صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12
  1. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 11-11-2016 الساعة : 07:42 PM رقم #1

    افتراضي نإحياء علوم الفلك: من السماوات إلى الفضاء



    شاملى فضى


    الصورة الرمزية نبع المحبة

    • بيانات نبع المحبة
      رقم العضوية : 32582
      عضو منذ : Oct 2016
      المشاركات : 589
      بمعدل : 0.21 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 13
      التقييم : Array


  2. إحياء علوم الفلك: من السماوات إلى الفضاء



    حيلوط باسكال


    1 – عندما كانت الأرض مسطحة والسماء مقببة: الحضارات القديمة.
    2 – نظريات متعددة انتهت بإقفال القيود: اليونان والإغريق.
    3 – شكوك دون انعتاق: العرب والمسلمون.
    4 – فك الأغلال: العصر الحديث.

    إذا ما أردنا تقفي نظريات البشرية في الكون، وجدنا أنفسنا أمام موضوع يلخص وجها مفيدا من تاريخ العلم، أو الجهل (كل حسب تفاؤله أو تشاؤمه).
    فمدارسنا اليوم تعلمنا أن الأرض تدور حول نفسها مرة في اليوم كما تدور حول الشمس خلال سنة. ونحن نتعلم كذلك أن الشمس مطوقة بالكواكب السيارة (وأقمارها) التي تدور حولها بسرعات تتناقص كلما ابتعدنا عن الشمس (الرسم1).






    لقد تطور علم الفلك في القرون الأربعة الأخيرة إلى حد أنه أصبح بإمكان الإنسان أن يتحكم في أقمار اصطناعية تعج بها سماؤنا اليوم بعدما فهم الظواهر التي استعصت على الأجداد. ترى كيف كانت نظرة القدماء إلى السماء وأجرامها وإلى مكانة الأرض بالكون؟ وكيف تطورت تلك النظرة عبر التاريخ القديم والحديث؟
    إن هذا المقال لا يهدف إلى مسح شامل لكل مراحل علم الفلك، بل كل ما نتوخاه هو الوقوف على رسوم عريضة لمحطات نعتبرها مهمة بالنسبة لتطور الفكر العلمي والإشارة إلى القيود النظرية والعقائدية التي كانت تعرقل سيره. وهدفنا من وراء ذلك هو طرح أسئلة قد تكون حافزا لحب الاستطلاع ولإحياء علوم الفلك كموضوع تهتم به مجلاتنا وجامعاتنا.

    1 – عندما كانت الأرض مسطحة والسماء مقببة: الحضارات القديمة.

