السواك | آخر أداة استعملها الرسول صلى الله عليه و آله وسلم

**البيداء والقلم** · 11:59 AM

كان الرسول صلى الله عليه و سلم قد أتى للناس بشيء من الأساليب لم يكونوا يعرفوه من النظافة, و من بين هذه الأشياء التي علمها الرسول صلى الله عليه و سلم للخلق, السواك.

فوائد السواك

السواك سنة بسيطة جدا, لكن أجرها و توابها عظيم جدا جدا, فمن الفوائد العظيمة للسواك الدنيوية الحسية:

- يقتل الجراثيم الموجودة في الفم

- يزيد بياض الأسنان

-يحمي الأسنان من التسوس

- يقوي الشعيرات الدموية المغذية للثة

- يزيل رائحة الفم الكريهة

- مفيد للمعدة, والعقل.

بل وذكر بعظهم أنه يطرد الشيطان, بمعنى الذي معه سواك يهرب منه الشيطان, و أنه يضاعف الأجور و الحسنات و أنه يعين على تذكر كلمة الشهادة عند الوفاة بمعني اخر أنه من أسباب حسن الخاتمة.

و من فوائد السواك " عود الاراك " العظيمة أنه فيه مرضاة لله عز وجل كما قال عليه الصلاة و السلام:

"السواك مرضاة للرب مطهرة للفم"

و في رواية اخرى سخطة للشيطان.

كان يتعجب بعضهم, كيف ان هذا العود الصغير الذي يستخدم في تنظيف الأسنان فيه مرضاة الرب.

و من الأشياء المهمة هو أن نعرف ان المقصود من السواك هو تنظيف الفم و الاسنان و تطييب الرائحة, و يكون هذا بأية وسيلة كانت, أفضلها و أحسنها هو الذي جاء عن رسول الله صلى الله عليه و سلم , و هو عود الأراك و الذي يعتبر معجزة من معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم , لأنه اكتشف أنه فيه من المواد المطهرة و المعقمة و المفيدة لكل أجزاء الفم (الأسنان و اللثة و غيرهما...)وفي حالة اذا لم يتحصل الانسان على عود الاراك فيمكنه الاستعانة بجريد النخل, أو بعود الريحان, أو بأي أنواع العود التي يكون لها رائحة طيبة ,وحتى لا ننسى انه يمكن ان يكون بالفرشاة و معجون الأسنان التي هي الأكثر شيوعا في وقتنا الحالي.

كيف يستخدم السواك أو كيفية استخدام السواك:

وقد كان للرسول صلى الله عليه و سلم اسلوب في استعمال السواك, فاذا استعملنا هذه الكيفية النبوية سنكون قد عملنا العديد من السنن في سنة واحدة فيكثر الثواب و تعظم الفائدة الصحية والأخروية, فعند استعمال السواك يسن ان نمسك السواك بالكيفية التي ذكرها العلماء و التي هي واردة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وهي

أن تجعل العود بين الابهام والخنصر وفوق بقية الأصابع كما هو مبين:

ثم يسن قبل استعمال السواك تغسيله و تليينه بالماء, ثم عندما نريد أن نستعمل السواك يسن أن نبدأ بالشق الايمن و أن يكون من الجهة العليا, فيبدأ الانسان من الأعلى ثم يعود الى الأسفل فيدير السواك في فمه, ثم يمره على رؤوس الأسنان ثم باطن الأسنان ثم يسن أن يمسح كذلك بالسواك على لسانه ثلاث وفي أعلى الحنك ثلاثا كما هو مبين في الصورة التالية:

وقد وجهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نوجه السواك بالعرض, فقد يقول الانسان أنه قد يكون بين الأسنان شيء, لذلك نبهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الى سنة التخليل فيصير الانسان اذا أراد أن يستاك الأفضل أن يخلل أسنانه قبل السواك حتى يتأكد أن ليس بين أسنانه شيء, ثم بعد أن ينتهي من السواك يسن كذلك أن يعود فيغسله ليتنظف السواك من أثر الريق وهي كيفية جميلة جدا لاستعمال السواك اذا عملها الانسان كسب كثيرا من الحسنات و المنافع لصحة فمه و اسنانه وكان متبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد أثبتت الأبحاث على أن عود الاراك أو السواك يتفوق على جميع أنواع المعاجين الحديثة, و يسن استعماله أكثر من 20 مرة في اليوم.

ومن اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بالسواك أنه ما ترك حمله لا في سفر و لا في حضر, حتى من شدة الاهتمام كان عبدالله بن مسعود الصحابي الجليل من شغله ووظائفه أن حامل سواك الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد كان يستعمله عليه السلام في أوقات كثيرة لكن أهم هذه الأوقات هي قبل الوضوء و قبل الصلاة, لآنه أخبرنا عليه الصلاة و السلام : "لولا أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك قبل كل وضوء" , وفي رواية " قبل كل صلاة "

كما السواك يسن في كثير من الأوقات كذلك منها عند الخروج و الدخول الى المنزل, عند الاستيقاظ من النوم , عند النوم, عند تغير رائحة الفم, عند تلاوة القران الكريم, المهم أنه يسن في كثير من الأحيان بل في معظم أحيان الانسان يسن استعمال السواك.

ومن أعظم المواقف التي تدل على أن السواك له منزلة عظيمة عند الله و عند الحبيب صلى الله عليه و اله و سلم, أن السيدة عائشة أخبرتنا ان النبي صلى الله عليه وسلم في ساعة الوفاة وهو على حجرها , قالت "رأيته ينظر الى الأرض وفي الأرض سواك فأخذته فمضغته حتى ألينه بريقي ثم أعطيته اياه فاستاك به صلى الله عليه واله وسلم", كانت تفتخر أن اخر شيئ دخل جوف النبي صلى الله عليه و اله وسلم قبل وفاته هو ريقها, أولا يحق للسواك هو كذلك أن يفتخر لانه هو اخر اداة استعملها رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم في الحياة, وصراحة لو ما كان في السواك الا هذا الموقف العظيم عند وفاة رسول الله لكفانا أن لا نتركه في حياتنا حتى وفاتنا لنتحقق بمعنى الاتباع المشار اليه في القران الكريم: قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله.

نسأل الله أن يوفقنا و اياكم الى ما يحبه و يرضاه, و ألقاكم في قادم المواعيد ان شاء الله.