احذري من الشامبو فهو عدو الشعر الاول

**ذاكية البحيرى** · 03:16 PM

ما زالت صورتها ماثلة في خيالي وهي تبتسم ابتسامتها الحزينة ردا على دهشتي عندما رأيتها بشعر قصير خفيف، وكانت صورتها المنطبعة في ذهني عند أول رؤية لها تعكس صورة فتاة بجديلة طويلة سميكة، تشد إليها بصرك أولا، فقالت ردا على نظرتي المذهولة: "إنه الشامبو بالتأكيد، لم يكن شعري خفيفا بهذا الشكل، عندما كنت أستعمل الصابون و أنا صغيرة".

هي حقيقة لا بد لنا من الاعتراف بها، بعد هذه الثورات المجنونة في كم المواد المصنوعة من مواد كيماوية أساسا، والتي تستخدم لتجميل الشعر وتنظيفه وإعطائه المظهر الجذاب بأن العالم بات يفتقد بالفعل الشعر القوي الكثيف الجميل، وبخاصة بين صفوف الشابات والنساء الأكبر سنا.

نعرف جميعنا أن الشامبو والذي يعد رفيق حقيبة المرأة في سفرها، وصديق حمامها والوسيلة التي تكاد تكون وحيدة للعناية بنظافة شعرها، ما هو إلا مركب كيماوي ندرك أنه يضرنا أكثر مما ينفعنا، وإلا لما وصلنا إلى مرحلة نحتاج فيها بعد غسل الشعر إلى البلسم والمصففات المصنوعة من السلكون والكرياتين، والمستحضرات التي تعطي الشعر مظهرا كثيفا وصحيا.

في المجتمعات الفقيرة جداً سنلحظ وجود الشعر القوي الجميل، و في الوقت نفسه غيابه عن المجتمعات التي تعد فيها زيارات صالونات العناية بالشعر والبشرة من الواجبات الأساسية عند النساء، وبالتالي يسهل على النساء فيها اختيار كل ما ترغب به من مستحضرات غالية الثمن، يقدمها منتجوها لتمنح شعرها مزيداً من الجاذبية، دون أن تدري حجم الجريمة التي ترتكبها بحق شعرها.

وقد ذكرت مجلة متخصصة بالجمال في مقال لها على صفحاتها، العديد من المواد التي تضر الشعر، وهي موجودة في أغلب أنواع الشامبو وذكرتها المجلة وهي:

• مادة السليكون

السليكون هو المادة الموجودة في الشامبو، والتي تجعلك تشعرين بأن شعرك حريري الملمس ولامع، وبالتالي تعتقدين بأنه صحيٌ، لكن ذلك غير صحيحٍ، فالسليكون مادةُ تضر الشعر وتسبب جفافه وتقصفه، جربي التوقف عن استعمال الشامبو الذي يحتوي على مادة السليكون وستلاحظين أن شعرك يبدو أكثر خشونة مما سبق.

• مادة البارابين:

تعتبر مادة البارابين من أكثر المواد خطورةً؛ نظراً لأنها تسبب الإصابة بالسرطان على المدى البعيد، وهذه المادة موجودة في معظم أنواع الشامبوهات المتوافرة في الأسواق.

• مادة السولفيت:

تعتبر مادة السولفيت
sulphate هو المادة الأكثر خطراً على الشعر على المدى البعيد، حيث تؤدي هذه المادة إلى جفاف الشعر وتقصفه، وهذه المادة هي المادة المسؤولة عن كثرة الرغوة التي ينتجها الشامبو أثناء الاستحمام. وهناك اعتقادٌ شائعٌ خاطئ، وأنه كلما كثرت الرغوة في الشامبو كان ذلك دليلاً على نظافة الشعر وفروة الرأس، لكن العكس هو الصحيح؛ فكلما زادت كمية الرغوة، كان ذلك دليلا على كثرة المواد الكيميائية الضارة التي تفقد الشعر نضارته."

بيكربونات الصودا بدلاً عن الشامبو

و في دعوات بدأت في الغرب، وتجارب قامت بها نساء عديدات لغسل شعرهن ببيكربونات الصوديوم، واستخدامهن للخل الطبيعي كبلسم من أجل الابتعاد عن المواد الكيماوية والمحافظة على شعرهن من أثار الشامبو، والمستحضرات الأخرى الضارة، وبدأت النساء يحكين عن نتائج تجاربهن التي امتدت من ستة أشهر وحتى سنة وكانت مبهرة.

تقول إحداهن عن تجربتها في مقال نشر في موقع يُعنى بالطب البديل:

"بالنسبة لي، لم يتطلب الأمر فترة من الزمن، لكي يعتاد شعري على بيكربونات الصودا، لأنه ناعم في الأساس، ولا أواجه عادة أي مشكلات في تسريحه، لكن المشكلة تجلت على المستوى النفسي، إذ كنت دائمة التفكير برائحة شعري التي تبدو أشبه بصلصة السلطة أو الخل أثناء الاستحمام “لا داعي للقلق، فالرائحة ستزول في خلال دقائق”. لكن في المقابل، بدأت ألاحظ أن شعري أصبح أكثر قوة وكثافة مع الوقت، و تراجعت نسبة دهنيته، و لم أعد بحاجة لغسله أكثر من مرتين في الأسبوع. كذلك بات أكثر نعومة وإشراقا وأقل تجعدا".

وعن الطريقة التي استخدمتها قالت: "الطريقة التي كنت اتبعها هي التالي:

أذيب ملعقتي طعام بيكربونات الصودا، في نصف ليتر من الماء بشكل جيد، ثم أوزع الخليط على رأسي، وأدلك فروه الرأس به، بعدها أغسله باستعمال الماء. ثم استخدم المقياس نفسه لكن بدلا من البيكربونات، أستخدم خل التفاح، وأغسل شعري بشكل نهائي به.

هذه النسب هي للشعر الطويل، يمكن استخدام نصفها إن كان الشعر قصيراً. وإن شعرت بأن الشعر لا يزال متسخاً قليلاً بعد الاستحمام، يمكن زيارة نسبة بيكربونات الصودا قليلاً" .

هذا ويجب أن نعلم جميعنا أن المادة المسؤولة عن الرغوة في الشامبو، وهي مادة السولفيت هي مادة ضارة، وتسبب تلف الشعر، وعلى هذا فإن عدم وجود الرغوة في الشامبو الطبيعي المصنوع من البيكربونات، لا يعني أنه لم يقم بعمله في تنظيف الشعر بشكل جيد.