قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى :

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-

: « ذَاقَ طَعْمَ الإيمانِ : مَنْ رَضِيَ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا،

وبمحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نبيا ورَسُولاً » رواه مسلم.

وقال -صلى الله عليه وسلم-

: « مَنْ قَالَ حِيْنَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا،

وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا. غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ » رواه مسلم.

وهذان الحديثان عليهما مدار مقامات الدين، وإليهما ينتهي

وقد تضمنا الرضى بربوبيته سبحانه، وألوهيته، والرضى

برسوله والانقياد له، والرضى بدينه والتسليم له. ومن اجتمعت

له هذه الأربعة: فهو الصديق حقا. وهي سهلة بالدعوى واللسان

وهي من أصعب الأمور عند الحقيقة والامتحان، ولا سيّما إذا

جاء ما يخالف هوى النفس ومرادها من ذلك: تبين أن الرضى

كان لسانه به ناطقا. فهو على لسانه لا على حاله

فالرضى بإلهيته : يتضمن الرضى بمحبته وحده، وخوفه

ورجائه، والإنابة إليه، والتبتل إليه، وانجذاب قوى الإرادة

والحب كلها إليه، فعل الراضي بمحبوبه كل الرضى، وذلك

يتضمن عبادته والإخلاص له

والرضى بربوبيته : يتضمن الرضى بتدبيره لعبده،

ويتضمن إفراده بالتوكل عليه، والاستعانة به، والثقة به

والاعتماد عليه، وأن يكون راضيا بكل ما يفعل به

فالأول : يتضمن رضاه بما يؤمر به

والثاني : يتضمن رضاه بما يقدر عليه