النتائج 1 إلى 9 من 9
  1. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 02-01-2017 الساعة : 10:44 PM رقم #1

    افتراضي المداواة في الإسلام



    نائب المدير العام


    الصورة الرمزية نسائم الرحمن

    • بيانات نسائم الرحمن
      رقم العضوية : 6009
      عضو منذ : Jan 2012
      المشاركات : 5,178
      بمعدل : 1.15 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 64
      التقييم : Array



  2. المداواة في الإسلام

    لقد قَرَّرَ الإسلامُ مبدأَ التَّداوي، بل وأمرَ به، كما جاءَ في الحَديث الصَّحيح الذي رواه أبو داوود عن أُسامَة بن شَريك رضي اللهُ عنهما: [تداووا !] وفي رواية التِّرمِذي: [نَعم يا عبادَ الله تداووا !]. وفتحَ بابَ الأمل واسِعاً أمامَ المرضى في إمكانيَّة الشِّفاء من كلِّ مَرضٍ كما في حَديث أبي هُرَيرة الذي رواه البُخاري: [ما أنزلَ اللهُ من داء إلاَّ وأنزلَ له شَفاء].

    كما حثَّ الإسلامُ الأطبَّاءَ على التَّفتيش عن الدَّواء وإجراء البحث العِلمي الذي يُوصِلهم إليه، بقوله عليه الصَّلاة والسَّلام في الحَديث الذي رواه مسلمٌ وأحمد عن جابِر: [لكلِّ داءٍ دَواءٌ، فإذا أَصابَ دواءٌ الدَّاءَ، بَرِئ بإذن الله]، وكأنَّ النبيَّ بذلك يريد من أطبَّاء المسلمين أن يُحدِّدوا الدواء لكلِّ مرض، ومقداره ونوعه وكمِّيته أو جرعاته، حتَّى يصيل المرضَ تَماماً؛ وفي رواية أحمد: [إنَّ اللهَ لم يُنـزِل داءً إلاَّ أنزلَ له شفاءً: عَلِمَه من عَلِمه، وجَهِله من جَهِله]. وليسَ أدلَّ على دفع الرَّسول عليه الصَّلاة والسَّلام الناس إلى الإصرار على التَّداوي بدلاً من انتظار الشَّفاء من دون طلب للعِلاج ما رواه البُخاري عن خالِد بن سَعد، قال: خَرجنا ومعنا غالب بن أَبجر، فمَرض في الطَّريق، فقَدمنا المدينةَ وهو مَريضٌ، فعاده ابنُ أبِي عتيق فقال لنا: عليكم بهذه الحُبَيبة السَّوداء فخُذوا منها خَمساً أو سبعاً فاسحقوها، ثمَّ اقطروها في أنفه بقطراتِ زيت في هذا الجانب وفي هذا الجانب، فإنَّ عائشةَ حدَّثتني أنَّها سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلَّم يقول: [إنَّ هذه الحبَّة السَّوداء شفاءٌ من كلِّ داء إلاَّ من السَّام، قلُت وما السَّام قال: الموت].

    والمهمُّ في مَوضوع المُداواة أنَّ النبيَّ عليه الصَّلاة والسَّلام وضعَ للنَّاس قضيَّةَ التَّداوي في مَوضِعها الصَّحيح يومَ قيلَ له، فيما رَواه التِّرمذي عن أبِي خُزامَة، [أرأيت رُقىً نَستَرقيها، ودواءً نتداوى به، وتُقاةً نتَّقيها، هل تَردُّ من قَدر الله شيئاً؟ فقال صلَّى الله عليه وسَلَّم: هي من قَدَر الله]، مبيِّناً بذلك أنَّ أقدارَ الله تُدفَع بأقدار الله؛ فلا مكانَ في الإسلام للتَّواكُل باسم التوكُّل، بل إنَّ المسلمَ مأمورٌ بأن يدفعَ قدرَ الله بقدرِ الله، مُتوكِّلاً في ذلك على ربِّ العالمين.

    لكنَّ التَّداوي بالاعتِماد على الله تعالى، بعدَ الأَخذ بالأَسباب وطلب مَشورة الطَّبيب، هو أعلى دَرجات التَّداوي على الإطلاق؛ فإذا كان الشخصُ الصَّحيح لا غنى له على التوكُّل على الله عزَّ وجل، والاعتِماد عليه في حفظ صِحَّته وعافيته فكيف بالمريض الذي يَكون في أمسِّ الحاجة لعَون خالِقه؟ وقد بيَّن الإمامُ ابنُ القيِّم ـ رحمه الله تعالى ـ أثرَ التوكُّل على الله تعالى في دفع المرض بأحسن ممَّا تدفعه الأدويةُ مهما قيل في نَفعها، وذكر في ذلك: (اعتماد القلب على الله، والتوكُّل عليه، والالتِجاء إليه، والانطراح والانكسار بين يديه، والتذلُّل له، والصَّدقة، والدُّعاء والتَّوبة والاستغفار، والإحسان إلى الخلق، وإغاثة الملهوف والتَّفريج عن المكروب؛ فإنَّ هذه الأدوية قد جَرَّبتها الأممُ على اختِلاف أديانِها ومِلَلها، فوجدوا لها من التَّأثير في الشفاء ما لا يصل إليه علمُ الأطبَّاء. وقد جَرَّبنا نحن وغيرنا من هذا أموراً كثيرة، ورأيناها تفعل ما لا تفعل الأدويةُ الحسِّية)؛ ثم قال رحمَه الله: (فإنَّ القلبَ إذا اتَّصل برب العالمين، وخالق الدَّاء والدواء، ومدبِّر الطبيعة ومُصرِّفها على ما يشاء، كانت له أدويةٌ أخرى غير الأدوية التي يُعانيها القلبُ البَعيد منه المُعرِض عنه ... وقد عُلِم أنَّ الأرواحَ متى قويت وقويت النفسُ والطَّبيعة تعاونا على دفع الدَّاء وقهره، فكيف يُنكَر لمن قَويت طبيعتُه ونفسه وفرحت بقُربِها من بارئها وأُنسِها به وتوكُّلها عليه أن يكونَ ذلك له من أكبر الأدوية، وتُوجِب له هذه القوَّة دفعَ الألم بالكلِّية؟!.
    ولكنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسَلَّم قاومَ ما يُسمَّى "الطبَّ الرُّوحانِي"، واحترمَ الطبَّ القائمَ على الملاحظَة والتَّجربة والأَسباب والمسبِّبات، وأبطلَ كلَّ مظهرٍ وثني في التَّداوي، كالاعتِماد على التَّمائم والقوى الخفيَّة، وما إلى ذلك من عَمَل السَّحرة والمشعوذين والدجَّالين، فقال عليه الصَّلاة والسَّلام في الحديث الذي رواه الإمامُ أحمد عن عقبة بن عامِر: [من علَّقَ تَميمةً فقد أشركَ]، وفي روايةٍ عنه لأبِي داوود والنِّسائي وابن ماجَة والحاكِم: [من علَّقَ تَميمةً فلا أتمَّ اللهُ له، ومن علَّقَ ودعةً فلا وَدَعَ اللهُ له]، أي لا تركه اللهُ في دَعةٍ وسُكون.

    وبناءً على ذلك فإنَّ الجمعَ ما بين الأخذ بالأسباب وتَناوُل الدَّواء الذي وصفه الطَّبيب، والاعتماد على الله، مُسبِّب الأسباب ومسيِّر الأكوان، الشَّافي المعافِي، لهو الكَفيل بإذن الله بتَحقيق الشَّفاء والمنفعة من العِلاج، يقول تعالى: {وَإِذَا مَرِضتُ فَهُوَ يَشفِينِ} [الشُّعَراء، 80].

    المراجع
    منظمة الصحة العالمية
    فقه الصحة
    محمد هيثم الخياط


    يمكنك مشاهدة توقيعي بالنقر على زر التوقيع

    نسائم الرحمن غير متواجد حالياً
    • توقيع نسائم الرحمن






  3. رد مع اقتباس
  4. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 03-01-2017 الساعة : 08:04 PM رقم #2
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية صقر البرارى

    • بيانات صقر البرارى
      رقم العضوية : 32080
      عضو منذ : Aug 2015
      المشاركات : 1,276
      بمعدل : 0.40 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 21
      التقييم : Array


  5. شكرا على الموضوع والافادة والمعلومات القيمة

    صقر البرارى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  6. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 07-01-2017 الساعة : 06:28 PM رقم #3
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية ابراهيم الدالى

    • بيانات ابراهيم الدالى
      رقم العضوية : 6013
      عضو منذ : Jan 2012
      المشاركات : 1,175
      بمعدل : 0.26 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 24
      التقييم : Array


  7. شكرا وجزاكم الله كل خير

    ابراهيم الدالى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  8. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 08-01-2017 الساعة : 09:34 PM رقم #4
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية دعاء البشرى

    • بيانات دعاء البشرى
      رقم العضوية : 6162
      عضو منذ : Mar 2012
      المشاركات : 1,117
      بمعدل : 0.25 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 24
      التقييم : Array


  9. شكرا على الموضوع والمعلومات المفيدة

    دعاء البشرى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  10. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 09-01-2017 الساعة : 05:57 PM رقم #5
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية ماجد

    • بيانات ماجد
      رقم العضوية : 66
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 2,559
      بمعدل : 0.44 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 41
      التقييم : Array


  11. شكرا على الموضوع والمعلومات المفيدة

    ماجد غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  12. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 11-01-2017 الساعة : 04:44 PM رقم #6
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية صالح

    • بيانات صالح
      رقم العضوية : 82
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 1,377
      بمعدل : 0.24 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 29
      التقييم : Array


  13. شكرا على الموضوع والافادة جزاكم الله كل خير

    صالح غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  14. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 23-01-2017 الساعة : 09:44 PM رقم #7
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية ابو بكر

    • بيانات ابو بكر
      رقم العضوية : 108
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 2,453
      بمعدل : 0.43 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 40
      التقييم : Array


  15. جزاكم الله كل خير وجعلها فى ميزان حسناتكم

    ابو بكر غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  16. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 25-01-2017 الساعة : 07:08 PM رقم #8
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية خالد الغمرى

    • بيانات خالد الغمرى
      رقم العضوية : 32032
      عضو منذ : Aug 2015
      المشاركات : 1,157
      بمعدل : 0.36 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 20
      التقييم : Array


  17. شكرا على الموضوع والافادة بارك الله فيكم

    خالد الغمرى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  18. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 10-02-2017 الساعة : 05:55 PM رقم #9
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية قويدار السيد

    • بيانات قويدار السيد
      رقم العضوية : 6169
      عضو منذ : Mar 2012
      المشاركات : 723
      بمعدل : 0.16 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 20
      التقييم : Array


  19. شكرا على الموضوع والافادات القيمة

    قويدار السيد غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس



معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك