نــجمــة داوود الحمـــراء
نجمة داود ترجمة لعبارة (magen david- star of david) ,وهي عبارة عبرية معناها الحرفي درع داود ,ونجمة داود عبارة عن شكل مكون من مثلثين كل منهما متساوي الأضلاع ,متفقان في المركز,ورأس أحد هذين المثلثين متجه نحو الأعلى والرأس الآخر متجه نحو الأسفل, ويشكل المثلثان المتداخلان نجمة سداسية ذات ستة رؤوس تمسها جميعا محيط دائرة افتراضية

النجمة السداسية تعتبر من أهم وأقوى الرموز في علوم السحر والشعوذة، وكانت الديانات الوثنية القديمة تقدس الارتباط بين الذكر والانثى، وكانت تربط الجنس ببعض طقوسها الدينية،خاصة طقوس عبادة نمرود وسميراميس، أو عشتار وبعل، أو افروديت "فينوس" وباخوس. وما زالت هذه الممارسات مستمرة حتى الآن في الديانات الوثنية الحديثة وعبادات الشيطان..

وكان رمز الذكر القديم يمثل بشكل مثلث رأسه للأعلى "كرمز للعضو الذكري" ، ورمز الانثى كان بشكل مثلث متجه للأسفل.. وباجتماع الرمزين أي باتحاد الذكر والانثى ينتج الهيكساغرام أو النجمة السداسية, وكانت النجمة السداسية ترمز للآله مولوك، و رمفان، وزحل الذي كان يرمز له بالنجمة السداسية، وكان الاله الأكبر عند الكنعانيين.



النجمة السداسية باعتبارها شكلا هندسيا زخرفيا :
استخدم هذا الشكل كرمز للخصب عند الكنعانيين , ووجد في حضارات متباعدة زمانيا ومكانيا فقد ظهر في النقوش المصرية القديمة والهندوسية والصينية وفي نقوش حضارات أمريكا الجنوبية, كما وجدت هذه النجمة على ختم عبراني يعود للقرن السابع قبل الميلاد ,وعلى قبر عبراني في القرن الثالث ,و على معبد يهودي في الجليل في نفس القرن ,كما وجد في مقابر اليهود بالقرب من روما ,كما أنه وجد على جدران مدينة القدس القديمة ,وفي نصوص سحرية بيزنطية وعلى أحجبة عربية من القرن التاسع ,كما وجد في كتب السحر في العصور الوسطى الغربية ,كما وردت هذه الإشارة في الفلكلور الألماني وفي الكثير من كنائس ألمانيا وحانات جنوبها وعلى مباني المدينة القديمة في فيينا ,وفي آثار فرسان المعبد المسيحيين ,وهو أحد شعارات الماسونية كما يقال أن أتباع فيثاغورث كانوا يستخدمون هذه الإشارة حين يتسولون لينبهوا رفاقهم أنهم وجدوا أهل سخاء وكرم ,ومن هذا العرض نرى أن هذه الإشارة استخدمت قبل وبعد ولادة الدين اليهودي.

النجمة السداسية بوصفها علامة دنيوية:
ظهرت نجمة داود إلى الوجود كرمز دنيوي لأول مرة في العام 1648م , وحكايتها بدأت في براغ التي كانت في تلك الحقبة جزءا من الإمبراطورية النمساوية , وحين تعرضها لهجوم من قبل جيش السويد كان من بين المدافعين عنها مجموعة من اليهود فاقترح إمبراطور النمسا آنذاك فرديناند الثالث أن يكون لكل مجموعة راية تحملها للتمييز بينها وبين القوات الغازية التي تحصنت في المدينة وبدأت تشن حرب عصابات , وعلى أثر هذا الاقتراح قام أحد القساوسة اليسوعيين بأخذ أول حرف من حروف " داود " وهو حرف الدال باللاتينية والذي هو على شكل مثلث حيث كتبه مرة بصورة صحيحة ومرة بصورة مقلوبة , ومن ثم أدخل الحرفين ببعضهما البعض , وبهذا حصل على الشكل الذي يعرف اليوم بنجمة داود , وأخيرا قام ذلك القسيس برسم النجمة على الراية وعرضها على الإمبراطور الذي وافق أن تكون شعارا لمجموعة اليهود المدافعين عن مدينة براغ , وأعجبت الفكرة الجالية اليهودية هناك فتبنتها شعارا, واستعملها أعضاء الجماعة اليهودية في فيينا عام 1655م , وحين طردوا منها, حملوها معهم إلى مورافيا ووصلت منها إلى أمستردام , ولم تنتشر في شرقي أوروبا الإ مع بدايات القرن الثامن عشر , وفي هذا التاريخ بدأت تتحول إلى إشارة لليهود , وفي بدايات القرن التاسع عشر بدأت تظهر في أدبيات معادات اليهود رمزا دالا عليهم , كما أن عائلة روتشلد اليهودية الشهيرة استخدمت هذه النجمة رمزا لها بعد أن رفع بعض أعضائها إلى مرتبة النبلاء, ولم تحمل النجمة إلى كل هؤلاء أي دلالة دينية أو قومية أو إثني , ولكن أصبحت علامة أكثر ارتباطا ببعض الجماعات اليهودية في الغرب .