    إن كان من العسير استنطاق نظرة الإنسان البدائي إلى السماء، لكون التاريخ يبدأ مع المآثر المادية المتبقية من كتابة ورسوم ونحت الخ، فإنه بات من السهل مراجعة ذاكرتنا لنستعيد نظرتنا العادية إلى الأرض والسماء قبل أن تتكون لدينا تلك الصورة التي اكتشفناها في مدارسنا.
    عندما كنت طفلا (بدائيا مبتدأ)، أتذكر أنه لم يخطر ببالي أبدا أن الأرض مكورة وأنها تتحرك عبر الفضاء الرحب. كنت أتخيل أنه يمكن الوصول إلى قبة السماء بالصعود فوق الجبال الشاهقة أو تسلق السلاليم الطويلة كل الطول، وربما أمكن ذلك بالسير إلى حد الأفق حيث تعتمد السماء على الأرض! كنت أتصور الشمس والقمر قرصين يدأبان فوق رؤوسنا دون أن أتساءل عن طبيعتهما أو عن طبيعة النجوم التي لا تحصى.
    لكم استغربت وأصدقائي بالمدرسة عندما أفهمنا أستاذ الجغرافيا أن الأرض كروية الشكل وأن هناك أناسا يسكنون النظير المقابل للمكان الذي نحن به "فوق" الكرة الأرضية. تعجبت لإمكانيتهم السير ورؤوسهم "واقفة إلى أسفل"! وأخيرا طمأننا الأستاذ عندما شرح لنا مفعول الجاذبية التي تقينا شر السقوط إلى ما لا تحمد عقباه. أظن أن كل من له اليوم حظ من التعلم يعيش نفس الثورة الفكرية التي تنقلب فيها أنظارنا رأسا على عقب. ومن المحتمل أن تكون نظرة الإنسان البدائي إلى الأرض والسماء لا تختلف عن نظرتنا إليها في سن الطفولة.
    لقد حظيت كل الحضارات القديمة بمعرفة جيدة لظواهر السماء. كانت تلك المعارف مبنية على الأرصاد بالعين المجردة. والمحرك الأساسي لتلك المعرفة يكمن في الحاجة الملحة لضبط تواريخ الفصول والأعياد والطقوس الدينية وجباية الضرائب؛ دون أن ننسى ضرورة التوجه برا وبحرا، ليلا ونهارا. كل هاته الضرورات العملية أدت إلى تدوين دقيق لمنازل القمر والأنواء[1] ومحطات الشمس والكواكب عبر السماء.
    لجأ الإنسان القديم والحديث، على السواء، إلى استعمال الحركات المادية الدورية وعدها لقياس الوقت الذي لا نعرف له تجليا آخر غير هاته الظاهرة. وأول ما استعمله القدماء لقياس الساعات هو حركة الظلال نهارا ودوران النجوم في السماء ليلا. أما الأيام، فعدادها مرتبط بحركة الشمس الظاهرية. ولم يجد القدماء أفضل من دوران القمر حول الأرض لحساب الأشهر المبتدئة مع ظهور الأهلة. إلا أن المصريين أضافوا إلى ذلك التقويم الطقوسي أشهرا "فلاحية" متساوية عدد أيامها ثلاثون. وكانوا يضيفون إلى تلك الأشهر الإثني عشر خمسة أيام نسيئة على رأس كل سنة. ولما تبين أن السنة الشمسية أطول من إثنى عشر شهرا قمريا، اضطر القائمون على المواقيت في الحضارات الشرقية إلى إضافة أشهر نسيئة لموافقة الفصول المرتبطة بالشمس: كانون الثاني، جمادى الثانية.. وهكذا يقرر حمورابي: "إن السنة الحالية ناقصة. فليسجل أيلول الثاني كشهر قادم قبل تشرين". ولكنه لا ينسى التذكير بأداء الضرائب في وقتها: "آخر أجل لتأدية الضرائب هو 25 أيلول الثاني عوض 25 من شهر تشرين"[2].
    وبفضل الرصد والتأريخ ألم المايا (أمريكا الوسطى) في وقت مبكر جدا بمعرفة دقيقة لدورات الكواكب السيارة وكذا دورية الخسوفات القمرية. ومزاولة الأرصاد عند الآنكا بأمريكا الجنوبية، خلفت معرفة لا تقل ضبطا عن تلك التي طورها المايا.

    1-أ-الحضارة الصينية القديمة:

    وإذا عرجنا على الشرق الأقصى، وجدنا الحضارة الصينية قد اعتمدت على خدمات فلكيين رسميين، ليس فقط من أجل حساب الأيام وضبط التواريخ وتدوين الحوليات، بل كذلك لمراقبة إشارات السماء و"التوقع" بما قد يلم بالدولة من أخطار. ولقد برع المراقبون الصينيون لأحوال السماء في تدقيقهم لعملية الأرصاد: فمنذ ظهور النصوص الأولى في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، كانت مدة السنة عندهم تبلغ 365,25 يوما. وكان ذلك هو عدد الدرجات بالدائرة عندهم. لكن السنة المدنية كانت رغم ذلك مسايرة لحركات القمر. وهكذا نجدها تحتوي على إثني عشر أو ثلاثة عشر شهرا قمريا كما هو الحال عليه عند الحضارات الأخرى.
    لم يسم الصينيون الكواكب السيارة بأسماء خاصة. وكانت مدة دوراتها في السماء معروفة عندهم بدقة فائقة. فقيمة اختلافاتها عن المدد المعروفة حاليا تقل عن مدة اليوم الواحد. لقد أقام الفلكيون الصينيون لوائح لألف وأربعمائة وأربع وستين نجمة ثابتة مع ضبط مواقعها في السماء. وتبعا لنظرتهم إلى نظام السماء على نفس النسق الأرضي، كان القطب عندهم عنوانا لمركز السلطة التي تدور حولها كل مرافق المجتمع. فهم يسمون النجمة القطبية "الإمبراطور الأعظم الجليل الأعلى"، مما ينم عن مبالغة شرقية فضفاضة. ولم تتكون لدى الصينيين أية نظرية رسمية عن الكون. فلقد تداولوا من بين ما تدالوا ثلاث نظريات[3] يمكن تلخيصها كما يلي:

