البـلاء والـرخـاء إن أقبـلا علـى السـالـك !!

بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ

عزيزي السالك

قال حبيب قلوب الصادقين في محكم كتابة العزيز : ((ما كانَ اللهُ لِيَذَرَ المؤمنين على ما أنتُم عليهِ حتّى يَمِيزَ الخبيثَ مِنَ الطَّيّبِ )) /[ سورة آل عمران:179 ].
وقال : (( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )) / [ سورة التوبة:16 ].

في الحديث القدسي فيما أوحى الله تعالى إلى نبيّه موسى عليه السلام أن قال له: ((يا موسى بن عمران، ما خلقتُ خَلْقاً أحبَّ إليّ مِن عبديَ المؤمن؛ فإنّي إنّما ابتليتُه لِما هو خيرٌ له، وأُعافيه لما هو خيرٌ له، وأزوي عنه ما هو شرٌّ له لِما هو خيرٌ له، وأنا أعلمُ بما يصلح عليه عبدي، فَلْيصبِرْ على بلائي، وليشكُرْ نعمائي، ولْيرَضَ بقضائي، أكتبه في الصدّيقينَ عندي إذا عَمِل برضائي وأطاع أمري ))

وجاء عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قوله---> (( لولا ثلاثةٌ في ابن آدم ما طأطأ رأسَه شيء: المرض، والموت، والفقر. وكلُّهنّ فيه، وإنّه معهنّ لَوَثّاب! ))

وفيما روي عن امير المؤمنين الإمام عليّ عليه السلام أنه قال--->((إذا رأيتَ اللهَ سبحانه يُتابع عليك البلاء فقد أيقظك. إذا رأيتَ الله سبحانه يتابع عليك النِّعَم مع المعاصي ـ أي مع بقائك على معاصيك ـ فهو استدراجٌ لك ))

وروي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال---> ((قد كان قَبلَكم قومٌ يُقتَلون ويُحرَقون ويُنشَرون بالمناشير، وتَضيق عليهم الأرضُ بِرُحبِها، فما يَرُدُّهم عمّا هم عليه شيءٌ مِمّا هُم فيه مِن غير تِرةٍ وَتَروا مَن فعَلَ ذلك بهم ولا أذى، بل ما نَقِموا منهم إلاّ أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد. فاسألوا ربَّكم درجاتِهم، واصبروا على نوائب دهرِكم تُدرِكوا سعيَهم ))

وجاء عن الإمام موسى الكاظم عليه السلام قوله---> ((لن تكونوا مؤمنين حتّى تَعدُّوا البلاءَ نعمة، والرخاءَ مصيبة، وذلك أنّ الصبر عند البلاء أعظمُ من الغفلة عند الرخاء ))

ونصيحة السيد هاشم الحداد للسالكين
إن أقبل بلاء على السالك فيجب أن لا يهرب منه بل لابد أن يرضى به إلى أن يزول تدريجياً.
وإن أقبل عليه رخاء وفرح فيجب أن لايتعلق به ، لأن البلاء إذا هرب منه انقلب مراً ، والفرح إذا اغتر به القلب بلاء عليه .

..................................................

أما نصيحة المعلم لكم أحبتي هي:
الاكثار من قول ((لا حول ولا قوة الا بالله )) فهذا الذكر العظيم (يدفع انواع البلاء) كما يقول مولانا الرضا صلوات الله وسلامه عليه

رَزَقَكُمْ اَلْبَارِيْ مِنْ فِيُوْضَاتْ نُوْرِهِ اَلّعَظِيّمَّةَ
وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ

اَلْمُعَلِّــمْ