو منذ : Jan 2012
      الدولة : ariq
      المشاركات : 141
      بمعدل : 0.03 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 14
      التقييم : Array


  14. (1/120)

    تدل على الشد في الدين واختلاف ( 2 ) فإن اليهود قالوا قتلناه وقال الله تعالى وهو أصدق القائلين ( وما قتلوه وما صلبوه ) وقالت النصارى المسيح ابن الله وقال الله تعالى ( ما اتخذ الله من ولد ) وربما دلت رؤيته على ظهور من هو من أمته كما تقدم في أول الباب وربما دلت رؤيته عليه السلام على شفاء المرضى لأنه عليه السلام كان يُبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله وإن كان الرأي صباغاً أو متطيباً استفاد من ذلك وسهُلت أموره وربح في صنعته وربما اتهم الرأي بتهمة وهو منها بريء وربما كُذب عليه أو على أمه ورؤيته مع أمّه دليل على ظهور آية في المصر الذي يراهما الرأي فيه لقوله تعالى
    (1/121)

    ص 88 ب ( وجعلنا ابن مريم وأمه آية ) وربما دلت رؤيتها على الهموم والأنكاد والقذف والنقلة من مكان إلى مكان وربما دلت رؤيتها على ظهور العجائب وأيّ امرأة رأتها في المنام دخل عليها في حملها الشبهة وسيأتي الكلام في رؤيته أيضاً في أشراط الساعة في آخر الكتاب إن شاء الله واعتبر رؤية موسى وهارون أو الخضر أو داود وسليمان أو لقمان وولده وما أشبههم من الأنبياء واعط الرأي ما يليق به من الحُكم على قدره فإن رؤية النبى {صلى الله عليه وسلم} بمفرده لها تأويل واجتماعه مع غيره له تأويل وربما دلت رؤيته عليه السلام على البشارة لأنه بشرنا ب النبى {صلى الله عليه وسلم} لقوله تعالى ( ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ) وربما دلت رؤيته على إجابة الدعاء لقوله تعالى ( ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيداً لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين قال الله إني منزلها عليكم ) وربما دلت رؤيته على الغضب والسخط على الأكابر لأن الذين سألوا المائدة ولم يؤمنوا بها ولا بعيسى ( 1 ) عليه السلام مسخوا خنازير كما مُسخ الذين اعتدوا في السبت من قوم موسى قردة قال الله تعالى ( ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ) وربما دلت رؤيتص 89 أ السلام على الحظ الوافر من الأصحاب أو التلامذة لقوله تعالى ( كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله ) ومن رأى من الصغار عيسى ابن مريم عاش يتيماً وتربى في حجر أمه وعاش صالحاً عالماً وتدل رؤيته على الزهد في الدنيا وكثرة السياحة لأنه مسح الأرض سياحة فلذلك سمي المسيح وتدل رؤيته على التردد من مصر إلى الشام أو من الشام إلى مصر وكذلك في غيره من الأنبياء وإن كان الرأي حامل الذكر في يد وأمره دل على حُسن عاقبته لأنه ينزل من السماء في آخر الزمان ويقتل الدجال ويملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما مُلئت ظلماً وجوراً والله تعالى أعلم ( 1 ) بالصواب
    (1/122)

    الباب الثاني من المقدمة الثالثة في رؤية سيد المرسلين وخاتم النبى {صلى الله عليه وسلم}ين محمد في المنام ورؤية أصحابه وأهل بيته والتابعين رضي الله عنهم اعلم أن رؤية النبى {صلى الله عليه وسلم} في المنام تتميز عن رؤية غيره من الأنبياء لما خصصه الله تعالى من خصائص لم يخص بها أحد من الأنبياء سواه منها أن النبى {صلى الله عليه وسلم} الأمي وأنه صاحب الشفاعة والمرجو يوم القيامة وأنه النذير العربان كما أخبر وأنه البشير وأنه السراج
    ه عليه
    ص 89 ب المنير والطهر الطاهر والعلَم الزاهر والرؤوف الرحيم وأبو البنين والبنات والحليم والكريم وصاحب المعجزات والرسول إلى سائر الأمم وخاتم النبى {صلى الله عليه وسلم}ين وإمام المتقين
    ولما كان النبى {صلى الله عليه وسلم} خاتم النبى {صلى الله عليه وسلم}ين فردته هو وأصحابه وختمت برؤيته رؤية من تقدمه من الأنبياء فاعتبر هذه الأقيسة وأنسب للرأي من هذه الأوصاف الجميلة ما يليق به واحكم بها له تُصب فأما رؤيته في المنام على ما وردت به السنة من صفاته التي لا يحسن واصف أن يعبر عنها بشارة لرائيه بحسن العاقبة في دينه ودنياه وعلى قدر ذكئك وصفاء مرآتك تتنزل لك رؤيته في المنام والسلام فإن رآه مقبلاً عليه أو معلماً له أو مؤتماً به في صلاة أو في طريق أو أنه أطعمه شيئاً حسناً أو كساه ملبوساً لائقاً أو وعده أو دعا له بخير فإن كان الرأي أهلاً للملك ملك وكان في زمانه عادلاً حاكماً بالحق يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وإن كان عالماً عمل بما علم وإن كان عابداً بلغ إلى منازل أهل الكرامات وإن كان عاصياً تاب وأناب إلى الله تعالى أو اهتدى إن كان كافراً وربما بلغ قصده من علم أو قراءة أو عمارة باطن مع أميّه لقوله
    (1/123)

    ص 90 أ ( فآمنوا بالله ورسوله النبى {صلى الله عليه وسلم} الأميّ ) وإن كان الرأي خائفاً من ذي سلطان ورزق شفيعاً مقبولاً لأنه صاحب الشفاعة وإن كان الرأي على بدعة وضلالة فليتق الله تعالى في نفسه خصوصاً إن رآه معرضاً عنه وربما قدمت على الرأي بشارة مفرحة لقوله تعالى ( إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيرا ) وعلى هذا فقس بقية أوصافه وأسمائه واعط الرأي ما يليق به من ذلك وتدل رؤيته على إظهار الحجج وصدق المقالة والوفاء بالوعد
    وربما نال من بين أهله وأقاربه مبلغاً لم ينله أحد منهم وربما حصلت له منهم العداوة والحسد والبغض وربما فارق أهله وانتقل عن وطنه إلى غيره وربما تيتم من أبويه ثم تدل رؤيته ( 1 ) على إظهار الكرامات لأن الظبي سلّم عليه والبعير قبّل قدميه وأسُري به إلى السماء وكلّمه الذراع وسعت الأشجار إليه حتى قضى حاجته
    وقال لي إنسان رأيت النبى {صلى الله عليه وسلم} في المنام وبين يديه فرس وهو يقول له تعد خيروم وبقي عيش يدوم فقال الفرس لا بقاء لا بد من الملتقا واعتبر مع رؤيته في المنام رؤية البراق فإن من رآه في المنام بلغ رتبة سنية
    (1/124)

    ص 90 ب أو سافر في عز وعاد فيه أو مات شهيد معه وإن رأى في المنام ناقته العضباء نال حظاً ورزقاً واسعاً من الإبل بعد ( 1 ) ضنك وإن رأى بغلته أو حماره في المنام نال رفعة وعزاً مع تواضع وقرب من الناس وانتفعوا به والدُلال دِلالة أو ذُل لمن لا يليق به ركوبها كما أن تصحيف العضباء غضبا فاعتبر ذلك وقيس عليه رأى بعض حملة القرآن العظيم وممن له نظر في هذا العلم النبى {صلى الله عليه وسلم} في المنام وكان الرأي يسأل الله عز وجل أن يرى النبى {صلى الله عليه وسلم} في المنام ليعلم برؤيته ما هو عليه من حسن المعاملة وهل هو مثاب على تصدّره لنفع به الناس فبينما هو نائم إذ رأى نفسه مع جماعة من القراء الأعيان وهو يتلو معهم سورة يونس عليه السلام برفع وإتقان لم يعهده في اليقظة وأنه التفت عن يساره فوجد جمعاً جلوساً كأحسن ما يكون من الناس ومن بينهم رجل أسمر اللون قائم معتدل القامة ملثماً عليه قميص قصير وسراويل من نسبته معمماً بعمامة لطيفة وهو قائم من بينهم فأُلهم الرأي أنه النبى {صلى الله عليه وسلم} فنهض إليه وفتح باعيه وتلقاه كما يتلقى الغائب للغائب والرأي مع ذلك يبكي ويقول يا سيدي
    (1/125)

    ص 91 أ ( 1 ) يا رسول الله شئ لله ثم رُئي نفسه على قدمه اليمنى يقبل ظاهرها فقلب له باطنها فوجدها بيضاء والنور يتلألأ منها فقبلها ثم رمى نفسه على رجله اليسرى فقبلها ثم انتبه فدلت رؤياه على زيادة علمه وبلوغ سؤله منه ونشر ذكره وصيته بالقرآن ويظهر مع أهله وأن ما يظهر عنه من علمه لاحقاً بمقال العلماء وأن يلحق ومالحقوا إن شاء الله ببركاته وإن كان الرأي ممن يعالج الأبصار بلغ في صناعته مبلغاً لم يبلغه أحد لأنه ردّ عين قتادة وإن كان الرأي في سفر وقد أجهدهم العطش دل على نزول الغيث وإنصاب الرحمة عليهم لأنه نبع الماء من بين أصابعه عند عدم الماء وكذلك إن كان الناس في قحط وجهد دل على الشبع والرخاء والبركة من حيث لا يحتسبوا لأنه أشبع الجيش بجمع فضل أزوادهم وتفرقته عليهم ومن رأى أنه قبّل النبى {صلى الله عليه وسلم} في المنام أو سجد على وجهه دل على أنه ينذُر نذراً لما روي أن رجلاً ( 2 ) إلى النبى {صلى الله عليه وسلم} فقال نذرت لله نذراً إن رأيتك أن أسجد على وجهك فاستقبل النبى {صلى الله عليه وسلم} القبلة بوجهه ثم استلقى له فسجد على وجهه وإن رأته امرأة
    ص 91 ب في منامها بلغت رتبة عالية وشهرة صالحة وعفة وأمانة في نفسها وصيانة وربما ابتليت بالضرائر ورزقت بنسل صالح وإن كانت ذات مال أنفقته في طاعة الله رأت امرأة كأن النبى {صلى الله عليه وسلم} أرسل إليها مُشطاً فقلتُ زوج هذه شريف والساعة يسرحها فكان كذلك فإن رأت المرأة أنها تنبأت دل على ردتها عن دينها وأنها تتزوج بصاحب بدعة قياساً على قصة سجاح التي تنبأت في عهد مسيلمة الكذاب وسارت إليه لتناظره وتختبره فأمنت به ووهبت نفسها له وعلى هذا فقس رؤيهن وما يتعاطينه في اليقظة ثم تدل رؤيته على الصبر على الأذى لأنه شج جبينه وكسرت رباعيته وفُتق الكرش على رأسه وهو في الصلاة ولم يزدد بذلك إلا تلطفاً بهم وشكر الله وإن رآه في المنام يتيم بلغ مبلغاً عظيماً وكذلك إن كان غريباً ويجوز أن يراه الإنسان في المنام راكباً للجمل والفرس والبغل والحمار وماشياً
    (1/126)

    وإن كان الرأي ممن يعالج الأبدان انتفع الناس بطبه وربما دلت رؤيته على نصر المؤمنين ودمار الكافرين خصوصاً إن كان معه أصحابه في المنام لقوله تعالى ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار )
    واعلم أن موت الأنبياء في
    ص 92 أ ( 1 ) المنام دليل على إبطال شرائعهم وحياتهم دليل على إحياء سنتهم أو الأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر وعلى هذا فقس رؤية العلماء وولات الأمور والله تعالى أعلم بالصواب قول كلي في رؤية الصحابة أصحاب النبى {صلى الله عليه وسلم} قال ( أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ) فمن رأى الصحابة رضي الله عنهم في المنام في الصفات الحسنة كان دليلاً على حسن معتقده فيهم واتباعه لسنتهم وربما دلت رؤيتهم على حركات الجند وبعث البعوث وربما دلت رؤيتهم على انتشار العلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتدل رؤيتهم على الألفة والمحبة والأخوة والمعاضدة والمساعدة والسلامة من الضغن والحسد وزوال الغل من الصدور وعلى التودد لأنهم رضي الله عنهم كانوا على ذلك وإن كان الرأي فقيراً استغنى لأنهم رضي الله عنهم فتحوا الفتوحات وغنموا الغنائم وإن كان الرأي غنياً آثر الآخرة على الدنيا وبذل ماله ونفسه في مرضات الله وتدل رؤيتهم رضي الله عنهم لمن أقبلوا عليه في المنام على الأبنية الشريفة كالجوامع والمساجد وطهارة النسب والقبائل والعشائر ويدل إعراضهم عن الرأي أو شتمهم
    ص 92 ب في المنام له دليل على الوقوع فيما شجر بينهم وتفضيل بعضهم على بعض وبغضه لهم وتدل رؤيتهم رضي الله عنهم على انتشار المعايش والصنائع وعلى كثرة الجند والأمراء ويدل رؤيتهم أجمعين على التوبة والإقلاع عن ما سوى الله لقوله تعالى ( لقد تاب الله على النبى {صلى الله عليه وسلم} والمهاجرين والأنصار ) فالأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار رؤيتهم في المنام تدل على التوبة والمغفرة لأن النبى {صلى الله عليه وسلم} دعا لهم فقال ( اللهم اغفر للأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار )
    (1/127)

    والمهاجرين تدل رؤيتهم على حسن اليقين والثقة بالله والخروج عن الدنيا والزهد فيها والصدق في القول والعمل لقوله تعالى ( للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون )
    وعلى هذا فقس من انتسب في المنام إلى غنار أو إلى أسلم واعط الرأي ما يليق به إن شاء الله تعالى
    وأما رؤية الخلفاء الراشدين والأئمة المهتدين رضي الله عنهم فأولهم المقدم بعد رسول الله أبو بكر الصديق رضي الله عنه
    تدل رؤيته في المنام على الخلافة والإمامة والتقدم على الأقران
    ص 93 أ والحظ الوافر عند ذوي الأقدار وربما دلت رؤيته على الإنفاق في سبيل الله بالمال والولد وعلى الحظ في الصداقة والصهارة وتدل رؤيته على عتق الملوك وحصول الشهادة وعلى الصدق في المقالة والشيخوخة والرأي السديد والحظ في الرقيق وعبارة الرؤيا ثم تدل على النكد من جهة أحد أولاده البنين أو البنات وعلى الخوف والاختفاء والنجاة من الشدائد والغزو في سبيل الله والحج والنصر على الأعداء والعلم لقوله ( ما سبقكم أبو بكر بصيام ولا صلاة ولكن بشيء وتر في صدره ) والله تعالى أعلم
    عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتدل رؤيته في المنام على ما دلت عليه رؤية صاحبه فإن دلت رؤيته على الإمرة كان الحق في زمنه قائماً والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شائعاً والإعلان بالأذان لأنه كان سبب الإعلان به وهو الذي نادى سارية فملأ منه المسامع وهو سراج أهل الجنة وما سلك فجا إلا وسلك الشيطان فجاً غير فجه وربما دلت رؤيته على الصلح بعد الفراق والمحبة بعد البغض والحظ في الصهارة والزهد في الدنيا مع القدرة عليها وإن كان الرأي ملكاً فتح البلاد وأقام الحسبان كما ينبغي وكان مُعاناً على المشاقق له
    ص 93 ب والمنافق مع الحنو على الرعية ورقة وإشفاق والله تعالى أعلم
    (1/128)

    عثمان بن عفان رضي الله عنه تدل رؤيته على الاحتفال بالعلم والتبتل لجمعه ونسخ المصاحف وحفظ الوداد وخفض الجانب لله ولعباده مع الخلافة والإمامة والإمارة
    وربما دلت رؤيته على هجوم الأعداء على الرأي ونيلهم منه الشر وحصوله على الشهادة وربما نال حظاً ورزقاً ومنصباً وقرباً من الأكابر بسبب المصاهرة لأنه كان ذي النورين وزوج الابنتين والله تعالى أعلم بالصواب
    علي بن أبي طالب كرم الله وجهه تدل رؤيته على النصر على الأعداء فإن رُئي علياً في مكان والناس يسجدون له أو يحملونه على أعناقهم دل على تشيعهم واجتماعهم على الفتنة وإن رآه عالماً في منامه نال علماً ونسكاً وجدلاً وقوة على مناظريه ويخشى على الرأي سبياً أو نقله منكبه من مكان إلى مكان والغالب على من يرى هؤلاء الأئمة رضي الله عنهم في المنام أن يموت شهيداً وإن كان الرأي ملكاً فتح حصناً حصيناً وكان له ذكر جميل وربما دلت رؤيته على الأولاد وأولاد الأولاد والنسل الشريف وتدل رؤيته على قمع أهل الذمة وخاصة اليهود وربما دلت رؤيته على الخلافة والإمامة والأسفار الشاقة والغنائم للمؤمنين وعلى إظهار الكرامات
    (1/129)

    ص 94 أ وعلى هذا فقيس باقي الصحابة وما ( 1 ) في حياة رسول الله وبعد وفاته واعط الرأي ما يليق به من ذلك على قدره والله تعالى أعلم قول كلي في رؤية أزواج النبى {صلى الله عليه وسلم} ( 2 ) وأولاده في المنام وأما رؤية أزواجه فتدل على الأمهات لقوله تعالى ( النبى {صلى الله عليه وسلم} أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ) وربما دلت رؤيتهم على الخير والبركة والأولاد وأكثرهن البنات وربما دلت رؤيتهن على الأنكاد والتغاير وعلى اليمين بسبب إظهار سر وكتمانه وعلى القذف فإن رأت المرأة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها نالت منزلة عالية وشهرة صالحة وخطوة عند الأباء والأزواج فإن رأت حفصة دلت على المكر وإن رأت خديجة دلت على السعادة والذرية الصالحة وعلى هذا فقس بقية أزواجه وتدل رؤية فاطمة رضي الله عنها على فَقد الأزواج والأباء والأمهات والزيدية وأما رؤية الحسين رضي الله عنهما فإنها دالة على الفتنة وحصول الشهادة وربما دلت على كثرة الأزواج والأولاد والأسفار والتغرب وعلى أن الرأي يموت شهيداً من سقى أو طُعمه أو قتل أو غربة عن وطنه والله تعالى أعلم
    فمن رأى من الرجال
    ص 94 ب أحداً من أزواج النبى {صلى الله عليه وسلم} وكان أعزب تزوج امرأة صالحة وكذلك إن رأت المرأة أحداً منهن دلت رؤيتها على بعل صالح يكفلها وعلى هذا فقس رؤية النساء والرجال واعط كل أحد ما يليق به تُصب إن شاء الله تعالى
    وأما التابعين فمنهم الفقهاء والأمراء والكُتاب والأولياء والزهاد رضي الله عنهم
    (1/130)

    فالفقهاء مثل سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير والقاسم بن محمد وأبو بكر بن عبد الرحمن ابن الحارث وخارجة بن زيد وعبد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعد وسليمان ابن يسار هؤلاء السبعة فقهاء المدينة رضي الله عنهم وعلى هذا فقس الأمراء والكتاب والأولياء والزهاد لمن يراهم ما يليق بهم ولو تعرضنا للكشف عن أولئك لخرجنا عن المقصود وليس الغرض ذلك فمن رأى من العلماء أو الأئمة أحداً من فقهاء الصحابة أو التابعين فبشارة له بعلو القدر والثناء الجميل والعمل بما يعلم
    ومن رأى من الملوك أحداً من أمراء النبى {صلى الله عليه وسلم} ( 1 ) في صفة حسنة أو أنه مُقبل عليه نال عزاً ونصراً وظفر بأعدائه
    ومن رأى من الكتبة أحداً من كتاب النبى {صلى الله عليه وسلم} في منامه نال منزلة رفيعة وتوزر إن كان أهلاً لذلك ومن رأى من الفقراء أحداً من أولياء الصحابة رزقه الله رزقاً حلالاً وكان قائماً بحقه
    ص 95 أ مؤدياً منه ما أوجبه الله عليه ومن رأى من المتجردين أحداً من زهّاد الصحابة رزق هداية ويقيناً وزهداً وورعاً وصلة بالله تعالى وعلى هذا فقس باقي أصحاب النبى {صلى الله عليه وسلم} واعتبر مراتبهم واعط الرأي ما يليق به تُصب إن شاء الله تعالى
    الباب الثالث من المقدمة الثالثة في رؤية بني آدم الذكور والإناث وأسمائهم وألوانهم والأحرار منهم والعبيد والمعروف والمجهول والحي والميت والكلام على الأعضاء الظاهرة والباطنة والجلد قول كلي في رؤية بني آدم في المنام واعتبر قول من يقول رأيت في المنام خلقاً أو جماعة ً أو أناساً أو بني آدم أو قوماً وهو لا يعرفهم فإن قال رأيت خلقاً في المنام في دينه أو فيما يرومه من أمر دنياه لقوله تعالى ( قل كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر في صدوركم ) الآية وإن كان الرأي مريضاً دلت رؤيته على الموت لقوله تعالى ( ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ثم إنكم بعد ذلك لميتون )
    (1/131)