    · فالنظرية الأولى تتصور الأرض مربعة تدور فوقها قبة السماء والنجوم الثابتة. فالشمس والقمر كنملتين على رحى القبة تتحركان بحركتها من الشرق إلى الغرب (دورة في اليوم) وتدأبان في نفس الوقت ببطء إلى خلاف ذلك الاتجاه (دورة في السنة أو الشهر).
    · أما النظرية الثانية الموروثة عن لوهيا هونج، من القرن الثاني قبل الميلاد، فإنها ترى الكون كبيضة قشرتها السماء العليا والأرض أحها الأصفر. ولا أحد يعلم ما وراء القشرة حيث لا توجد أية حدود أو معالم.
    · النظرية الثالثة المعروفة بنظرية الليل الشاسع والتي مفادها أن ليس هناك أية قبة سماوية، وما نتخيله من قبة إنما هو ناتج عن وهم بصري (سراب). فالشمس والقمر وكل الكواكب والنجوم تسبح في الفضاء على متن أنفاس عتيدة. فالكتاب الطاووسي المنسوب للي تسو يشرح إذن أن لا خوف من أن تتكسر السماء وتتحطم على رؤوس البشرية.

    1-ب-الحضارة المصرية والبابلية:








    أما قدماء المصريين فلقد خلفوا لنا وصفا ميثولوجيا للأرض والسماء (الرسم 2). فإله الأرض [جيب ] ممتد وسط بحر هائل، وإلهة السماء [نوت ] عاكفة على العالم. وتزين النجوم جسدها. أما إله الشمس [راع ] فإنه يعبر السماء نهارا على متن فلك قبل أن يلج أبواب الليل ويجتاز "العالم المنقلب" حيث تنتظره أخطار جسام. وهو في أغلب الأحيان يتمكن من التغلب عليها، إلا أنها قد تلاحقه من حين لآخر بأواسط النهار لتنتج عن معركتهما ظاهرة الكسوف. وبجانب المصريين، يرجع الفضل إلى السوماريين الذين سجلوا لأول مرة بالشرق الأوسط ملحمة التكوين كما تداولوها فيما بينهم. لقد كان لقصتهم هاته أثر كبير على الحضارات المجاورة. فالسوماريون والبابليون من بعدهم لم يتصوروا الكون مخلوقا من طرف آلهة سابقة لذلك العالم، بل كل شيء عندهم منبثق من الفوضى السابقة للكون ونظامه، بما في ذلك الآلهة.










    من الفوضى غير الموثوقة ينبثق [ أنكي ]، الكون بأكمله، سماؤه وأرضه. ثم إن [ إنليل ]، إلاه الهواء، يفصل فيما بينهما. فتتخذ الأرض شكل دائرة، وتتكون السماء على صورة قبة صلبة فيما يبقى الهواء متجولا بينهما. ومن ذلك الجو تترسب الكواكب والنجوم. وأخيرا تنبعث إلى الوجود كل النباتات والحيوانات وكذا البشرية. والفوضى البدائية عند البابليين عبارة عن بحرين هائجين ممتزجين: [ تيامات ] و[ أبسو]، إلاهة المياه العذبة وإلاه البحر المالح.

    ولم تنته الفوضى ولم يستقر النظام إلا بعد حرب ضارية خاضها الإله [مردوك] تمكن على إثرها من تجزئة جسم [تيامات] الهائل إلى قسمين، قسم المياه السماوية وقسم المياه الأرضية الممدودة أسفله. وتذكر لنا قصيدة التكوين خلق الأنهار والبهائم والغابات.. تبجيلا لمردوك، لقدرته وقوته.

    قام الإثنان، تيامات ومردوك الحكيم من بين الآلهة، تقدما للقتال، وتقاربا للمقارعة لوح الرب بشركه ولفها به من كل الجوانب، أرسل على وجهها رياحا عاتية كانت بظهره. فتحت تيامات أشداقها فتحا، وملأ مردوك فاها بتلك الرياح ملأ. ما استطاعت تيامات غلق شفتيها. اجتاحت الرياح الجامحة بطنها واقتلعت قلبها وأجبرتها على فتح فكيها إلى أقاصيهما. رماها الرب بسهمه فمزق أحشاءها؛ شق كبدها وأنهك قواها. خارت قواها وعلا مردوك جثتها منتصرا.. نشيد التكوين، ترجمة لنص من: Jean Deshayes, Les civilisations de l’Orient Ancien. Editions Arthaud, Paris 1969, page 420.

    إننا نجد أصداء لهاته الملحمة عند الآشوريين والكنعانيين ثم العبريين كما سنبين ذلك فيما بعد. وبجانب هذا التصور الأسطوري للكون الموروث عن السوماريين، عثر المنقبون على خريطة بابلية تعطينا نظرة أكثر واقعية عن تصورهم للبلاد المعروفة عندهم. فإحدى اللوحات الفخارية بالمتحف البريطاني تصور لنا بابل مركزا لأرض مستديرة يحيط بها بحر [ أمورو][4]. وتتفق معطيات هاته اللوحة من القرن الرابع أو الخامس قبل الميلاد مع المعلومات المتواجدة بلوحات سومارية تعود إلى ألفي سنة قبل ذلك العهد. ففي جنوب بابل (الرسم 4) نجد قنوات ومستنقعات. ووراء البحر توجد سبع أقاليم شبه أسطورية مرسومة على شكل مثلثات؛ وصلنا وصف خمسة منها:

    ـ "حيث لا ينهي الطير رحلته"،
    ـ "ضياء أقوى من الغروب ونور الكواكب"،
    ـ "حيث لا يمكن رؤية الشمس"، (النواحي القطبية؟ من المحتمل أن يكون البابليون قد سمعوا عنها)



    ـ "مقر الثور الهاجم على الأجانب" (Le Minautaure ?)








    ـ "البحر الحاوي لحيوانات مردوك"

    ولقد بينت أعمال كل من Neugebauer, Kugler, Epping أن الرياضيات كانت تلعب دورا أساسيا في علم الفلك عند البابليين. فحساباتهم، وإن لم تكن مبينة على نظرية هندسية، قد رقت إلى مستوى يمكن مقارنته بنتائج النظريات الإغريقية في ميدانها[5]. ويتبين من دراسة جداولهم أن حساباتهم لقابلية رؤية الهلال لا تقل دقة عن تلك التي سيطورها علماء الفلك المسلمون، فيما بعد، على أسس هندسية.





    واللوحات التي استودعتها آثار بلاد الرافدين تدل على أن أهل تلك البقاع قد اهتموا مبكرا بالأرصاد والحسابات المرافقة لها من أجل تدبير شؤون المواقيت والتأريخ وكذا تتبع منازل "الآلهة" السماوية بعضها بالنسبة للأخرى. ومن أقدم اللوحات التي يذكرها Neugebauer في هذا الميدان، نستشف عالما ذا ثمان طبقات كروية، أو طرقات. فالقمر بمنزلة الطبقة السفلى من ذلك البنيان، تعلوه طبقات الآلهة الأخرى؛ وتلف كل ذلك كرة النجوم الثابتة[6].

    إن كان فهمنا لتلك الوثائق الفخارية صحيحا، فإنه يمكننا القول بأن تصور السماء "كبصلة" كروية عظيمة، ذات قشور شفافة، تصور عريق في القدم. وستتبنى كل ثقافات البحر الأبيض المتوسط هذا النموذج وسيبقى مرجعها الأساسي حتى القرن السابع عشر بعد الميلاد[7].

