رسالة العلامة سيدي محمد اكنسوس حول البسملة


بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما اغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي الى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم

تقييد سيدنا الفقيه رضي الله عنه في البسملة الشريفة: أنظره بخط العلامة جسوس رحمه الله
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه وسلم
وَبعد، فقد نقلتُ من خَطّ مولانا الإمام العارف بالله تعالى، والدال عليه الفقيه العلامة أبي عبد الله سيدي مُحمد بن أحمد أكنسوس قدس الله تعالى سره العَزيز ونفعنا وَالأحباء ببركاته آمين، ما نصه، وذلك بواسطة الغير (وهو كذلك في كناش ابن سلطان رحمه الله):
قال الأبي في إكمال الإكمال عند شرح أحاديث البسملة الواردة في صحيح مُسلم التحصيل في قراءتها في الفرض من مذهب مالك أربعة أقوال: الأول الكراهة في المدوَّنة، الثاني: الإستحباب لابن مسْلمة حكاه ابنُ رشد، الثالث الجواز لابن نافع حكاه أبو عمر بن عبد البر، الرابع الوجوب فيما ذكره عياض من روايته يقرؤها ولا يتركها بحال. إهـ بتغيير يسير لأجل الإيضاح. إهـ
ثم قال رضي الله تعالى عنه: ومعتمد شيخنا رضي الله تعالى عنه في الفرض هو الرغبة في ثواب الله العظيم وَالتعرض لفضله ومغفرته لما وردَ في الحديث المسَلسل يقول كل وَاحد من راويهِ بالله العظيم لقد حدثني فلان قال بالله العظيم لقد حدثني فلان إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال بالله العظيم لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بالله العظيم لقد حدثني جبريل قال بالله العظيم لقد حدّثني إسرافيل وقال بالله العظيم لقد قال الله عز وجل لإسرافيل وَعزتي وجلالي وَجودي وكرمي: من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم متصلة بالفاتحة مرة واحدة اشهَدُوا أني قد غفرت لهُ وقبلت منه الحسنات وتجاوزت له عن السيئات ولا أحرق لهُ لسانه بالنار وَأجيره من عذاب القبر وعذاب النار وعذاب يوم القيامة وَالفزع الأكبر. إهـ وَفي هذا الحديث رواياتٌ أخر وَاقتصرنا على هذه الرواية التي ذكرها الشيخ ابنُ عطاء الله في كتابه مفتاح الفلاح رَجّح به كتابه المذكور، وَالله ولي التوفيق.
فَمن علِم حاصل المذهب من الأقوال الأربعة المذكورة وسمع الحديثَ الشريف ومَا تفضل الله به من الفضل العظيم ثم زهد في ذلك الفضل وَجعل يتبجّحُ بما هو معلوم حتّى عند الصبيان من الكراهةِ التي هي قول واحد من الأقوال الأربعة فلا محالة أنه محروم فلا ينبغي الكلام معه وإنما الكلام مع عباد الله الخاشِعين الذين شأنهم التقاط ثواب الله حيثما وجدوه ولا يزهدون في أقل شيءٍ مما قيل أنه يوجب مرضات ربهم ومغفرتَه لا سيما مثل هذا الحديث الكريم المؤكد هذا التأكيد البليغ مع رواية المشايخ الثفات وتلقيهم لهُ بالقبول والاعتماد كابن عطاء الله وَغيره وَالله ولي الهدى والتوفيق. إهـ كلام سيدنا الفقيه أكنسوس. إهـ


من الخزينة السكيرجية
تقاييد......... كتاب: معلمة معالم سوس