كتاب الصوفيّة والفراغ ( الكتابة عند النفري ) تأليف د . خالد بلقاسم ..

ليس الفراغُ ، عند الصّوفية ، مفهوماً نظريّاً ، ولا تصوّراً ذهنيّاً ، بل هو تجربة تنشد الأقصى ، مُستشرفةً الما وراء ؛ ما وراء كل شيء ، ما وراء الأحكام ، وما وراء الضدّيّة المُنتجة لِحُجُب الثنائيّات ..
الفراغ ؛ هو أن لا ترتبط بشيء ، أن لا تبحث عن شيء ، وألاّ تنتظر شيئاً ، هو منطقة حرّة لتأسيس تعالٍ ، ينطلق مِن توقيف الأحكام ، وتعليق الكون ، ومِن جعل ذات الواقف تكتشف ما يحجبها عن نفسها ، لذلك شدّد النفريّ على أنّ الفراغ قوّة وإتّساع ونور ..
المُخيف في الفراغ ؛ ما يتطلّبه الطريق إليه ، طريقٌ ينفرد بأهله ، ما دامت تجربة الفراغ تخصُّ مَن لا فكاك له مِن مخاطرةٍ ، تقتضي ما سمّاهُ النفريّ بالصبر الشابّ ، مخاطرة هي عينها الخلاص الممكن ، المخيف ، أيضاً ..
في الفراغ ؛ الإعتقاد بأنه فارغٌ ، إعتقادٌ تهدمه تجربة النفريّ بكشفها أنّ الفراغ ليس فارغاً ، الفراغ مُمدٌّ ، واهبٌ ، مُؤْتٍ ..
الفراغ ؛ خروجٌ مِن زمن امتلاك الشيء ، إلى زمن التحرّر منه ..
الفراغ ؛ انتسابٌ إلى مستحيل ، لا ينفتح الإمكان فيه ، إلاّ كي يُغذّي الإستحالة .. )

محاولة جديدة وجريئة ، تتّسمُ بالعمق ، وسعة الأفق ، للدخول إلى هذا العالَم الغامض ، الثريّ ، والمكتنز بالمعنى ، عالَم النفريّ العظيم ( أهنالك – حقيقةً – مَن لامسَ هذا العالَم ، أو استطاع الإقتراب منه بدرجةٍ كافية ؟! .. ) .....

http://www.mediafire.com/file/e7oqjp...8%B3%D9%85.pdf