دروس العرفان
الشيخ راضي حبيب
مقدمة دروس العرفان:
أول بدء الكلام بأفضل الصلاة والسلام على خير الأنام محمد وآله الطيبين الطاهرين .
الحمدلله كما ينبغي له ، المتفرد بالأمر والخلق ، الواحد في الحكم والتقدير ، المتنزه بقول النبي محمد وآله عن كل قالٍ وغال ، وسبحان من اختفى بفرط ظهوره ، وأصبحت الكثرة مستهلكة في وحدته .
أما بعد: فان السلوك إلى الله شأن المتقين من المؤمنين الخلّص ، والمقربين من المحسنين عملاً بقوله تعالىفَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ) وأيضاً قوله تعالىوَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى)، فلابد للسالك أن ينتهي في سيره وسلوكه إلى ملك الملوك ، فمن هنا افتقر السالك إلى معرفة أصول وقواعد وشروط وقيود وضوابط عملية السير والسلوك وفي هذا الخصوص أشار سيد العارفين الامام علي في النهج بقوله: (أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ) .
لما كان الارتقاء من حضيض الحظوظ النفسانية إلى عز الحقوق الربانية ، متوقف على ظهور القابلية التي هي نتيجة القيام بالاعمال والعلوم التكليفية ، وبما أن ظهور القابلية متوقف على كمال الظاهر بالآداب الشرعية ، وكمال الباطن بالمعارف الذوقية .
فأوعزت بدروس العرفان النظري وتأريخه وتطوره ومسائله ، بعد أن وجدتُ اهتماما مُلِحاً من الاخوة الافاضل سالكي الطريق إلى الله ، مما شكّل في نفسي دافعاً كبيراً للقيام بتقديم هذه الدروس العرفانية ، راجون الله أن يقبلها منّا ويرفعها في الباقيات الصالحات ويتابعها بالخيرات الحسان انه سميع عليم .
وأخيراً: أقدم هذه المحاولة المتواضعة بين يدي المريدين الذين تلطفوا عليّ لتقديمها لهم ، وكلي أمل من الاساتذة الكرام أن يصوّبوا عملي عبر النقد العلمي البنّاء والله ولي التوفيق وغاية السالكين .
المفضلات