الفلك السامري

**بو حمد** · 03:27 PM

الفلك السامري

عن موقع المتحف السامري.

السامريون يملكون حسابا فلكيا يطلق عليه (حساب الحق) ، حساب فلكي قمري منقول عن سيدنا ادم وحتى يومنا هذا. وهو متوارث مع عائلة الكهنة. وهذا النظام الفلكي مربوط بخط عرض جبل جرزيم "جبل الطور" ( الجبل الجنوبي لمدينة نابلس). ومن خلال هذا الحساب الفلكي يتم تحديد السنة العبرية والمقسمة الى اثني عشر شهرا قمريا, اما ان يكون الشهر ثلاثين يوما أو تسعة وعشرين فقط. وهذا طبقا للحساب الفلكي المعمول به. حيث يحدد كل شهر وفقا للترابط بين الشمس والقمر طبقا لجداول حسابية فلكية دقيقة جدا. فاذا حدث أن كان هذا الترابط ليس متأخرا عن ست ساعات قبل ظهور القمر، فان هذا اليوم يعتبر بداية للشهر الذي يتكون من ثلاثين يوما، لكن اذا حدث الترابط بعد ست ساعات بعد ظهور القمر فان بداية الشهر الجديد تحسب من اليوم التالي، وفي هذه الحالة يصبح الشهر الجديد تسعة وعشرين يوما فقط.
ولقد نصت الشريعة العبرية الموسوية أن كل تسعة عشر سنة، يجب ان يكون فيها سبع سنوات كبيسة أي (ثلاثة عشر شهرا).
التقويم العبري

ابتداء التقويم السامري منذ دخول بني اسرائيل الاراضي المقدسة، أي في السنة 2794 للخليقة. ومضى على مكوثهم في الاراضي المقدسة حتى الآن 63 قرنا ونيف من الزمان، أما التقويم اليهودي يبدأ منذ الخليقة. ونادرا ما يكون هناك مصادفة بين الاعياد السامرية والاعياد اليهودية وذلك بسبب ان الاعياد اليهودية يقومون بحسابها تباعا بعد عيد الفسح اليهودي من كل عام. بالوقت السامريون يحسبون اعيادهم بالعد على أثر انتهاء السبت الاول من عيد الفسح وهذا بناء على ما ذكرته الشريعة الموسوية (سفر اللاويين، الاصحاح 23، الآية 15)، جاء فيها " ثم تحسبون لكم من غد السبت من يوم اتيانكم بحزمة الترديد سبعة اسابيع تكون كاملة، الى غد السبت السابع تحسبون خمسين يوما". أما اليهود يحيدون عن هذه الآية الدينية، بل يبدأ العد عندهم غداة عيد الفسح. حتى لا يصادف قبل السبت او بعده عيد، لهذا لا يجوز عندهم ان يصادف عيد الفسح أيام: الاثنين- الاربعاء- الجمعة. وعيد الحصاد لا يجوز أن يأتي أيام: الثلاثاء- الخميس- السبت. اما عيد رأس السنة العبرية فلا يجوز أن يأتي في أيام: الاحد- الاربعاء- الجمعة. أما يوم الصوم فلا يجوز أن يأتي في أيام: الاحد- الثلاثاء- الجمعة.

البطاقة

يوزع الكاهن الاكبر البطاقة والتي تعرف (الاجندة السامرية) في مواسم الاعياد، أي عند استقبال عيد الفسح، وكذلك عند استقبال عيد المظال " العرش". مرتين في السنة، ومن خلالها يستطيع الانسان السامري ان يعرف رؤوس الشهور، الاعياد، الخسوف والكسوف، المناسبات الدينية والدنيوية، محددا فيها اليوم والتاريخ وحتى الدقيقة والثانية التي يتم فيها تولد القمر. ويذكر ان السامريين يستطيعون تحديد اعيادهم مسبقا وحتى مئات السنين، من خلال الحساب الفلكي هذا.

الابراج

السامريون لا يؤمنون بالابراج الفلكية التي تعتمد على تاريخ الميلاد، وهي بالنسبة لهم بدعة مستحدثة لا اساس لها في علم الفلك اطلاقا. أما الابراج الفلكية السامرية فهي بحسب اسم الانسان واسم أمه من اجل استخراج برجه الفلكي. حتى يتم التعرف على حالته الاجتماعية والعملية والعاطفية وصفاته الشخصية وغيرها. لكن اذا ما كان متزوجا، فانه يترك ابويه ويلتصق بزوجته كما جاء في التوراة (سفر التكوين الاصحاح 2 الآية 24) حيث جاء نص الآية: " لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونا جسدا واحدا". فان الحساب الفلكي يعتمد هنا على اسم الانسان واسم زوجته فقط. ولقد حرم رب العالمين على العبرانيين التعامل بالسحر، لهذا فالسامريون يتعاملون بالفلك فقط، من أجل المحبة والوفاق.

الفلك من خلال الشريعة

جاء في قصة سيدنا ابراهيم وزوجته ساره في الشريعة المقدسة (سفر التكوين الاصحاح 17 الآية 5)، " فلا يدعى اسمك بعد ابرام بل يكون اسمك ابراهيم". أما السيدة ساره بقيت عاقرا فترة زادت على ثلاثة عقود من الزمن، حتى نزل الأمر الالهي على ابراهيم: "ساراي امراتك لا تدعو اسمها ساراي بل اسمها سارة". على أثر هذا التغيير وتوافق الاسماء رزقها الله ولدا واسمته اسحاق.( سفر التكوين، الاصحاح 17 - الآية 15).

أما حادثة سيدنا يعقوب ومصارعته للملاك، الذي خاطبه قائلا: "اطلقني لأنه قد طلع الفجر" فقال : " لا أطلقك ان لم تباركني". فسأله: "ما اسمك؟" فقال: " يعقوب" فقال: " لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل اسرائيل. (سفر التكوين الاصحاح 32 الآية 26-28).
وقصة سيدنا يوسف وتفسيره لاحلام وزراء فرعون مصر، وزير السقاة، ووزير الخبازين، وكذلك تفسيره لاحلام فرعون نفسه ، وكما فسرهم هكذا كان. والسؤال من اين تعلم يوسف مثل هذا التفسير، هل هو وحي الهي أم ماذا ... ؟
صحيح ان الوحي الالهي يلعب دوره الكبير في الانسان، لكن على الانسان أن يبذل مجهودا من أجل أن يحصل عليه. وهذا ما أعلمتنا به التوراة المقدسة، حيث استغل سيدنا يوسف دراستة كتاب "الترفيم"، التي حصلت عليه امه راحيل من ابيها لابان، عند رحيلها من حاران شمال سوريا متوجهة مع زوجها يعقوب الى الاراضي الكنعانية. ومن الجدير بالذكر ان هذا الكتاب عبارة عن علم فلك قائم بحد ذاته، لذا استطاع يوسف تفسير الاحلام.