    وإن قال رأيت جماعة فاعلم أن الله تعالى سيرحمه فيما يمتحنه ويقول ( الجماعة رحمة ) وربما دلت رؤيته على المغرم والخسارة لقوله تعالى ( يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم
    ص 95 ب التغابن ) وربما دلت رؤيته على المخاوف والأنكاد لقوله تعالى ( إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود ) وكذلك إن دخلوا على مريض أو رأى ميتاً بين جماعة فاعلم أنه مرحوم وإن قال رأيتُ في المنام أناساً فاعلم أنه يرى نعمة ورزقاً يناسب بها الناس ويشاركهم فيما هم فيه لقوله تعالى ( يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم ) وإن كان يرجو إنجاز وعد حصل له ذلك لقوله تعالى ( يا أيها الناس إن وعد الله حق ) وإن كان الرأي طالباً للعلم حصل له منه نصيباً وافراً لقوله تعالى ( يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ) وإن كان الرأي عاصياً تاب إلى الله تعالى واهتدى بعد الضلال لقوله تعالى ( يا أيها الناس قد جاءكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ) وربما دلت رؤياه على أن الله ينهاه عن ما هو مرتكبه لقوله تعالى ( يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوماً لا يجزي والد عن ولده ) وإن قال رأيت بني آدم دل على الوقوع في المحذور لقوله تعالى ( يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان ) ( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا ) ( يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم )
    وإن قال رأيت قوماً فاعلم
    ص 96 أ - ص 96 ب هذه اللوحة مفقودة
    ص 97 أ مقداره خمسين ألف سنة الستون عروق الأرض السبعون قوم موسى الذي اختارهم الثمانون حدّ الشارب التسعون نسوة داود المائة جلد الزاني والزانية
    فصل واعلم أن رؤية بني آدم في المنام
    (1/132)

    تدل على الكرامة لقوله تعالى ( ولد كرمنا بني آدم ) ولقوله تعالى ( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ) وأن رؤية كل طائفة لها تأويل فرؤية الملوك نصرة ورؤية الحُكام محاكمات ورؤية الولاة مخاوف ورؤية الجند أسفار ورؤية الصناع دالة على صنائعهم وعلى الرزق ورؤية النساء فتنة ورؤية الصلحاء عبادة وربما دلت رؤية بني آدم على من سواهم ممن ذكره الله تعالى في كتابه فقال تعالى ( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ) فرؤية الصالح من بني آدم ربما دلت على الصالح من الدواب والطير كما دلت الدابة الصالحة أو الطائر النافع على الأدمي الغالب عليه الخير ولما في ابن آدم من الخُلق الذي يشبه الطير والوحش وغيره
    وربما دلت رؤية ابن آدم على الزرع المحصود قال الله تعالى ( والله أنبتكم من الأرض نباتا )
    ص 97 ب
    واعلم أن أهل الحق إذا ( 1 ) رأوا في المنام أشكال بني آدم ووقفوا مع صورهم كان دليلاً على ( 2 ) كبير حظهم عند الله تعالى ويتكرر هذا في موضعه إن شاء الله ( 3 ) تعالى قال بعض العارفين إياك أن تميل إلى ( 4 ) الله ( 5 ) حلاوة مناجاته وما وصل إلى صريح الحرية من عليه من نفسه بغية واعلم أن السالك ذاهب إليه والعارف ذاهب فيه وقال جعل الله قلوب أهل الدنيا محلاً للغفلة والوسواس وقلوب العارفين مكاناً للذكر والاستئناس ثم تدل رؤية بني آدم على الشبهات في الكسب لاختلاف كسبهم أو البناء العجيب أو الصنعة المليحة
    فصل في رؤية الذكور من بني آدم في المنام
    رؤية الذكر في المنام تدل على الفضل والسعة لأن الله تعالى فضّل الذكر على الأنثى قال الله تعالى ( فللذكر مثل حظ الأنثيين ) فلفظ الرجال في المنام دليل على الاحتشام والفضل قال الله تعالى ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم عن بعض ) ولأن شهادة كل امرأتين بشهادة رجل واحد قال الله تعالى ( فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان )
    (1/133)

    ومن أفضل ما يراه الإنسان في المنام من بني آدم الشيخ
    ص 98 أ الصالح فإنه يدل على العز والرزق والبركة والعمر الطويل والشيخ الهرم همٌّ وربما دلت رؤية الشيخ على العجز والفشل والكسل والقعود عن الحركات والضعف وقال بعضهم الشيخ في التأويل جدَ الرجل ودوامه ودولته والشاب مكر وخديعة أو عدو مكروه والغلام بشارة وسرور وقرة عين والجارية الحسنة خير ومنّة وظفر وسرور وفرح والصبي الصغير هم وغم والعجوز أمل طويل أو دَين أو شغل من الأشغال الدنيوية والمرأة الحسنة فرج أو قضاء حاجة وملك الوصيفة فرح وسرور وبيعها همٌ وغم وملك الغلام همٌّ وغمّ وتهمة وبيعه فرح وسرور وربما كانت عاقبة أمره إلى خير
    الشاب تدل رؤيته في المنام على الحركة والقوة وربما كان الغالب عليه الحمل لقوله ( الشباب شعبة من الجنون ) وربما دلت رؤية الشباب على النعمة والشكر لله على ذلك لقوله تعالى ( حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والدي ) الآية
    الفتى وأما الفتى في المنام فرؤيته دالة على الحظ والقيول والانتصار على الأعداء قياساً على قصة
    ص 98 ب إبراهيم عليه السلام فإنه كسر الأصنام ونكّل بهم وقطعهم في جدالهم كما أخبر الله بقوله ( قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم ) إلى قوله ( ثم نكسوا على رؤوسهم ) الآية وربما دلت رؤيته على العداوة لأهل البغي والانتصار عليهم
    وربما دلت رؤية الأمرد المليح على الأمر المليح وربما دلت رؤيته على قضاء الحوائج لما ورد في الأثر من قوله عليه السلام ( استعينوا على قضاء حوائجكم بالوجوه الصباح ) وأنشد بعضهم -
    ( دلني قول رسول الله إذ يقول مفصحاً إفصاحا
    )
    ( إن طلبتم حوائجاً عند قوم فتنقوا لها الوجوه الصباحا )
    ( ولعمري لقد تنقيت وجهاً ما به خاب من أراد النجاحا )
    (1/134)

    فمن رأى من المُرد زرعاً حسناً نبت له عذار مليح وإن رأى نباتاً في أرض مستوحشة استوحشه الناس في نبات لحيته وربما دل الوجه المليح على البدر كما قال بعضهم -
    ( لقد راعني بدر الدُجى بصدوده
    وكل أجناني ترعى كواكبه )
    ( فيا جزعي مهلاً عساه يعود لي ويا كبدي صبراً على ما كواك به )
    ومن رأى أمرداً في المنام يعبث به وقع في مكيدة أو محذور ومن رأى أنه يعبث بالأمرد أو يراوده ضيف عليه في نفسه من أمرٍ
    ص 99 أ قبيح يفعل به وفي معناه أنشد بعضهم -
    لنا صديق إن رأى مُهفهفاً لاطفه
    فإن يكن في دهرنا ذو ابنٍ لاط فهو
    وإن سمّي في المنام حدثاً فربما دل على وقوع أحد الحدثين الأصغر والأكبر في الطهارة أو الصلاة أو حدوث أمر خيراً وشر على قدر جماله وقبحه والله تعالى أعلم
    الطفل تدل رؤيته على الهموم والأنكاد والتعب في مدارة الجُهال وأرباب اللهو واللعب ورؤية الصغار في المنام تدل على الأجرام قال الله تعالى ( سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله وعذاب شديد ) وربما دلت رؤيتهم على الأفراح والزينة قال الله تعالى ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) وربما دلت رؤيتهم في المنام إذا كانوا أولاداً للرأي على الفتنة بالمال قال الله تعالى ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة ) وربما ( 1 ) دلت الصغار على اطرّاح الكُلف والقناعة بأدنى العيش أو العجز عن الأسباب وربما كان الصغير غلاماً للقنية لأنه معدود لقضاء الحاجة كالغلام وربما دل قتله على العلم الوافر لقصة الخضر عليه السلام وإن قيل فيهم البنين فتدل رؤيتهم على
    ص 99 ب المال والأزواج وكثرة الخير المترادف لقوله تعالى ( زين للناس حبّ الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة ) الآية
    والمرضع همَّ ونكد وضيق صدر وحرب وعدو قال الله تعالى ( فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزنا ) خصوصاً إن التقطه الإنسان في المنام والله تعالى أعلم
    (1/135)

    وأما رؤية الإناث في المنام فالمرأة الجميلة دالة على السنة المقبلة بالخير والراحة وربما دلت المرأة على المطمر والمخزن والصندوق ( 1 ) وكل ما يودع الإنسان فيه متاعه وربما دلت على أرض المقبرة لأن الإنسان يعود إليها كما خرج منها قال الله تعالى ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ) وربما دلت على السجن والشريك لأنها تشارك الرجل في اللذة والمال وربما دلت المرأة على المطلع على الأسرار كالفراش واللباس وعلى الشجرة التي تحمل بالثمرة والبئر الذي يُدلى فيه حبله ومراسه الذي يطأه ودواته التي يضع فيها قلمه ومركوبه ومقعده وداره
    فالجارية أمور جارية فيما مضى أو فيما يستقبل وربما دلت المرأة على الحُرمة لأن المرأة تسمى بذلك فإن كانت
    ص 100 أ المرأة مُرضعة بذكر دل على الحياة الطائلة والبركة الدارة والسنة المقبلة والأمن من الخوف والنصر على الأعداء لقوله تعالى ( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خُفت عليه فألقيه في اليّم ولا تخافي ولا تحزني ) والمرضعة بالأنثى فرح وفرج والحبلى هم ونكد وأمور مسودة وربما دلت المرأة على العمل لأنها نتيجته والذكر لأنه بها يذكر وعلى نهوض الشهوات والشفاء من الأسقام وربما دلت على المسكن لأن الإنسان سكن إلى أهله للآية ( هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها ) وربما دلت رؤيتهن مجتمعات على الجان والشياطين قال عليه السلام ( النساء حبائل الشيطان ) وربما دلت رؤيتهن على المكر والخديعة قال الله تعالى ( إن كيدكن عظيم ) وربما دلت رؤيتهن على المكر من اليهود فإن الرسول عليه السلام قَرن مضّرتهن بمضرة اليهود وربما دل اجتماعهن على الأحزان ومن كان في شيء من ذلك دل على الأفراح لأنهن يجتمعن في مثل ذلك وهن بذلك محتفلات ورؤية المرأة الجميلة لذوي المناصب إمرة
    واعلم أن الزوجة والولد والأخ والجد والعم والخال ومن له نصيب في الميراث يدلوا على الشركاء في
    (1/136)

    ص 100 ب ( 1 ) المال والمساعدين وربما دل بعضهم على بعض لذلك
    ورؤية البكر العذراء عُسر لأرباب المطالب كما أن المرأة فرج لذوي الأعسار وربما دلت البكر على البكر من الإبل وتدل على الأرض القابلة للنفع والمسكن الجديد الذي تمّ بنائه أو الثوب كذلك أو الكتاب الذي لم يفد ختمه أو الثمرة التي لم تُقطف أو الدابة الشموس وربما دلت على الكرب من اشتقاق اسمها وتعذر الإمكان وإن قيل بنت فهي دالة على البنت الذي أدرك وتدل للملك على الحصن والله أعلم
    العجوز في المنام عجز وربا دلت على الدنيا الذاهبة والحرب وربما دلت على الآخرة لأنها ضد الدنيا وتدل على الخمر لأنه من أسمائها وتدل على البقرة لأنها من أسمائها أيضا وربما دلت العجوز في المنام على الحمل بعد الأياس منه لقوله تعالى ( فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً ) الآية
    وربما دلت رؤية العجوز على المكر والخديعة والهمز واللمز لقوله تعالى ( إذ نجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزاً في الغابرين ) والله تعالى أعلم
    رؤية الخُنثى المشكل والخصي والزمام الخنثى الذي له فرج وذكر فإن كان يبول من الذكر
    ص 101 أ فهو ذكر وإن كان يبول من الفرج فهو أنثى وتدل رؤيته في المنام على ذي الوجهين أو على الراحة بمشاركته بعلمه أو بمكره أو إتيانه الشبهات فأن رأى الرجل أن له فرج مع ذكر كان كذلك وإن رأى الخنثى أن له ذكر من غير فرج دل ذلك على توبته عن ما هو مرتكبه وإقلاعه وتوجهه إلى حاله واحده وإن كان مزوجاً فارق زوجته أو زوجته أو بعض أسيابه أو والده أو والدته
    والخصي تدل رؤيته على سلب النعمة وفقدان الأهل والولد وربما دل ذلك على عدم التكلف وأثار الراحة أو سوء السريرة والنفاق
    والزّمام تدل رؤيته على ما دل عليه الخصي مع رفع القدر والإطلاع لدعوة نوح علي السلام على ولده ثم دعاه له ثانياً والله تعالى أعلم
    فصل
    (1/137)

    في انتقال الاسم واختلاف اللون والجنس ورؤية ذلك في المنام -
    من سُميّ في المنام باسم صالح يخالف لاسمه الرديء نال عزاً أو رفعة ورزقاً طائلاً ومن سُميّ في المنام باسم رديء يخالف لاسمه الصالح كان ذلك دليلاً على الهموم والأنكاد واختلاف الأحوال كمن كان اسمه في اليقظة محمود أو مسعود أو صالح أو عمران أو علي ماله زيادة فانتقل إلى ذئب أو غشم أو كلب وما
    ص 101 ب شاكل ذلك وبالعكس وأما محمد وأحمد فإن التسمي بذلك دليل على الثناء الجميل والمنصب الجليل ومسعود توبة للعاصي وهدى للكافر وصالح لذوي الأقدار خدمة للبطال ودفع قدر أو مُلك وعمران من العمارة وعلي من علو القدر وزياد من الازدياد وعلى هذا فقس
    واعتبر الأسماء الأعجمية المشبهة بالطيور وغيرها مثل سنقر ولاجين وأقجا والطن وبيرم فأما سنقر فهو العظيم القدر في الجارح وكذلك لاجين وهو عبارة عن الشاهين وأما أقجا فيعبر به عن الفضة والطون يعبر به عن الذهب وبيرم يعبر به عن العيد فافهم ذلك وقس عليه واعط الرأي ما يليق به وأما الألوان إذا اختلفت في الآدمي فالسواد سؤدد وربما أن الرأي يقع في إثم كبير أو يُدعى عليه أو يعُق أحد أبويه وربما يُبتلى بتشقق اليدين أو الرجلين وربما دل على كثرة طربه فإن اسوَدَ وجهه دون بدنه دل على الكذب أو الردة عن الإسلام قال الله تعالى ( فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم ) وقال تعالى ( ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة ) فإن ابيّض الأسود في المنام دل على الثناء الجميل والإقلاع عن الذنوب والإيمان بعد
    (1/138)

    ص 102 أ الكفر فإن ابيّضت يداه دون بدنه دل على ظهور الكرامات لذوي الصلاح والانتصار على الأعداء والقرب من الأكابر والترسل على ألسنة الملوك وعلو الشأن لقوله تعالى ( وادخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى ) وربما دل السواد على غلبة السوداء في البدن الأبيض والبياض على البرص في البدن الأسود وجمع السُوَدان سؤدان
    وأما صفرة اللون فتدل على الخشوع والمراقبة والعبادة وربما دل اصفرار اللون على الخوف أو المرض وأما احمرار اللون فإنه يدل على عافية المريض وقدوم المسافر وأما الوجه المُغبر فإنه دال على الفجور والكفر قال الله تعالى ( ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة أولئك هم الكفرة الفجرة ) وأما سُمرة ُ اللون فإنها دالة على الاختلاف في النسب والشُقرة دناءة والله تعالى أعلم
    وأما رؤية الأجناس المختلفة في المنام فالتُرك تَركٌ قال ( دعوا الحبشة ما ودَعُوكم واتركوا التُركَ ما تركوكم ) والحُبشُ حُب شيء والحُجز حاجز بين الإنسان وبين ما يريد والعرب تدل رؤيتهم على تسهيل الأمور الصعبة قال الله تعالى ( وهذا لسان عربي مبين ) والأعجمي يدل على الأمور الشاقة لقوله تعالى ( ولو جعلناه قرآناً أعجمياً
    ص 102 ب لقالوا لولا فصلت آياته ) ورؤية الروم في المنام إدراك لما يروم وربما دلت رؤيتهم على النصر والخذلان قال الله تعالى ( ألم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين ) ورؤية الخَطَا خطأ عن الصواب ورؤية الفرنج في المنام فراراً ونجاة والمؤمنون من أهل مصر تدل رؤيتهم على بلوغ السُول والبشارة لقوله تعالى ( وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوأ لقومكما بمصر بيوتا ) إلى قوله ( وبشر المؤمنين ) ورؤية الطوائف اليهود والنصارى في المنام أعداء في صورة أصدقاء والكفار قطع أياس من ذي الوداد وربما دلت رؤية اليهود على النكد من الجزارين أو الذباحين
    (1/139)

    والنصارى على المصورين أو الدهانين وربما دلت رؤية الكافر على البحر الزاخر كما جاء في اللغة وعلى هذا تقاس رؤية المجوس وأشباههم من عُبّاد القمر وعُبّاد الكواكب وعُبّاد البحر وعُبّاد الشجر وعُبّاد النار وعُبّاد الأصنام واعط الرأي ما يليق به على قدره وقدر معبوده والله تعالى أعلم
    فصل في رؤية المعروف والمجهول والحي والميت
    فأما المعروف من كل أدمي فإنه دال على نفسه أو جنسه أو شبهه أو بلديه أو صناعته والمجهول من كل حيوان ربما دل على
    ص 103 أ أخلاقه أو خصائله فمن رأى إنساناً معروفاً انتقل إلى مرتبة عالية أو ذي رتبة عالية الحظ قدره أو نزلت به آفة فإن ذلك يدل على نزول الخير أو الشر وكما رأيّ ويكون ذلك مثلاً يمثل أو يكون النقص فيه زيادة في عدوه والزيادة في الرأي نقصاً في عدوه لكون كل منهما يتنكد براحة عدوه فإن لم يكن ذلك إلا كان عائداً على من هو من جنسه أو شبهه أو من هو من أهل بلده ويُقاس على ذلك الطائر فربما دل على حامله أو مالكه والفرس فربما دل على راكبه أو من سُوسه والدار ربما دلت على ساكنها أو بانيها وأما الآلة فإنها دالة على الصانع بها كما أن المصنوع دال على صانعه
    وأما الحي إذا مات في المنام فهو نقص حال الحي وسيأتي الكلام في ذلك وأما حياة الميت فإنها دالة على حياة ذكر من تركه من ماله أو وارثه ثم يُعتبر حال الميت في المنام وما أوصى به أو نهى عنه فإن أمر بمعروف أو نهى عن منكر حسُنت سريرته أو ساءت علانيته وإعطاءه في المنام خير من أخذه إلا أن يأخذ ما يدل على الهم والنكد وإخباره بالحق إذا وافق النقل ( 1 ) فهو حق
    وإخباره بالباطل كذلك أو يكون افتراء ممن دل الميت عليه ومضاجعته وتقبيله ومُعانقته هم أو مرض وتبسمه شكر لمن تبسم في وجهه بسبب صداقه أو حفظ
    ص 103 ب وصيته أو صلة رحم وندمِه وبكاؤه وتقطيب وجهه دليل على خلاف ذلك والله تعالى أعلم
    فصل في رؤية الأحرار والعبيد والإماء

