5 طرق مثبتة لاكتساب الاِنضباط الذاتي

**نسائم الرحمن** · 10:50 PM

5 طرق مثبتة لاكتساب الاِنضباط الذاتي

هناك العديد من الصفات الهامة التي يمكن أن تُسهم في إنجازات الشخص وسعادته، ولكن هناك واحدة فقط تولد النجاح المستمر في كل جوانب الحياة: الاِنضباط الذاتي. سواء تعلق الأمر بنظامك الغذائي، أو أخلاقيات العمل أو علاقاتك، الاِنضباط الذاتي هو الصفة رقم واحد اللاّزمة لتحقيق الأهداف واتباع أسلوب حياة صحي، وفي نهاية المطاف، السعادة.

وفقا لدراسة أجراها ويلهلم هوفمان سنة 2013، الناس الذين لديهم مستوى عال لضبط النفس هم أكثر سعادة من الأشخاص من دونه. اكتشفت الدراسة أن هذا الأمر صحيح لأن الأشخاص المنضبطين ذاتيا هم أكثر قدرة على التعامل مع صراعات الأهداف. هؤلاء الأشخاص قضوا وقتا أقل في مناقشة ما إذا كانوا سيتساهلون مع سلوكات ضارة بصحتهم، وكانوا قادرين على اتخاذ قرارات إيجابية بسهولة أكبر. المنضبطون ذاتيا لم يسمحوا لدوافعهم وعواطفهم بأن تملي عليهم اختياراتهم. وبدلا من ذلك، اتخذوا قرارات عقلانية على أساس يومي دون الشعور بالضغط النفسي أو الاِنزعاج.

بالرغم مما قد يعتقده الكثيرون، الاِنضباط الذاتي هو سلوك مكتسب. فهو يتطلب الممارسة والتكرار في الحياة اليومية. لتحسن وتطور انضباطك الذاتي، اختبر هذه الطرق الخمسة المثبتة من أجل الحصول على تحكم أفضل. هذا النظام سيساعدك على إنشاء عادات جيدة، وكسر السيئة وتحسين تحكمك من خلال اِجراء تغييرات بسيطة على روتينك اليومي. تحسين انضباطك الذاتي سيسمح لك بأن تعيش حياة أكثر حرية من خلال مساعدتك على اتخاذ القرارات السليمة، وليس العاطفية. اِمنح الأمر فرصة. سعادتك ستشكرك على ذلك.

1. اِبتعد عن المغريات.

ضبط النفس هو في كثير من الأحيان أسهل عند التقيد بالقول المأثور، "بعيد عن العين بعيد عن العقل." إزالة كل الإغراءات والانحرافات من بيئتك هو خطوة أولى حاسمة عند العمل على تحسين انضباطك الذاتي. إذا كنت تحاول التحكم بشكل أفضل في الطعام الذي تتناوله، تخلص من الوجبات السريعة. إذا كنت تريد أن تحسن تركيزك في العمل، أغلق هاتفك وتخلص من الفوضى على مكتبك، إذا كنت تواجه مشكلة حقا، حمل تطبيقا أو برنامجا لحجب مواقع الاِلهاء (مواقع التواصل الاجتماعي، يوتوب وحتى البريد الاِلكتروني) لمدة معينة من الوقت. ضع نفسك على سكة النجاح من خلال التخلص من التأثيرات السيئة. (للمزيد من المعلومات، اقرأ: كيف تتخلص من العادات السيئة)

2. تناول الطعام بانتظام وبشكل صحي.

أظهرت الدراسات أن انخفاض نسبة السكر في الدم غالبا ما يضعف تركيز الشخص. عندما تكون جائعا، فإن قدرتك على التركيز تعاني، بحيث أن عقلك لا يعمل بشكل جيد. الجوع يجعل التركيز على المهام التي بين يديك صعباً، ناهيك عن أنه يجعلك غاضباً ومتشائماً. ومن المرجح جداً أن تفتقر إلى ضبك النفس في كل الجوانب، النظام الغذائي، ممارسة الرياضة، العمل...إلخ. من أجل البقاء على المسار الصحيح، تأكد أن تغذيتك جيدة طوال اليوم مع وجبات خفيفة صحية كل بضع ساعات. تناول الطعام الصحي بشكل منتظم ينظم مستويات السكر في الدم ويحسن تركيزك ومهاراتك في صنع القرارت. اسمح لدماغك بالتركيز على الأهداف والأولويات الخاصة بك بدلا من معدتك.

3. لا تنتظر أن تشعر "أنه جيد"

تحسين انضباطك الذاتي يعني تغيير روتينك المعتاد، الأمر الذي قد يكون مربكاً وغير مريح. تشارلز دوهيك، مؤلف كتاب قوة العادة، يوضح أن العادات السلوكية تستقر في منطقة من الدماغ تسمى العقد القاعدية وهي جزء من الدماغ مرتبط بالعواطف، والأنماط، والذكريات. من ناحية أخرى، القرارات تتم في قشرة الفص الجبهي، وهي منطقة مختلفة تماما. عندما يصبح السلوك عادة، فإننا نتوقف عن استخدام مهاراتنا في اتخاذ القرارات، وبدلاً من ذلك، نتصرف بطريقة أوتوماتيكية. لذلك، كسر عادة سيئة وبناء أخرى جديدة لايتطلب منا فقط اتخاذ قرارات فعالة، بل سنشعر بأن الأمر خاطئ. دماغك سيقاوم التغيير من أجل ما تمت برمجته على القيام به. الحل؟ تقبل الخاطئ. يجب أن تعرف أنك ستستغرق بعض الوقت حتى تشعر أن النظام الجديد صحيح أو جيد. ابق مصراً. سوف يحدث ذلك.

4. جَدْوِل استراحات، متع ومكافآت لنفسك.

الانضباط الذاتي لا يعني أن نظامك الجديد يجب أن يكون متشدداً تماما، أو شبيها بنظام عسكري في تنفيذه. في الواقع، عدم منح نفسك أية مساحة أو هامش للحركة غالبا ما يؤدي إلى الفشل وخيبات الأمل والعودة إلى عاداتك القديمة. أثناء ممارسة ضبط النفس، قم بجدولة فواصل محددة، متع ومكافآت لنفسك. حمية؟ خصص يوم السبت كيوم لتناول بوظة الآيس كريم. تحاول تقليل استخدام الانترنيت؟ اسمح لنفسك بساعة واحدة في اليوم. تعمل على خفض نفقاتك؟ اسمح لنفسك بقدر صغير من المال للتسوق يوم السبت. (اترك بطاقات الائتمان في المنزل، واحمل النقود فقط). الانضباط الذاتي يمكن أن يكون صعباً. كافئ مجهودك.

5. سامح نفسك وامضِ قُدُماً.

تأسيس طريقة جديدة في التفكير لن يذهب دائما وفقا للخطة. ستعيش أوقات صعود وأوقات هبوط، والنجاحات الرائعة، والفشل الذريع. المفتاح هو أن تستمر في المضي قدماً. عندما تحدث لك انتكاسة، اعرف سببها وتعلم منها ثم امضِ قدما. من السهل جداً أن تعلق في حبال الشعور بالذنب والغضب والإحباط، لكن هذه المشاعر لن تساعد على بناء وتحسين الاِنضباط الذاتي. بدلا من ذلك، استخدم السقطات في خطتك كخبرات تعليمية للمستقبل. سامح نفسك، وعُدْ إلى السرج في أسرع وقت ممكن. كلما طالت مدة خروجك من اللعبة، كلما أصبح الاِستمرار في الاِتجاه الايجابي أصعب.

منقوول