    1-ج-عالم العبريين ثم المسيحيين من بعدهم:

    إن الكتاب المقدس المشترك لدى العبريين والمسيحيين (التوراة) يبدأ بسفر التكوين ورواية خلق العالم. ونحن نورد هنا جزءا منها مع بعض التعليقات المسيحية الرسمية المرافقة لها. وتجدر الإشارة إلى أن هاته الحواشي من الأهمية بمكان، إذ تعبر عن موقف عقلاني للكنيسة بعدما خسرت معركة تعنتها ضد العلوم في محاكمتها المشهورة لكالليو.

    الكتاب المقدس، دار المشرق، بيروت، 1986 (الرهبانية اليسوعية) ص68:

    الرواية الأولى لخلق العالم(1)

    في البدء خلق الله السماوات والأرض، وكانت الأرض خاوية خالية، وعلى وجه الغمر ظلام، وروح(2) الله يرفرف على وجه المياه. وقال الله: "ليكن نور"، فكان نور.
    ورأى الله أن النور حسن. وفصل بين النور والظلام. وسمى الله النور نهارا، والظلام سماه ليلا. وكان مساء وكان صباح: يوم أول.

    وقال الله: "ليكن جلد(3) في وسط المياه، وليكن فاصلا بين مياه ومياه". فكان كذلك. وصنع الله الجلد وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد. وسمى الله الجلد سماء، وكان مساء وكان صباح: يوم ثان.
    وقال الله: "لتتجمع المياه التي تحت السماء في مكان واحد وليظهر اليبس". فكان كذلك. وسمى اليبس أرضا وتجمع المياه سماه بحارا. ورأى الله أن ذلك حسن..

    حواشي رسمية من الكتاب المقدس:

    (1) ...والنص [ أي نص الكتاب المقدس ] يستند إلى علم ما زال في عهد الطفولة. فلا حاجة إلى التفنن في إقامة التوافق بين هذه الصور وعلومنا العصرية. بل يجب أن نرى في هذه الصيغة المتأثرة بطابع زمنها تعليما موحى ذا قيمة دائمة عن الله الواحد والمتعالي والكائن قبل العالم والخالق.
    (2) فروح الله هو ما يجعل حياة الإنسان وحياة جميع الكائنات ممكنة. وقد فسر بعضهم هذا "الروح" بالعاصفة أو الروح القدس.

    (3) كان "جلد" السماء الظاهر عند الساميين الأولين عبارة عن قبة متينة تحبس المياه المجتمعة فوقها، ومن كواها سيسيل الطوفان.

    بعد خروجهم من بلاد الرافدين مع إبراهيم، عرف العبريون عبودية الفراعنة، تلاها الخروج من مصر مع موسى ثم تكوين ممالك (القرن العاشر قبل الميلاد). وهم بعد ذلك يعيشون عبودية ثانية ببابل (القرن السادس قبل الميلاد). فلقد تطورت ثقافتهم وهم على اتصال وعلم بالثقافات المجاورة. فبغض النظر عن نبذهم لتعددية الآلهة، وعدم تقديسهم للأجرام السماوية، نجد عندهم تصورات كثيرة مشتركة مع البابليين: فالأرض (والتي أصبحت القدس مركزا لها) يطوقها البحر المحيط وتعلوها قبلة السماء. ورغم ذلك، يمكننا التلميح إلى بعض القواسم الخاصة بعض الشيء بعالم العبريين:

    *فالأرض عندهم ليست مستديرة وإنما هي على شكل مساحة مستطيلة، نشرت على أربعة أعمدة كبساط ممدود. هاته النظرة هي التي تتيح إبداع صور شيقة بسفر أيوب (الكتاب المقدس):

    38/12 أأنت في أيامك أمرت الصبح
    وعرفت الفجر مكانه
    ليأخذ بأطراف الأرض
    فينفض الأشرار عنها؟
    38/28 من شق قناة لوابل المطر
    وطريقا لقصف الرعد؟

    وبفزع نتخيل المجرمين يتساقطون في هوة سحيقة لا قعر لها.
    *وهناك أبواب أربعة بين السماء والأرض، مهمتها الوصل بين العالم المرئي عالم الغيب.
    *و"الاختلاف" الثالث يكمن في الأهمية القصوى التي تتخذها الرياح كعماد لنظام الكون: نفخ الله من روحه بأنف آدم ليبعثه إلى الحياة. وفي كتاب إينوك نقرأ ما مفاده:

    "رأيت الرياح الأربعة تدعم الأرض والجلد: رأيت السماء تنفتح بهبوبها كالشراع. بأم عيني لحظت الرياح التي تدير متن السماء وتدفع بقرص الشمس نحو المغيب، وهي التي تسير النجوم".