    علي العذاري غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  15. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 15-02-2012 الساعة : 04:51 PM رقم #8
    كاتب الموضوع : علي العذاري


    شاملى مميز


    • بيانات علي العذاري
      رقم العضوية : 6016
      عضو منذ : Jan 2012
      الدولة : ariq
      المشاركات : 141
      بمعدل : 0.03 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 14
      التقييم : Array


  16. (1/140)

    وأما من صار من الأحرار عبداً فإن عرف الرأي من استعبده في المنام ربما استعبده بإحسانه في اليقظة وربما استعبده بما يطلع عليه من الفواحش والزلل وربما دل على الدَين يرتكبه حتى يصير عبداً لمن استدان منه أو يصير أجيراً تحت يد غيره وربما يمرض ويصير تحت يد من يأمُر عليه وينهاه فإن باعه في المنام نال عزاً ورفعة وربما وقع في مكيدة وذلة لأن بيع الحُر ذلة وربما نال خيراً قياساً على قصة يوسف ( 1 ) عليه السلام وأما العبيد إذا صاروا أحراراً في المنام فإنه يدل على اليُسر بعد العُسر والخلاص من الشدائد وقضاء الديون والشفاء من الأمراض وبلوغ الآمال وربما كان عبداً لله حقاً يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويخشى الله تعالى وأما الأمَة فحكمها في الرق والحرية حُكم من ذكرناه وربما دلت الأمَة على الداية لخدمتها وعلى قناة الدار لمباشرتها الأقذار والأوساخ وعلى ما يطأه الإنسان من حصير وحداه وربما دلت على المال لقيمتها وربما دلت على العز والجاه والنصرة على الأعداء فإن قيل جارية ربما دلت على المركب والوصيف والوصيفة كذلك
    ص 104 أ والمملوك العجين في اللغة وربما دلت الجارية على الأمور الجارية فيما مضى أو فيما يستقبل كما قالت لي امرأة رأيتُ جماعة من العدول شهدوا عليّ بأنني جارية وأنا أنكر ذلك فقلتُ لها اتقي الله تعالى في نفسك فإنك لست بحرُة وعليك من يشهد بذلك فذكرت ما يدل على ذلك والله تعالى أعلم بالصواب
    فصل في الأعضاء الظاهرة
    (1/141)

    كل ما كان من جهة اليمين كان دليلاً في المنام على الأشراف من الرجال وما كان من اليسار دل على النساء أو الأراذل من الرجال وربما كان من السُرَة دليل على الرجال لعلوهم ولقوله تعالى ( الرجال قوامون على النساء ) وما كان من السُّرة إلى القدم كان دليلاً على النساء للتحكّم عليهم فالرأس ( 1 ) وهو أشرف ما في البدن يدل على الرئاسة والرئيس من كل شيء كالوالد والوالدة والأستاذ والمؤدب والملك ويدل على القِدر ذات الأذان ورأس البطيخ أو رأس الرقيق والرأس الدماغ والأم في اللغة الدماغ وربما ( 2 ) دل الرأس على قلعة الملك وخزانته وربما دل على ما يستره من عمامة وقلنسوة وسقف وربما دل على السماء ذات اليدين ويدل على الميزان والمكيال
    ص 104 ب وما يقاس به لأنه محل العقل الذي يُحرز الأشياء ويميزها فبه يأخذ وبه يُعطي
    (1/142)

    وربما دل على الحمام والفرن وعلى كل مكان ينعقد فيه البخار والوهج للمصلحة ويدل على رأس المال قال الله تعالى ( وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم ) وربما دل الرأس على الخيمة القائمة ذات العمد والأطناب وذات الشريع والتخمين وربما دل رأس العالم على علمه والصانع على صنعته وعلى الذكر الجميل وعلى الموت والحياة فمن حَسُن رأسه أو كبُر مقداره ولم يفحش في النظر دل على العز والرفعة والرزق وربما دل كبَر الرأس على العلم الوافر والعقل والحكمة وإن صغَر رأسه في المنام دل على زوال المنصب وقلة المال والوقوع في الجهالة فإن صار له في المنام رؤوساً رزق ذرية أو علوماً مفيدة أو ضياعاً أو أملاكاً أو أولاداً أو اتباعاً أو مالاً وإلا كثرت عائلته وثقل ظهره وقل ربحه فإن عُدم رأسه فَقَد من دل الرأس عليه أو كان ممن يمشي بغير وعي لكثرة الهموم والأنكاد فإن قطع رأسه بيده قتل نفسه بسوء بيّن أو كان لا يقوم بإكمال الوضوء ولا يتم السجود أو قاطع من يُعز عليه أو خان والده أو سيده أو من دل الرأس عليه وما أصاب الرأس من خير أو شر أو ظهر في الوجه أو في اليد أو المرفق أو الرِجل أو الكعب
    (1/143)

    ص 105 أ من زيادة أو نقص كان ذلك عائد على طهارته وإتمام وضوئه أو تيممه لقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة ( 1 ) فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين ) وسيأتي الكلام إن شاء الله في مواضع السجود وأما رؤية الشعر في الرأس فإنه دال على ما يسترها وربما دل على الزرع والمال والجاه والزوج للعزباء أو الزوجة للأعزب والولد الذي يتحمل به فحسنه وسواده وطوله دليل على حسن حال من ذكرنا وقصره وبياضه ونتن رائحته دليل على سوء حالهم فإن دهن شعره في المنام أو سرحه دل على الإحسان والوفاء بعهد من دل عليه وحلقه أو تقصيره لمن لا يُؤثر ذلك مقاطعة أو تبذير للمال فإن رأى شعره محلوقاً وكان ذلك في زمن الشتاء ربما دل ذلك على الهموم والأنكاد والمغرم والأمراض وإن كان ذلك في الصيف ربما دل على الشفاء و الراحة من أوجاع الرأس والعين وتقصيره دليل على الهدى والعلم لأن ذلك من صفات العلماء وأهل الخير وإن كان ذلك في زمن الحج ربما دل على الحج لقوله تعالى ( لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين
    (1/144)

    ص 105 ب رؤوسكم ومقصرين ) فإن ظَفَر شعره دل على جمع المال وضم الزرع وإن سَرَحة وأخرج القمل من رأسه دل على إخراج المفسدين من أرضه وإن سرّح زوجته ربما طلقها لقوله تعالى ( الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) وطول الشعر لمن لا يليق به دليل على الهموم والأنكاد والديون لكونه يحتاج إلى خدمة وإصلاح وطوله لمن لا يليق به من الجند أو الصبيان دليل على حَسن حالهم والزيادة في أموالهم وشدة حالهم فإن كان خلاف العادة دل ذلك على الشهرة والديون والتبدد والهموم والأنكاد وربما دل حَسن الشعر على الأعمال الصالحة لقوله تعالى ( يزيد في الخلق ما يشاء ) قيل هو الشعر وربما دل حُسن الشعر وظفره على عمل الشِعر ونظمه وربما دل الشِعر على الاستشعار بالخير إن كان في المنام مليحاً وبالشر إن كان رديئاً والشَعر إن كان رديئاً في المنام ربما دل على مرض الرعش وإذا ظفُر شَعر المرأة ثلاثة قرون طلقت من زوجها ثلاثاً وإن كانت مريضة ماتت وهو عشر من العدد والجمَّة ُ في طولها وتلويها على الظهر شبيهاً بالثعبان إذا خرج من جحره طالباً منسحباً للراحة كما أن تعقيصه وجمعه كأنه كامناً ممن
    (1/145)

    ص 106 أ رأى في المنام أن له جُمّة طويلة ربما حاوله ثعبان أو وقع عليه فإن صار شعر الأدمي كشعر غيره من الحيوان دل على الجُهد والتعب وإن كان فقيراً ربما استغنى وشعر الحاجب وأهداب العين وشعر السواعد والصدر والساق زينة للرجل وقوة ووقاية وكسوة وسترة ومال دائم وما كان من الشعر من لا نفع فيه كشعر الإبط والعانة فزيادة ذلك في المنام هموم وأنكاد وخروج عن السنة وشعر الأذن كلام أو علم يسمعه وشعر الأنف خبر تتسمه فيه نكد أول مال يخفى وأما الشعر على المرأة في بدنها فإن ذلك تعطيل للعزبا عن الزوج وربما دل ذلك على قيامها على أهلها وأولادها كمقام الرجل والشعر للطفل دليل على طول عُمره فإن طلع الشعر في موضع لا يليق به مثل باطن الكف أو باطن القدم فإن ذلك تعطيل للراحة أو السعي في غير مرضات الله لأن الكف راحة والقدم محل الحفاء والسعي والطهارة وربما تناول الصَدقة لأن ذلك من فضول الأموال والله تعالى أعلم
    فصل في الوجه والجبهة
    وأما الوجه وطلاقته وتبسمه وحسنه وبياضه فإنه دليل على حسن حال صاحبه حياً كان أو ميتاً لقوله تعالى ( وكان
    ص 106 ب عند الله وجيها ) ولقوله تعالى ( وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين ) ولقوله تعالى ( وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون ) وقال تعالى ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) وحسن وجه المرأة أو الطفل أو الفرس دليل على بركته وبالعكس ومن رأى له وجهين في المنام دل على سوء الخاتمة لقوله ( لا ينظر الله إلى ذي الوجهين ) ومن رأى له وجوهاً في المنام دل على ارتداده عن الإسلام لقوله تعالى ( الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ) وإن كان عالماً تصرف في وجوه العلم
    (1/146)

    وتقطيبه وبكاؤه وتشويهه أو سواده دليل على زوال المنصب والكذب وولادة البنات قال الله تعالى ( وإذا بُشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بُشر به ) وربما دل سواد الوجه على تغيّر ما يباشره من منصب أو قبلة لقوله تعالى ( ولكل وجهة هو موليها ) ولقوله تعالى ( أينما يوجهه لا يأتي بخير ) وربما دل سواد الوجه على الخوف قال الشاعر
    ( وصارت وجوه القوم من خشية
    الردى كأن عليها من جلود الأرتدج )
    الأرتدج الجلد الأسود الذي يجعل منه الخفاف
    ص 107 أ وأما الجبهة فإنها محل السجود وربما دلت على البخل والكرم قال الله تعالى ( يوم يُحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم ) الآية فمن رأى جبهته اسودت أو أن فيها مكاوي ربما دل ذلك على البخل ومنع حق الله تعالى وحسنها ونورها دليل على الإنفاق والمواساة وربما دلت الجبهة على ما يسجد الإنسان عليه من سجادة أو منديل أو غير ذلك فكبرها في المنام أو أنها صارت من حديد أو حجر دليل على الاجتهاد في الصلاة أو القِحة
    فصل في الطرة و الصُوغين والحاجبين في المنام
    وأما الطُّرَة فإنها دالة على ما دلت الجبهة عليه والجبين كذلك وشبهت الطرُة بالصُبح كما شبّه الجبين أيضاً بالهلال وربما دل الصُدغ على الشفاء والإسقام فمن رأى من المرضى أن صُدغه صار من حديد وكان يشكو بتصديعه في اليقظة دل على البَرء لقوله تعالى ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس ) وأما الحاجبان فإنهما أبوان أو وَلدان أو شريكان أو زوجتان أو نائبان أو حاجبان وشُبّه الحاجب بالنون المعرقة فإن رأى الإنسان في المنام حاجبان فقد اقترنا دل على الألفة والمحبة وبالعكس وسوادهما وغزارة شعريهما إذا لم يفحشا دليل على حسن حال من دلا عليه وبياضهما
    ص 107 ب ونزولهما على العين دليل على تغير حال من دلا عليه من ولد أو شريك أو زوجة أو نائب أو حاجب وربما دل ذلك على طول العُمر حتى يرى نفسه كذلك
    (1/147)

    فصل في العين والجفن
    في المنام -
    وأما رؤية العين في البدن والعيون فإن كان ذلك مناسباً للعين الطبيعية كان ذلك دليلاً على المال لما فيها من الديّة وربما دلت رؤية العين الملجة على السحر والموت والحياة
    قال الشاعر -
    لها في طرفها لحظات سحر
    تميت بها وتحيى من تبيد
    وتسبي العالمين بمقلتيها
    كان العالمين لها عبيدُ
    ألاحظها فتعلم ما بقلبي
    وتلحظني فاعلم ما تريد
    وربما دلت العيون على جمع الأهل أو الأقارب أو الأولاد والأتباع والعين الناظر والعين المقلة وأكل العيون ربما كان العيون المأكولة من البيض والعين الحدَقة من الحدق والتحدق فاعتبر ذلك والعين النعيّ لاشتقاقه منها والعين المأكولة رزق وكذلك ما عداها من جوارح الحيوان المأكول والعين البصر والبصر البصيرة والعين المال والعين الرقيب والعين عين الماء و العين عين القوم فمن رأى أن عينه حسنت رزق هداية وعلماً وبصيرة وإن
    (1/148)

    ص 108 أ كان عنده ولد أو زوجة أو حبيب مريض أفاق من مرضه وإن كان كافراً أسلم وإن كان فقيراً استغنى والأنال منصباً عالياً يليق به على قدره وربما دل شخوص البصر على الشدة لقوله تعالى ( إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ) وربما دل على القلب قال الله تعالى ( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) فمن عميَ بصره في المنام افتقر بعد غنائه أو استغنى بعد فقره لأن من استغنى تعامى عن من دونه أو فقَد من يُعز عليه من مال أو ولد أو أهل وربما طمست عين بئره أو فقد حارسه أو مات جاسوسه أو كان ممن يُنكر المعروف وربما دل العمى على الضلالة بعد الهدى فإن رُئي مريضاً قد برق بصره دل على موته لقوله تعالى ( فإذا برق البصر ) الآية وربما دل العمى على الصمم قال الله تعالى ( صم بكم عمي ) وربما دل العمى في المنام لأرباب الطاعة على احتقار الدنيا والنظر إليها بعين النقيصة ويعمى بصره عنها وربما دل العمى على كتمان الأسرار و العمى للغريب دليل على أنه لم يرجع إلى وطنه والعمى للمسجون خلاص لأن الناس يرحمونه ويأخذون بيده إلى حيث شاء ومن كان طالباً لحاجة دل على أنه لم يظفر بها لأن العين إذا عميت لم تظفر بمقصودها والعمى للهارب دليل على أنه يُمسك وهو للطالب دليل على الظفر وإذا نزلت الآفة بالعين
    (1/149)

    ص 108 ب الواحدة كان أخف فيما ذكرناه وإن انتقلت العين إلى غير محلها من البدن دل على الآفة فيه من سيلان دماء أو قروح أو فتح عيون في بدنه ومن كان مسافراً وخاف على نفسه العطش ورأى في بدنه عيوناً أو التقطها من الأرض وجد الماء وانتفع به لقوله تعالى ( وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر ) وأما العين التي لا تدرك ( 1 ) ولا توصف لكبرها وعظمها وربما كانت عين العناية من الله تعالى وطمس العيون دليل على حلول العذاب من الله تعالى لقوله ( فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر ) وإذا دلت العيون على الخير كذلك تدل على الشر لقوله تعالى ( كم تركوا من جنات وعيون ) الآية ومن وقعت عينه على شخص وكان مختفياً منه رآه لأن من قولهم وقعت عيني على فلان المختفي ومن وجد بعينه نقصاً ربما شكر ضرراً في رجله فإن من المحبين من تغالى في زيادة حبيبه كما قال بعضهم -
    ( لو جئتكم زائراً أسعى على بصري
    لم أدِّ حقاً وأيّ الحق أديت )
    وأما الجفون فإنها دالة على كل ما يتوقى به من سلاح وعلى كل من يحجب ( 2 ) عن الإنسان الأذى كالأستاذ وربما دلت الأجفان على الأخوة والأخوات والأزواج والأولاد ومصرعي الباب والصندوق والخزانة والحجاب والحرس والغلمان وعلى كاتمي الأسرار
    ص 109 أ وأرباب الودائع وعلى الرضى والغضب فمن رأى جفن إنسان من ذوي الأقدار يلعب في وجهه دل على غضبه عليه وإلا اطلع على أمر يوجب التغاظي فإن دلت الأجفان على الأزواج كان الأعلى ذكر والأسفل أنثى وما يتولد من بينهما من رماص أو غيره دليل على الولد والدموع شبيهه بالنطفة وما فيهما من الشعر دليل على ما لهما الدافع عنهما الأذى فحسنهما ونقائهما من العمش دليل على حسن حال من دلت الأجفان عليه وربما دل ضعفهما على نقص الحُرمة وعدم العلم
    وربما دل غمض الأجفان على القيادة والمكاسرة عن ما يُنهى عنه
    (1/150)

    وشبهت الأجفان بالسحب والدموع بالأمطار وتدل الجفون المراض على العشق للرأي والهيام وإذا دلت العين على المال كانت الأجفان زكاته وحصته كما قال ( 1 ) عليه السلام ( حصنوا أموالكم بالزكاة ) والله تعالى أعلم بالصواب
    فصل في رؤية الأنف والوجنة والشفة والفم في المنام
    الأنف له حاسية الشم وهو محل الراحة لما يصل منه إلى البدن من الهواء أو الرائحة الطيبة فحسنه ( 2 ) وشبهُه إدراك الرائحة في المنام دليل على الراحة
    ص 109 ب فمن دل عليه ثم هو في التأويل دال على ما يتحمل به الإنسان من مال أو والد أو ولد أو أخ أو شريك أو زوج أو عامل فمن حسُن أنفه في المنام كان دليلاً على حسن حال من دل عليه ممن ذكرناه وسوادهُ أو كبره دليل على الإرغام والقهر كما أن مناسبته المقدار الطبيعي واستنشاقه الرائحة الطيبة دليل على علو الشأن وطيب الخاطر وكثرة الأنوف في المنام في الوجه أو في شيء من البدن دليل على تجديد الراحات أو الأولاد أو الأتباع فإن رأى أن أنفه صار من حديد أو من ذهب دل على نزول آفة تلحقه بسبب جريمة يفعلها لأن أرباب الجرائم تقطع ( 1 ) أنوفهم فإذا استتيبوا عملوا لهم أنوفاً من ذهب أو حديد خوف الشهرة فإن كان الرأي كارياً ورأى أنفه صار من فضة أو ذهب دل على خطوته ومعرفته وكثرة أرباحه وربما دل الأنف على ما يصل الإنسان من الأخبار على لسان رسول وربما دل الأنف على الجاسوس الآتي بالأخبار التي لا يطلع عليها أحد وربما دل على الفرج أو الدُبر لما ينزل منه من المخاط كالغدرة فإذا أفسَد الدماغ عاد المخاط ماءً كالذي يخرج من الذكر من ماء أو منيّ وربما دل على باب سر الإنسان
    (1/151)

    ص 110 أ وربما دل على الكبر أو المنفَخ الذي يقوم منه عيشه فمن رأى أن منفخه خرب ربما نزل بأنفه نازلة وكذلك إن حدث بأنفه حادث شر تعطلت عليه صنعته ومن كان قارئاً أو مؤذناً أو مُطرباً ورأى أنفه قد عُدم أو أنه سدد ولا يشتم منه رائحة دل على تعذر راحته من صنعته لأن الأنف مُعين على إخراج النفس وربما مرض الرأي بضيق النفس وربما دل الأنف والأذن على التلال والجروف ذات العشب والأوساخ المجتمعة إذا يبست فيه كالقلاقل الذي ينبغي إصلاحها وتمهيدها وربما دل الأنف على الفرج للمريض لكون الإصبع لا يزال فيه مُصلحاً وربما دل الأنف على الحمق والكبر والثناء الرديء فمن تقلص أنفه في المنام أو أعوج دل على ما ذكرناه لأنه يقال فيمن سنح أنفه أنف في الثريا واست في الثرى والله تعالى أعلم بالصواب
    وأما الوجنة فاحمرارها وسمنها دليل على الوجاهة واليُرؤ من الإسقام والحظ والقبول والبشر وصفرتها أو سوادها دليل على الخوف والأحزان وانحطاط القدر
    والوجنة من الجنا والجناية والخدّ من التخديد وهو الحَفر
    ص 110 ب
    قال الله تعالى ( قُتل أصحاب الأخدود ) قال بعض السلف الصالح وقد كُشف له في نومه عن مقامه فاستيقظ وهو ينشد -
    ( وحقك لا نظرت إلى سواكا
    بعين مودة حتى أراكا )
    ( أراك مَعذبي بفتور لحظٍ ويا لخدّ المورد من جناكا )
    والخدان دالان على من يتحمل بهما الإنسان أو يهواه وربما دلت الخدان على من يقبلهما فما نزل بهما من حادث كان دليلاً على فساد حال مقبّله ويقاس على ذلك الشفاه إذا أُري فيهما نقص أو زيادة مانعة للنفع كان دليلاً على مفارقة ما يقبله من ولد أو محبوب وربما دلت الوجنة على الجان العارض أو الجُنّة التي يُدفع بها الأذى عنه ومن ذلك قوله ( الصوم جُنة ) أي جُنة من العذاب وربما دلت الوجنة على الجنة فإذا رُئي الميت كان وجنتاه نيرتان مليحتان دل على أنه في نعيم الجنة
    ولبعضهم في الخدّ -
    (1/152)

