علم الرمل


من العلوم الربانية الشريفة . والأسرار الروحية اللطيفة . كان الملوك السالفون . والأكابر الصالحون . يعتمدون عليه . ولازالت العلماء يعملون به ويرجعون اليه فى أستخاراتهم وأحوالهم معتمدين على الله فى أعمالهم .

وليس الاخبار بمقتضى هذا العلم من الأطلاع على الغيب الذى لايحيط به الا الله تعالى .

اذ الاخبار عن المستقبل بمقتضى مقدمات وأسباب لايعد غيبا . ونظير ذلك علم الرؤيا .

فأنه يدل على المستقبل بالتأويل . ولايعد من الغيب الذى أستأثر الله به .

ومثل ذلك مثل العلم بمواعيد الزراعة المضبوطة . فتقول الرطب يظهر فى شهر كذا .

والقمح يحصد فى شهر كذا . ولايعد هذا غيبا بناء عن العادة فى التجارب.

على أنه علم ظنى . مبنى على قواعد وأسباب . وكل مابنى على قاعدة خرج عن نطاق الغيبيات .

وهو مع ذلك يحتاج الى ذكاء الفطرة والذوق السليم أكثر من الحاجة الى حفظ قواعده . ومرعاة مسائله .
وقد ثبت أن النبى صلى الله عليه وسلم قال
( كان نبى من الأنبياء يخط فى الرمل فمن وافق خطه فذاك ) أى من وافق عمله خط ذلك النبى فقد أصاب . والمراد بالنبى الذى كان يخط فى الرمل هو سيدنا أدريس عليه السلام .

وقد أنتقل هذا العلم الى جماعة من العرب والعجم . فمن العرب الزناتى . ومن العجم طمطم الهندى . والطرابلسى وغيرهم . وأشتهر عنهم هذا العلم وحققوه وتكلموا فيه فأصابوا . ثم أستنبطوا من هذا العلم كتبا جمة وهى موجودة الى الآن .


منقول