الحكاية الأولى

حكاية المصارع

رواية جرت احداثها في مدينة قزوين الايرانية التاريخية حيث يقول الشاعر المولوي يقول ان الناس كانوا قد اعتادوا في هذه المدينة ان يرسموا النقوش على ظهورهم وسواعدهم وايديهم ويكتبوا اسماءهم واحياناً يرسموا بعض اشكال البشر او الحيوانات على اجسادهم، كانت هناك مجموعة من الناس تسمى بالدلاكين وكان من ضمن الاعمال التي يتداولونها هو حقن الحبر بالابرة تحت الجلد او مايسمى بالوشم وبعد ذلك يرسمون بعض الاشكال التي تبقى على جسم الانسان بشكل دائم، يقول المولوي في احد الايام ذهب احد المصارعين من هذه المدينة الى احد الدلاكين وطلب من الدلاك ان يرسم له شكل الاسد على كتفه فتمدد المصارع على الارض وبدأ الدلاك عمله وما ان غرز الدلاك الابرة الاولى في جسم المصارع حتى صرخ الاخير من شدة الالم وقال لقد قتلتني ايها الدلاك فقال الدلاك انت الذي اردت ذلك فعليك ان تتحمل فسأله المصارع ماهو الشكل الذي ترسمه على جسمي فقال له الدلاك انت طلبت مني ان ارسم صورة الاسد فقال له المصارع اي عضو من الاسد بدأت به فأجاب الدلاك بدأت من ذيله فقال المصارع لقد احتبست انفاسي من شدة الالم ولا ضرورة للذيل ثم ان الدلاك غرز الابرة مرة اخرى وصرخ المصارع مرة اخرى قائلاً اي عضو ترسمه الان فقال الدلاك اني ارسم اذن الاسد فقال المصارع لاحاجة للاسد بالاذن فأرسم عضواً اخر ثم ان الدلاك غرز الابرة في كتف المصارع مرة اخرى فأطلق المصارع القزويني صرخة الم اخرى وقال اي عضو من الاسد هذا فقال له الدلاك البطن فقال له المصارع ان هذا الاسد شبعان ولاحاجة له بالبطن فصورته هذه هي صورة الاسد الدائم الشبع فغضب الدلاك والقى بالابرة ارضاً وقال هل يوجد في العالم اسد ليس له ذيل ولارأس ولابطن؟ ان الله لم يخلق مثل هذا الاسد بعد.

بهذه القصة الطريفة والمفيدة في نفس الوقت يريد المولوى ان يقول لنا من خلالها ان الانسان اذا اراد شيئاً فأن عليه ان يكمله ويبلغ به كماله ونهايته لا ان يتركه ناقصاً وان تطلب اكماله تحمل الالم والجهد والمشقة والا من الافضل له من البداية ان يتركه ولايبدأ به من الأساس.