    ( أعدْ نظراً فما بالخدّ نيت حماه الله من ريب المنون )
    ( ولكن رقّ ما الحُسن حتى
    أراك بمَنال أهداب الجفون )
    ص 111 أ
    وفي معناه -
    لا تحسبن شاقة في خدهُ طُبعت
    على صقاله خدٍ راق منظره
    وإنما خده الصافي تخال به سواد
    عينيك خالاً العين تنظره
    وربما دل الخدّ على الذل والمسكنة إذا كان ترِباً أو مغبراً لقوله تعالى ( ولا تُصعر خدك للناس ) وذلك لأرباب الدين زيادة ورفعة عند الله تعالى لأن ذلك من سمات المتهجدين
    وأما الشفة فجمعها شفاه فتدل على الشفاء من الإسقام ومن رغم الحسود وعلى الأخبار الشافية للقلب وربما دلت الشفتان على الحُجّاب والغلمان والحراس أو الأبواب أو الأقفال وربما دلت الشفتان على العلم والهدى ( 1 ) والأكل والشرب والفرح والحزن وكتمان الأسرار فمن عُدمت شفتاه في المنام دل ذلك على فَقد حجابه أو علمائه أو حُراسه أو ينهدم بابه أو يتعذر قفله أو يضيع مفتاحه وربما دل ذلك على موت الوالدين أو الولدين أو الزوجين الراكب أحدهما على الآخر وربما دلت الشفتان على المعيشة الذات للبوّاقين والزمّارين وأشباههم كصانع الحلواء المنفوخة غير بائعها وصانع القوارير وشبهه من صناع النفخ
    ص 111 ب ورقة الشفاه واحمرارها دليل على الفصاحة والهداية وطيب المأكل والمشرب والأفراح وغلظهما أو ثقلهما أو سوادهما أو زرقتهما دليل على البلادة والعجز عن قيام الحُجة وعدم الراحة في الكسب وربما دل سوادهما أو زرقتهما للمريض على موته لأن ذلك من علامات الموت وربما دلت الشفتان في انطباقهما على الأجفان بفتحهما وغلقهما وربما دلتا على الفَرْج لما يدخل فيه ويخرج منه وربما دلتا على حافتي النهر ولما يتردد بينهما وعلى الدُبر واليتيه وعلى البئر وغطائه وما أشبه ذلك والله تعالى أعلم
    (1/153)

    وأما الفم فإنه دال على الموت والحياة والكلام والمسكن والوعاء والسجن والحمام والطاحون والمطمر والصندوق والزوجة والبالوعة والمطلب والمهلك والمعبد والرزق والصناعة والهدى والضلالة
    فمن رأى فمه عُدم دل على موته وإن رأى المريض إن فمه قد كبُر أو حسُن دل على سلامته وحياته وإن كانت حرفته من النداء أو الحرس ورأى أن فمه قد عُدم دل على توقف أحواله وبالعكس وربما دل على خراب المسكن وكسر الوعاء أو قطعه وخلو السجن فإن دل الفم على الحمّام فلما فيه من الماء الدائم الذي يعم من فيه واللسان
    ص 112 أ فيه كالقيم وإن دل على الطاحون فلطحنه ما يدخل فيه ثم هو المطمر لكون ما يدخل فيه لم يزل مستوراً وكذلك الصندوق وهو الزوجة لدخول اليد فيه كالذكر ولما يخرج منه من القيء ثم هو البالوعة لما يدخل فيه مزدرداً ويبلع وهو المطلب لما حصل فيه من كل مطلوب فهو طالب لشهوته مطلوب لمنفعته والمهلك لهلاك ما يدخل فيه والمعبد لأنه محل الطهارة والرزق لأنه مرزوق سقاية وحركته وهو صناعة للوعاظ والخطباء والقراء وأشباههم ثم منه تظهر الضلالة والهدى وربما دل الفم على فم البئر والزير والعيبة والقربة وعلى هذا فقس
    فصل في الحلقوم واللسان والأسنان والأذن والذقن والشارب والعنفقة والحنك والعذار والخضاب
    الحلقوم مجرى الطعام والمريء مجرى النَفس والإدراج عروق ممتدة من الرأس إلى أسفل الرجلين فالحلقوم على ما ذكرناه دليل على الرسول والموت والحياة قال الله تعالى ( فلولا إذا بلغت الحلقوم ) وأما المريء فهو دال على العافية والسقم وأما الأدراج فربما دلوا على العمل أو الرباطات في العمل الشديد فافهم ذلك واللسان فربما دل للملك على ترجمانه أو نائبه أو صاحبَه أو وزيره أو كاتبه وربما
    (1/154)

    ص 112 ب دل على المال المكنوز والجاه والعلم الذي يصدر عنه ويدل على الخادم المتبتل لمصالح الأهل أو الأجير أو الدار أو الدابة أو العدو أو الحبيب أو الغرس الذي له الثمرة أو الزوجة الصّيتة التي لا تحمل أو الكلام الذي يصدر عنه أو الرزق أو الكُناس في الطرقات أو قُصاص الأثر أو الذي يخرج المخبأت
    وربما دل على الشرطي أو خادم المسجونين وربما دل لسان الحيوان على موته أو حياته لأن اللسان له كاليد التي تتناول بها فإن رأى الملك إن لسانه قد قطع فقد ترجمانه بموت أو عزل وربما دل على عزل نائبه أو حاجبه أو وزيره أو كاتبه وربما فقد مالاً طائلاً وربما تغلب العدو على بعض بلاده أو قطع منها رسمه أو اسمه أو جاهَه وإن رأى العالم أن لسانه قد قطع غُلب في مجادلته ومناظرته وربما مات خادمه أو تلميذه أو ولده
    وإن رأى الصانع لسانه مقطوعاً ربما فقد أجيره أو شريكه وربما أباع داره أو أجرها أو ماتت دابته وربما دل فَقد اللسان على شماتة الأعداء من أهله أو جيرانه أو مات من يحبه أو قطع برّه عنهم لأنه مُعين على مصلحة البدن وربما تعطل حمل شجرته أو خلع شجرة لا تثمر وربما دل فقد اللسان أو قطعه
    (1/155)

    ص 113 أ على طلاق الزوجة أو ينقطع كلامه من المكان الذي هو فيه أو يبطل منه رزقه وإن رأى لساناً مقطوعاً في المنام دل على موت حشاش أو كناس في الطرقات أو قصاص الأثر أو رجل يُخرج الخبايا أو رجل شرير فإن رأى أن له ألسنة في المنام دل على الزيادة في المال أو الأهل أو العلم وربما يحكم بألسنة عديدة وإن رأى أن له لساناً مع لسانه دل على النميمة وإلقاء الكلام بين الناس لأنه يقال للرجل الفتان فلان بوجهين ولسانين وإن كان اللسان الزائد لا يمنع الكلام ولا النفع فربما دل على الصدق والتودد لقوله تعالى ( واجعل لي لسان صدق في الآخرين ) وربما دل اللسان على ما يحتمي به الإنسان من سيف أو عُدة وربما دل قطعه لأهل المعرفة على لزوم الصمت والقيام بشكر الله تعالى
    ونبات الشعر على اللسان دليل على الحكمة أو نظم الشعر وقالت اليونان من رأى في النوم أن الشعر قد نبت على لسانه فإن كانت صناعته الكلام انفسد عليه نظامه وإن لم يكن من أرباب الكلام تعذر عليه أمر القوت
    وإذا رأى الإنسان لنفسه ألسنة أو آذاناً ابتُلي بالحبّ
    أنشد بعضهم -
    ص 113 ب
    فإن حدّثوا عني فكلي مسامع
    وكلي إن حدثتهم ألسُن تتلوا
    وربما دل اللسان على الأسير أو الحية في جحرها
    (1/156)

    وأما الأسنان قد تقدم الكلام في ذكر الميامن والمياسر من الإنسان وأما السن فإنها دالة على مُنتهى الأجل والسّن الذي كتب له وجمع الأسنان تدل على الأهل والعشيرة والغلمان والبنات من الأولاد وربما دلت الأسنان على المال والمعيشة والدواب والأجراء ( 1 ) والأملاك والأنشاب والذخائر والموت والحياة والفرقة والاجتماع وتدل الأسنان على الودائع والأسرار كما قال لي إنسان رأيت كأني قلعت سناً من أسناني فلما صار في يدي رأيته قد كبر فأعطيته إنساناً فقلت أنت تطلعُ على سرٍ وتذيعه وتزيد عليه ثم تُطلع عليه غيرك قال نعم فالأضراس كبار قوم الرأي أو خيارهم والنواجذ أتباع والثنايا والرباعيات ما يتجمل به من المال الطاهر أو الولد فصفرتهم في المنام أو سوادهم دليل على تغير حال من دلوا عليه
    وقلع بعضهم دليل على فقد بعض الأهل أو من ذكرنا وربما دل قلع السّن على قدوم الغائب أو موت من يعز عليه قال الشاعر فيه -
    ص 114 أ
    وصاحب لم أملّ الدهر صحبته
    يسعى لنفعي ويسعى سعى مجتهد
    لم ألفه مُذ تصاحبنا فمُذ نظرت
    عيني عليه افترقنا فرقة الأبد
    (1/157)

    فإن صارت أسنان الملك حديداً أو نحاساً دل على شدة عسكره وقوة جنده وإن فقد أسنانه في المنام زال مُلكه وربما دل قلع الأسنان على طول عُمر الرأي حتى لم ينطر من أسنانه أحدا وربما دل ذلك على تعطيل ربحه من النبات والأنشاب وربما صار عقيماً لا يرزق ولد أو يفتقر بعد غنائه أو يتعطل ربحه من داره أو من دوابه أو طاحونه وإن ادّخر شيئاً لوقت الفائدة فيه فسد حاله وعُدم فيه وربما مات وانقطع رزقه فإن أخذ ما سقط من أسنانه ربما تكلم بخطأ وندم عليه وكتمه وربما كان المغرّم على قدر ديّة السّن في الشرع وربما دل فَقد الأسنان لأرباب المجاهدات على لزوم الصوم فإن قلع أسنانه بيده تصرف في ماله تصرفاً رديئاً أو عاشر أهله بغير المعروف أو فعل منكراً وندم عليه أو أصاب ربحاً من دين يستدينه ويرجع عليه وباله هذا إن كان ذلك ظاهراً في للياس في المنام فإن قلعها له أحد في المنام دل على احتياجه إلى الرهن أو البيع لما يتجمل به أو لما لا بُد له منه فإن قلع سناً يتأذى منه في اليقظة
    ص 114 ب دل على معالجته لمن يؤذيه وزواله عنه وربما دل ذلك على زوال الهم والنكد من مطالب فلازم وتجديد ما يقلع من الأسنان في المنام دليل على المعاوضات والربح بعد الخسارة فإن طلع مكان أسنانه أسناناً من ذهب أو فضة ربما دل على الاجاحة في المال أو يحتاج إلى شد شيء من أسنانه لمرض أو عارض
    ورؤية العين الزائدة أو الأنف الزائد أو الأذن أو السن في المنام دليل على فقَد ذلك أو على قيمته في الشرع لقوله تعالى ( وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن ) والزيادة تعين النقص وربما دلت السِّنّة على السَّنة أو السُّنّة أو السِّنَة
    فمن رأى أن معه في المنام سِنّه وكان ممن يعتريه السهر نام وعاودته السِنَة وربما استقبل سنة مباركة أو سلك سُنة حسنة وتمسك بها
    (1/158)

    وأما الأذن فهي محل الوعي والزينة وزينة الإنسان ولده وماله ومنصبه فهي دالة في المنام على الولد والمال والمنصب وربما دلت الأذن على العلم والعقل والدين وعلى الملك والأهل والعشيرة الذي يتجمل بهم الإنسان
    والأذن السمع فمن رأى أن سمعه
    ص 115 أ كبُر أو حسُن أو أن النور خارج منه أو داخل إليه دل على هدايته وطاعته لله وقبول أمره وإن رآه في المنام صغيراً أو يخرج منه أو يدخل فيه رائحة رديئة دل على ضلالته عن الحق والوقوف عندما يوجب المقت من الله قال الله تعالى ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا )
    وقطع الأذن أو فقده دليل على الفساد في الأرض لأن المعهود قطع الأنوف والآذان لقطاع السبيل وجمع الأذن آذان وربما كانت الآذان آذان بالقصر أي أعلام وهو الآذان المشروع فافهم ذلك وربما دلت الأذن الزائدة على الإذن للإنسان زيادة فيما يرومه فإن كانت أذناً حسنة كان ما يرومه خيراً قال الله تعالى ( قل أذن خير لكم ) وكثرة الآذان في المنام دليل على فنون العلوم أو أنه لا يثبت على حالة واحدة وربما دلت الأذن على ما يُعلّقُ فيها من المصنوع فإن صارت أذنه أذن شيء من الحيوانات زال عنه منصبه وتقطعت حرمته أو تبلد ذهنه فإن رأى أنه يجعل اصبعيه في أذنيه دل على موته مبتدعاً لقوله تعالى ( يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين ) ولقوله تعالى ( وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم ) وإن كان
    ص 115 ب الرأي على بدعة وضلالة ورأي أنه يجعل أصابعه في أذنيه دل على توبته وتصميمه على الترك لما هو مُرتكبه أو يصير مؤذناً وأذان الملك جاسوسة فإن رأى الملك أن أذنه زالت دل على انقطاع الأخبار عنه والأذن دالة على ما يوعى فيه من كيس أو صندوق أو خزانة فما حدث في الأذن من زيادة أو نقص كان عائداً على من ذكرناه
    (1/159)

    وأما الذقن فإنها دالة على ما يتجمل به الإنسان من مال ظاهر أو والد يعضده أو ولد يساعده أو خادم يخدمه أو منصب جليل يستقل به وربما دلت الذقن على إسباغ الوضوء لأن تخليلها من الواجب وربما دلت على أساس الدار واللحية هي الهيبة وربما دلت اللحية على حانوته وسببه ولباسه ومغرمه وربحه فإن قص لحيته في المنام بفمه طال همه وغمه قال بعض أرباب التجارب ومما يورث الغَم والتعمم جالساً ولبس السروال قائماً والمشي بين الأغنام وقص شعر اللحية بالأسنان والقعود على أسُلفه الباب والأكل بالشمال ومسح الوجه بالأذيال والمشي على قشور البيض والاستنجاء باليمين والضحك في المقابر ويقال للحيّة الكريمة وهي أيضا قسم يقسم بها ثم هي أيضاً دالة على الصدق والكذب فيقال للرجل إذا صَدق في قوله صَدقت لحيته ويقال

    علي العذاري غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  17. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 15-02-2012 الساعة : 04:52 PM رقم #9
    كاتب الموضوع : علي العذاري


    شاملى مميز


    • بيانات علي العذاري
      رقم العضوية : 6016
      عضو منذ : Jan 2012
      الدولة : ariq
      المشاركات : 141
      بمعدل : 0.03 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 14
      التقييم : Array


  18. (1/160)

    ص 116 أ ( 1 ) في الكذب كذبت لحيته وتنسب اللحية أيضاً للبخل والكرم فيقال فلان كريم اللحية إذا كان كريماً وفلان خسيس اللحية إذا كان بخيلاً فاعتبر اللحية وما حصل فيها من الزيادة والنقص والزين والشين واعط الرأي ما يليق به على قدره إن شاء الله تعالى وربما دلت اللحية على الزوجة فمن رأى أن لحيته حسنت دل على حسن حال من دلت عليه فإن رأى فيها شعراً أبيضاً ربما دل ذلك على الإنذار بسبب ما هو مرتكبه لقوله تعالى ( وجاءكم النذير ) وربما دلت اللحية على الزرع فإن رأى لحيته السوداء قد ابيضت ربما دل ذلك على دنو حصاد زرعه وربما دل بياض اللحية على المرضُ أو العجز وإن كانت اللحية في اليقظة بيضاء ورآها في المنام قد اسودّت دل ذلك على النشاط والقوة والعزم والشدة في الحركات فإن طالت لحيته خلاف العادة دل ذلك على اللهو واللعب أو تبذير المال بغير وجه أو يحصل له هم ونكد ممن دلت عليه أو كان الرأي كثير الحيلة لاشتقاقها واللحية للعاصي توبة خصوصاً لأهل التفريط من الشياب وإن كان الرأي ضالاً اهتدى خصوصاً إن رأى في لحيته بياضاً لقوله ( إن الله ليستحي أن يعذب ذا شيبة شابت في الإسلام ) وطلوع اللحية للمرأة ترجل أو
    ص 116 ب وقاحة وارتكاب محذور واللحية للطفل عُمر طويل واللحية للزمام كاللحية للمرأة والولوع باللحية أو تفتيلها في المنام دليل على قصور الهمة سواء كان الرأي قاصداً أو مقصوداً وفي معناه -
    أتيت أرجيه في حاجة
    فما انكست نفسه الجامدة
    وراح يُفتّل في دقنه
    والنفوس تعاف الفتلة الباردة
    وأما الشارب فطوله الفاحش دليل على الهموم والأنكاد وربما اشتهر بشرب المحرمات وأما قَصُه وتحسينه فإنه يدل على اتباع السنة لقوله ( قصوا الشارب واعفوا عن اللحى ) وأما حلق الشارب واللحية عند من يرى ذلك فإن رؤيته في المنام دليل على الراحة وزوال الهم والنكد
    (1/161)

    وهو عند من يكرهه دليل على زوال المنصب والشهرة الرديئة والفقر والخسارة وأما العنفقة فإنها دالة على الزوجة أو الأمة والعذار عذر واضح وزيادة رزق أو قدوم غائب أو مكتوب منه فإن زان صاحبه كان بشارة وإن كان يشينه كان دليلاً على الهم والنكد
    والحنك زوجان أو شريكان أو ابنان
    والعذار الفاحش يدل على زوال المنصب قال بعضهم -
    ( تجلى لنا بدراً على السعد طالعاً
    فقارنه نحس فزال عن السعد )
    ص 117 أ
    وفي كل شيء آفة خُلقت له
    وآفة حسُن الأمرد الشعر في الخدِّ
    وأما الخضاب فإنه في اللحية دليل على الرياء والتدليس بالأعمال والخضاب لمن يليق به دليل التظاهر بالنعم والإرغام للأعداء وعلى الأمن من الخوف ولمن لا يليق به أيضاً دليل على الهموم والأنكاد والديون وهجران الأحبة وقال بعضهم -
    رأتني أميز خلط الخضاب
    وأقلب أجزاءه بالقضيب
    فقالت ابنْ لي ماذا أردت
    بقسمة هذا السواد العجيب
    فقلت فديتُكِ مات الشباب
    دعيني أسخم وجه المشيب
    وفي معناه
    وزائرة للشيب لاحت بمفرقي
    فبادرتها بالقلع خوفاً من الحتف
    فقالت على ضعفي اجترأت ووحدتي
    رويدك حتى يعقب الجيش من خلفي
    وخضاب رأس المرأة كحكم خضاب شعر اللحية وربما دل الشيب في اللحية على النصال المؤلمة في الأبدان وعلى البُعد والخفاء
    وفي معناه -
    قالت أُحبك قلتُ كاذبة
    غُرّي بذا من ليس ينتقدُ
    ( قالت فما أدراك قلت لها
    الشيخ ليس يحبه أحد
    فصل
    في رؤية اليد والعضد والمعصم والزند والساعد
    ص 117 ب والكف والأصابع والأظفار والعنق والوريدين والأوداج
    (1/162)

