شيخ الطريقة التجانية العلية
|
البخور:
علاقة الإنسان بالبخور علاقة ضاربة في القدم , وتحديداً، مع بداية الحضارة الهندية والصينية والمصرية القديمة، فكان يصنع البخور من مواد عديدة كالعود والزهور المجففة ونبات الصندل الذي يستخدم كعنصر أساسي في صناعة البخور
و ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في المسك هو "أطيب الطيب ", وقد روى مسلم في " صحيحه " : عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يستجمر بالألوة غير مطراة وبكافور يطرح معها ويقول هكذا كان يستجمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت عنه في صفة نعيم أهل الجنة مجامرهم الألوة والمجامر جمع مجمر وهو ما يتجمر به من عود وغيره , والألوة هي العود الهندي, وثبت في " الصحيحين " : عن عائشة رضي الله عنها قالت طيبت رسول الله كله بيدي بذريرة في حجة الوداع لحله وإحرامه ". وللإمام إبن القيم في الطيب كلام جميل أستقطع منه هذا المقطع :" وكان صلى الله عليه وسلم يكثر التطيب وتشتد عليه الرائحة الكريهة وتشق عليه والطيب غذاء الروح التي هي مطية القوى تتضاعف وتزيد بالطيب كما تزيد بالغذاء والشراب والدعة والسرور ومعاشرة الأحبة وحدوث الأمور المحبوبة وغيبة من تسر غيبته ويثقل على الروح مشاهدته كالثقلاء والبغضاء فإن معاشرتهم توهن القوى وتجلب الهم والغم وهي للروح بمنزلة الحمى للبدن وبمنزلة الرائحة الكريهة .
بعض آليات عمل البخور:
1.تنشيط العقل عن طريق حفز حاسة الشم.
2.جذب الأرواح.
3.يطهر الشخص, ومكان العمل وزواياه من الطاقات السلبية.
4.تختلط طاقة البخور مع طاقة من يستخدمه ، فيسرع إحداث التغييرات الضرورية لتجسيد الهدف.
5.لعبق البخور تأثير في تنشيط الجسم لإفراز الكثير من الهرمونات.
6. تعزيز سريان الطاقات الإيجابية, والمتتبع للفنون الشرقية يمكن له أن يتعلم تنشيط القوى أو الطاقات الراكدة والتي تسبب الكثير من المتاعب والأمراض بالبخور.
أمثلة لبعض االأبخرة وإستخداماتها:
1.خشب الصندل بخور ذا رائحة مهدئة ويمكن له ان يساعد على التواصل الروحي. كما يساعد على تقوية القناعة الشخصية والقدرة على التركيز.
2.لافندر(الخزامى) يساعد على تقوية الهالة والتخلص من المشاعر السلبية.
3.اللبان يطهر من التأثيرات السلبية، ويساعد على جلب الحكمة. ، كما انه يساعد على التكيف مع الطاقات المختلفة.
4.القرفة: ترمز إلى الحب والنار. ولديها القدرة إبعاد المشاعر السلبية والحزن.
5.الياسمين: تضفي مزيدا من فهم الأرواح ويساعدنا على إيجاد قدراتنا الحقيقية.
6. الكافور- التبخير به يحسن من مستوى "البرانا"-طاقة الحياة, ويوفر الصفاء الذهني.
7.العرعر: لوحظ أثره في تقوية ورفع الروح المعنوية.
الذكر:
اعلم أن ذكر الله تعالى على الطريقة الشرعية من أفضل الأعمال وأعظم القربات التي حثَّ عليها الشرع لما له من جميل الأثر في تهذيب النفوس واطمئنان القلوب واستنزال الرحمات وقمع الشهوات سواء كان سراً أو جهراً قياماً أو قعوداً وسواء كان الذاكر منفرداً أو في جماعة لعموم قوله تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) وقوله: (فاذكروني أذكركم).(1)
ففي صحيح البخاري عن أبي موسى، عن النبي قال: { مثل الذي يذكر ربه، والذي لايذكر ربه مثل الحي والميت }.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { يقول الله تبارك وتعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة }.
