|
بتاريخ : 25-03-2012 الساعة : 10:32 AM
رقم
#1
كاتب الموضوع :
نسائم الرحمن
ادارة الذات
|
نائب المدير العام
|
إن بناء وإدارة الذات علم وفن ، فمن أجل تحقيق ذواتنا نحن بحاجة إلى بناء الثقة وتقدير الذات والتخطيط وإدارة الأولويات بكفاءة وفاعلية لنتمكن من تحقيق الإنحاز وإطلاق قدراتنا الكامنة
للشخص الطموح : العزم والفطنة
العزم في اللغة: مصدر قولهم عَزَمَ يَعْزِمُ، وهو مأخوذ من مادة (ع ز م) التي تدل على الصريمة والقطع، يقال: عزمْت عليك إلا فعلت كذا، أي جعلته أمرًا عزمًا لا استثناء فيه، ويقال: كانوا يرون لعزمة الخلفاء طاعة. وقيل: والعزم ما عُقد عليه القلب من أمر أنت فاعله، ويقال: ما لفلان عزيمة، أي ما يعزم عليه، كأنه لا يمكن أن يصرم الأمر، بل يختلط فيه ويتردد، وأولو العزم من الرسل: هم الذين عزموا على أمر الله فيما عهد إليهم، وهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد، صلى الله عليهم وسلم أجمعين،
وفي الاصطلاح: عَقْدُ القلب على إمضاء الأمر، وهو القصد على إمضائه.
- الفرق بين العزم والإرادة والهم :
قيل: دواعي الإنسان إلى الفعل من خير أو شر على مراتب، منها: الإرادة، ومنها: الهم (بالشيء)، ومنها: العزم، والهم: اجتماع النفس على الأمر والإزماع عليه، والعزم: القصد على إمضائه، فالهم فوق الإرادة ودون العزم، وهو (أي الهم) أول العزيمة.
وفي قوله تعالى: "فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ" [آل عمران:159] التنفيذ للأمور في عزم وحسم، في توكل على الله تصل للأمر بقدر الله.
وفي قوله عز وجل: "وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ" [الشورى: 43]: إنه ضبط النفس، والصبر والسماحة في استعلاء، لصيانة النفس، وزاد للرحلة الطويلة، فلا بد من العزم في الأمور.
وهذا زيد بن ثابت يقول: «أمرني رسول الله أن أتعلم له كتاب يهود، قال: إني والله ما آمن يهود على كتاب، قال: فما مر بي نصف شهر حتى تعلمته له، قال: فلما تعلمته كان إذا كتب إلى يهود كتبت له، وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابهم» رواه الترمذي.
من منا يطمح إلى تعلم لغة ما فيعزم على نفسه فيجيدها في نصف شهر؟
وهذا سلمان الفارسي العازم على الوصول إلى حقيقة الكون وخالقه، فيترك قريته المكرم فيها، المحبوب إلى والده، حتى قاسى الأمرّين، وعمل في مهن وضيعة، وبِيع عبدًا، حتى دفع ثمن حريته.. لماذا؟ ليصل إلى رسول الله، ثم لم يترك معه مشهدًا من المشاهد.. عزم حتى وصل إلى طموحه.
العزيـمة دليل حسن الظن.. العزيـمة دليل متانة الدين، وعلامة اليقين.
العزيـمة تصنع المستحيلات، وتلين الصعوبات.. العزيـمة خير معين على طلب ما تريد.
العزيـمة تضاعف قوة الرجال إلى ما لا نهاية.
الفطنة... للخروج من المواقف الحرجة بسلامة :
في اللغة : مصدر فطن للشيء يفطن فطنةً.. وفطانةً، قال ابن فارس: الفاء والطاء والنون كلمة واحدة تدل على ذكاء وعلم بشيء، يقال: رجل فَطِنٌ وفَطَن إذا كان ذا فطنه.
وقال : ابن منظور: الفطن: كالفهم والفطنة: الحذق والفهم.
وقد تفسر بجودة تهيؤ النفس لتصور ما يرد عليها من الغير وهي ضد الغباوة.
في الاصطلاح : هي قوة للنفس تشمل الحواس الظاهرة والباطنة معدة لاكتساب العلوم، وقيل: هي الاستعداد التام لإدراك العلوم والمعارف بالفكر، وقيل هي التنبه للشيء الذي يقصد معرفته.
الفرق بين الفهم والفطنة والفقه :
قيل : الفهم: هو التعلق غالبًا بلفظ من مخاطبك.
والفقه: هو العلم بغرض المخاطب من خطابه.
والفطنة: هي التنبه للشيء الذي يقصد معرفته.
ولعل في موقف غلام أصحاب الأخدود نموذجًا للفطنة حتى في مماته، فطن حتى آمن الناس.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اشترى رجل من رجل عقارًا له فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرةً فيها ذهب، فقال له الذي اشترى العقار: خذ ذهبك مني إنما اشتريت منك الأرض ولم أبْتع منك الذهب: وقال الذي له الأرض: إنما بعتك الأرض وما فيها، فتحاكما إلى رجل فقال الذي تحاكما إليه: ألكما ولد؟ قال أحدهما: لي غلام، وقال الآخر: لي جارية، قال: أنكحوا الغلام الجارية وأنفقوا على أنفسهما منه وتصدقا» رواه البخاري.
فكان من فطنة الرجل أن حل المشكلة.
وهذا عمر بن الخطاب يدني ابن عباس منه.. لماذا؟ لفطنته، فقد روى البخاري عن ابن عباس قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدني ابن عباس، فقال عبد الرحمن بن عوف: إن لنا أبناءً مثله، فقال: إنه من حيث تعلم، فسأل عمر ابن عباس عن هذه الآية: +إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ" [النصر: 1]. فقال: أجل رسول الله أعلمه إياه، فقال: ما أعلم منها إلا ما تعلم.
فطن فكان حق له أن يتم تقريبه دون غيره.
وهذا الشعبي يقول: إنما كان يطلب هذا العلم من اجتمعت فيه خصلتان: العقل والنسك، فإن كان ناسكًا ولم يكن عاقلًا قال: هذا أمر لا يناله إلا العقلاء فلم يطلبه.
وإن كان عاقلًا ولم يكن ناسكًا قال: هذا أمر لا يناله إلا النساك فلم يطلبه.
فقال الشعبي: ولقد رهبت أن يطلبه اليوم من ليست فيه واحدة منهما، لا عقل ولا نسك، والطموح يحتاج في طريقه لعلم الحياة وغيرها: العلم والنسك.
الرجل الطموح عليه بالفطنة، فهي:
•تعين على التفكير في آلاء الله ونعمه.
•تزيد من خشوعه لله وتعظيمه.
•تحبب من حوله فيه ويتقربون إليه.
•تخرج صاحبها من المواقف الحرجة سالمًا.
•تجعله يعيش سعيدًا بين من حوله ويموت حميدًا.
نحتاج العزم والفطنة في طريقنا إلى الطموح، فهل من شخص طموح مشمر لهما؟
تابع
يمكنك مشاهدة توقيعي بالنقر على زر التوقيع
|
|
|
المفضلات