    وأما اليد فإنها محل القبض والبسط وتقليد المنن يقال فلان له عليّ يد إذا أكرمه وبما دلت اليد على الصناعة التي تصدر عنها وعلى الوالد والولد والمال والصاحب المساعد والقريب المتودد والسرقة والشدة والبطش وربما دلت اليد اليمنى على اليمين فمن رأى أن يده اليمنى مفقودة ربما حنث في يمينه قال الله تعالى ( واحفظوا أيمانكم ) وقال ( إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون ) وربما دلت اليد على المبايعة قال الله تعالى ( يد الله فوق ( 1 ) أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ) ثم تدل على العهد قال الله تعالى ( وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ) وربما دل فقدها على الغنى عن السؤال من عند الله تعالى فمن رأى أن يده حسُنت في المنام أو أنها مبسوطة دل على حسن حاله وكرمه وربما دل بسط الراحة على خلوها من المال كما يدل قبض اليد في المنام على الإمساك والبخل وطول اليد في المنام دليل على تقليد المنن أو على السرقة أو على العلم أو الصناعة وحسن اليد دليل على حسن حال الوالد أو الولد أو طيب المال وكسبه وربما دل ذلك على مصافاة الأصدقاء أو الأجراء المساعدين له على مصلحته وربما دل حسُن اليد على النصر على الأعداء فإن لم يكن له
    ص 118 أ في اليقظة يد ولا رِجل ورأى أن له يداً في المنام ورجل انتفع بقريبه أو ممن كان يتودد إليه أو رزق من حيث لا يحتسب الغُلَ في اليد دليل على فساد الدين لقوله تعالى ( وقالت اليهود يد الله مغلولة غُلت أيديهم ولعنوا بما قالوا ) ومن رأى يده مخضوبة دل على كلفة قال الشاعر
    ( ويا حُب ليلى لا تغير وازدد
    وانمى كما ينمى الخضاب في اليد )
    فإن رأى أنه ينفض يديه في المنام دل على الفراغ من العمل والمقاطعة لقول ( 1 ) بعضهم -
    ( انفض يديك من الزمان وخيره واهجر بنيه تفز بقلة ظيرة )
    ( ولقد صحبت فما وجدت موافقاً في الله أصحبه ولا في غيره )
    (1/163)

    وزيادة اليد في المنام دليل على تجديد الأزواج والإماء أو الغلمان والأملاك وربما مرض صاحب الرؤيا واحتاج إلى ذي يدٍ يتوكأ على يده أو يعمى بصره ويحتاج إلى عصى تكون في يده كيد ثالثة فإن صارت له أيادي نافعة دل على أنه يتقلد منن الناس وأياديهم أو تظهر عليه نعم الله تعالى وأياديه التي لا يقوم بشكرها ومن فُقدت يداه في المنام وكان من أهل الطاعة حسُن توكله على الله تعالى وإن كثرت أياديه في المنام دل على طمعه في الدنيا واحتفاله بكسبه والاحتيال عليها فإن صارت يده يد سبع أضاع الصلاة واتبع الشهوات والله أعلم
    ص 118 ب وربما دل قطع اليد في المنام للعوام على حنثهم في أيمانهم لأنهم يحلفون بقطع أيديهم وأرجلهم ومن صار في المنام أعسر أو رأى أعسر في المنام فإنها فائدة ورزق وبسطة لأن بعد العُسر يُسرا قال الله تعالى ( فإن مع العُسر يسرا ) وسُمّي ذو اليدين لأنه كان يفعل بالشمال كما يفعل باليمين وإن صارت يده يد سنور ربما ظفر بأعدائه أو صار لصاً يتسلق الجُدران وربما دل ذلك على دناءة الأصل كما دل على دناءة المكسب والله تعالى أعلم بالصواب وأما العضد فهو دال على من يعضد الإنسان في دينه ودنياه ويعتصم به من زوجه وأمه أو دين قال الله تعالى ( 1 ) ( سنشد عضدك بأخيك ) الآية وقال تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) ومعصم المرأة دليل على زوجها أو ما تجعله فيه من سوار وغيره والزند زيادة كما أن حسُن الساعد دليل على حُسن حال المساعد وربما دل العضد على أحد أركان الدار فما أصاب العضد من خير أو شر عاد ذلك على جدار من جُدُر داره والله تعالى أعلم
    وأما الكف فهو إذا حسُن في المنام كان دليلاً على الكف عن الشر وعن معاصي الله تعالى والكف عن الصداقة وربما دل حسُن الكف على قبول الدعاء والكف الراحة وهي الراحة من التعب أو إيجاد الراحة
    (1/164)

    ص 119 أ لغيره أو راحة تدخل عليه في يده وأما الأصابع فهي المعينة للإنسان على دنياه من صناعة وعلى آخرته من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأصابع في التأويل أولاد وأزواج وأباء وأمهات وعلى المال والدواب والملك والصناعة فمن رأى أصابعه قد زادت زيادة حسنة دل على الزيادة فيما ذكرناه ونقصها دليل على نقص من دلت عليه وربما دل قطعها أو بُسرها أو تعطل نفعها في المنام على تعذر نفع الأباء والأمهات أو الأولاد أو أجيح في ماله أو تموت دوابه أو يتعطل ملكه أو تكسد صناعته وربما دلت الأصابع على نواب الملك المختلفين في مراتبهم ونفعهم واعتبر الكوع والكرسوغ وهما عظمان في الساعد أحدهما أدق من الآخر وطرفيهما يلتقيان عند مفصل الكف فالذي يلي الخنصر يقال له الكرسُوع والذي يلي الإبهام يقال له الكُوع وهما عظما ساعدي الذراع فما حدث في الخنصر أو الإبهام من زيادة أو نقص ربما عاد على هذين العظمين وما حصل في هذين العظمين من زيادة أو نقص كان عائداً على الإبهام أو الخنصر فالحظ ذلك لحظاً جيداً أو قس عليه إن شاء الله تعالى
    فإن رأى أنه ( 1 ) يعض أنامله في المنام فإن كان الرأي مريضاً مات لقوله تعالى ( وإذا خلوا ( 2 ) عضوا الأنامل من
    (1/165)

    ص 119 ب من الغيظ قل موتوا بغيظكم ) وربما دلت الأصابع على بلاد الملك وتدل على ما يُعقد عليها من المال والتسبيح أو الإشارة بالتوحيد أو الطهارة أو على ما يلبس فيها من زند الحرب وكف الجارح أو تختم به ثم تدل على الأنشاب والأظفار كالثمر الذي يُجنى عند إدراكه ثم تدل الأصابع على الصلوات الخمس كالإبهام بالصبح والسبابة بالظهر والوسطى بالعصر والبنصر بالمغرب والخنصر بالعشاء وقيل الوسطى بالصبح لما يُستحب فيها من التطويل والبنصر بالظهر والخنصر بالعصر لأنها آخر النهار فإن جعلت الأصابع صلاة كانت الأظفار سُننها أو نوافل وإن كانت الأصابع مالاً كانت الأظفار زكاته وإن دلت الأصابع على الجند والأعوان كانت الأظفار سلاحهم أو عُدَدهم
    وربما دل الظُفر على الظَفَر وربما دل طول الظفر لمن يحتاج إليه كالختان وغيره على السعة في الرزق خلافاً إذا رآه مقصوصاً وربما دل طول الظفر على الرفض لأن طول الظفر مخالفاً للسُّنَة والرفض خلاف السُّنَة وهو رفض لمن يعكسه لفظاً وإذا رأى الملك ( 1 ) بمصر أن في كفه زيادة أصابع دل على زيادة القانون السلطاني وكذلك إذا رأي بيده ذراعاً وعقد الأصابع عقود أموال والأصابع أياماً أو شهوراً أو أعواماً وأما العنق
    ص 120 أ فهو محل الولاية والشهادة وأداء الأمانة والوصية والزكاة والدَين الذي يتعلق به فمن رأى كان عنقه مليحاً سميناً لائقاً ببدنه دل على منصب جليل يتطاول فيه بعنقه بين الناس وإن كان شاهداً كان برئ الذمة مما هو بصدده وإن كانت عنده وديعة خلصت من عنقه أو وصية أو أدى زكاة ماله أو قضى ما عليه من الدَين وبالعكس لو رأى في عنقه دمامل أو قيوحاً أو دماء سائلة فإنه يدل على اشتغال ذمته بما ذكرناه وهو متعلق بعنقه وإن رأى في عنقه كتاباً دل على أنه مشغول الذمة فيما بينه وبين الله تعالى لقوله تعالى ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه )
    (1/166)

    وإن رأى في عنقه غلاً كان ذلك دليلاً على النار وما يقرّبُ إليها لقوله تعالى ( إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً ) ويدل حُسن عُنق الميت على البراءة مما ذكرنا كما أن حسُن عنق المسافر دليل على قدومه سليماً ومعانقته فيه وتقبيله وعنق النساء يدل على ما يجعلنه فيه من قلادة أو غيرها وكذلك عنق الصغير وأما الوريدين فهما دالان على موت الإنسان وحياته وربما دلا على كل من للرأي فيه ومساعده كالشريكين أو الأخوين أو الأبوين أو الزوجة أو وليها الذي يحفظ عصمتها أو مالها الذي تقيم به أودها
    وأما الأوداج مداجاه والوريد من
    ص 120 ب ( 1 ) الإرادة أو الإيراد والأوداج منها جاد
    فصل في القفا والعانق والكتف والمنكب
    أما القفا فإنه دال على ما يقال فيه من الشكر أو الذم والإقبال والإدبار والعز والذل والدين وربما دل القفا على تقفي الأثر فإن حصل في القفا ما يدل على الخير كالغلط والبياض أو الرائحة الطيبة أو نور يتلألأ أو أنه صار من حديد فإن ذلك دليل على شكره فيما هو بصدده كإقباله وإقدامه في الملاقات للأعداء وأنه لا يستديرهم بقفائه وإن كان متولياً عظم قدره أو قضى دينه وأن رئي قفاه مُنكساً أو فيه قروح أو شروط دل ذلك على مذمته وفشله وذله وعلى الدَين يرتكب قفاه وربما دل على تقفي آثاره والتطلع على عوراته
    وأما العانق فإنه دال على ما يتجمله الإنسان من وزر أو ما يحمل عليه من ولد أو حمل فإن رأى على عاتقه حملاً ثقيلاً لا يثور به كان ذلك دليلاً على حمل الأوزار لقوله تعالى ( وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم ) وحُكم الكتف كذلك الرقبة رُقبى وربما دلت الرقبة على العتق والمِلك فإن رأى العبد في رقبته غِلاً دام ملكِه وإن انفك عنقه دل على عتقه لقوله تعالى ( فك رقبة ) وربما دل الكتف على ما يُتقوى به من مال أو جاه أو زوج أو ولد أو عافية أو مرض فما حصل في الكتف من
    (1/167)

    ص 121 أ زيادة خير أو شر عاد على من دل عليه وأما المنكب فهو دال على الرزق والخير والسعي للمريض وتدل على السفر البعيد قال الله تعالى ( فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه ) أدار به السفر في أطراف الأرض
    فصل في الظهر والصلب والجسد وطول القد وقصره واستحالته
    وأما الظهر فدال على ما يظهر عليه أو يستظهر به وربما دل على الظهار فأما ما يظهر عليه كالياس أو الضرب وأما ما يستظهر به من مال مدخور أو مصلحة يستسنها والظهار ما يتعلق بتحريم الزوجة والظهر دال على ظاهر الدار أو البلد أو المذهب وانقصام الظهر خوف أو حزن وربما كان الظَهر الظُهر وهو أحد الصلوات الخمس ومن رأى أن ظهره اسود أو احمّر خُشِي عليه من الضرب فيه وإن رآه سميناً أبيض لماعاً دل على تجديد الملابس المليحة وربما دل ذلك على استظهاره بعلم أو ولد أو سلطان يشتد ظهره به أو بمسكن أو دابة وربما ظاهر زوجته
    وإن كان ظهره في المنام مكوياً بنار دل على بخله وإمساكه لحق الله تعالى لقوله تعالى ( يوم يحمى عليها في نار جنهم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا
    ص 121 ب ما كنزتم لأنفسكم ) وأما الصُلب فإنه يدل على الولد الذي هو منه لقوله تعالى ( فلينظر الإنسان مم خلق خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب )
    وربما دل الصُلب على الصَلب والصُلب هو الشديد من كل شيء فقوته وشدته دليل على الزوجة البكر للأعزب وللمتزوج على الولد ومن نبت في صلبه شجرة صُلب عليها وإن كان مريضاً بصُلبه ورأى أن صُلبه صار من حديد أفاق من ذلك
    وأما الجسدُ فرؤيته في المنام دليل على ما يواريه ويتجسد به كاللباس والزوجة والمسكن والمحبوب أو الولد أو على ما يحتمي به من الأذاء كالسلطان والسيد وولي الأمر عليه فقوته وحُسنه وسمنه دليل على من دل عليه ممن ذكرنا
    وأما ضعفه وتغير لونه ونتنه فإنه دليل على سوء حال من دل عليه
    (1/168)

    والجسم إذا كان في المنام سميناً بهياً دل على علو القدر والنصرة على الأعداء لقوله تعالى ( إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم ) ورؤية ذلك لمن يقول المعرض والجسم والتجسيد دليل على فتنته
    وأما طول القامة القصيرة فكذلك وربما دل ذلك على الشح والتظاهر بالطول
    ص 122 أ
    قال بعضهم
    طَول بلا طَول ولا طائلٍ
    سيف كهام وغمام جهام
    ولا خير في القامة الطويلة إذا قصرت فإنها دالة على انحطاط القدر أو قرب الأجل ومن استحال بدنه إلى شيء من الحيوانات فإن كان سبعاً تسلط على من دونه بماله أو سلطانه وشدة بأسه أو مكره وخداعه وإن كان إلى حيوان يؤكل دل على خيره أو مهانته
    فصل في رؤية الصدر والثدي والبطن والسُرة
    واتساع الصدر في المنام وحسنه دليل للكافر على إسلامه لقوله تعالى ( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه ) وهو للعاصي توبة وانشراح للطاعة لقوله تعالى ( ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك ) ويدل على تيسير العسير لقوله تعالى ( رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري ) ومن رأى بحبوية في صدره في المنام دلت على شكايته به وإن كان مريضاً به دل بُرئه مما يشكوه منه قال بعضهم -
    ( أقول وقد جرّدتها من ثيابها
    وعانقت منها البدر في ليلة التمّ )
    ص 122 ب
    وقد ألمت صدري بشدة ضمها
    لقد جبرت قلبي وإن أوهنت عظمي
    وربما دل حُسن الصدر على الإيثار لقوله تعالى ( ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ) وربما دل الانثناء بالصدر على النفاق لقوله تعالى ( إلا أنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ) وربما دل الصدر على ما يكتمه فيه من علم أو مال أو هدي أو ضلالة قال الله تعالى ( يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون ) والصدر صديق أو زوجة أو منصب يجتمع فيه الصدور
    وأما الثدي فثدي الرجل دال على وجاهته ومنصبه وعافيته وسقمه وربما دل ثدي الرجل على الأخوين والأصحاب أو الأولاد أو الأزواج الذين لا نفع فيهم مع الجمال بهم
    (1/169)

    وثدي المرأة دليل على عكس ذلك لما فيه من رزق الله تعالى فإن رأى الرجل ثديه كثدي المرأة واللبن يقطر منه دل على قيامه على عياله ومباشرته لما يلزم النساء في كدهن وربما دل ذلك على الدَّين وتحمله أو يحصل له مرض يستحي فيه من الناس فإن رآه الناس اشتهر بذلك
    وإذا صار الثدي نحاساً أو حديداً دل على فَقد الأولاد وتعطل الأسباب
    ص 123 أ أو الحمل والثدي على الناهد زوج والنهد على المرأة العقيم ولد بعد الأياس منه وربما دل النهد للبكر على ما تتزين به من جهاز أو كسوة أو مال
    والنهد للطفلة أو الطفل عِلل وأمراض وقروح
    والثدي البز والبز المتاع من القماش والبز الواحد للمرأة العزباء زوج فإن نزل منه ماء أو لبن كان كفؤاً لها وإلا فقدت ولدها أو أختها
    وأما البطن فإنه دال على ما يحوي أهله وماله وسره وعلى من يضاجعه أو يخرج منه ويدل على السجن والقبر والبئر والصحة والسقم والصديق والمودَع ويدل على دِينه وعبادته فمن انخرق بطنه في المنام وكان له ملك تعطل نفعه منه وإلا حصلت له إجاحة في ماله الذي ستر به أهله وربما افتضح سره أو فَقد زوجته وإن كانت امرأة حامل خرج منها حملها فإن ظُهر أو خرج شيء من أمعائه وأعضائه خرج مسجونه وإلا كشف عن أمواته أو نزح بئره وإلا مرض بجوفه وإن كان يشكوا ذلك زال ما شكواه
    وإن فقَد بطنه مات صديقه أو وليه أو الحاكم على ماله وربما تزهد وتقيّد ونزل الطعام والشراب فإن خرج من بطنه نار دل على توبته من أكل مال الأيتام لقوله تعالى ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم نارا ) وإن كان ممن يأكل
    (1/170)

    ص 123 ب في الأواني المحرّمة دل على زهده فيها لقوله ( الذي يأكل في آنية الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم ) فإن مشى على بطنه في المنام دل على فاقته واحتياجه وسعيه للناس على شبع بطنه والبطن بطن الوادي وربما كان البطن في التأويل دليل على ما يدل عليه الفخذ من العشيرة أو القبيلة وربما دل البطن على البطِنة والبطن الجوف قال عليه السلام ( لأن يرى جوف أحدكم قيحاً أحب إليه من أن يريه شِعراً ) والدخول في البطن سفر أو سجن أو يعود إلى ما كان خرج عنه وإن رأى في بطنه قيوحاً أو دمامل دل على تعرضه لما لا يحل له من مأكول أو مضاجعة وإن حسُن بطنه أو كبر كبراً غير منافر لبدنه دل على العلم والرئاسة وربما دل البطن على المباطنة في الدين والبطانة الحقد والنفاق قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم )
    وأما السُّرة فإنها ( 1 ) على والدة الرأي دالة أو والده أو كسبه الذي يعيش منه أو حرفته التي كان يعهدها وربما دلت على زوجته أو أمته أو كيسه المختوم
    كأن رأى في المنام أن سُرته قد نزل بها حادث شر عاد ذلك على من ذكرناه من والد أو والده أو ولد أو مال وإن كان الرأي مريضاً ورأى في المنام
    ص 124 أ كأن سرته قد انفتحت فإنه يدل على موته فإن فتحها في يمين بيده فتح مطمره أو مخزنه أو كيسه لينفق منه وربما دلت اليُسرة على الميسرة أو السر
    فصل وأما الأعضاء الباطنة
    كالكبد والرئة والقلب والطحال والمعدة والمعاء والعروق والأضلاع ( 1 ) وغيره
    فالكبد ولد والرئة خادم والقلب رئيس القوم والطحال مجمع الفساد والمرارة صاحب سر والكلى أعوان والمعدة ( 1 ) تدولب وصاحب تدبير
    والمعاء أهل وأقارب عد بعضهم بعضا والعروق سواقي والأغشية حجاب وبيوت والحلقوم والدُبر مجرى أرزاقهم وراحتهم وينبوع حياتهم فما ترك هو أحد ممن ذكرناه زيادة أو نقص عاد تأويله على ما ذكرناه
    (1/171)

