ماهو الحيوان الذي خلق من الشيطان؟

خلق الله عز وجل العديد من الكائنات المختلفة كالملائكة والشياطين والجن والإنسان والحيوان والنبات، ومن مظاهر إبداع الخالق في خلقه أنه جعل كل كائن يختلف عن الأخر في عدد كبير من الأشياء مثل طريقة الخلق على سبيل المثال، ومن أمثلة ذلك خلق الملائكة من النور وخلق الشياطين من النار.

أما الحيوانات فهي تُعد من ضمن الكائنات التي خلقها الله وسخرها من أجل خدمة الإنسان حيث يُمكن استخدامها في الكثير من الأمور المتنوعة مثل الغذاء أو التنقل على سبيل المثال.
ولقد ذكر الله عز وجل في كتابه العزيز ما يخص خلق الحيوانات حيث قال الله تعالى في الآية رقم 45 من سورة النور:
" وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ ۚ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ".
وتساءل عدد من الأشخاص ” ماهو الحيوان الذي خلق من الشيطان ؟ “.
وكانت إجابة السؤال أن الحيوان الذي خلق من الشيطان هو الجمل.
وتم الاستدلال على هذا الأمر من خلال الحديث الذي روي عن عبد الله بن مغفل:
” صلوا في مرابضِ الغنمِ ولا تصلوا في أعطانِ الإبلِ فإنها خُلقت من الشياطين “.

فلقد ورد في شرح هذا الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قام بأمر المؤمنين في حالة عدم إيجادهم سوا مرابض الغنم أو أعطان الإبل للصلاة أن يقوموا في مرابض الغنم أي في الأماكن التي تستريح فيها الغنم والا يقوموا بالصلاة في أعطان الإبل.
كما قيل أن الإبل قد خلقت من جنس تم خلق الشياطين منه، قيل أيضاً أنه يوجد جنساً منها قد توالد من نعم الجن ومن ثم قام هذا الجنس بالاختلاط مع نعم الإنس.
وقيل أن الله سبحانه وتعالى خلقها من النار كما خلق الجن ومن توالدت مع مرور الزمن كما يفعل الجن، وقيل أيضاً أنها تشبه الشياطين في الطباع والأخلاق لهذا يُقال أنها خلقت من الشياطين.
وعلى الرغم من تعدد الأقاويل إلا أن الأمر الثابت المنصوص عليه في السنة النبوية الشريفة أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى تماماً وبشكل صريح عن الصلاة في أعطان الإبل.
ماهو الحيوان الذي خلق من الشيطان ويجوز اكله
يوجد حيوان من ضمن الحيوانات التي خلقها الله سبحانه قد خلق من الشيطان، ويُعرف عن هذا الحيوان أنه يجوز أكله وذلك وفقاً لما جاء في السنة النبوية الشريفة.

وإجابة سؤال ” ماهو الحيوان الذي خلق من الشيطان ويجوز أكله ؟ “، هو الجمل، حيث يجوز أكل لحم الإبل، ولكن لابد من الوضوء بعده.
فلقد اختلف العلماء حول مسألة نقوض الوضوء بسبب أكل لحم الإبل، وقاموا بالانقسام إلى رأيين:

الرأي الأول:

وهو أن تناول الإبل لا ينقض الوضوء، وكان هذا الرأي لكلاً من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وبعض السلف.
وتم الاستدلال على رأيهم من خلال الحديث الشريف:
" كانَ آخِرُ الأمرَينِ مِن رسولِ اللَّهِ ، تَرْكَ الوضوءِ ، مِمَّا مسَّتِ النَّارُ ".
أي يمكن الاستغناء عن الوضوء بعد تناول الطعام الذي ينضج على النار.

الرأي الثاني:

وهو أن تناول الإبل ينقض الوضوء ، وكان هذا الرأي لكلاً من الحنابلة وبعض السلف والنووي وابن باز وابن عثيمين وابن حزم وابن المنذر.

