|
بتاريخ : 11-12-2015 الساعة : 05:56 PM
رقم
#13
كاتب الموضوع :
الشيخ / خالد الجعفري
مولد النور والسرور رسولنا الكريم
|
مشرف
|
[11/12 6:55 م] شيخ ايهاب موسي: 16/ مولد النور والسرور...
لما هامت اﻷرواح ظمأ إلى كريم طلعته بعد شهي أخباره ، شرف الله تعالى الوجود بإظهاره وأسطع نوره من الكون في جميع أقطاره وأفرغ على الزمان من يوم مولده الكريم حلة فخاره ، فكان أن حصل ﻷمه السيدة آمنة على أثر النفاس ضعف وألم شغلها عن إرضاع هذا الرسول الأعظم والحبيب الأكرم ، فألتمس جده عبد المطلب الرضعاء لعين أعيان الوجود ومركز دائرة العارفين صلى الله عليه وسلم ..
فكانت ثويبة مولاة أبي لهب قد أرضعت هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، وأرضعت من قبله صلى الله عليه وسلم عمه سيدنا حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه..
ثم جاء دور السيدة حليمة السعدية فيا سعدها...
يقول الشيخ أمين محمد البطاوي في كتابه [ النفحات البهية في مولد خير البرية ] : قالت حليمة السعدية مرضعة الذات الكريمة البهية : قد اعتراني المرض والسقم وكنت في غاية اﻷلم ، وكان عندي دابة ضعيفة جئت عليها إلى مكة الشريفة ، وسبقني النساء لضعفها وقلة سيرها ، وجئت فلم أجد لي رضيعاً فمررت بعبد المطلب بن هاشم سريعاً ، وسألته عن رضيع لديه فأرضعه وأحافظ عليه ، فتبسم ضاحكاً وقال : يا حليمة ألديك صدق في العزيمة ونفس أبية كريمة في إرضاع ذات هاشمية يتيمة ، ولك البشرى والسعادة الكبرى..
قالت حليمة : فاستشرت بعلي الهمام فقال : أريني هذا الغﻼم..
فذهبنا إلى بيته لنشاهده فإذا بأمه وهي سيدة ماجدة ، وعليها نور وإجﻼل ومهابة وكمال ، فطلبنا منها ولدها وفلذة كبدها ، فأتت بالمصطفى الجليل وعليه حلل التعظيم والتبجيل ، وتحته حريرة سندسية خضراء ومدرج في ثياب صوفية بيضاء ، ووجهه أزهر ورائحته أطيب من المسك اﻷذفر ، فتعطرنا من رائحته الزكية وتبوأنا من أنواره الكريمة البهية ، وتحيرت عقولنا ودهشت أفكارنا ، فنظرنا إليه فتبسم صلى الله عليه وسلم وأشرقت اﻷنوار المحمدية من قمر الهداية الكونية وخير الخﻼئق البشرية ، فانشرحت برؤيته صدورنا واطمأنت بمحياه قلوبنا ، وقال زوجي : يا حليمة هذا هو الكنز الثمين والسعادة بيقين..
قالت حليمة : ولكنه يتيم فمن أين لنا النعيم ؟ ، فقال : هذا هو الغنى هذا هو غاية المنى ، هذا هو الخير العميم والفضل العظيم...
يتبع..
📚 علوم وثقافة
[11/12 6:55 م] شيخ ايهاب موسي: 17/ مولد النور والسرور...
في مواصلة لحديث السيدة حليمة السعدية رضي الله عنها كما في كتاب [ النفحات البهية في مولد خير البرية ] للشيخ أمين محمد البطاوي :
قالت حليمة : فلما تشرفت بتلك الطلعة البهية والذات السنية ، دهشت من جمالها وحسن بهائها..
فحملته صلى الله عليه وسلم فزال المرض والسقم وحصل لي الشفا ببركة المصطفى سيد اﻷمم..
ثم ركبت الدابة الضعيفة فسارت كالجواد بسرعة لينة ظريفة ، حتى أدركت من سبقن من النساء قبل انقضاء النهار وقدوم المساء..
ثم لما أرضعته الثدي اليمين ثار اللبن وتبدد وكان ولدي يبكي من الجوع ويتنهد ، وترك الثدي اﻵخر ﻷخيه فامتﻸ وصار يكفيه..
وكنت ﻻ أمر به على شجرة قد يبست إﻻ اخضرت في الحال وأثمرت...
وبينما نحن في الطريق عائدون وإلى منازلنا قادمون ، قابلنا قوم من اليهود ذوي القلب الجحود ، ورأوا في السماء غمامة بيضاء ، تظل النبي الكريم عليه أفضل الصﻼة والتسليم..
وكلما مر أشرقت اﻷنوار البهية وسلمت عليه اﻷشجار واﻷحجار الصخرية ، فذهبوا إلى كاهنهم اللعين عليه اللعنة إلى يوم الدين ، وأخبروه بما شاهدوا من اﻵيات الغريبة والكرامات المدهشة العجيبة ، وقالوا : قد ظهر الذي دلت عليه التوراة واﻹنجيل وأصبحنا في خطر وبيل ، فهذا الذي يظهر الدين القويم ونحن اﻵن في كرب عظيم ، فقال كاهنهم : اقتلوهم عن آخرهم...
يتبع..
📚 علوم وثقافة
|
|
|
المفضلات