    فإن رأى أن كبده قد تقطعت مات ولده لأن الكبد دالة على الولد كما ذكرناه قال الشاعر -
    ( إنما أولادنا أكبادنا تمشي على الأرض
    )
    وبالعكس لو رأى أن ولده مات ربما مرض بكبده
    فإن رأى أن رئته اسودت دل على هدم باب ربحه أو باذ حنجه أو تفسد مروحته وإن رأى أن قلبه قد تقطع فإن كان الرأي
    ص 124 ب من أهل الخشية والزهد والورع كان قلبه مع الله تعالى لا يشغله عنه شاغل لخوفه منه وربما تقطع قلبه أساً على سوء حال من يعز عليه وربما تشاغل عن الله بمن أسكنه غيره لقوله ( إن في الجسد لمضغة إذا صلحت صلح الجسد وإذا فسدت فسد الجسد ألا وهي القلب ألا وهي القلب )
    فإن رأى أن طحاله كبير دل على فساد مولاه وتغير حال من دل عليه أو يغلب عليه مرض سوداوي وكذلك المرارة لأنها مجمع المر الصفراوي
    وفقد إحدى الكليتين فقد من دلا عليه وفقدهما جميعاً دليل على قسوة القلب وأما المعدة فتفريغها وصفائها من الأكدار دليل على الخير والراحة والشفاء من الأمراض لقوله ( المعدة بيت الداء )
    والمعاء إذا خرجت من الفؤاد وظهرت دل على بيان الزوجات أو مرض من ولوا عليه فإن انشق شيء منهم دل على الموت أو البنات للزوجات
    وأما العروق فإنها إذا كانت في المنام ظاهرة لا يسترها شيء دل على تعذر ما يُسقى به نباته أو أنشابه والعروق المشهورة بالفصد والنوابض المعتادة بالحركات الدائمة تدل على الحياة والأرزاق وعلى كبار الأهل والعشيرة
    ص 125 أ
    واعتبر من قولك المشهور كالأخدعين وهما المصلحة العين والدماغ
    والباسلين والأكحل في الذراع وهما لمصلحة أكثر البدن وعلى هذا فقس
    (1/172)

    وأما الأضلاع فإنها واقية لما هواه الجوف كالخيمة وعمدها والخركاة وسترتها أو البيت وأركانه أو سقفه أو المركب وأضلاعها وربما دلت الأضلاع على النساء الضُلّع لأن المرأة خُلقت من ضلع أعوج وربما دلت الأضلاع على ما يعتمد عليه الإنسان أو ما يبني عليه من أساس وربما دلت الأضلاع على الأهل والأقارب المتفاوتين في القدر والسن وهم في الألفة والمحبة والمساعدة سواء ثم تدل على الأعمال المستورة أو على عدة النسج أو آلة الغَرر ثم تدل على ما يحل بها من عقوبة أو نعيم فمن رأى أضلاعه بارزة من تحت جلده خُشي عليه من العقوبة عليها فإن كبرت في المنام أو غلظ لحمها وجلدها دل على الرزق والسمر والشفاء من الأمراض
    فإن رأى نفسه في المنام بلا أضلاع فقد في اليقظة من دلت عليه من أهل ومال وولد وربما فَعل فعلاً يعتقد صوابه وهو خطأ وربما دل ذلك على الانحناء إما لكبر أو مرض
    فإن رأى أنه يأكل من أضلاعه صار كَلاً على أهله وأقاربه أو باع أخشاب داره أو ما يستره من حر أو برد
    ص 125 ب
    فصل في لحم الأدمي وأعصابه وعظامه ودمه وآلات الولادة
    وأما لحم الإنسان فإنه عبارة عن كسبه وعافيته وسقمه وربما دل على ماله أو متجره وربما دل على دينه وورعه وتقواه ونظره في الحلال والحرام وربما دل لحمه على حلمه وغضبه وهمه وفرحه وعلى ما يحل به من بلاء وعقوبة وربما دل على ما يُخشى به في السفينة من قلفطة أو يُبنى به من طيف أو يُحشى به في لحاف أو وسادة أو يُدك به في أساس
    فمن رأى أن لحمه زائداً ذرت معيشته وإن كان مريضاً سَلم وبالعكس
    لو رأى أن لحمه ناقص دل على توقف حاله أو مرضه وربما دل ذلك على نقص ماله أو يرى ذلك في مملوكة أو بوار طينه أو متجره
    وإن كان عابداً ورأى لحمه زائداً ربما فتر عن العبادة واشتغل بالدنيا ولذاتها وبالعكس
    فإن أكل لحم أدمي دل على الغيبة والنميمة لقوله تعالى ( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه )
    (1/173)

    ورؤية اللحم المجهول دال على نزكات الهلكي وإن ابتاع لحم أدمي ابتاع بضاعة كاسدة وقال أطروبمس الحكيم إذا بُل شعر أدمي في الخل و وضع على عضّة الكلب الكلب أبراه فإن رأت المرأة
    ص 126 أ أن معها في المنام شعر أدمي ربما احتاجت إليه بخوراً لوجع الرحم ومن ( 1 ) بصاق آدمي في المنام ربما احتاج إليه في لذع شيء من الهوام وقيل إذا وقع بصاق أدمي على الريق على العقرب أماتها ولم خف نفع المومياي ولا مرارة ابن آدم وباقي نفع أجزائه معروف عند أربابه والله تعالى أعلم
    وإن نقص لحمه في المنام تزهد وتورع وتبتل لطلب الحلال وإن زاد لحمه امتلأ من الحرام وأطاع نفسه في شهواتها وإن كان الرأي ولي أمر اشتهر حُلمه وكثر ماله وربما تنمر وكثر غضبه وربما دلت زيادة اللحم على الإنسان في المنام على الأفراح والسرور كما أن نقصه دليل على الهموم والأنكاد فإن رأى لحمه أسود أو أزرق أو أنه ينقطع قطعاً ويقع منه دل على شدة تلحقه من عقوبة أو مرض وربما فتقت سفينته وزالت قلفطتها أو نقص حشو لحافه أو وسادته أو أصلح بناءه فإن رأى أنه أكل من لحمه الزائد في المنام أكل الفائدة وأبقى رأس المال وإن أكل غير زائد فرط في رأس ماله أو ندم على فعل يفعله
    وأما الأعصاب فهم العَصَبة أو العُصْبة له أو المتعصبين عليه قال الله تعالى ( إن الذين جاءوا بالأفك عُصبة منكم ) وربما دلت الأعصاب والأوتار على حبال السفينة التي حركتها وأطناب الخيمة ورباطات البناء وأوتار الحنك أو الولي
    ص 126 ب الذي لا يصح النكاح إلا به والمال الذي تنعقد به الإجارة والبيع والشراء وقائم المنسوج وأصول الدين والعمى والفقر والنسل
    (1/174)

    فإن دل الإنسان على النخلة كان الجريد عصبُه المجاور لليّف والأضلاع والعروق فمن اشتدت أعصابه في المنام من المرضى دل على شفائه وقوته وربما انتصر على من يعاديه بأهله أو بجنده وحفدته ( 1 ) أو حمل نخله وإن كان مطرياً نال حظاً وفائدة ممن سمعه وإن كان ملاحاً استفاد من سفينته وإن كان صاحب خيام ارتفع شأنه وإن كان بنّاء جدد بناء حسناً
    فإن ارتخت أعصابه في المنام أو تشمرت خانه من كان ينتصر به أو وقفت سفينته أو تعطل بناءه أو تاب إلى الله تعالى من اللعب بالأوتار أو نكاح زوجة بغير وليّ أو مال غير مفيد أو قيام غير مناسب للحمه
    وربما دل ارتخاء العصب أو يُبسه على الولد الزمن أو الزوجة أو الدابة
    وأما العظام فإنها دالة على ما تقوم به البَنية من مال وقوت وعلى من يعين الإنسان على مصلحته من أهل أو أزواج أو أولاد أو دواب أو جوار أو عبيد أو أملاك فكبارها أكابر القوم والصغار أتباع أو أولاد أو خدام
    ص 127 أ فإن انكسر عظمه في المنام أو اسودّ مات من دل عليه إن كان مريضاً وإن كان سليماً مرض وربما دل العظم على التعظيم فمن خشَن عظمه أو كبُر دل على تعظيم قدر صاحبه ورؤية العظام في المنام تدل على سوء المعتقد قال الله تعالى أخباراً عن من قال ( من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة )
    (1/175)

    ورؤية العظام المجردة دليل على تجديد الكساوي لقوله تعالى ( فكسونا العظام لحما ) وإن كان الرأي مريضاً سلم من مرضه لقوله تعالى ( ثم أنشأناه خلقاً آخر ) وربما دلت رؤية العظام على جمع الحطام من البناء وربما دلت رؤية العظام على كشف الأسرار أو الاطلاع على الأمور الخفية فإن صار عظمه في المنام حديداً اعتل علة طويلة أو كان كثير الكد صبوراً عليه وإن صار عظمه من عاج دل على امتلائه من الحرام وربما دلت العظام على الأشجار ذات الأثمار لكونها لابسة للقشر وثمرها محاسن الإنسان أو ما يصدر عنه من علم وغيره ويدل العظم على الصحة والسقم فإن رأى في عظمه مخ دل على مال يكنزه وإن كان مريضاً نهضت قوته وعُوفي من علته
    وأما الدم فهو دال على حياة صاحبه وقوته وماله وعلى من يساعده
    ص 127 ب ويعضده من كافل أو ملك أو على ما يستره من ملبوس أو على ما يكسبه من مدح أو ذم وربما دل على نطفته التي يضعف مخرجها وربما دل على المال الحرام لمن أكله فإن خرج منه في المنام دم مفرط دل على تعذر نفعه ممن كان يسعده من والد أو ولد أو شريك أو نقص ماله أو أباع شيئاً من ملبوسه أو فارق من يعز عليه من زوجة أو غيرها وربما دل دم الإنسان على شيطانه الذي يجري منه مجرى الدم وهو في بيته كالعدو وربما دل الدم على ما يغلب على الإنسان عند الموت كاستحالة الدم الخارج من المريض من الأحمر إلى الأزرق إلى الأخضر فإن شرب دمه نال هم وتعب أو قضى الدين بالدين وكان كما يقال في المثل فلان يغسل الدم بالدم أو يظفر بعدوه
    والإفراط في خروج الدم نكد وخروجه عند الضرورة ( 1 ) في المنام راحة وزوال همّ
    (1/176)

    وأما دم الحيض فهو للمرأة العزباء زوج وللحامل سقط وهو للأيسة من الحيض مرض وأما ما يتعلق بآلات الولادة فإنها تدل على الأولاد لأنها منشأ وهم فيها يظهرون من أول لونهم وتدل على الأخوة والأخوات لأنها مشاركة لهم في التربية والصيانة ودم الحيض للبنت عارض شر يجري عليها والماء والدم الجاريان
    ص 128 أ عند الولادة في المنام تدل رؤيتهما على الفرج بعد العُسر وقدوم الغائب وخلاص المسجون
    فصل في رؤية الذكر والفرج والأنثيين والدبر والفخذ والركبة في المنام
    وأما الذكر فإنه يدل على كل من يتعبُ نفسه ويجتهد في راحة غيره كالرسول والجاسوس والغلام والدابة والشريك والوالد والولد المذكور بهما وربما دل على المال الذي يبلغ به مقاصده وعلى صيانته وتبذله ثم يدل على دلوه الذي يسقي به أرضه ثم يدل على ما ينكحه وعلى علته وسقمه وموته وحياته وجاهه ومنصبه وكسبه وذكره فإن رأى في المنام ذكره طويلاً جميلاً مُنتصباً دل على حسُن حال من دل عليه من رسول أو جاسوس أو غلام أو دابة أو شريك أو والد أو ولد وربما استقام حاله وكثر ماله وربما دل ذلك على حفظ فرجه وربما دل ذلك على حسن حال من يتولى سقى أرضه أو عافية زوجته وإن كان الرأي مريضاً أفاق من مرضه وزالت همومه وأنكاده لأن انتشار الذكر إنما يكون عند فراغ الخاطر وطيب العيش وربما انتصر على أعدائه بجاهه ومنصبه
    ويدل الذكر لرب السلاح على سهمه ورمحه ولرب الزراعة على محراثه أو منجله وللنجار
    ص 128 ب على مثقبه وللحداد على منفخه وللكاتب على قلمه الذي يجعله في أدوته ولصاحب المركب على صاريه وعلى مشرط الحجام وسكين الذباح والعين الباكية وذو العين الواحدة وعلى ما ينتشر في الليل من ربيب ويأوى إلى جحره
    (1/177)

    ويدل الذكر الزائد على تحليل النساء لغيره لأن من أسمائه الأحليل فإن رأى ذكره في المنام مجبوباً أو أسود أو رقيقاً أو رخواً دل على سوء حال من دل عليه ممن ذكرناه وكثرة الذكور إذا لم تكن بادية للناس دالة على الزيادة في الأهل والمال والولد والأعوان وعلى الزيادة فيمن ذكرناه ثم يدل على الذي لا يتوقف فيما يقول ولا يفعل فهو لذلك ليس له صديق
    وأما حدث في الدُبر أو الذكر من زيادة أو نقص عاد ذلك إلى استنجائه وما ينتقي به مما لا يجوز أن ينتقي به كالروث والعظام والطعام
    والذكر المختون دل على سهم المنسبح والغير مختون ربما دل على كمول الحايك
    وأما من رأى أنه يعبث بذكره في المنام فإن كان من أهل العلم داخله الوله أو النسيان قال بعض أرباب التجارب ومما يورث النسيان الحجامة على النقرة وأكل سؤر الفأر وأكل التفاح الحامض وإلقاء القمل حياً والبول في الماء ( 1 ) الراكد وأكل الكزبرة الخضراء والأكل على الجنب والعبث بالذكر وقراءة ألواح
    ص 129 أ القبور وأكل ما لم يذكر اسم الله عليه والمشي بين المرأتين والنظر إلى المصلوب ثم اعتبر ما يترتب على فعل ذلك في المنام من الحكم فإن أكل ذكره في المنام أو قطعه قاطع من دل عليه وإن صار الذكر في المنام حديداً أو نحاس أو شيء من الجواهر المعدنية استغنى وربما انقطع نسله وفقد راحته لأن ذلك لا يقوم في النفع كما يكون في المعهود
    وأما الفرج فهو الفَرَج لمن هو في شدة وقضاء الحاجة لطالبها والزوج للأعزب والتوجه للسفر وعقد الشركة وكشف الأسرار والاطلاع على المعادن والخبايا والفَرْج الرَحِم الوديعة التي لا ينبغي التصرف فيها إلا لمن ملكها ثم الفَرْج دال على السجن أو باب البيت الذي أمر الله أن يؤتى منه قال الله تعالى ( وأتوا البيوت من أبوابها ) والفَرْجْ القُبُل والمحراب والقِبلة التي تتوجه إليها ويدل على باب سر الإنسان وعلى الحّمام لما فيه من المياه والحرارة والسُترة
    (1/178)

    ويدل على الوادي بين الجبال والشعاب وربما دل الفرج على الداء والدواء الذي يحيي ويميت لأن الذكر ينتعش بملامسته ويموت إذا استفرغ ماءه الذي يتقوى به ومن رأى من أرباب الجرائم أن له ذكر زائد
    ص 129 ب دل على التوبة والعفو لأن من أسماء الذكر القوف والقوف عَفُو
    ويدل فَرج المرأة على فَرج الرجل قال الله تعالى ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ) الآية وربما دل الفرج على القبر أو التنور أو الفرن الذي يدخل فيه العجين ويخرج منه الخُبز المنتهي وربما دل على الفم وربما دل الفرج على من هو في عصمته وربما دل الذكر والفرج على النار أو الموجب للدخول لها لأنها محل الشهوات قال عليه السلام ( حُفت الجنة بالمكاره وخفت النار بالشهوات )
    وهو البضر والبضر قرب وربما دل على الحمل من الشبهة لكثرة أسمائه
    فمن كان في شدة ورأى في المنام فرجاً مليحاً خلص من شدته وقضيت حاجته
    وإن كان أعزب تزوج وإن توجه إلى سفر ناله منه راحة وربما عزم على شركه نال منها راحة وإن كان ممن يكشف عن الخبايا أو المعادن وقع على المعهود وربما واصل رحمه فإن استمتع به تصرف في مال من وديعة فإن وطئه في المنام ربما سجُن وإن أشكل عليه أمر ولم يعرف الخير فيه وقع على ما فيه الخير والرشد وأتى المحل من بابه وإن كان الرأي عاصياً تاب واهتدى وإن كان تاركاً للصلاة لازم القبلة أو قبل النصح وإن كان الرأي مريضاً أشرف على الموت أو حَفَر
    ص 130 أ قبره وهو حيّ وإن وطئ فرجاً في المنام ربما أدلى سميناً في تنوره أو أدخل عجينة فرناً أو أكل فاكهة غريبة أو شيئاً لذيذاً فإن رأى لامرأة معروفة فرجاً اطلع على سرها فإن رآه في صفة حسنة حسُن حال زوجها أو ولدها
    (1/179)

    والفرج للرجل والذكر للمرأة دليل على سوء حال الرجل وذلته وعلى ( 1 ) وترجلها أما الأنثيين فهما محل اللذة ونبات الشعر وربما دلت الأنثيين على الزوجتين أو الولدين أو الصنعتين أو الحاجبين على الباب وربما دلا على كيسي المال أو عدلي المتاع وربما دل الخصي على رتانة القيان وربما دلا على الأولياء أو العقاد الذي لا يصح النكاح إلا بهم وهما المحاشم والعانة من الإعانة أو النعي وربما دلت العانة على السُنة وأتباعها والصلاة وسننها وعلى الثمرة في قشرها وربما دلت الخصيتان على السعي والحركات وتدل الخصية على ما ينام الإنسان عليه من مضربه أو يجعله تحت رأسه من وسادة
    فإن رأت المرأة أن لها انثيين ربما حملت بتوئمين وإذا رأت أن لها ذكر ربما حملت بولد ذكر وإن رأى الرجل أن خصيتيه عُدما أو قُصعا مرض بداء الأسد ( 2 ) أو الثعلب وربما طلق زوجته أو أباع أمته أو فقد أولاده
    ص 130 ب أو أنيط خرجه أو عدله أو كيسه وعُدم ماله أو جرابه قال الراجز -
    كأن خصيته من التذلل
    طرفُ جراب فيه ثنتا حنظلِ
    وإن كان وزاناً تعطل وزنه وإن كان مزوّجاً فَقد أولياء زوجته وأهله وأقاربه وربما انتقل عن حشمته إلى ما دونها وربما دلت العانة على النبات الذي لا ربح فيه فإن لم يرى فيها شعر دل على زوال الهم والنكد وقضاء الدَيْن واتباع السُنة والأفراح والسرور والعانة في اللغة الحُمر من الوحش ولفظ السوسو وأما الأربية فهما أصحاب أخبار السوء ويدل انعقادهما على الغم والنكد وربما دلا على الجيران والأهل الذين لا يسعون في مصلحة أو لا يتكلمون بخير وأما الدُّبر وهو الأست كما ورد في الحديث النبوي في خبر أبي هريرة ومن أسمائه الجحر والثقب كما قيل في الفرج الكُس ويقال فيه المقعدة والسفرة والردف ولكل اسم حُكم فالدُبر من الإدبار والأست منه أسأت والجحر جرح والثقب جمع أثقاب والمقعدة منها قُعد وقعدُت والسفرة الجامعة لما يحفظ فيها والرِدّف من الأرداف

    علي العذاري غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  19. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 15-02-2012 الساعة : 04:53 PM رقم #10
    كاتب الموضوع : علي العذاري


    شاملى مميز


    • بيانات علي العذاري
      رقم العضوية : 6016
      عضو منذ : Jan 2012
      الدولة : ariq
      المشاركات : 141
      بمعدل : 0.03 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 14
      التقييم : Array


  20. (1/180)

    ص 131 أ للرديف وربما دل الدُبر في المنام على ما يباشره في اليقظة من مرحاض أو سراويل أو ما يجلس عليه من حصير أو يركب عليه من دابة أو مسرح وربما دل على ما يباشره من سقم أو ضرب وربما دل على إقباله في الأمور العظيمة أو إدباره عنها وربما دل الدُبر على طاعة صاحبه ومعصيته وربما دل على باب سره أو خادمه المباشر لأوساخه وربما دل على كير الحداد وبوق البُواق وعلى ما يبد وأمنه من الكلام الطيب أو الرديء ويدل على المزراب الذي يذهب بأوساخ الدار ويدل الدبُر على دار الوحشة التي لا يزورها أحد أو الأرض السبخة التي لا يزرعها أحد ولا يحصدها وتدل على الرجل المبعود لجهله أو مكان البدعة والفسق وربما دل الدبر على الفم الأنجر ويدل على الأفراح والسرور والدُبر عوده فإن رأي في المنام عودة إنسان أتى منكراً لقوله عليه السلام ( لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا المرأة إلى عورة المرأة ولا يَفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحده ولا المرأة إلى المرأة في ثوب واحده )
    فإن ظهر من دُبره في المنام زيادة رديئة دل على إدباره عن الزحف أو على دبَرَه في رأيه وربما كان كثير الحرج أو الحجر عليه فيما يريد أن تتصرف فيه
    ص 131 ب
    وربما وجد سبيلاً لمصلحته فتعذر وصوله إليها عند الحاجة وربما قعد عن سفر وربما احتاج إلى إصلاح سُفرة سَفره وربما أردف وراءه رديفاً وإن رأى كأنه يحكُ دُبره بلحمة أو شيء مما يؤكل دل ذلك على البَغا تلحقه في دبره
    (1/181)