النجمة السـداسية بوصـفها رمـزا ديـنــيا :
إن عبارة " درع داود " لاتستخدم للإشارة إلى النجمة السداسية إلا في المصادر اليهودية ,إذ تستخدم في المصادر غير اليهودية عبارة "خاتم سليمان" ,ويبدو أن التسمية الأخيرة من أصل عربي إسلامي حيث كان يشار إلى النجمة الخماسية (وهي المنافس الأكبر للنجمة السداسية) باعتبارها "خاتم سليمان ". ولكن كيف إرتبطت عبارة "درع داود " بالنجمة السداسية ؟ يظهر أن النجمة كانت تذكر في الكتابات السحرية اليهودية (الأحجبة والتعاويذ) جنبا إلى جنب مع أسماء الملائكة وبالتدريج أسقطت الأسماء وبقيت النجمة السداسية درعا ضد الشرور , واكتسبت النجمة السداسية هذه الصفة الرمزية كدرع ابتداء من القرن الثالث عشر ,ومع هذا استمر استخدام عبارتي "درع داود " و" خاتم سليمان" للإشارة إليها في الفترة ما بين القرنين الرابع عشر والسابع عشر, ولكن النجمة السداسية لم تتحول إلى رمز يهودي إلا بتأثير المسيحية وتقليدا لها , وهذه الظاهرة عند كل اليهود والأقليات بشكل عام ,حيث أن اغلب الأقليات يكتسبون هويتهم من خلال الحضارة التي يوجدون فيها وتبني نجمة داود مثل جيد على ذلك , فاليهودية باعتبارها نسقا دينيا معاديا للأيقونات وللرموز تماما مثل الإسلام , ولكن يهود عصر الانعتاق أخذوا يبحثون لليهودية عن رمز يكون مقابلا لرمز المسيحية (الصليب) الذي كانوا يجدونه في كل مكان , وحين بدأت حركة بناء المعابد اليهودية على أسس معمارية حديثة اتبع المهندسون الذين كانوا في أغلب الأحيان مسيحيين ذات الطرز المعمارية المتبقية في بناء الكنائس , ومهما كان فإن الدولة الصهيونية اتخذت شمعدان المينوراه شعارا لها, ولم تعد النجمة تظهر إلا على العلم . والجدير بالذكر أن الإسرائيليين يستخدمون نجمة داود الحمراء مقابلا للصليب والهلال الأحمرين, هذا هذا وترفض منظمة الصليب الأحمر الدولي الاعتراف بالنجمة السداسية الحمراء رمزا لها , ولذلك لم تقبل إسرائيل عضوا في المنظمة الدولية , إذ تجعل إسرائيل انضمامها مشروطا بذلك .


