اللغة المصرية القديمة و ترجمة الرموز المشفرة للفراعنة
إن أكثر المظاهر المهمة في الحكمة القديمة المتوارثة بين الكهنة من جيل إلى جيل هو أنها مكتوبة بلغة الرموز وليس كلمات صريحة وواضحة يمكن للصورة الهيروغليفية أن تحتوي على مستويات عديدة من المعلومات (المعاني). يمكن لصورة واحدة أن تحتوي على مجموعة كبيرة من التعاليم، ومجرّد التعبير عن فكرة واحدة تتطلب أحياناً كتابة مجموعة كاملة من المجلّدات. وأحد الأسباب التي منعت البشرية من التعرّف على عمق الحكمة التي كانت بحوزة الكهنة المصريين القدماء هو قراءة وتفسير الرموز الهيروغليفية بشكل خاطئ. فقد ضاعت القدرة علىقراءة وتفسير النصوص المقدسة قبل غروب شمس الحضارة الفرعونية بوقت طويل. ففي فترة حكم السلالات الفرعونية الأخيرة لم يعد الكهنة يحوزون على الحكمة القديمة لأنهم لم يستطيعوا تقدير معانيها الأصيلة. فبالتالي، عندما رسموا الصور الهيروغليفية على جدران المعابد كان مستوى استيعابهم لها مشابه تماماً لمستوى استيعاب رجال الدين اليوم لفيزياء ميكانيكاالكم!
ولهذا السبب تم تفسير مفهومماء الحياة(الذي أخذه أرسطو من ثالوس الميليتوسي) بشكل خاطئ، ولازلنا نتناقله عبر الأجيال بشكله الخاطئ وقد بُنيت عليه نظريات ومفاهيم كثيرة رغم أنه لم يكن تفسيراً صحيحاً لما كان يقصده القدماء. فما هي نظريةماء الحياةالتي جلبها ثالوس الميليتوسي Thales of Miletus منمصرالفرعونية؟ وما القصد الحقيقي منها؟
ماء الحياة؟ أم طاقة الحياة؟
تم تفسير مفهوم "ماء الحياة" (الذي أخذهأرسطو من ثالوس الميليتوسي) بشكل خاطئ، ولازلنا نتناقله عبر الأجيال بشكله الخاطئوقد بُنيت عليه نظريات ومفاهيم كثيرة رغم أنه لم يكن تفسيراً صحيحاً لما كان يقصدهالقدماء. فما هي نظرية "ماء الحياة" التي جلبها ثالوس الميليتوسي Thales of Miletus منمصر الفرعونية؟ وما القصد الحقيقيمنها؟فيما يلي سوف نلقي نظرة على فقرتين متطابقتين لكن أجري تغيير طفيف فيإحداهما. لقد نقل أرسطو تعاليم ثالوس والتي تقول:
... الماء هي المبدأ الأساسي لكل شيء. كل شيء ينبثق منها....
.. ينبثق باستمرار، وإليهايعود...
.. تختلف التغيرات الظاهرة في الأشياءحسب اختلاف درجة الضغط والتصلّب.. (أي الطاقة)
الترجمة الخاطئة للمعرفة التي انحدرتإلينا من الماضي البعيد كانت بسبب سوء فهم المعاني الحقيقية للرموز الهيروغليفية. خاصة الرمز الهيروغليفي الذي حمل معنى لمفهومالطاقةوالذي تمثلهموجة، وهذه الموجة لازالوا يترجمونها على أنها تمثّلالماء.القي نظرة على الرمز التاليفهو يشبه المنحى الجيبي الذييُستخدم في الرياضيات لوصف آلية التذبذب أو الموجة الترددية. هكذا تشبيه يمثّل بشكلطبيعي حركة الموجات على سطح الماء وهنا أخطأ المفسرون.
