لكل شيوخ واعضاء منتدى روحاني

لبدأ يومنا بالابتسامة وانت اختي الفاضلة واخي الفاضل اعزائي متوجهين للمسجد لصلاة الجمعة وزعوا الابتسامة في وجه اخوتك في الله لن تخسروا شيئا












كتاب قرأته واحببت ان اشارككم بالاستماع به وهو للداعية عائض القرني بعنوان ابتسم

الابتسامة كلمة جميلة جذابة براقة يطرب الإنسان لها، وهي من الأشياء التي يجب أن يتسم بها المسلم دون غيره، وذلك لأنه عرف طريق السعادة ورضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيناً ورسولاً، فأنعم وأكرم به من منهج سلكه المسلم، واختص به دون غيره..

فابتسامة المؤمن دائماً تزين جبينه ومحياه؛ لأنه يعلم ما أعده الله له من جنات وأنهار، وبساتين وأشجار فيها من كل زوج بيهج..

• يرى كثير من المفكرين أن الضحك والابتسامة من أقوى الأسباب التي تدفع الإنسان ليكون أكثر فاعلية وإنتاجاً

• اذا اردت ان تعيش مطمئننا سعيدا مرتاحا........يجب ان تكون مرحاً مبتسماً ضاحكاً، وهذا من شأنه يخلق جواً من النقاء والصفاء وطرد السآمة والملل والقلق من هذه الحياةيقول الصينيون في حكمة يرددونها: (إن الرجل الذي لا يعرف كيف يبتسم لا ينبغي له أن يفتح متجراً).وقد وصف عدد من العلماء الضحك بأنه اختلاجات عقلية تستهلك الكميات الفائضة من التوتر.

• ولا غرو فإن الضحك -وأعني به الضحك المعتدل- بلسم للروح، ودواء للنفس، وراحة للخاطر المكدود بعد الجهد والعمل. والابتسامة والضحك فن من فنون الحياة لا يرغب الكثير أن يتعلمه رغم سهولته ويسره.

• يقول أبو الدرداء رضي الله عنه: [إني لأجم فؤداي ببعض الباطل -أي اللهو المباع- لأنشط الحق].

• ويقول أبو الفرج ابن الجوزي : مازال العلماء الأفاضل يعجبهم الملح، ويهشون لها؛ لأنها تجم النفس، وتريح القلب من كد الفكر.

• وتقول الحكمة: ابتسم لغريمك يسامحك، ولصديقك يفديك.

• واعلم أني لو استطردت في ذكر فوائد الضحك والاستجمام على النفس البشرية لاتسع المقام، ولكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق.

• جاء في العقد الفريد بأنه: كان يوحنا و شمعون من الحواريين وكان يوحنا لا يجلس مجلساً إلا وضحك وأضحك من حوله وكان شمعون لا يجلس مجلساً إلا بكى وأبكى من حوله فقال شمعون لـيوحنا : ماأكثر ضحكك كأنك قد فرغت من عملك.

• فقاليوحنا : وأنت ما أكثر بكاءك كأنك قد يئست من ربك.

• فأوحى الله إلى المسيح عليه السلام: أن أحب السيرتين إلي سيرة يوحنا .


يقول أحدهم: تؤكد الأبحاث والدراسات أن معظم أعراض الاكتئاب والملل أو الضيق تنشأ من جراء الاستغراق في العمل الجاد بصورة دائمة مما يجعل الإنسان ضجراً ملولاً ثائراً عصبي المزاج.

والوصفة التي يصفها الجميع لمثل هذا الحال هي اللجوء إلى الضحك. فالضحك يتيح للإنسان مواصلة عمله بروح معنوية مرتفعة وفي حيوية ونشاط.
والشخصية الباسمة أقرب إلى النجاح من غيرها إذ تستطيع بسهولة غزو قلوب الآخرين.

يقول الأصمعي : بالعمل وصلنا، وبالملح نلنا.

ولذلك فإن الإنسان إذا كان في حالة نفسية مرتفعة يكون أقدر على التفكير والأداء.

