2/ التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم والأولياء الكرام...
نجد أن المنكرين على مر العصور يحثون الناس على أن يفهموا عكس ما جاء به الشرع الكريم ويبعدونهم عن ما هو مشروع في الدين الحنيف، فها هو شيخ المنكرين وأحد أهم مرجعاتهم المدعى بابن تيمية قد حمل الحديث الشريف على كون التوسل من اﻷعمى كان بدعاء سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم له كما صرح بذلك في كتابه [التوسل والوسيلة]..
وقد ابتهج إمام المنكرين المدعى باﻷلباني في توسله بكﻼم شيخه ابن تيمية فردده قائلاً: (وعلى هذا فالحادثة كلها تدور حول الدعاء كما هو ظاهر وليس فيها ذكر شيء مما يزعمون)..
والسؤال الذي يطرح نفسه يا ترى أين دعاء حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم لهذا اﻷعمى ؟!، ومتى دعا له ؟!، وما هي صيغة الدعاء ؟؟!!..
أراء هؤﻻء المنكرين ما هي إﻻ مصادرة للنص وتعمية على أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكيف ﻻ يكون كذلك وسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم علم الرجل دعاءً فيه السؤال بحضرته صلى الله عليه وسلم وهو السبب في رد بصر اﻷعمى..
هذا ما فهمه اﻷئمة الحفاظ الذين خرجوا الحديث في مصنفاتهم فذكروا الحديث على أنه من اﻷدعية التي تقال عند الحاجات، فقال الحافظ البيهقي في كتابه [دﻻئل النبوة] باب ما جاء في تعليمه الضرير ما كان فيه شفاءه حين لم يبصر: (وﻻ يخفى أن تعليمه للضرير هو الدعاء الذي فيه التوسل بالذات المحمدية)..
وعبارة البيهقي واضحة جداً وهو الحافظ الفقيه من أماجد الأعلام..
كما ذكره النسائي، وابن السني في عمل اليوم والليلة، والترمذي في الدعوات، والطبراني في الدعاء ، والمنذري في الترغيب والترهيب، والهيثمي في مجمع الزوائد في صﻼة الحاجة ودعائها، والنووي في اﻷذكار وغيرهم على أنه من اﻷذكار التي تقال عند عروض الحاجات..
وكما ذكره ابن الجزري في العدة في باب صﻼة الضر والحاجة..
وقال الإمام الشوكاني في كتابه [تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين]: (وفي هذا الحديث دليل على جواز التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الله عز وجل مع اعتقاد أن الفاعل هو الله سبحانه وتعالى وأنه المعطي المانع