وتم الاستدلال على رأيهم من خلال الحديث الشريف:
" أنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أأَتَوَضَّأُ مِن لُحُومِ الغَنَمِ؟ قالَ: إنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ، وإنْ شِئْتَ فلا تَوَضَّأْ قالَ أتَوَضَّأُ مِن لُحُومِ الإبِلِ؟ قالَ: نَعَمْ فَتَوَضَّأْ مِن لُحُومِ الإبِلِ قالَ: أُصَلِّي في مَرَابِضِ الغَنَمِ؟ قالَ: نَعَمْ قالَ: أُصَلِّي في مَبَارِكِ الإبِلِ؟ قالَ: لَا ".

كما ورد حديث أخر أيضاً:

" سُئِلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عنِ الوُضوءِ من لحومِ الإبلِ ، فقالَ: تَوضَّئوا مِنها وسئلَ عن لحومِ الغنمِ ، فقالَ: لا توضَّئوا منها ، وسئلَ عنِ الصَّلاةِ في مَبارِكِ الإبلِ ، فقالَ: لا تصلُّوا في مبارِكِ الإبلِ ، فإنَّها منَ الشَّياطين وسُئِلَ عنِ الصَّلاةِ في مرابضِ الغنمِ ، فقالَ: صلُّوا فيها فإنَّها برَكَةٌ ".
لهذا فكان الإجماع ينص على أنه يجب الوضوء بعد تناول لحم الإبل، وهذا الأمر وجوبي.
خلق الحيوانات
خلق الله سبحانه وتعالى الكون بأكمله وفق نظام محدد لتحقيق حكمة معينة، وكان خلق الحيوانات قبل خلق الإنسان حيث يُعد الإنسان أخر المخلوقات التي خلقها الله عز وجل.

واستدل على ذلك وفق ما ورد في الحديث الشريف:
" أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بيَدِي فَقالَ: خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ التُّرْبَةَ يَومَ السَّبْتِ، وَخَلَقَ فِيهَا الجِبَالَ يَومَ الأحَدِ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَومَ الاثْنَيْنِ، وَخَلَقَ المَكْرُوهَ يَومَ الثُّلَاثَاءِ، وَخَلَقَ النُّورَ يَومَ الأرْبِعَاءِ، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَومَ الخَمِيسِ، وَخَلَقَ آدَمَ عليه السَّلَامُ بَعْدَ العَصْرِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ، في آخِرِ الخَلْقِ، في آخِرِ سَاعَةٍ مِن سَاعَاتِ الجُمُعَةِ، فِيما بيْنَ العَصْرِ إلى اللَّيْلِ ".
ولكن لم يرد في القرآن الكريم أو في الأحاديث النبوية أي معلومات صريحة تقوم بتحديد مما خلقت الحيوانات ومما تكونت، فلقد عمل الله على بيان عدة أنواع من الحيوانات مثل ما ورد في الآية رقم 6 من سورة الزمر:
" وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۚ ".

ولكن لم يتم بيان مما تم خلقهم لهذا فهي تُعد من الغيبيات، ولكن قام بعض العلماء بترجيح رأي أن الحيوانات قد خلقت من تراب وتم الاستدلال على ذلك لما ورد في الحديث الشريف:
" عن أبي هريرةَ قال إنَّ اللهَ يحشرُ الخلقَ كلَّهم كلَّ دابةٍ وطائرٍ وإنسانٍ يقول للبهائم والطيرِ كونوا ترابًا فعند ذلك يقول الكافرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ".
حيث يوضح الحديث أن الحيوانات ستتحول إلى تراب، ولقد جاء في الآية رقم 104 من سورة الأنبياء:
" يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ۚ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ".
أي أن الجميع سيعود إلى المادة التي خلق منها وفقاً لما جاء في الحديث فإن الحيوانات قد خلقت من تراب، ولكن يظل هذا الأمر مجرد رأي ليس إلا.

خلق الله سبحانه وتعالى كافة المخلوقات والكائنات التي كانت موجودة على سطح الأرض منذ ملايين السنين والتي استمر بعضها حتى وقتنا هذا، فلقد خلق الإنسان والحيوان والنبات كما خلق الماء والهواء وغيرهم من الأشياء الأخرى المحيطة بنا، وتساءل البعض ” ماهو الحيوان الذي خلق من الشيطان ؟ “ لاعتبار هذا الأمر من الأمور التي لا يعلم بها الكثير، لهذا قمنا بالإجابة على هذا السؤال في مقالنا لإفادتك قارئي العزيز.