    وأما الفخذ فإنه يدل في التأويل على أحد أركان البيت أو أحد عَمدِه وربما دل على ما يعتمد عليه من مال أو سيد أو والد أو ولد أو زوجة أو زوج أو كسب أو دابة أو آلة تعينه على كسبه وربما دل الفخذ على العشيرة أو القبيلة التي هو منها فمن رأى فخذه في المنام قد حسُن دل على حسن حال من دل عليه وكذلك إن رأى فيه زيادة رديئة كان عكسه وربما دل تعذر نفع الفخذ على تعطيل نفع الزوجة أو كما المركوب كما ذكرنا ويدل على الصلاة وإتمامها والتورك فيها ويدل على ما يصونه من لباس أو عُدة أو ما يجلس عليه
    وأما الركبة فيشتق منها الكُربة كما أن الأخذ من الفخذ وربما دلت الرُكبة على إتمام الركوع والسجود ثم على ما دلت الفخذ عليه وتدل على أخذ الإنسان وعطائه وحركته وسكونه وسفره ومقامه وتدل على ما يجمع من المال وما يصرفه وتدل على الصحبة والألفة والمحبة
    فمن رأى أن ركبته قد كبُرت
    ص 132 أ أو اشتد عظمها أو حسُن حالها فإن كان في كُربه فَرَج الله عنه وربما دل ذلك على ملازمته الصلاة والقيام بشروطها وإن رآها قد انفكت أو انكسرت أو حصل فيها قرح أو دماء سائلة دل على تعطيل حركته أو ثوران سكونه
    وإن كان يقصد سفراً قعد عنه وربما تعذر عليه نفع ماله وإن كان بينه وبين أحد مودة انفصلت وربما دل على تعطيل المركب أو الدابة
    فصل في الساق والقدم والكعب والعِقب والجلد
    (1/182)

    وأما الساق فهو من ساق يسوق كما أن القدم يقدم ومن الكعب كواعب ومن العقِب أعقاب فمن رأى في المنام ساقه حسناً سميناً دل على حُسن ما يسوقه أو يُساق إليه أو على ما ساقه من مال أو هدية وتكاثف الشعر على ساق المرأة ذلة وحيلة تعمل عليها في زوج أو ملِك وربما دل ذلك على ظهور الأسرار وعلى الهداية بعد الضلالة لقوله تعالى إخباراً عن من قالت ( فلما رأته حسبته لجة ً وكشفت عن ساقيها ) الآية والقصة غير خافية وربما دلت الساق على الشدة لأنه يقال ( قامت الحرب على ساق واحدة ) وإن رأى ساقان ملفوفان دل على الخوف والبلاء لقوله تعالى ( والتفت الساق
    ص 132 ب بالساق إلى ربك يومئذ المساق ) وتغيّر حال الساق دليل على سوء حال ما يسوقه من مال وغيره أو تساق إليه وكشف الساق دليل على ترك الصلاة والذلة بعد العزّ لقوله تعالى ( يوم يُكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم ) الآية
    وأما القدم فحسنها دليل على حُسن حال الرأي في دينه ودنياه وإن حَسنت قدم الميت كان دليلاً على أنه في الجنة لقوله تعالى ( وبشر الذين آمنوا أن لهم قَدم صدق عند ربهم ) وإن رأى العاصي أن قدمه قد حسُنت دل على توبته ويدل ذلك للكافر على إسلامه وربما دل ذلك على الإقدام في الأمور وحُسن العاقبة فيما يرومه وربما دل حُسن القدم على إتمام الصلاة ثم تدل على من يعينه من سيد أو والد أو والدة أو دابة أو مركب أو صناعة أو مال وأما الكعب فهو مما يتفأل به ويتطير فيما يفعله الإنسان أو يرومه من ملكٍ أو دابة أو غيره فإن رأى كعبه حسناً مليحاً مناسبا لشكله كان ذلك فألاً حسناً وكعباً مباركاً فيما يرومه من زواج أو شراء ملك أو خادم أو دابة وإن رأى كعباً شنيعاً أو مسوداً أو مخدوشاً أو مكسوراً كان عاقبة ذلك يرجع إلى ندامة وخسران
    ص 133 أ ومن رأى كعباً تزوج عدة من الأبكار لقوله تعالى ( وكواعب أترابا )
    (1/183)

    وأما العِقب فإنه دال على عاقبة الإنسان في دينه ودنياه قال الله تعالى ( تلك عقبى الذين اتقوا وعُقبى الكافرين النار ) وتدل العِقب على ما يتركه الإنسان من بعده من مال أو والد وحسُن العِقب في المنام دليل على الأعمال الصالحة وما يستقبله الإنسان منها وسوادها وتغير حالها دليل على الضلالة والرجوع عن الطاعة إلى المعصية لقوله تعالى ( قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضُرنا ونُرد على أعقابنا بعد أن هدانا الله ) وربما دل العقب على ما يسعد الإنسان من أهل أو جيران أو دَواب أو أصحاب وربما دلت الأعقاب على العقاب لمن لا يتم وضوئه ولا يعمُ بالماء أعضاؤه قال عليه السلام ( ويل للأعقاب من النار ) وأما مِشط الرِجل فإنه يدل على دار الإنسان الذي يجمع فيه أهله وماله أو صبيانه وأصابع الرجِل بالنسبة إلى أصابع اليد غلمان أو دواب يسعى عليها أو صبيان يؤدبهم أو أيتام يربيهم أو آلة يستعين بها الصانع على صنعته والرِجل القدم والرجَل القوم فمن اشتدت رجله أو كثرت أصابع رجله نال عزاً وبطشاً وسلطاناً وقوة قال الله تعالى ( وأجلب
    ص 133 ب عليهم بخيلك ورَجلك )
    (1/184)

    وأما الجلد فإنه عباءة للأدمي وغيره وهو للأدمي دليل على والده أو والدته وماله وسلطانه وداره وثوبه وزوجته وأرضه وعافيته وسقمه وعبادته وإيمانه وشركه وربما دل الجلد للإنسان على عدوه أو صديقه النمام عليه فإنه يشهد على صاحبه يوم القيامة قال الله تعالى ( وقالوا لجلودهم لما شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء ) وربما دل الجلد على الصبر والتجلد في الأمور فمن رأى جلده قد حسُن في المنام دل على الخير والراحة وعلى البُرء من الأسقام وإن كان ميتاً ورئي جِلده حسناً دل على أنه في نعيم الجنة وإن رآه غليظاً أو أسود دل على أنه في العذاب لقوله تعالى ( إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب ) ويقال المَسَك الجلد بفتح الميم والمِسك بكسرها الطيب والله تعالى أعلم
    الباب الرابع من المقدمة الثالثة في المحاسن وضدها والحَبَل والميلاد والصهارة
    اعلم أن لما شَّبه الشعَر بالليل والجبين بالصبح والوجه بالهلال والبدر والشمس
    (1/185)

    ص 134 أ والحواجب بالعشي والعيون بالسهام والنرجس والشرَك والخدود بالورد والفم بالخاتم والشفاه بالعقيق والمرجان والأسنان باللؤلؤ والريق بالشهد والخَمر وشَبّه العذار بالزنجبيل والأس والريحان كما شُبه باللام في شكل الكتابة والحاجب بالنون والقِدّ بالألف والرمح وشُبّه المبسم بالبرق والهنود بالرمان والنَفَس بالمسك والمليح بالظبي وأمثال ذلك كثير ( 1 ) فإن صار ما يراه الإنسان من ذلك في المنام دليل على الفتنة والاشتغال بالهوى والأماني النفسانية فإن رأى الإنسان لنفسه شعراً أو رآه على غيره وهو يتغالى في سواده وطوله وكان في اليقظة يقصد أموراً مستورة دل على أنه يبلغ قصده مما يروم ستره وإن رأى أن له جبيناً مليحاً أو رآه لغيره ربما ظهر عليه سر يريد كتمانه وإن كان الرأي صائماً ربما أدركه الصُبح وهو يأكل ومن رأى الهلال في منامه ربما اجتمع بمن يحبه وكذلك إن رأى البدر أو الشمس ومن رأى في المنام أن معه قِسياً صادق كاتباً أو عاشر من يوصف بحُسن الحاجب ورؤية السهام والنرجس والشرَك في المنام ربما دلت على ذي العيون المليحة وإن كان
    ص 134 ب أرمد أفاق مما يشكوه وحسُنت عيونه وربما خُشي على الرأي من مكيدة يقع فيها ورؤية الورد في المنام دليل على ذي الخدود الموردة وكذلك إن رأى معه عقيقاً أو مرجاناً عاشر من هو مشُهور بحُسن الشفاه كما أنه إذا رأى معه لؤلؤ فإنه يدل على من يوصف بحُسن نظم الأسنان وإن كان الرأي يشكو ضرراً في أسنانه سَلِم وعوفي مما يشكوه ومن أكل شُهداً أو شرب خمراً في منامه قَبّل من يوصف ريقه بذلك
    (1/186)

    والعِذار إقامة عذر ومن صار له عذار من أرباب اللحى خُشي عليه زنجيل في رقبته وربما دل العذار على الأس والريحان كما دل الأس والريحان عليه ومن رأى معه خاتماً قبّل فماً وعلى هذا فقس واعط كل إنسان ما يليق به واعتَبر الشامة في الخد والخال والوشام في الجسد واللعُوط وخرم الأذن وما أشبه ذلك عند من يستحسنه ثم ما يتعاطاه النساء من الزينة بالخضاب والنقش وتحمير الخد ثم ما يليق بالنساء أيضاً من الكلام وتحسُن بهن
    فإن رأى في المنام بخده شامة لائقة به دل على زواجه إن كان أعزب أو رُزق ولداً جميلاً أو اشتهر بمعروف وإن رأى بخده خالاً ربما تخلى عن أمر رديء واتصف بخير وأما الوشام والرق الأخضر لمن يليق به من الرجال والنساء
    ص 135 أ دليل على التزين بالعمل كالكتابة أو العلم أو التلفظ بالفصاحة واللعُوط على الوجه لمن يعتاده زيادة رفعة وسيرة حسنة وكذلك خرم الأذن
    وأما ما يتعاطاه النساء لأنفسهن من الزينة فإن كُنّ أمواتاً دل على قبول أعمالهن وحُسن حالهن عند الله وإن كُن أحياءً ولا يباح لهن ذلك دل على التبرج وإتيان المناهي
    وأما ما يشين الإنسان كالحدبات والعمش والعُور والعرج فكل ذلك دليل على زوال المنصب والميل إلى الهوى واللعب وظهور الأسرار إذا ظهر في المنام والله أعلم
    وأما الحَبل والميلاد في المنام فيُعتَبر فيه حَبل الرجال وحبَل الأبكار وحبل المرأة العاقر وحبل الأموات وحمل الدواب
    فإما حَبل الرجال في المنام فإنه دليل للعالم على زيادة علمه وللصانع على اقتراحه ما لا يدركه غيره وربما دل حَبل الرجل على همومه ونكده ومجاورة عدوه وربما دل على العشق والهَيام وربما دل على من يجمع بين الإناث والذكور في محل واحد أو يزرع الشيء في غير محله أو يكتم حاله فتظهر عليه أو يمرض بالاستسقاء أو يدخل داره لص أو في داره ضبية أو يسرق سرقة ويخفيها عن ربها
    وربما دل
    (1/187)

    ص 135 ب حَبل الرجل على أنه يهلك نفسه بحبلٍ أو يتضرر ( 1 ) ودفن عنده من يعزّ عليه من الأموات الأجانب وربما كان كذاباً يتظاهر بالمحال وربما كتم إيمانه أو اعتقاده الفاسد والله أعلم وأما حَبل البكر فربما دل على نكد يصل إلى أهلها بسببها وربما دل على حادث شر يحدث في محلتها من سارق أو حريق وربما التبسها جان أو يعمل لها جهازاً يناسبها أو يُعقد لها على غير كفؤاً أو نزول بكارتها قبل زواجها وتطول مدتها وأما الحَبل فيقال فيه حَمل وأول مراتب الحَمل الإبط ثم الظِبن وهو أسفل الإبط ثم الحِضن وهو عند الجنب
    وأما حَبل المرأة ( 2 ) العقيم العاقر أو الذكور من البهائم والأنعام فإن ذلك دليل على قحط السنة وقلة خيرها وكثرة فتنها وشرورها من قبل اللصوص أو الخوارج
    فأما إن وضع أحد من هؤلاء المذكورين حيواناً مُفزعاً أو كاسراً كان شراً ونكداً يزول عنه وخوفاً وهماً في الموضع الذي وضع فيه والله أعلم
    وأما الأصهار في المنام لمن ليس له صهر في اليقظة فإن ذلك دليل على النصرة على الأعداء وعلى الأمن من الخوف لقوله تعالى ( وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسباً
    ص 136 أ وصهرا وكان بكم قديرا ) وأما من صار له في المنام حموٌ وكان في اليقظة مريضاً كان ذلك دليلاً على موته كما جاء عن النبى {صلى الله عليه وسلم} أنه قال ( الحمو الموت ) وسيُذكر الزواج وأسبابه وما يتعلق به في الباب الحادي عشر من هذه المقدمة إن شاء الله تعالى
    الباب الخامس من المقدمة الثالثة فيما يبدو من ابن آدم من الفضلات ( 1 ) واختلاف الحركات
    فالفضلات كالدمع والمخاط والعرق والرُعاف وأنواع الماء والقيء واللعاب ( 2 ) ( والبصاق ) والاستحاضة والغائط والبول والريح المنتنة والصوت ودخان الفم والعُطاس والصُنان ووسخ الأذن والقرقرة في الجوف ( 3 ) ( والشظا وما يعلق باللحية ) ودرن البدن ودم الأسنان وما أشبه ذلك
    (1/188)

    فالدمع إذا خرج من عين الإنسان من غير بكاء مثل خشية أو فكرة فإنه يدل على الفَرج والفَرح والسرور والدمع إذا خرج في المنام من العين فإن كان الدمع حاراً دل على فقد من يعزَّ عليه وإن كان بارداً دل على الفَرح والسرور والاجتماع بالغُيّاب وأما الدمع عند التثاؤب فإنه مغرم يسير من غير سبب
    وأما الدمع عند رؤية الضوء
    ص 136 ب أو الشمس أو النار فإن ذلك دليل على الخسارة من جهة من دل الضوء أو الشمس أو النار عليه
    المُخاط وما يخرج من الأنف كالماء فإنه إنذار بمرض أو نزلة وإن كان مخاطاً فهو دال على المال فإن استدعاه كان عن أذنه يصّرفه حيث شاء وإن أكله احتاج إلى الدين أو إلى الشبهات وكذلك وسخ الأنف
    العرق في المنام للمريض عافية إذا كان يرجوه وإلا فهو عَرق الموت وللسليم خدمة أو حرفة تتعبه ( 1 ) مُضنكة
    الرُعاف في المنام دليل على الهم والنكد من حيث لا يحتسب فإن كان الرأي يجد به راحه فرُعافه في المنام دليل على الملاءة والكسوة أو الشهرة
    والنازل من الإنسان من المنيّ أو الودى أو المذي فخروج ذلك من غير مَدعاة دليل على الراحة وربما دل خروج ذلك على التفريط في المال وإفشاء الأسرار أو موت الأولاد أو تعطيل الزوجات وإن كان الرأي ممن يعاني الزرع أحيا أرضاً ميتة وأجزى إليها والقيء في المنام دليل على ردّ الودائع إلى أربابها وعلى إفشاء الأسرار وعلى زوال ما في باطنه من الأذى وإن كان مريضاً مات
    فإن أكل ما تقيأه عاد فيما وهبه وإن كانت امرأة حامل ولدت وألقت جنينها
    واللعاب في المنام هو الإسراف في المال أو الهذَر في الكلام أو الاهتمام باللعب والبصاق هو
    (1/189)

    ص 137 أ الفضل من الكلام أو العلم أو المال وربما دل البُصاق عل استجلاب الراحة وطلبها من النكاح وربما دل على الصحة والسقم فإن رأى الإنسان بصاقه في المنام تغيراً دل على سوء مزاجه وانقطاع الريق وهو البصاق في المنام دليل على انقطاع اللذة وفقَد الأولاد وكثرته في المنام دليل على الهم والنكد ولفظ الريال دليل على العمل بالرياء
    الاستحاضة إذا رأى ذلك امرأة أيسة من الحيض في المنام دل ذلك على الزوج للعزباء والنزف للسليمة وكذلك سلس البول إذا رآه الرجل في المنام وربما دل الحيض والاستحاضة على النكد والفرقة بين الزوجين لقوله تعالى ( ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ) وربما دل حيض العقيم على الحمل بالأولاد الذكور بعد الأياس من الحمل لقوله تعالى ( قال رب أنّى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء ) ولقوله تعالى ( فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم قالوا كذلك قال ربكِ إنه هو الحكيم العليم )
    والغائط في المنام فإنه دليل على مال الرجل أو سرُه الذي لا يبيح به وربما دل الغائط على السفر لقوله تعالى ( أو جاء أحد منكم من الغائط )
    ويدل على المبارزة والبراز ويدل على قضاء الحاجة ويدل على زوال
    ص 137 ب الأمراض الباطنة ويدل على الأفكار والوساوس وعلى رد الودائع وعلى نهاية المطلب فإن ظهرت رائحته أو لوّث ثيابه أو خرج باستدعاء شديد دل ذلك على الهموم والأنكاد والشهرة الرديئة والتخلف والمغارم والإسقاط للحوامل
    والرقيق من ذلك فرج من الضيق لمن يحتاجه فإن تلوت بغائط أدمي ارتكب دينه أو تقلد منته والغائط هو الحشر والقدر والبراز والعذرة
    وجاء في الحديث النبوي عن النبى {صلى الله عليه وسلم} ( لقد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة ) فهذا اللفظ وما أشبهه يعود تأويله على من ذكر شيئاً منه عند التأويل وأما أفعال الأكل فسيأتي الكلام عليه فيما يستقبل إن شاء الله
    (1/190)

    البول وهي الإراقة إذا رأى كأنه أهريق الماء في مكان لا يليق به دل على أنه يبذل ماله فيما لا يحل له أوطئ ما لا يناسبه وتدل الإراقة على إثارة الفتنة لما يعقبها من الريح والصوت والبراز وإدرارها في المنام دليل على إدرار الرزق وزوال ما في الباطن وإمساكها أو تعرها ربما دل على استعجاله في الأمور وعدم الصواب لأن الحاقن أو الحاقب لا يستقر له قرار حتى يدفع عنه ما يجده من ذلك وربما انسدت مصارف مياهه وسيأتي في آخر الكتاب ما يدل على فساد النكاح بسبب
    ص 138 أ ما يخرج من الذكر الريح المنتنة دالة على إفشاء الأسرار أو زوال ما في الباطن من الغل والحقد ويدل على الراحة بعد التعب وعلى قضاء الدين وربما دل شمها على الصداع في الرأس أو النزلات في الأنف أو الأخبار الرديئة
    الضُراط كلام رديء أو نازلة تنزل بفاعلها وتدل على تفريق الجماعة والخبر المرجف وربما دلت على الحمق والاستقلال بالناس وربما دل على الكذب أو الكلام الفاحش والصوت الخارج عن الضرب
    دخان الفم الذي يخرج في الشتاء إذا رأى الإنسان كأنه قد خرج من فمه دخان وكانت الرؤيا في زمن الصيف كان دليلاً على الأمراض الباطنة وظهور الأسرار المكتوفة فإن كان الرأي مهتدياً ضل عن هديه وإن كان عالماً ابتدع بدعة ظاهرة وربما دل ذلك على الكذب والكلام في ما ليس فيه فائدة
    العُطاس في المنام دليل على موت المريض أو الهم والنكد الموجبان للانزعاج
    والعياط وإن كان الرأي في شدة فرج عنه أو فقيراً أو وجد إعانه يسُمته الناس ويدعون له بالخير وإن كان الرأي ممن يليق به الخدم خُدم وخدمه الناس وإن كان مديوناً سعى في قضاء دينه يحمده الله تعالى على ذلك
    وإن كان مريضاً بالزكام أفاق منه وربما دل العُطاس في المنام على حلول الزُكام
    ص 138 ب وربما دل العُطاس على الغيظ وتقطيب الوجه
    (1/191)