وللذكر فوائد يذكرها الإمام ابن القيم منها: أنه يرضي الرحمن عز وجل, يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره, يزيل الهم والغم عن القلب,و يجلب الفرح والسرور, يقوي القلب والبدن,و ينور الوجه والقلب,و يجلب الرزق, يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة,و يورثه المحبة,و يورثه القرب من الله,و يفتح له بابا عظيما من أبواب المعرفة,و أنه يورث حياة القلب, وأنه قوت القلب والروح, أنه يحط الخطايا ويذهبها،و أنه سبب نزول السكينة، وغشيان الرحمة، وحفوف الملائكة بالذاكر, و أن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ومجالس اللغو والغفلة مجالس الشياطين, وأن الذكر نور للذاكر في الدنيا، ونور له في قبره، ونور له في معاده، يسعى بين يديه على الصراط, وأن الذكر شجرة تثمر المعارف والأحوال التي شمر إليها السالكون.
وشهد الذكر انحرافات كثيرة عن جادة السنة إلى طرق البدع, منها الإعتقاد بضرورة تلقي المريد الذكر من شيخه من خلال طقوس معينة واحتفالات مطولة حتى يتشرف بتلقي الذكر عن شيخه, ومنها ذكر الاسم المفرد مظهرا مثل " الله ، الله " أو مضمراً مثل " هو ، هو ",ومنها الزعم بتلقي هذه الأذكار عن الرسول (ص) منامًا، ومنهم من ادعى أنه أخذه من الرسول يقظة، ومنهم من زعم أن الخضر الذي أوحى له بالذكر ،ومنها الإعتفاد أن لهذه الأذكار الخاصة ميزة خاصة وفضل خاص أكبر من الموجود في القرآن والسنة،ومنها استحضار (الشيخ) عند الافتتاح للذكر و ليس ذلك بمشروع في كتاب ولا سنَّة ولا هو مأثور أيضاً عن أحد مِن سلف الأمة ولا عن أعيان الأمة المقتدى بهم.
نقاط وجب التنبيه عليها في الذكر:
النقطة الأولى:أفضل الذكر هو القرآن الكريم, تليه الأذكار التي وردت عنه صلى الله عليه وسلم.
النقطة الثانية: أن ثمرات الذكر تحصل بكثرته، وباستحضار ما يقال فيه، وبالمداومة على الأذكار طرفي الليل والنهار.
النقطة الثالثة: من الواجب الحذر من الابتداع، ومخالفة المشروع.
النقطة الرابعة: يقول النووي رحمه الله : " اعلم أن فضيلة الذكر غير منحصرة في التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير ونحوها ، بل كل عامل لله تعالى بطاعة فهو ذاكر لله تعالى " .
النقطة الخامسة: إنه ترديد كلمة ما، كائنة ما كانت، بشكل مستمر دون انقطاع، ليلاً ونهارًا، وهو ما سموه «الذِّكر».
يساعد كثيرًا على الوصول إلى حالة الاستخدار، ثم إلى الخدر «الجذبة» بمدة أسرع.(2)
النقطة السادسة: يعتبر الذكر محركا يدفع العقل إلى مدارات هي ا بعد من المستويات الدنيا للوعي ووصولاً إلى العقل السامي وعندما تصل إلى منبع الفكر الصافي سوف تبدأ بالتوحد مع الكون والتناغم مع إيقاعه وسيمفونيته وهناك ستنتقل من مرحلة السعادة إلى ما هو أعلى منها وهي الغبطة.
النقطة السابعة: إن التركيز الثابت للعقل أثناء الذكر ,ينتج طاقات داخلية كبيرة.
النقطة الثامنة: يجب ترديد الذكر بشكل داخلي وبطيء و ايقاعي كي يساعدنا على تبطييء حركة التنفس و جعل الطاقة الحيوية مستقرة و بالتالي تهدئة العقل و السيطرة عليه.
النقطة التاسعة: يشحذ الذكر قوة التفكير الإيجابي و التأكيد الإيجابي و التصوّرات الخلاّقة.
النقطة العاشرة:
وأختم هذا الفصل بكلام للإمام الفخر الرازي
يقول :" إن بين الخلق وبين أسماء الله تعالى مناسبات عجيبة, والعاقل لا بد وأن يعتبر تلك المناسبات حتى ينتفع بالذكر, والكلام في شرح هذا الباب مبني على مقدمة عقلية وهي ثبت عندنا أن النفوس الناطقة البشرية مختلفة في الماهية والجوهر...., فبعضها إلهية مشرقة...., وبعضها سفلية ظلمانية...,وبعضها رحيمة عظيمة الرحمة,وبعضها قاسية قاهرة.....,ومن إعتبر أحوال الخلق علم أن الأمر كما ذكرناه...., وأن كل من راعى أحوال نفسه علم أن له منهجا معينا وطريقا مبينا في الإرادة والكراهة والرغبة والرهبة, وأن الرياضة والجاهدة لا تقلب النفوس عن أحوالها الأصلية,وإنما تأثير الرياضة والمجاهدة في أن تضعف تلك الأخلاق ولا تستولي على الإنسان......., فكل إسم من أسماء الله دال على معنى معين, فكل نفس غلب عليها ذلك المعنى كانت...شديدة المناسبة لذلك الإسم, فإذا واظب على ذكر ذلك الإسم إنتفع سريعا"
(1) محمد حسنين مخلوف رحمه الله تعالى
(2) الكشف عن حقيقة التصوف ، للأستاذ عبدالرؤوف القاسم
(3) التفسير الكبير للإمام الرازي.
الكشف و المكاشفة :
وهو حاصل بطبع الروح و بالتركيز العقلي , وهو يشـملُ كـلَّ البشـر إذا مـا أُتبعـت القوانين الروحانية سواءً بالرياضة أو بالدراسة أو بالاستعانة بالجـن , ويسـتطيع الإنسـان بفعـل هـذه الخاصية أن يرفع الحجب مؤقتا عن بصره ليعلم بعض الأسرار الغيبية. و يكون الكشف في غالب الأحيان أثناء اليقظة التامة، و أحياناً يحصل الكشف الروحاني أثناء المنام, كل حسب ما قدر له .
لا تختلف أنواع المكاشفة في الظاهر إلا أنها تختلف باستخدام الوسائل الممكنة في المعرفة والإدراك.
تتفاوت نسب الكشف بنسب مختلفة حسب الخبرات وطريقة التفكير والبيئة المحيطة وشخصية الانسان بذاتها.
نقاط وجب التنبيه عليها في الكشف:
النقطة الأولى: لا يجب أن يُنظر إلى الكشف الروحاني على أنهما علامـة إيمـانٍ أو كرامـة, لأن الكثير من المكاشفات لا تستلزم تحصيل العلم ولا الاتصاف بالسلوك السوي المنسجم مع أوامر الرسالة ونواهيها.
النقطة الثانية: الكشف عن الواقع ظاهرة متعالية عن المادة,وهو يحدث بالاتصال بين النفس والشيء المراد معرفته. (ولعل هذا يفسر طلب الأثر, فهو أداة للإتصال بصاحب الأثر).
النقطة الثالثة: حقيقة الكشف تتأتّى بشكل دقيق من جهة انتفاء كل حجاب بين النفس والشيء المراد معرفته, وقلما يتأتى ذلك.
النقطة الرابعة: المانع المعنوي الأكبر لعدم حصول الكشف أو حصوله ضعيفا هو الانشغال بما تلتقطه الحواس والاُنس بها وإهمال ما ورائها من حقائق الأمر.
النقطة الخامسة: : يعتري الكثير من المكاشفات , أطياف خياليه من النفس أو الشيطان.
النقطة السادسة :يقول الإشراقيون : (أنّ الإنسان لا يصل إلى الحقائق إلا عن طريق الرياضة والتصفية والشهود) وأظنهم يعنون بذلك المكاشفة الرحمانية, لأن الكثير من المكاشفات لا تستلزم تحصيل العلم ولا الاتصاف بالسلوك السوي المنسجم مع أوامر الرسالة ونواهيها.
النقطة السابعة: الكشف إن استعان بها على ما يحبه الله ويرضاه ويقرّبه إليه ويرفع درجته ازداد بذلك رفعة وقرباً الى الله ورسوله، وإن استعان به على ما نهى الله عنه ورسوله استحق بذلك الذمّ والعقاب.
النقطة الثامنة: يدخل في المكاشفة كل من الإستجلاء بنوعيه السمعي والبصري-وهو موهبه يستطيع المتمتع بها ان يرى أو أن يسمع ما لا يستطيع الاخرون رؤيته أو سماعه بسبب مسافه او حاجز , والتلباثي او التخاطر عن بعد و هو انتقال أفكار وصور معينة بين الكائنات الحية عن طريق العقل فقط ودون الاستعانة بالحواس الخمسة .
النقطة التاسعة: يلزم لحدوث المكاشفة الصفاء الروحى
الإسم الأعظم
موضوع الاسم الأعظم قد تناوله منذ قرون معظم مفسري كتاب الله العزيز وأرباب العقائد الإسلامية بالشرح والتفصيل من خلال عطاءاتهم الفكرية ولم يقطعوا بحقيقة هذا الاسم، وهم يتصورون أن الاسم هذا هو سرّ من أسرار الغيب، ولغز من الألغاز لا يعلمه حق علمه إلا نبي مرسل، حتى أن بعض المعاصرين منهم أبيَ الخوض في هذه المسألة متصوراً أنها مكتنفة بالغموض، فاعتبر البحث فيها لا يغني ولا يجدي شيئاً ذا أهمية.يعرفه الجرجاني بأنه"الاسم الجامع لجميع الأسماء. وقيل: هو الله، لأنه اسم الذات الموصوفة بجميع الصفات، أي المسماة بجميع الأسماء، ويطلقون الحضرة الإلهية على حضرة الذات، مع جميع الأسماء. وعندنا: هو اسم الذات الإلهية، من حيث هي هي، أي المطلقة الصادقة عليها مع جميعها أو بعضها، أو لا مع واحد منها، كقوله تعالى: "قل هو الله أحد". «قل هو الله أحد»".
ذكر الإمام ابن حجر رحمه الله جملة الأقوال في اسم الله الأعظم فقال رحمه الله فتح الباري ج11/ص224
وجملة ما وقفت عليه من ذلك أربعة عشر قولا :
الأول الاسم الأعظم هو نقله الفخر الرازي عن بعض أهل الكشف واحتج له بأن من أراد ان يعبر عن كلام معظم بحضرته لم يقل له أنت قلت كذا وانما يقول هو يقول تأدبا معه
الثاني الله لأنه اسم لم يطلق على غيره ولأنه الأصل في الأسماء الحسنى ومن ثم اضيفت إليه
الثالث الله الرحمن الرحيم ولعل مستنده ما أخرجه بن ماجة عن عائشة انها سألت النبي صلى الله عليه وسلم ان يعلمها الاسم الأعظم فلم يفعل فصلت ودعت اللهم اني ادعوك الله وادعوك الرحمن وادعوك الرحيم وادعوك بأسمائك الحسنى كلها ما علمت منها وما لم اعلم الحديث وفيه انه صلى الله عليه وسلم قال لها انه لفي الأسماء التي دعوت بها قلت وسنده ضعيف وفي الاستدلال به نظر لا يخفى
الرابع الرحمن الرحيم الحي القيوم لما اخرج الترمذي من حديث أسماء بنت يزيد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اسم الله الأعظم في هاتين الايتين وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم وفاتحة سورة آل عمران الله لا إله إلا هو الحي القيوم أخرجه أصحاب السنن الا النسائي وحسنه الترمذي وفي نسخة صحيحة وفيه نظر لأنه من رواية شهر بن حوشب
الخامس الحي القيوم اخرج بن ماجة من حديث أبي امامة الاسم الأعظم في ثلاث سور البقرة وآل عمران وطه قال القاسم الراوي عن أبي امامة التمسته منها فعرفت انه الحي القيوم وقواه الفخر الرازي واحتج بأنهما يدلان من صفات العظمة بالربوبية مالا يدل على ذلك غيرهما كدلالتهما
السادس الحنان المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والاكرام الحي القيوم ورد ذلك مجموعا في حديث أنس عند احمد والحاكم وأصله عند أبي داود والنسائي وصححه بن حبان
السابع بديع السماوات والأرض ذو الجلال والاكرام أخرجه أبو يعلى من طريق السري بن يحيى عن رجل من طي واثنى عليه قال كنت اسأل الله ان يريني الاسم الأعظم فأريته مكتوبا في الكواكب في السماء