سر نجمة داود عليه السلام :
ان نجمة داود هي رمز يتخذها اليهود شعارا لهم و لدولتهم و يضعونها بين خطين متوازيين لونهما ازرق و النجمة أيضا زرقاء اللون و النجمة ترمز إلى اليهود أو إلى بني إسرائيل و الخطين يرمزان إلى نهري النيل و الفرات لأن اليهود مؤمنين بأن الله سبحانه و تعالى قد وهبهم الأرض الواقعة بين نهري النيل و الفرات و كل الدول التي عقدت معاهدات استسلام لم تجرؤ على الاعتراض على ما شكل العلم الصهيوني و ما يمثله لأول المبادئ التي قامت على أساسها دولة إسرائيل ألا و هي إنشاء الدولة العبرية و من النيل إلى الفرات والطلب منها أن تغير علمها لأنه بحد ذاته يدل على الأطماع الصهيونية في هذه الأرض و الذي يناقض كل ما تدعيه إسرائيل من حبها و حرصها على العيش مع العرب بصورة سلمية مع إن أول شيء تطلبه الصهيونية من أي حاكم عربي هو الإقرار بحق إســرائـــيــل في الوجود و هم فعلوا ما أرادوا منهم صاغرين.
طبعا نحن المسلمين مكلفين بالتصديق بكل الديانات السماوية ( اليهودية و المسيحية ) و بجميع الأنبياء عليهم السلام و أن كل ما جاء به هؤلاء الأنبياء من أوامر أو نواهي هي من الله سبحانه و تعالى و طبيعي أن ما يخبره الله سبحانه و تعالى للأنبياء عليهم السلام من أمور و علامات ستحدث في آخر الزمان يجب أن يكون متشابها و يحمل نفس المعنى و المضمون لأنه يصدر من مشكاة واحدة هي العلم الرباني. و لهذا فأننا سنجد تشابها في علامات و دلائل ظهور و شخص المنقذ الإلهي الموعود في ما بين الديانات السماوية الثلاث و خاصة ما بين الديانة الإسلامية و الديانة اليهودية . و لكن بعض اتباع هذه الديانات تلاعبوا ببعض هذه العلامات و الدلائل لتتوافق مع أهواءهم و ما يريدون … و من هنا ظهرت بعض الاختلافات في ما بين هذه الديانات حول المنقذ الإلهي الموعود .

اصــــل هذه النــجــمــة :
و لكي نعرف ما هو اصل هذه النجمة و لماذا اتخذها اليهود شعارا لهم فنلجأ إلى الموسوعة البريطانية و التي ذكرت ما يلي عـــــن نجمة داود ا ن التسمية العبرية لنجمـــة داود هو ( مجن داود) أي ( درع داود ) و يلــــــفظ أحيانا موجن داود و هي شكل نجمي من ستة رؤوس يمثل مثلثان متعاكسان متساويي الأضلاع … إن كلــــــمة مـجــن موجودة في اللغة العربية و هي تعني أيضا الدرع أو الترس ) . إن اتخاذ اليهود لهذا الرمز شعارا لهم و الذي يرمز للشجاعة و التضحية و النصر هو تيمنا بما فعله نبي الله داود ( عليه السلام ) عندما انتصر لبني إسرائيل على أعـداءهم الفلسطينيين و قتله لقائدهم ( جالوت ) . و قتـــل ( جالوت ) على يــــد النبي داود ( عليه السلام ) مذكور في القرآن الكريم أيضا .
لو ذهبنا إلى القرآن الكريم لنعرف ما جاء في خبر داود ( عليه السلام ). فنجد أن الله سبحانه و تعالى قد أعطى له معجزات من ضمنها أن الآن له الحديد ( أي جعل الحديد لينا بيده يشكله كيفما شاء ) فقال تعالى ( و لقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه و الطير و ألنا له الحديد ) 10 سبأ . و علمه صنعة و هي صنع الدروع حيث أن الدروع و بطريقة لم تكن معروفة سابقا فقال تعالى ( و عـلمنه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل انتم شاكرون ) 89 الأنبياء و طلب منـــــه أن يعمله بطريقة خاصة و لـــقد أطلق سبحانه و تعالى اســـم ( سابغات ) على هذه الدروع فقال تعالى ( أن اعمل سابغات و قدر في السرد و اعملوا صالحا إني بما تعملون بصير ) 11 سبأ . من هنا ندرك مما جاء في القرآن الكريم وبما جاء في التاريخ اليهودي من إن اليهود أنفسهم يطلقون على هذا الشكــــل ( النجمة ) مجن داود و يعني درع داود إن شكل الدروع التي قام داود ( عليه السلام ) بصنعها أما كان شكلها هو نفس شكل النجمة .
منقول