كيف يتم التشخيص في الطب الصيني .. الجزء الثالث والأخير "حصري "

**ظفار العدوى** · 10:27 AM

كيف يتم التشخيص في الطب الصيني .. الجزء الثالث والأخير "حصري "

أسلوب الإستفسار :

يختلف هذا الأسلوب في الطب الصيني عن الأسلوب الغربي التقليدي الذي يتم من خلاله التركيز على تاريخ الحالة .

إذ يتم من خلال هذه الطريقة توجيه أسئلة إلى المريض بشأن ما إذا كان يشعر ببرودة أو حرارة أو جوع أو عطش أو كان يعاني من
إفرازات العرق أو الرعشة , أو إذا ما كان يشعر بحاجة إلى الإحتفاظ بجسمه دافئا .

كذلك, سوف يسأل الطبيب أيضا عن الألم , ليس فقط عن وجوده, و لكن عن درجته لمعرفة ما إذا كان شديدا للغاية أو شديدا فقط أو طفيفا أو
متواصلا أو تشنجيا ... إلخ.

جدير بالذكر أن المرضى في الغرب يجدون من الصعب و صف درجة الألم كما يشعرون به.

لكن الصينيون يألفون بشدة نظام التصنيف الذي يصنعه الاطباء و يمدونهم بتفاصيل دقيقة عن الطبيعة المحددة لأي آلآم يشعرون بها
لمساعدتهم في عملية التشخيص.

من جهة أخرى , سوف يسأل المريض أيضا عن التبرز و أنماط النوم و عملية التبول و كذلك عن الدورة الشهرية لدى السيدات من المرضى .

في حين أن الطبيب في الغرب ربما يهتم ببساطة بالكم أو التوقيت, فإن الطبيب الصيني سوف يبحث عن معلومات دقيقة .

متى يستيقظ المريض في الليل بالضبط ؟

ما أنواع الطعام التي يشتهيها أو يتجنبها ؟

مالصورة الدقيقة التي يظهر عليها دم الدورة الشهرية ؟

ربما تبدو هذه الدرجة من التفاصيل غريبة , لكنها تعد من الأمور الضرورية إذا ما أراد الطبيب الصيني تحديد المرض و مواضع الإختلال بدقة .

أسلوب الجس :

عادة تتمثل المرحلة الاخيرة في عملية التشخيص في اللمس " أي تحسس لجسم لتقييم درجة الحرارة و طبيعة أي ورم" وتكون هناك ملاحظة دقيقة جدا للنبض.

في حين أنه يتم من خلال الطب الغربي النظر إلى النبض " عند الرسغ أو الرقبة أو أي موضع آخر " على أنه يشير ببساطة إلى ضربات القلب , فإنه يتم من خلال الطب الصيني التركيز على التغيرات الدقيقة في طبيعة النبض و السمات المميزة له.

بالنسبة للموضع الرئيسي الذي يتم عنده قياس النبض , فهو عند الرسغ , حيث يشعر الطبيب الصيني بتسع نبضات منفردة و مختلفة .

في هذا الشأن , يستخدم الطبيب الأصابع الوسطى , حيث يضع كل إصبع منها على موضع مختلف قليلا في الرسغ يمثل عضوا معينا من الجسم .

علاوة على ذلك , يقيس الطبيب أيضا معدل النبض " ليس عن طريق " العد و النظر في الساعة كما في الغرب " لكن من خلال ربط النبض بعملية التنفس
الثابتة , حيث يكون معدل النبض الطبيعي أربع نبضات لكل نفس بمعدل حوالي ثمانية عشر نفسا في الدقيقة .

و الأكثر أهمية من معدل النبض هو طبيعة كل نبضة .

فالنبضة الصحية الطبيعية تكون قوية دون أن تكون" عنيفة" حيث يكون هناك إيقاع منتظم و مستوى ثابت , يتم الشعور به طريق الضغط بقوة على موضع "الشي".

بصفة عامة , سوف تختلف طبيعة النبض على مدار العام :

- في الربيع .. يوصف النبض بأنه " سلكي" بعض الشي ء.

- في الصيف .. يوصف بأنه "ممتلئ" .

- في نهاية الصيف .. يكون النبض" أهدأ"

- في الخريف .. يكون النبض " متغيرا" .

- في الشتاء .. تزداد احتمالات أن يكون النبض " عميقا".

تعكس هذه الصفات طبيعة الفصول قي النموذج خماسي العناصر , على سبيل المثال يرتبط النبض " السلكي " بالكبد و الربيع و الخشب .

و تجدر الإشارة إلى انه يكون من الصعب تقييم الكثير من هذه المصطلحات دون القدرة الفعلية على الشعور بما يشير إليه النبض " السلكي " و النبض " المتغير" .

بناء على ذلك فإن المهارة في التشخيص من خلال النبض تمثل فنا دقيقا يستغرق سنوات طويلة لإتقانه .
منقول