الجزء الثالث: عظمة الفطنة


الفطنة هي تجاوز العقل بالعقل، ويمكن أن نسميها بـ"منطق النبوة"؛ هذا المنطق هو النظر إلى الأشياء والحوادث من خلال منظار قد جمع بين الروح والقلب والحس وسائر اللطائف الإنسانية. ولو لم توجد الفطنة لدى الأنبياء لما كان بإمكانهم الإجابة عن كل اعتراضات والاستفسارات وإيضاح جميع المسائل المعروضة عليهم. ولو عجزوا عن القيام بهذا لأدّى ذلك إلى نتيجة حتمية وهي عدم وضوح الدين وصعوبة فهمه. ولكي لا تحصل كل هذه النتائج السلبية كان من الضروري تجهيز الأنبياء بمنطق خارق للعادة، مما مكنهم من حل جميع المشاكل والعقد والمصاعب بيسر وسهولة. ومن الخطأ أن نصف هذا المنطق بكلمة "العبقرية"، لأن منطق الأنبياء فوق كل منطق، ويسمى "الفطنة".