الوصول إلى معرفة الله مضمون من النبي صلى الله عليه و سلم لكل من أخذ هذا الورد المحمدي سواء رأى الشيخ أو لم يره و إن ذلك يبقى إلى ءاخر الدهر لا يحتاج في ذلك إلا إلى التلقين ممن بلغه الاذن الصحيح عن سيدنا الشيخ رضي الله عنه و لو بعد وفاته بواسطة أو بوسائط متعددة إلى ءاخر الدهر و هذا ثابت عنه رضي الله عنه بالتواثر القطعي الذي لا يرتاب معه بحال و إذا كان بهذه المثابة فتكون طريقتنا مستثناة من القاعدة بالضرورة عند من رزقه الله التصديق (سيدي أحمد بن العياشي سكيرج، رفع النقاب بعد كشف الحجاب عمن تلاقى مع الشيخ التجاني من الاصحاب، الربع 1، ص 185 و الربع 2، ص 17 الربع 2، ص91).

ولما رأى الشيخ سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه شدة محبة النبي صلى الله عليه و سلم له و صرح له بها تذكر المتعلقين به و المنتسبين إليه بمحبة أو قرابة حسية أو معنوية فكتب كتابا و طلب فيه من النبي صلى الله عليه و سلم ضمان مطالب شتى و جعله في يد رسول الله صلى الله عليه و سلم حين تلاقى معه و ذلك في اليقظة لا في المنام فأجابه صلى الله عليه و سلم بضمانها. و زبدة السؤال: أسأل من فضل سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يضمن لي جميع هؤلاء أن أموت أنا و كل حي منهم على الإيمان و الإسلام، و أن يؤمننا الله تعالى و جميعهم من جميع عذابه و عقابه و تهويله و تخويفه و جميع الشرور من الموت إلى المستقر في الجنة، و أن يغفر لي و لجميعهم جميع ما تقدم و ما تأخر و أن يؤدي عنا و عنهم جميع تبعاتنا و تبعاتهم و جميع مظالمنا و مظالمهم، من خزائن الله عز و جل لا من حسناتنا و حسناتهم، و أن يقينا عز و جل و جميعهم من جميع محاسبته و مناقشته، و سؤاله عن القليل و الكثير يوم القيامة و أن يظلني الله تعالى و جميعهم في ظل عرشه يوم القيامة و أن يجيزني ربي و كل واحد من المذكورين على الصراط أسرع من طرفة عين على كواهل الملائكة، و أن يسقيني الله تعالى و إياهم من حوض سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم يوم القيامة، و أن يدخلني ربي و جميعهم الجنة بلا حساب و لا عقاب في أول الزمرة الأولى، و أن يجعلني ربي و جميعهم مستقرين في الجنة في عليين من جنة الفردوس من جنة عدن.

فأجابه صلى الله عليه و سلم بقوله الشريف: كل ما في هذا الكتاب ضمنته لك ضمانا لا يتخلف عنك و عنهم أبدا، إلى أن تكون أنت و جميع من ذكرتهم في جواري في أعلى عليين، و ضمنت لك جميع ما طلبت ضمانا لا