    تابع

    نبع المحبة غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  3. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 11-11-2016 الساعة : 10:34 PM رقم #2
    كاتب الموضوع : نبع المحبة


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية سمراء النيل

    • بيانات سمراء النيل
      رقم العضوية : 32248
      عضو منذ : Feb 2016
      المشاركات : 890
      بمعدل : 0.30 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 17
      التقييم : Array


  4. تسلم يمناكِ لمجهودك القيم

    دمتِ متالقة دائما

    سمراء النيل غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  5. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 13-11-2016 الساعة : 03:23 PM رقم #3
    كاتب الموضوع : نبع المحبة


    مراقب


    الصورة الرمزية جيهان

    • بيانات جيهان
      رقم العضوية : 39
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 3,361
      بمعدل : 0.58 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 49
      التقييم : Array


  6. تسلمى نبع المحبة على مواضيعك القيمة ونتمنى المزيد

    جيهان غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  7. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 18-11-2016 الساعة : 06:34 PM رقم #4
    كاتب الموضوع : نبع المحبة


    شاملى ماسى


    • بيانات قمر الزمان
      رقم العضوية : 6116
      عضو منذ : Feb 2012
      المشاركات : 1,192
      بمعدل : 0.27 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 24
      التقييم : Array


  8. شكرا على المعلومات والافادة

    قمر الزمان غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  9. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 25-11-2016 الساعة : 10:30 AM رقم #5
    كاتب الموضوع : نبع المحبة


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية بديعة فؤاد

    • بيانات بديعة فؤاد
      رقم العضوية : 20203
      عضو منذ : Sep 2012
      المشاركات : 668
      بمعدل : 0.16 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 18
      التقييم : Array


  10. شكرا على المعلومات والافادة ويسلمووو

    بديعة فؤاد غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  11. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 01-12-2016 الساعة : 04:37 AM رقم #6
    كاتب الموضوع : نبع المحبة


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية دعد الرايدى

    • بيانات دعد الرايدى
      رقم العضوية : 6651
      عضو منذ : May 2012
      المشاركات : 921
      بمعدل : 0.21 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 21
      التقييم : Array


  12. شكرا على الطرح والافادة القيمة

    دعد الرايدى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  13. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 05-12-2016 الساعة : 01:39 PM رقم #7
    كاتب الموضوع : نبع المحبة


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية حنان رشدى

    • بيانات حنان رشدى
      رقم العضوية : 32097
      عضو منذ : Sep 2015
      المشاركات : 1,024
      بمعدل : 0.32 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 19
      التقييم : Array


  14. شكرا على الموضوع والمعلومات المفيدة

    حنان رشدى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  15. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 07-12-2016 الساعة : 03:15 PM رقم #8
    كاتب الموضوع : نبع المحبة


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية صافيناز العتيبي

    • بيانات صافيناز العتيبي
      رقم العضوية : 32117
      عضو منذ : Sep 2015
      المشاركات : 739
      بمعدل : 0.23 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 16
      التقييم : Array


  16. شكرا على الموضوع الشيق والمعلومات المفيدة

    صافيناز العتيبي غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  17. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 11-12-2016 الساعة : 08:13 PM رقم #9
    كاتب الموضوع : نبع المحبة


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية يمنة

    • بيانات يمنة
      رقم العضوية : 155
      عضو منذ : Aug 2008
      المشاركات : 881
      بمعدل : 0.15 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 24
      التقييم : Array


  18. شكرا على المعلومات والافادة

    يمنة غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  19. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 15-12-2016 الساعة : 09:31 PM رقم #10
    كاتب الموضوع : نبع المحبة


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية كريمة

    • بيانات كريمة
      رقم العضوية : 52
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 1,367
      بمعدل : 0.24 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 29
      التقييم : Array


  20. شكرا على الموضوع والمعلومات القيمة والمفيدة

    كريمة غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس



معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك