لماذا أطلق على سورة الاخلاص بهذا الاسم


بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. سورة الإخلاص هي قوله تعالى:

﴿قلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَد ۞ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ُ۞ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ





وسميت سورة الإخلاص لأمرين:

الأمر الأول أن الله أخلصها لنفسه، فليس فيها إلا الكلام عن الله سبحانه وتعالى وصفاته.

والثاني أنها تخلص قائلها من الشرك إذا قرأها معتقداً ما دلت عليه.

ووجه كونها مشتملة على أنواع التوحيد الثلاثة وهي:

توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.

أما توحيد الألوهية ففي قوله (قل هو الله) فهو الله يعني هو الإله المعبود حقاً الذي لا يستحق أن يُعبد أحد سواه، فهذا هو توحيد الألوهية.

وأما توحيد الربوبية والأسماء والصفات ففي قوله (الله الصمد) فإن قوله (الله الصمد) معناه الكامل في صفاته الذي تصمد إليه جميع مخلوقاته. فكماله في الصفات هو ما يتعلق بتوحيد الأسماء والصفات، وافتقار مخلوقاته كلها إليه وصمودها إليه يدل على أنه هو الرب الذي يُقصد لدفع الشدائد والمكروهات وحصول المطالب والحاجات.

وفي قوله (أحد) توحيد في الأمور الثلاثة؛ لأنه وحده سبحانه وتعالى هو المتصف بذلك؛ بالألوهية وبالصمدية سبحانه وتعالى. وفي قوله (لم يلد ولم يولد)

رد على النصارى الذين قالوا:

إن المسيح ابن الله.

وعلى اليهود الذين قالوا:

إن عزيراً ابن الله.

وعلى المشركين الذين قالوا:

إن الملائكة بنات الله. وهو سبحانه وتعالى (لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد) وإنما قال (ولم يكن له كفواً أحد) لكمال صفاته، لا أحد يكافئه أو يماثله