|
بتاريخ : 04-12-2016 الساعة : 02:22 PM
رقم
#1
مولد النور صلى الله عليه وسلم 14
|
مشرف
|
*14- مولد النور صلى الله عليه وسلم...*
يقول الإمام عبدالغني النابلسي رضي الله عنه في مولده:
"فكان به صلى الله عليه وسلم فاتحة الوجود وبقرة آل عمران شربت من ورده المورود وبررة النساء امتدت لهن بنوره مائدة الشهود، وطافت به أنعام الأعراف ذوو الأنفال ونجا بالتوبة يونس وهود ويوسف من رعد شدائدهم الثقال، وسعد به إبراهيم في بنيان الحجر وحصل به وحي النحل وإسراء الكمال ليلاً في كهف عزه بلا حجر، وحملت به مريم لأنه طه الأنبياء وحج المؤمنين والنور والفرقان بالشعراء الكاملين، والنمل آمن بالقصص لديه وعشعش العنكبوت في الغار عليه، وأذعنت له الروم بأنه لقمان الحكمة وسجدة الأحزاب وسبأ بمحبته القلوب فهو فاطر الألباب، ياسين الصافات من الملائكة وصاد الزمر من الطائفة المباركة، وسر غافر الذنب الغفور الذي فصلت به الأمور، وشورى بين الأشراف وزخرف دخان النفس الجاثية عنده بالأحقاف، محمد صاحب الفتح والحجرات من التجليات العرفانية وقاف الذاريات من طور النفوس الإنسانية، نجم الأفلاك وقمر الأملاك، المستمد من نور الرحمن الذي به واقعة الحديد في المجادلة وحشر الممتحنة في الصف للجمعة مع المنافقين في تغابن المقاتلة، ومنه طلاق التحريم في الملك ونون الحاقة الإحسانية ومعارج نوج والجن السالكين في المقامات الإيمانية، المزمل والمدثر زين القيامة وفخر الإنسان وذو الأخلاق المرسلات لأهل النبأ والعرفان، والنازعات من الأوصاف الكبار لمن عبس من التكوير والانفطار، القاطع للمطففين بانشقاق البروج والطارق حضرة الأعلى بغاشية الفجر في البلد المولوج، ضياء الشمس ونور الليل والضحى المنزل عليه ألم نشرح حيث شرح الله صدره للرسالة شرحاً، افتخر التين والعلق بقدره بل كل البرية وزلزلت العاديات بقارعة التكاثر في عصر همزة النفس الأبية، وولد صلى الله عليه وسلم عام الفيل فابتهجت قريش بالماعون من كوثر السلسبيل، وارتفع على الكافرين بالنصر على أبي لهب وكمل له الإخلاص والفلق الواضح فهدى الناس حتى كل من ربه اقترب"..
كان عمه أبوطالب قد رجع به صلى الله عليه وسلم إلى مكة المكرمة بعد أن طلب منه بحيرا الراهب الرجوع، وذكر الإمام البرزنجي رضي الله عنه في مولده قائلاً:
ولما بلغ صلى الله عليه وسلم خمساً وعشرين سنة سافر إلى بصرى في تجارة لخديجة الفتية ومعه غلامها ميسرة يخدمه ويقوم بما عناه، ونزل تحت شجرة لدى صومعة نسطورا راهب النصرانية فعرفه إذ مال إليه ظلها الوارف وآواه..
وقال:
ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي ذو صفات تقية ورسول قد خصه الله بالفضائل وحباه..
ثم قال لميسرة:
أفي عينيه حمرة استظهاراً للعلامة الخفية، فأجابه بنعم فحق لديه ما ظنه وتوخاه..
ثم قال لميسرة:
لا تفارقه وكن معه بصدق وعزم وحسن طوية فإنه ممن أكرمه الله تعالى بالنبوة واجتباه..
ثم عاد إلى مكة فرأته خديجة مقبلاً وهي بين نسوة في علية وملكان على رأسه الشريف من ضح الشمس قد أظلاه، وأخبرها ميسرة بأنه رأى ذلك في السفر كله وبما قاله الراهب وأودعه إليه من الوصية وضاعف الله في تلك التجارة ربحها ونماه..
فبان لخديجة بما رأت وما سمعت أنه رسول الله إلى البرية، فخطبته لنفسها لتشم من الإيمان به طيب رياه..
فأخبر أعمامه بما دعته إليه هذه البرة النقية، فرغبوا فيها لفضل ودين وجمال ومال وحسب ونسب كل من القوم يهواه..
وخطب أبوطالب وأثنى عليه صلى الله عليه وسلم بعد أن حمد الله بمحامد سنية، وقال:
وهو والله بعد له نبأ عظيم، يحمد فيه سراه..
فزوجها منه عليه الصلاة والسلام أبوها، وقيل: عمها، وقيل: أخوها لسابق سعادتها الأزلية..
وأولدها كل أولاده إلا الذي بإسم الخليل سماه... يتبع.. منقول
|
|
|
المفضلات