كمشكاة


هناك فرق بين أن نقرأ نص لغرض معين وأن نقرأه ونحن نهيم به ... فعندما تهيم بنص فهو يتغلغل فى كيانك كله ويملأ ذرات جسدك ويشع من حولك وينطلق الى الفضاء بطاقه جبارة ..
فأذا كان هذا النص أيه قرأنيه فهى تخترق الوجود وتنتبه اليه العوالم وتنزعج منه الشياطين ...
ونحن هنا بصدد تأمل وأجتهاد فى أية النور
سبحانه
((اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ))
فهذه الايه لها من الفوائد الروحانيه مالا حصر له كما أنها أعجاز علمى لو أنتبه اليها العلماء من قديم الزمان فهى تصف بدقه كيفية صنع المصباح حتى احدث المصابيح فى عصرنا هذا لا يخرج عن هذه الايه ..
ذكرت التفاسير عدة معانى لكلمة مشكاه منها انها كوة مسدودة فى الحائط ... الحلقه التى تحمل المصباح ... الفتيل الذى يسرى فيه زيت الاضاءه .
والاقرب الى العقل المعنى الاخير فلو راجعت التفاسير القديمه ستجد تأويل كثير فى شرح معنى الأيه حسب طبيعة العلم وتقدمه فى ذالك العصر
لماذا زيت الزيتون لأنه أطهر وأنقى مادة على الارض ومنافعه جمه اذا قارناه بمشتقات البترول والكهرباء والطاقه الذريه .. لاشرقيه ولا غربيه فأجود انواع الزيتون فى حوض البحر الابيض المتوسط .. وهناك مهندس شغلته هذه الجمله فمعروف ان التأثير المغناطيسى والمجال الكهرومغناطيسى عن طريق قطبى المغناطيس الشمالى والجنوبى لا شرق ولاغرب ..
نأتى للمشكاه محط اهتمامنا .. أذا نظرت لمصباح مطفء فلن ترى الا الفتيل ولا ضوء وعند اشعاله ترى الضوء ولن ترى الزيت فى الفتيل ولا الكهرباء ... كذالك نور الله يسرى فى السموات والارض ويتخلل الاكوان وكل شىء قائم بنوره ومنه المدد تريد القيام من مكانك لشرب كوب ماء بمجرد التفكير يصلك المدد من القبس النورانى بداخلك ويعينك على اتيان الفعل ... وعاه الحكماء قديما وأسموه بمسميات حسب طبيعة ثقافتهم مثل الاثير البرانا الكى الحكمه السرية ولكنهم لم يجدوا تفسيرا لكنهها غير انها طاقه تسرى فى الكون وتتخلل كل شىء... وحسب مجهوداتهم فعلوا بها الافاعيل ... مع التحلى بالفضائل ... الله كريم
هذا أجتهادنا ونسأل الله العفو والمغفره من الخطأ والنسيان
منقول