*6- ذكر الله...*
فالذكر أشرف العبادات، ومجالس الذكر أفضل المجالس ﻻ يمر به الشيطان وإذا مر صرع؛ فقد روي أن سيدي الإمام الجنيد رضي الله عنه رأى إبليس في المنام فقال له هل تقدر أن تمر على مجالس الذكر، فقال اللعين: كما أن أحداً منا يمر على أحد منكم ويمسه ويصير مجنوناً ومصروعاً، فمنا من يمر على مجلس الذكر فيصير مصروعاً ونسميه بيننا مأنوساً كما تسمون المصروع بينكم مجنوناً..
وقد سبق أنه إذا أكثر العبد ذكر ربه باللسان حصل له الحضور، وحصول الحضور تكون محصلته ذكر القلب..
وقيل أنه إذا تمكن الذكر من القلب فإن دنا منه الشيطان صرع كما يصرع الإنسان إذا دنا منه الشيطان فتجتمع عليه الشياطين فتقول: "ما لهذا ؟!"، فيقال: "صرعه الإنسان"..
وقد ورد عن سيدي الشبلي رضي الله عنه أنه قال: (أليس الله تعالى يقول أنا جليس من ذكرني؛ ما من وقت من الأوقات إلا والعبد مأمور، بذكر الله تعالى فيه إما فرضاً أو نفلاً، والصلاة وإن كانت أشرف العبادات فلا تجوز في بعض الأوقات والذكر بالقلب مستدام في عموم الحالات، قال الله تعالى: {الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم} آل عمران، ومن خصائص الذكر أنه جعل في مقابلة الذكر، قال تعالى {فاذكروني أذكركم} البقرة)..
ويقول الإمام القشيري رضي الله عنه في رسالته: (الذكر ركن قوي في طريق الحق بل هو العمدة في ذلك، ولا يصل أحد إلى الله تعالى إلا بدوام الذكر، و ذكر اللسان يصل به العبد إلى ذكر القلب، فإذا كان العبد ذاكراً بلسانه وقلبه فهو الكامل في حال سلوكه)..
وورد عن سيدي أبوعلي الدقاق رضي الله عنه أنه قال: (وذكر الله تعالى بالقلب سيف المريدين يقاتلون به أعداءهم، وبه يدفعون الآفات التي تقصدهم)..
وختاماً يقول سيدي الإمام فخرالدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني رضي الله عنه:
يا مريدي رضاي في ذكرك الله....
ويقول سيدي الإمام فخرالدين رضي الله عنه أيضاً:
ولتعمروا الأوقات بالذكر الذي
يشفي الصدور فتصطلي بغرامي
📚 دكتور بهاء الدين ماهر - علوم وثقافة
المفضلات