وأنا هنا أدعوك للقيام بأفضل تمرين رياضي لأشرف مكان في جسدك وهو الضحك. إذ إنك عندما تبتسم فإنك تحرك في وجهك ثلاث عشرة عضلة.
وقد ثبت بالاستقراء والمتابعة أن الضاحكين المبتسمين بكثرة أقل الناس تعرضاً لتعرجات تقاسيم الوجه التي سببها الهرم.

وكانت العرب تمدح ضحوك السن، وتجعله من عظيم مآثر المرء وكريم سجاياه وسخاوة طبعه ونداوة خاطره:
ضحوك السن يطرب للعطايا ويفرح إن تعرض بالسؤال

وقال زهير في هرم):

تراه إذا ما جئته متهللا كأنك تعطيه الذي أنت سائله

ثم إنني أدعوك إلى التوسط، وأنهاك عن الإسراف، فلا عبوس مخيف قاتم، ولا قهقهة مستمرة عابثة، لكنه جد وقور، وخفه روح واثقة.

أهازل حيث الهزل يحسن بالفتى وإني إذا جد الرجال لذو جد

يقول الحسن البصري رحمه الله: إن هذه القلوب تحيا وتموت، فإذا حييت فاحملوها على هذه النافلة، وإذا ماتت فاحملوها على الفريضة.
وقال عطاء بن السائب : كان سعيد بن جبير يقص علينا حتى يبكينا وربما لم يقم حتى يضحكنا.

إن انقباض الوجه، والعبوس والاشمئزاز، والتذمر ومرادفات هذه الكلمات مصطلحات أحذرك منها، وأنصحك بمحوها من قاموس حياتك واستمع لهذه القصة: طلب عمال إحدى المحلات التجارية الكبرى في باريس رفع أجورهم، فرفض ذلك صاحب العمل فما كان من عماله إلا أن اتفقوا أن لا يبتسموا للزبائن كرد فعل على صاحب المحل.
فكانت النتيجة أن انخفض دخل المحل في الأسبوع الأول حوالي 60% عن متوسط دخله في الأسابيع السابقة.

يقول أحمد أمين في ( فيض الخاطر ): (ليس المبتسمون للحياة أسعد حالاً لأنفسهم فقط، بل هم كذلك أقدر على العمل، وأكثر احتمالاً للمسئولية، وأصلح لمواجهة الشدائد ومعالجة الصعاب، والإتيان بعظائم الأمور التي تنفعهم وتنفع الناس.
لو خيرت بين مال كثير أو منصب خطير، وبين نفس راضية باسمة؛ لاخترت الثانية، فما المال مع العبوس؟

وما المنصب مع انقباض النفس؟
وما كل ما في الحياة إذا كان صاحبه ضيقاً حرجا كأنه عائد من جنازة حبيب؟
وما جمال الزوجة إذا عبست وقلبت بيتها جحيماً؟
لخير منه -ألف مرة- زوجة لم تبلغ مبلغها في الجمال وجعلت بيتها جنة.
النفس الباسمة ترى الصعاب، فيلذها التغلب عليها، تنظرها فتبسم، وتعالجها فتبسم، وتتغلب عليها فتبسم. والنفس العابسة لا ترى صعاباً فتخلفها، وإذا رأتها أكبرتها واستصغرت همتها بجانبها فهربت منها، وقبعت في جحرها تسب الدهر والزمان والمكان، وتعللت بلو وإذا وإن. وما الدهر الذي لعنه إلا مزاجه وتربيته، إنه يود النجاح في الحياة ولا يريد أن يدفع ثمنه، إنه يرى في كل طريق أسداً رابضاً، إنه ينتظر حتى تمطر السماء ذهباً أو تنشق الأرض عن كنز.

ليس يعبس النفس والوجه كاليأس، فإن أردت الابتسام فحارب اليأس. إن الفرصة سانحة لك وللناس، والنجاح مفتوح بابه لك وللناس، فعود عقلك تفتح الأمل وتوقع الخير في المستقبل).

والآن أتركك لتطرب مع هذه المقطوعة الشائقة الماتعة:

[]


يقول إيليا أبو ماضي :




قال: السماء كئيبة! وتجهما قلت: ابتسم يكفي التجهم في السماء!


قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتسم لن يرجع الأسف الصبا المتصرماً


قال: التي كانت سمائي في الهوى صارت لنفسي في الغرام جهنما


خانت عهودي بعدما ملكتها قلبي، فكيف أطيق أن أتبسما!


قلت: ابتسم واطرب فلو قارنتها قضيت عمرك كله متألما!


قال: التجارة في صراع هائل مثل المسافر كاد يقتله الظما


أو غادة مسلولة محتاجة لدم، وتنفث كلما لهثت دما!


قلت: ابتسم، ما أنت جالب دائها وشفائها، فإذا ابتسمت فربما..


أيكون غيرك مجرماً، وتبيت في وجل كأنك أنت صرت المجرما؟


قال: العدى حولي علت صيحاتهم أأسر والأعداء حولي في الحمى؟


قلت: ابتسم، لم يطلبوك بذمهم لو لم تكن منهم أجل وأعظما!


قال: المواسم قد بدت أعلامها وتعرضت لي في الملابس والدمى


وعليّ للأحباب فرض لازم لكن كفي ليس تملك درهما


قلت: ابتسم، يكفيك أنك لم تزل حياً، ولست من الأحبة معدما!


قال: الليالي جرعتي علقما قلت: ابتسم ولئن جرعت العلقما


فلعل غيرك إن رآك مرنما طرح الكآبة جانبا وترنما


أتراك تغنم بالتبرم درهما أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما؟


يا صاح، لا خطر على شفتيك أن تتثلما، والوجه أن يتحطما


فاضحك فإن الشهب تضحك والدجى متلاطم، ولذا نحب الأنجما!


قال: البشاشة ليس تسعد كائناً يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما


قلت: ابتسم ما دام بينك والردى شبر فإنك بعد لن تتبسما


ما أحوجنا إلى البسمة وطلاقة الوجه، وانشراح الصدر وأريحية الخلق، ولطف الروح، وفي الجانب؟
(إن الله أوحى إلي أن تواضعوا؛ حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد).


الرسول صلى الله عليه وسلم ضحاكاً بساماً


• كان أكثر الناس تبسماً وضحكاً في وجوه أصحابه، بل جعل الابتسامة دينا يتعبد الله به فقال صلى الله عليه وسلم: (وتبسمك في وجه أخيك صدقة) والمستعرض لحياته عليه الصلاة والسلام يجدها قد تخللها نوع من الدعابة والمزاح ولا غرو فهو الرحمة المهداة بأبي هو وأمي قال عنه ربه وخالقه جل وعلا: ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ
وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)).

بعث رحمة للعالمين، وأحق الناس بهذه الرحمة أهله وقرابته وأحبابه وأصحابه. وكانت تعلو محياه الطاهر البسمة المشرقة الموحية، فإذا قابل بها الناس أسر قلوبهم أسراً؛ فمالت نفوسهم بالكلية إليه وتهافتت أرواحهم عليه، يبتسم عن مثل البرد في وجه أبهى من الشمس، وجبين أزهى من البدر، وفم أطهر من الأقحوان، وخلق أندى من الرياض، وود أرق من النسيم، يمزح ولا يقول إلا حقاً، فيكون مزحه على أرواح أصحابه أهنى من قطرات الماء على كبد الصادي، وألطف من يد الوالد الحاني على رأس ابنه الوديع، يمازحهم فتنشط أرواحهم وتنشرح صدورهم وتنطلق أسارير وجوههم، فلا والله ما يريدون الدنيا كلها في جلسة واحدة من جلساته، ولا والله لا يرغبون في القناطير المقنطرة من الذهب والفضة في كلمة حانية وادعة مشرقة من كلماته.

