نشعر بطعم المعاناة على قدر السعة التي نضع فيها الالم،
يحكى أن في يوم من الايام شعر شاب بعدم الرضا عن حياته وعن كل ما يدور حوله ورغب في تغيير كل شيء،
فذهب الي معلمه يعرض عليه الامر ويشرح له عن معاناته وظروفه،
فنصحه المعلم أن يقوم بوضع حفنة من الملح في كأس من الماء ويشربه، وعندما عاد الشاب الي بيته نفذ ما نصحه به المعلم، وفي الغد عاد الى المعلم فسأله قائلاً : كيف وجدت طعم الماء بالملح ؟ فقال الشاب : إنه مالح جداً لم اطق شربه .
ابتسم المعلم ثم طلب من تلميذه أن يأخذ من جديد نفس مقدار الحفنة من الملح ويضعها في بحيرة، سار الاثنان معاً الى البحيرة وهناك رمى الشاب حفنة من الملح بداخلها، ثم طلب منه المعلم أن يشرب من ماء البحيرة، فمد الشاب يده وشرب، سأله المعلم عن طعم الماء فقال له الشاب : انه منعش وعذب، فسأله المعلم من جديد : هل شعرت بطعم الملح، هز الشاب رأسه نفياً .
فبهذه اللحظة التفت المعلم الى الشاب وقال له في اهتمام :
إن آلام الحياة تشبه الملح الصافي، لا اكثر ولا اقل، فكمية الالم والمعاناة في الحياة تبقى نفسها لا تتغير، ولكن نحن من نشعر بطعم المعاناة على قدر السعة التي نضع فيها الالم،
فإذا جعلنا كل اهتمامنا واعطيناه فوق قدره زاد وسيطر على كل حياتنا، وإن لم نهتم به وغلفناه بالمشاعر الايجابية لن نشعر به، لذا فعندما تشعر بالالم والمعاناة كل ما عليك عليه هو ان توسع فهمك وإحساسك بالأشياء ,
لا تكن مثل الكأس بل كن مثل النهر يجري .
المفضلات