    الصُنان في المنام إذا شمه الإنسان أو رآه عليه فإنه يدل على ما دل الريح المنتنة عليه وربما دل على الأرماد أو المباطنة الرديئة وإن رئي الطفل أنه يفوح منه صُنان ربما دل على مبلغه مبلغ من يفوح منه ذلك وربما دل على موته بقروح أو عاهة
    وسخ الأذن إذا رآه الإنسان كثيراً في أذنه في المنام دل على كلام رديء يبلغه وربما دل ذلك على التحصن من الأعداء أو سدّ أبواب الشر عنه هذا إذا لم تطرش أذنه وإن صمّت أذنه في المنام كان دليلاً على الهموم والأنكاد والأمراض
    دم الأسنان تفريط أهل البيت في مال صاحبه وربما دل ذلك على المرض في الدُبر بأفواه العروق أو ما أشبه ذلك
    العُماش في العين في المنام دليل على غض البصر عن المحارم أو عدم النظر لأرباب الجرائم أو ضعف حال من دلت الجفون عليه وربما دل العمش في العين على اشتغال الرحم عن الحَمل
    الرُماص كسب حقير أصله من العبرة وربما دل الرُماص على العيرة والشهرة وربما دل على أن صاحبه صارم مقدام أو ممن لا يستحيي فيما يقول ولا يقف عندما يفعل
    الدرن من الاشتقاق دال على الندر أو النرد أو يرى بالنادر من كل فن وربما
    ص 139 أ دل على الدَين أو المرض أو السفر الموجب للتقشف والوسخ على البدن
    القرقرة في الجوف خِصام بين الأهل والتنافس بين الأقارب
    الشظا في الأصابع في المنام دليل على النزيل النكد أو العدو الحقير أو البنت الخسيس بين الشجر أو التعبد بما لا يرد في كتاب ولا سُنة فهو مثاب بفعلها ولا يأثم بقطعها
    وما يعلق باللحية من قش أو غيره كلام رديء غير مؤثر أو حمل الزوجة بما لا يتم خلقه وأما اختلاف الحركات كالنهاق والجشاءة والتثاوب والشتم والضحك والتبسم والفرح والبكاء والغيظ ( 1 ) والحصام وكلام الطفل والنوم والانتباه من النوم والنعاس والسِنه والتأويل في المنام
    (1/192)

    أما النهاق فهو للمريض موت ولغير المريض دليل على الرزق والجُشاء كلام لا حقيقة له وربما دل على الغني والفقير التثاوب في المنام يدل على الوثوب على الخصوم وعلى الثواب لأن الإنسان مأمور بالكظم إذا كان في الصلاة احترازاً من الشيطان وربما دل على كشف حال الإنسان أو على الأمراض فإنه ربما يصدر عن الامتلاء
    والشتم ذلة للمشتوم وعز للشاتم إلا أن شتم الوضيع الرفيع فإنها نازلة تنزل بالشاتم من المشتوم
    والضحك
    ص 139 ب دال على الفرح والسرور إذا لم يكن بقهقهة ولا التقاء على القفا فإن كان كذلك كان دليلاً على البُكاء قال الله تعالى ( فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيراً )
    ومما وصى به لقمان لولده ( يا بني لا تضحك من غير عجَب ولا تمش في غير أدب ولا تسأل عن مالا يعنيك ولا تضيع مالك لتصلح به مال غيرك فإن مالك ما قدّمت ومال غيرك ما تركت يا بُني إن من لا يَرحم لا يُرحم ومن يصمت يسلم ومن يقُل الخير يغنم ومن يقل الشر يأثم ومن لم يملك لسانه يندم يا بُني زاحم العلماء بركبتك ولا تجادلهم فيمقتوك وخذ من الدنيا بلاغك وانفق فضول كسبك ولا ترفض الدنيا كل الرفض فيكون عيالاً على أعناق الرجال وصُم صوماً يكسر شهوتك ولا تصم صوماً يضر بصلاتك ولا تجالس السنيّة ولا تخالط ذي الوجهين )
    فإن كان الضحك من مُزاح وقع في المنام فإنه يدل على عدم مروءة المازح في اليقظة لما روى عن الحسن أنه قال ( المُزاح يذهب بالمروءة ) وكذلك الضحك من المحاكاة فإنه دليل على الورع في المحذور ولما روي عن عائشة رضي الله عنها قالت ( حَكيت إنساناً فقال رسول الله ( ما يسرني إني حَكيت إنساناً وإن لي كذا وكذا )
    التبسم دال على السرور واتباع السنة فإن
    ص 140 أ ( 1 ) النبى {صلى الله عليه وسلم} كان ضحكه تبسماً الفَرح يدل على الحزن وربما كان نكداً أو معصية يأتيها قال الله تعالى ( لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين ) الآية
    (1/193)

    وربما كان الفرَح عمل صالح قال الله تعالى ( فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )
    البكاء إذا كان بصراخ أو لطم أو سواد أو شق جيب ربما دل على ذلك وإن كان البكاء من خشية الله تعالى أو لسماع قرآن أو من ندم على ذنب سلف فإنه في المنام دليل على الفرح والسرور وزوال الهموم والأنكاد
    الغيظ في المنام دليل للمريض على موته لقوله تعالى ( قل موتوا بغيظكم )
    وللسليم دليل على فقره وتعطيل ربحه أو مرضه
    الخصام في المنام بين المتخاصمين صُلح للمصطلحين شر وهم ونكد وفتنة وربما دل الخصام في المنام على إبطال العمل لما ورد في الحديث ( إن الأعمال تعرض على الله عز وجل يوم الخميس ويوم الاثنين فتوقف عمل المتخاصمين حتى يصطلحا )
    كلام الطفل وأما كلام الطفل فما قاله في المنام فهو حق وربما دل سماع كلام الطفل على الوقوع في المحذور وإن كان الرأي من أرباب الخير اطلع الناس منه على اتفاقات غريبة أو تقف على أمر عجيب أو يراه أو يسمع به في مَصره لقوله تعالى ( فناداها من تحتها ألا تحزني ) الآية وعلى هذا فقس قصة صاحب يوسف وصاحب
    ص 140 ب الأخدود والنومُ في النوم دليل على تعطيل الفوائد والغفلة عن ما أوجبه الله على الإنسان من فعل بر وربما دل النوم في النوم على السفر المبرور لأرباب الطاعة والاجتهاد وعن التخلي عن الدنيا والاحتفال بزينتها فإن رأى الناس نياماً في المنام دل على فناء عام أو غلاء أسعار لقوله عليه السلام ( الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا ) وربما دل على أمور مُقلقة فإن كان الناس في شيء من ذلك ورآهم في المنام نياماً دل على أن الله تعالى يرفع ذلك عنهم لأن النوم راحة للتعبان وغير مؤاخذ بما عمل فيه قال ( 1 ) عليه السلام ( رُفع القلم عن ثلاث أحدُها النائم حتى يستيقظ )
    الانتباه من النوم دليل على التوبة والإقلاع عن الذنوب والربح والفائدة والقدوم من السفر
    (1/194)

    النُعاس دال على الأمن للخائف وعلى التوبة للعاصي والهداية للكافر ويدل على الغنى بعد الفقر وإن كان الناس في جُهد من غلاء أو عدو رفع الله ذلك عنهم ونصرهم على عدوهم لقوله تعالى ( إذ ( 2 ) يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنك رجس الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام )
    السِنة للمرأة الحامل دليل على الخلاص التأويل في المنام
    ص 141 أ دال على الأخبار الواردة عن لسان من ليس بصادق فإن فسره له أحد في المنام صادق فهو كما قيل له قول على فيما يسعُه الإنسان من الكلام في المنام ( 1 ) سماع ما يصدر منه من لا يعقل أما نَهى من الله عز وجل ما الإنسان مرتكبه وأما الحكمة يتلقفها من غير عالم أو رزق يتجدد له بعد الأياس منه فكلام الجماد صُلح أو موعظة وكلام الحيوان ربما كان عذاباً ونقمة لقوله تعالى ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم ) وكلام الشجر علو شأن وكلام الأموات فتنة لقوله تعالى ( ولو أنزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قُبلا ما كانوا ليؤمنوا ) وكلام الجوارح نكد من الأهل واقتراف ذنب لقوله تعالى ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم ) وبقية الكلام يأتي في حرف الكاف إن شاء الله تعالى
    الباب السادس من المقدمة الثالثة في رؤية الخلفاء والملوك والوزراء والأمراء والحكام وغيرهم من ذوي الأقدار والمناصب وأفضل في المنام رؤية الخليفة في المنام اسم لمن يختلف الناس إليه لعلمه أو صناعته أو لمن يستخلفه الإمام أو لمن
    ص 141 ب هو مخلوف بعزل أو موت أو لمن هو متخلف في فعله أو عمله ويرجع في ذلك إلى قدر الرأي وما يليق به من ذلك فإذا رأى أحد الخليفة في المنام على ما ينبغي أو رأى نفسه كذلك دل على حُسن حاله وحسن عاقبة أمره وإلا فلا
    (1/195)

    واعلم أن الخليفة قائم بأمر دينه وشريعة نبيه فما رُئي فيه من زيادة أو نقص عاد ذلك إلى ما هو قائم به ثم تدل رؤيته على كشف الأسرار وعلو الدرجات لقوله تعالى ( أمن يُجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض ) وإن كان الرأي موعوداً بوعد تنجز له ونال ما يرجوه فمن تأمر على الناس في المنام ممن ليس بأهل دل على فساد حال الرعية وخروجهم عن الحق وميلهم إلى الظلم لقوله عليه السلام ( كما تكونوا كما يولى عليكم ) وقال تبارك وتعالى ( وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون )
    ومن مات في المنام من ولات الأمور الجائرين دل على الراحة والأمن لأهل بلده لأن النبى {صلى الله عليه وسلم} مرّ عليه بجنازة فقال ( مُستريح ومستراح منه ) قالوا يا رسول الله ما المستريح وما المستراح منه فقال
    ص 142 أ ( العبد المؤمن يستريح من وصب الدنيا ومن أذاها إلى رحمة الله تعالى والعبد الفاجر يستريحُ منه العباد والبلاد والشجر والدواب )
    ثم تدل رؤية الخليفة على الكلام في عِرض الرأي من غير اختيار لقوله تعالى ( وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يُفسد فيها ) الآية
    ثم يدل الخليفة على الحاكم والإمام العالم والولي وعلى كل من له عُلو قدر وعلى غيره من نسبته ثم يدل على الوالد وربما دلت رؤيته على السُنة وقيامها كما ذكرنا وعلى الدين والورع والاعتزال عن الناس وعلى الاعتكاف وعلى الصدق في القول والتطوع وعمارة الباطن بالذكر والتوبة والإقلاع عن الذنوب وعلى إسلام الكافر وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
    (1/196)

    فإن مات الخليفة في المنام أو تغيرت حليته دل على النقص فيمن دل عليه فإن رأى أنه صار خليفة في المنام فإن كان أهلاً للمُلك مَلك أو الحكم تحكّم أو الإمامة أو الولاية حصل له من ذلك ما يليق به وإلا سُجن أو مرض أو سافر سفراً بعيداً أو تخلف عن القيام بحق نفسه أو بحق الله تعالى وربما كان في أول عُمره ضعيفاً ثم يكون في آخر عُمره سعيداً
    ص 142 ب لما روي أن رسول الله قال ( لا تسبّوا قريشاً فإن عالمها يملأ الأرض علماً اللهم أذقت أولها زكاءً فأذق آخرها نوالاً لا يعجبنك امرءاً أكسب مالاً حراماً فإنه إن أنفق منه لم يتقبل منه وإن أمسكه لم يُبارك له فيه وإن مات وتركه كان ذلك زاده إلى النار )
    وأما الملوك الأموات فإن رؤيتهم في المنام دالة على ما رسموه وأثبتوه من بعدهم قال الله تعالى ( ونكتب ما قدموا وآثارهم ) ورؤية الأخيار منهم في البلد أو المكان المخصوص دليل على فساد الأخوان والذلة والحلف
    قال الله تعالى ( إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون ) ورؤية الملك إذا كلم الإنسان بخير كان دليلاً على الأمن من الخوف وعلو الشأن لقوله تعالى ( وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين ) وتدل رؤية الملك على النصر على الأعداء وعلى الفجور قال عليه السلام ( إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ) أي إذا كان كذلك
    وتدل رؤيته على الأسد كما دلت رؤية الأمير على الذئب والتاجر على الثعلب والمؤمن على الشاة قال عليه السلام ( فيا لها من شاة بين أسد وثعلب
    ص 143 أ وذئب وكلب ) وتدل رؤية السلطان المجهول على النار أو البحر أو اليوم الذي يقهر الإنسان فإن قال رأيت السلطان في المنام كان دليلاً على تسلطه على من دونه أو التسلط عليه لأمر من ذي سلطان ثم هو الوالد والوالدة والأستاذ والمؤدب والزوجة لسلاطتها وهواها الغالب على هوى الرجل غالباً
    (1/197)

    فمن رأى الملك في صفة حسنة كان دليلاً على حسن حال رعيته وأمنهم وإدرار معايشهم وإن رآه في صفة رديئة كان دليلاً على سوء تدبيره في الرعية وعلى تغلب العدو على بلاده وضعف جنده وأما الملك المجهول أو الحاكم أو المؤدب فربما دلوا على الحق سبحانه وتعالى وربما دلت رؤية الملك على المصكوك من دراهمه أو دنانيره فإن صار للملك في المنام من الجيش ( 1 ) ملك ما كان للنبي عام الفتح أو يوم حنين كان مؤيداً مظفراً منصوراً لما روي أن رسول الله خرج عام الفتح من أهل المدينة بثمانية آلاف ومن أهل مكة بعشرة آلاف بالغين وخرج بعشرة آلاف إلى حنين
    ومن صار في المنام أميراً أو سلطاناً ربما تسلط على أعراض الناس وصنع الكيمياء أو ضرب الزغل وكذلك إن صار قاضياً زور على الحكام خطوطهم وربما كان يفتري الكذب فإن رأى أنه صار ملكاً
    ص 143 ب ارتفع قدره على ما يليق به وإن كان فقيراً استغنى وإن كان عالماً قام بفعل ما يجب وإن كان أعزب تزوج وإن كان صاحب صنعة أشار الناس إليه لمعرفته وإن كان من عامة الناس تسلط لشره وظلمه على الناس
    فإن مات السلطان ضعف دين الرأي واستهانه الناس أو فارق من كان يتسلط به على الناس وربما نزع يده من المبايعة وخان سلطانه والله تعالى أعلم
    وأما رؤية الوزراء وحكم الوزراء الأموات كحكم الملوك الأموات لمشاركتهم الملوك في التدبير وربما دلت رؤية الوزير على العزّ والسلطان ونفاد الأمر وقضاء الحوائج عند ذوي الأقدار كالحكام والكُتاب فإن رأى أنه صار وزيراً تحكم على من دونه ونال عزاً ورفعة وسلطاناً واهتدى من بعد ضلالته ونال توبة مقبولة لقوله تعالى ( ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك )
    (1/198)

    وإن كان لا يليق به ذلك تحمل أوزاراً وذنوباً وتنكد من أهله وأقاربه أو قومه لقوله تعالى ( قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حُمّلنا أوزاراً من زينة القوم ) وإن كان يرجوا الوزارة فلعله لا يُدركها لقوله تعالى ( كلا لا وزر ) وربما أساء التدبير مع أحد أبويه أو أستاذه أو شريكه أو من يأمُر عليه
    ص 144 أ
    ولبعضهم في ذمها -
    وزارة الحضرة الكبيرة
    خطيئة بل هي الكبيرة
    ولا تَردَها ولا ترُدها
    فإنها المحنة المثيرة
    وأما الأمير فإنه دال على من ميراثه بنيان ويسعفه وينامُر به
    ويدل على زواج الأعزب حتى يصير في بيته كالأمير وربما دلت رؤيته على الخطوة فيما هو بصدده ومن تأمر في المنام خُشي عليه السجن والغل لأن الأمير يأتي يوم القيامة ويداه مغلولتان إلى عنقه ذلاً يفكها الأعدل أقامه
    وأما الحكام فهم القائمون بحقوق الله والآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله فمن رآهم في صفة حسنة بلغ ما يرومه منهم من علم أو اهتدى إلى الرشد وربما دل الحاكم على المجبر والمهندس وعلى الفرقة والاجتماع ويدل على الخياط والمحام لما عنده من الشروط الشاقة المذلة للأعناق فإن سَمع الحاكم في المنام بينّة من معتوه أو مجنون أو مغفل وهو القليل الضبط أو كناس وهو الذي يكنس الطرقات أو نخال وهو الذي ينخل الدقيق أو قمَام وهو الوقاد في الحمام أو زبال أو القيم في الحمام وهو الذي يخدم الناس أو قوال وهو المُغني أو رقاص وهو
    ص 144 ب الذي يرقص كان دليلاً على قبوله الرشا والميل إلى ذوي الأغراض الفاسدة وربما دل الحاكم على الوالد المتحكم في الدم والفرج والوالدة والأستاذ والمؤدب وعلى ما يرومه الإنسان من الانتصاف على ما يوجبونه من الحق
    (1/199)

    ومن تولى القضاء ممن لا يليق به ربما قُتل لقوله ( من ولي القضاء فقد ذُبح بغير سكين ) ومن ذُبح في المنام ممن يليق به القضاء صار قاضياً وربما دل القاضي على المصيبة أو القضاء وهو الموت ومن الرؤى عدّل عزّل فَصاد قُصاد ذلل ذُلل فاخش فاحش فغلّك فعلك بهِذا تهدأ
    ومن تأمر في المنام من العبيد صار حراً أو صار عابداً لا يتقيد بالدنيا ويرجع أمير نفسه وكذلك الصبي المحجور عليه إذا رأى كأنه صار حاكماً رشد وجاز تصرفه والمحتسب تدل رؤيته على صلاح العامة لكثرة مباشرته إياهم فإذا رأى الإنسان في المنام المحتسب في حالة حسنة أو عليه رائحة طيبة دل على حسن سيرته في مباشرته وإن رآه في صفة رديئة أو كره الرائحة أو أن عيناه قد عُميتا دل على سوء تدبيره فيما هو مباشره وربما ظهر في أرباب الطبخ والودك ما تعافه الأنفس أو فشا المنكر والبخس في الكيل والميزان
    ص 145 أ وربما دل المحتسب على الوالد والمؤدب والأستاذ والحاكم ومن صار مُحتسباً نزلت به آفة يحتسب فيها أجره على الله تعالى أو يكن الله حسبه فيما يتوكل عليه فيه قال الله تعالى ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره ) الوالي في المنام دال على الهموم والأنكاد وشرب الخمور واللهو واللعب والسرقة واللواط والزنا وغير ذلك فإنه لا يُرى إلا في مثل هذه الأمور وربما دلت رؤيته على الموالاة للناس والمحبة لهم وإن كان من المتقشفين انتقل إلى درجة الولاية إن صار والياً وربما دلت رؤية الوالي على ما دلت عليه رؤية المحتسب
    ومن صار في المنام والياً نال منصباً على قدر ما يليق به وربما صار مؤدباً ومن كان مؤدباً ورأى أنه صار والياً ظهرت عنه أسرار رديئة وإن كان قاضياً حكم بالجور وتبرطل
    المشد في المنام تدل رؤيته على تشديد الأمور وصعوبتها إلا أن يكون الرأي في أمر يحتاج فيه إلى معاضد فإنه يدل على بلوغ أمله وقضاء حاجته

    علي العذاري غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس



معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك