أطلبوا فضل الحقّ بتركِ الخلق


أطلبوا فضله عزوجل بترك التردّد إلى خلقه،
واطلبوا معرفته بتبرّي الباطن عن مفاتن الحس،واطلبوا قُربه بالموت عنكم ،
أطلبوا أنسه بشدّ رحال الظاهر والباطن الى اليقين،
وأطلبوا اليقين بحبّ أهل التمكين،ممن عرجوا ببراق الفضل الى ساحة الوصل،
أطلبوا حبّه بتجرّدكم من الوقوف في طريق التسليم الباطني لأمره،
واطلبوه بسجودكم عند ابواب التسليم الظاهري لأوامره،
فإذا اجتمع الشقيقان تمّ البنيان وارتفع صرح الإحسان و لازمك نور المشاهدة وتوحيد العيان،وكنت من اهل الإمكان ،
وإلاّ فليس للحق طريق ثان. قال سبحانه وتعالى: (واسجد واقترب ).
قال ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه : " جلَّ حُكمُ الأزل أن ينضافَ إلى العِلل ":
"جلّ حكم الأزل" : اي ماحكم به في الأزل وتعلّقت به إرادته وهو الإعطاء .
"أن ينضاف الى العِلل": أي أن ينسب لعلّة وهو الطلب،أي أن يكون سببا مؤثرا فيه،إن قيل قد يكون ذلك الاعطاء معلقا على الطلب فيكون سببا فيه،أُجيبَ بأنّ السبب في الحقيقة هو تعلّق إرادة الله في الأزل أنّك تدعوه فيما لايزال لا نفس الطلب المتأخّر.

#حاشية_عبدالله_الشرقاوي_على_الحكم_العطائية