|
بتاريخ : 08-12-2016 الساعة : 12:44 PM
رقم
#1
مولد النور صلى الله عليه وسلم 20
|
مشرف
|
*20- مولد النور صلى الله عليه وسلم...*
ينبغي على المسلمين الاعتناء على العادة بالمولد النبوي الشريف بإظهار الفرح به وإطعام الطعام والإحسان للفقراء وقراءة القرآن الكريم والذكر المطهر عملاً يرضيه تعالى وإنشاد القصائد النبوية والصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم وذكر شمائله وما أشتمل عليه من معجزاته، ﻷنها من تمام الأشياء التي ترجى بها المثوبة البارئ جل وعلا فقد رأى بعض الصالحين سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم فقال له:
حبيبي ما لمن يصنع لك مولد أو يفرح به ؟ فقال:
(من فرح بنا فرحنا به)..
وقد جاء في قصة اعتاق أبي لهب أمته ثوبية لما بشرته بولادته صلى الله عليه وسلم من تخفيف العذاب عنه يوم الإثنين أو ليلته بأن يسقى ماء من النقرة التي بين إبهامه وسبابته فإذا كان هذا لأبي لهب فما الظن بالعبد الذي كان عمره بأحمد صلى الله عليه وسلم مسروراً ومات موحداً !!!
فلا تسمعوا شنشنة المنكرين الذين جانبهم الصواب ﻷن ما سبق ذكره يصلح أن يكون أصلاً لعمل المولد النبوي الشريف، وأرقى منه في ذلك ما ورد أنه صلى الله عليه وسلم ذبح عقيقة عن نفسه بعدما جاءته النبوة والعقيقة لا تعاد مرة ثانية إذ كان جده قد ذبحها عنه سابع ولادته فكان ذلك منه صلى الله عليه وسلم محمولاً على أنه إظهار للشكر على إيجاده رحمة للعالمين وتشريع لأمته، فيستحب لنا نحن إظهار الشكر على ذلك أيضاً، أي استحباب إظهار الشكر على إيجاده صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين..
وأرقى من هذا في ذلك ما ورد من أنه صلى الله عليه وسلم كان يصوم عاشوراء شكراً لله تعالى على إنجاء موسى وإغراق عدوه فيه، فهذا يفيد طلب فعل الشكر على المنة في يوم معين وإعادته في نظير ذلك اليوم من كل سنة وأي منة لدينا أعظم من ظهوره صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين..
والمعلوم أن تحليل أمر أو تحريمه إنما هو وظيفة المجتهد كالأئمة مالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل رضي الله عنهم وعن سائر السلف الصالح، وليس لأي شخص ألف مؤلفاً صغيراً كان أو كبيراً أن يأخذ وظيفة الأئمة الكرام من السلف الصالح فيحلل ويحرم دون الرجوع إلى كلام الأئمة المجتهدين المشهود لهم بالخيرية من سلف الأمة وخلفها..
هؤلاء المنكرون الذين ينعقون كالغربان فيحرمون ذكر الله سبحانه وتعالى وذكر شمائل سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم في يوم مولده عليه السلام بحجة أن النبي عليه السلام لم يفعله، فهل يستطيعون تحريم المحاريب التي في المساجد وتعتقد أنها بدعة ضلالة ؟!، فهي لم يفعلها سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم..
وهل يستطيعون تحريم جمع القرآن الكريم في المصحف ونقطه بدعوى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله ؟!..
فإن كان يإستطاعتهم تحريم المحاريب وتنقيط وجمع القرآن الكريم في المصاحف فقد ضيقوا ما وسع الله على عباده من استحداث أعمال خير لم تكن على عهد سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه:
(من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء)..
وقال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيما رواه الإمام البخاري في صحيحه، بعدما جمع الناس على إمام واحد في صلاة التراويح: (نعم البدعة هذه)..
وقال الإمام الشافعي رضي الله عنه فيما رواه الحافظ البيهقي في كتاب [مناقب الشافعي]: (المحدثات من الأمور ضربان:
أحدهما: ما أحدث مما يخالف كتاباً أو سنة أو أثراً أو إجماعاً، فهذه البدعة الضلالة..
والثانية:ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا، وهذه محدثة غير مذمومة)..
وقد ذكر الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني رضي الله عنه:
(أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بدعة حسنة)..
ولا يصح إطلاقاً فتوى من أفتى بأن الإحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف بدعة محرمة لما تقدم من الأدلة، ومثل ذلك ذكر العلماء الذين تعتمد فتواهم كالحافظ ابن دحية والحافظ العراقي والحافظ السخاوي والحافظ السيوطي والحافظ ابن حجر الهيتمي والشيخ محمد بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية الأسبق وغيرهم كثر..
وللحافظ السيوطي رسالة سماها [حسن المقصد في عمل المولد] بين فيها أن عمل المولد من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم، وبين السيوطي أن أول من أحدث عمل المولد هو الملك المظفر ملك إربل وكان من الملوك الأماجد والكبراء الأجواد وكان له آثار حسنة وهو الذي عمر الجامع المظفري بسفح جبل قاسيون؛ وليس اليهود من أبتكروا عمل المولد كما يحاول هؤلاء المنكرون تسميم عقول عامة المسلمين..
وقال ابن كثير في تاريخه عن هذا الملك:
(كان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً، وكان شهماً شجاعاً بطلاً عالماً عادلاً رحمه اللهُ وأكرم مثواه)..
وقال ابن كثير أيضاً:
(وقد صنف له الشيخ أبوالخطاب ابن دحية مجلداً في المولد سماه " التنوير في مولد البشير النذير"، وقد طالت مدته في الملك إلى أن مات وهو محاصر للفرنج بمدينة عكا سنة ثلاثين وستمائة محمود السيرة والسريرة، ولم يعترض عليه في هذا الفعل في عصره ولا فيما بعده أحد من العلماء المعتبرين بل وافقوا على ذلك ومدحوه لما فيه من البركة والخيرات)..
ومن المجرب أن عمل المولد النبوي الشريف أمان لصاحبه ذلك العام وبشرى عاجلة بنيل المرام..
وكل العام ونحن وأنتم إلى سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرب، ومن خير إلى خير وفي موائد الخير نلتقي ان شاءالله تعالى...
📚 علوم وثقافة منقول
|
|
|
المفضلات