يقول جرير بن عبد الله البجلي : [ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسم في وجهي] وجرير يفتخر بهذا العطاء ويعلن هذا السخاء، فهذه البسمة الوارفة الدافئة الصادقة أجل عند جرير من كل الذكريات وأسمى من كل الأمنيات.
يبتسم في وجهه فكفى، يملأ روحه براً وحناناً ولطفاً، ويشبع قلبه سماحة ورحمة ووداً، ولا تظن المسألة عادية أو أن الموقف سهل بسيط، لأنك ما عشت الحدث وما لابست القضية.

والرسول صلى الله عليه وسلم في ضحكه ومزاحه ودعابته وسط بين من جف خلقه ويبس طبعه وتجهم محياه وعبس وجهه، وبين من أكثر من الضحك واستهتر في المزاح وأدمن الدعابة والخفة، فكان صلى الله عليه وسلم يضحك في مناسبات حتى تبدو نواجذه، ولكنه لم يستغرق في الضحك حتى يهتز جسمه أو يتمايل أو تبدو لهواته، وهي أقصى الحلق.

وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (وإياك والضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب) (1) .

وقد ورد أنه مازح بعض أصحابه فقال له أحدهم: (أريد أن تحملني يا رسول الله على جمل، قال: لا أجد لك إلا ولد الناقة، فولى الرجل فدعاه وقال: وهل تلد الإبل إلا النوق؟) (1) أي أن الجمل أصلاً ولد ناقة.

ويروى أن عجوزاً أتته صلى الله عليه وسلم تطلب منه أن يدعو لها بدخول الجنة، فقال: (لا يدخل الجنة عجوز فولت تبكي، فدعاها وقال: أما سمعت قول الله سبحانه: ((إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا))) (1) .

ويأتي أزمهر (وفي لفظ زاهر ) وكان يهدي النبي صلى الله عليه وسلم الهدية من البادية، وكان صلى الله عليه وسلم يقول: (زاهر باديتنا ونحن حاضرته)، وكان صلى الله عليه وسلم يحبه جاءه يوماً وهو يبيع متاعه في السوق فاحتضنه من خلفه فقال: (أرسلني من هذا؟
فلما عرف أنه النبي صلى الله عليه وسلم صار يمكن من صدره الشريف، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من يشتري هذا العبد؟
فقال: يا رسول الله تجدني كاسداً ؟
فقال عليه الصلاة والسلام: ولكنك عند الله لست بكاسد).

كان ضحكه طاعة لربه تعالى، وفيه من مقاصد الاقتداء والأسوة ما يفوق الوصف، لم
يكن ضحكه عبثاً أو لهواً أو تزجية للوقت وقتلاً للزمن.
يركب صلى الله عليه وسلم راحلته مسافراً فيدعو بدعاء السفر ثم يقول: (اللهم اغفر لي ذنبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ثم يضحك صلى الله عليه وسلم، فيسأله أصحابه: لم ضحكت يا رسول الله؟
فقال: يضحك ربك إذا قال العبد: اللهم اغفر لي ذنوبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ويقول: علم عبدي أنه لا يغفر الذنوب إلا أنا) (1) .

ويتلو صلى الله عليه وسلم قصة الرجل الذي هو آخر من يدخل الجنة ويخرج من النار، ويسأل ربه شيئاً فشيئاً حتى يعطيه الله عشرة أمثال ما تمنى، فيقول الرجل: أتهزأ بي وأنت رب العالمين فيضحك صلى الله عليه وسلم عند ذلك.
فسبحان من رفع قدره حتى صار ضحكه يحفظ في بطون الأسفار كأنه أعجب قصة من قصص العبر والعظات، وتبارك من شرف منزلته حتى جعل مزحه يرويه الثقات عن الثقات، كأنه فريضة قائمة، فصلى الله عليه وعلى أصحابه وآله ما تنفس صباح وعسعس ليل.

والآن وبعد هذه المقدمات التي أرجو أن تكون قد أوضحت الهدف من تأليف هذا الكتاب أتركك لتعيش مع هذه النوادر الماتعة والفكاهات الرائعة.



تابع