إن كل شيء يمتلك خاصية المادة الصلبة هونتيجة حتمية للتذبذب، واختلاف المواد من حولنا هو نتيجة لاختلاف الذبذبات التيتجسّدها أمامنا. لذلك، وبما أن القدماء كانوا أكثر رقياً ومعرفة، فلا بد من أنهم يعلمون هذه الحقيقة الفيزيائية البسيطة. وبالتالي فإن رمز الموجة قد استخدم من أجلإظهار هذا المفهوم. فلذلك، إذا استبدلنا كلمةماءالموجودة في مقولةثالوس بكلمةطاقة، سوف نقترب أكثر إلى جوهر تعاليم الكهنة المصريينالقدامى.
بعد التعديل ستبدو المقولة كما يلي:
... الطاقة هي المبدأ الأساسي لكل شيء. كل شيء ينبثق منها....
.. ينبثق باستمرار، وإليها يعود...
.. تختلف التغيرات الظاهرة في الأشياءحسب اختلاف درجة الضغط والتصلّب..
سيصبح معنى الرمزأكثر وضوحاً بعد أن ننظر إلىصورة الكاهن المرسومة على جدار حجرة الدفن لـ"توت عنغ آمون". حيث يمكن مشاهدة هذاالرمز مباشرةً فوق يد الكاهن والفتاة الواقفة أمامه، وهذا يشير إلى أن يديه تشعّبالطاقة، وهذه العملية لا تقتصر على شعوب الماضي، بل هي مألوفة اليوم بين الروحيينوالمعالجين بالطاقة الذين يؤثرون على البنية الطاقية للأشياء من خلال طاقة خاصةتخرج من أيديهم.
يُستخدم الرمزللطاقة وليس للماء
وعلى ضوء هذا، وجب إعادةالنظر في"أسطورة خلق العالم" عند المصرين القدامى، وبعد إجراء التعديل الجوهري في سطورها، سوف نكتشف الحكمة الحقيقية التي كانت بحوزتهم بخصوصخلق كل ما هو موجود.
في البداية لم يكن هناك شيء:
لا هواء..
لا نور..
لا صوت..
لا سماء..
لا أرض..
لا نار..
لا حياة..
لا موت... فقط محيط أزلي ثابت لامتناهي منالطاقة (وليس الماء) المغمورة بالظلام القاتم. (نون Nun)
... خلق الإله (الشمس) نفسه منالطاقة الأزلية (وليس الماء الأزلية). كان اسمه "كل شيء" و"لاشيء" (أتوم Atum)
بالحديثعن الطاقة، العنصر الحيوي الفعال لآلية الخلق، والذي منها انبثقت أشكالالحياة المختلفة، أصبحنا اليوم في هذا العصر نستطيع فهم وإدراك مايُقصد بهذه الكلمات العريقة التي تخفي في طياتها حكمة الخلق. لكن لمدةقرون طويلة من الزمن، بقيت هذه المعرفة القديمة غير واضحة بالنسبةللإنسانية التي كانت تغطّ في بحر من الجهل والتخلّف، حتى في زمن أرسطو.
قبل زيارة ثالوس الميليتوسي إلى مصر بأكثر من 5000 سنة، كان الكهنةالمصريون يحوزون على معرفة علمية متطورة وكاملة، غير منقوصة أو مشوّهةأو محرّفة. إنه بسبب الغرور والخيلاء الذي يجعل ممثلي المجتمع العلمياليوم يمتنعون عن تقدير الآثار الجبارة التي خلفها "أسلافهم العلماء" ويرفضون الاعتراف بحقيقة أن الحضارة المصرية القديمة كانت أكثر تقدماً مما نحن عليه اليوم، إن كان من الناحية العلمية، التقنية، الطبية، وحتىالروحية.
غوامض أخرى في الكتابات الرمزية
هناك الكثير من المعلومات المهمة المتعلقة بسوء تفسير الرموز وبالتالي سوءفهم واستيعاب حقيقة الواقع الذي ساد في العالم القديم، وفي ما يلي بعض الأمثلة على ذلك:
المفضلات