الثامن ذو الجلال والإكرام اخرج للترمذي من حديث معاذ بن جبل قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول ياذا الجلال والاكرام فقال قد استجيب لك فسل واحتج له الفخر بأنه يشمل جميع الصفات المعتبرة في الإلهية لان في الجلال إشارة إلى جميع السلوب وفي الاكرام إشارة إلى جميع الاضافات
التاسع الله لا إله إلا هو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أخرجه أبو داود والترمذي وبن ماجة وبن حبان والحاكم من حديث بريدة وهو أرجح من حيث السند من جميع ما ورد في ذلك
العاشر رب رب أخرجه الحاكم من حديث أبي الدرداء وبن عباس بلفظ اسم الله الأكبر رب رب واخرج بن أبي الدنيا عن عائشة إذا قال العبد يا رب يا رب قال الله تعالى لبيك عبدي سل تعط رواه مرفوعا وموقوفا
الحادي عشر دعوة ذي النون اخرج النسائي والحاكم عن فضالة بن عبيد رفعه دعوة ذي النون في بطن الحوت لا اله الا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم قط الا استجاب الله له
الثاني عشر نقل الفخر الرازي عن زين العابدين انه سأل الله ان يعلمه الاسم الأعظم فرأى في النوم هو الله الله الله الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم
الثالث عشر هو مخفي في الأسماء الحسنى ويؤيده حديث عائشة المتقدم لما دعت ببعض الأسماء وبالاسماء الحسنى فقال لها صلى الله عليه وسلم انه لفي الأسماء التي دعوت بها
الرابع عشر كلمة التوحيد نقله عياض
قال جماعة من أهل العلم ـ منهم أبو جعفر الطبري وأبو الحسن الأشعري وابن حبان والباقلاني: لا يجوز تفضيل أسماء الله بعضها على بعض، لأنها كلها عظيمة، ولئلا يؤذن تفضيل بعضها باعتقاد نقصان المفضول عن الفاضل، وما ورد في بعض الأخبار من ذكر اسم الله الأعظم مراد به مزيد ثواب الداعي، وقيل المراد بالاسم الأعظم كل اسم من أسماء الله تعالى دعا العبد به مستغرقاً بحيث لا يكون في فكره في تكل الحالة غير الله تعالى؛ فإن من تأتى له ذلك استجيب له.
ويقول الإمام الفخرالرازي عن ( الإسم الأعظم) : " لو أتفق لملك مقرب أو نبي مرسل الوقوف على ذلك الإسم حال ما يكون قد تجلى له معناه لم يبعد أن يطيعه جميع عوالم الجسمانيات والروحانيات".
وعن محمد بن يحيى وغيره عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن محمد بن الفضيل قال: أخبرني شريس الواشي عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: إنَّ اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا، وإنما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتّى تناول السرير بيده ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين، ونحن عندنا من الإسم الأعظم اثنان وسبعون حرفاً، وحرفٌ واحدٌ عند الله تعالى استأثر به في علم الغيب عنده، ولا حول ولا قوه إلاّ بالله العلي العظيم)).
والتحقيق عند الصوفية أن اسم الله الأعظم جوهرة مكنونة صانها الله تعالى عمن ليس أهلاً لها يطلبها الصادقون من عباده فهو أي الاسم الأعظم حال يتحقق به العبد لا قال ينطق به ويذكره .
روى أبو نعيم في الحلية عن أبي يزيد البسطامي أنه سأل رجل عن الاسم الأعظم فقال : ليس له حد محدود إنما هو فراغ قلبك لوحدانيته فإذا كنت كذلك فافزع إلى أي اسم شئت فإنك تسير به إلى المشرق والمغرب .
وما عناه أن الاسم الأعظم هو تجلي معنى الوحدانية على قلب العبد فلم يبق للسوى وجود فهو بذلك حال يصله العبد لا قال ينطق به ويردده .
وروى أبو نعيم في الحلية أيضاً عن أبي سليمان الداراني قال : سألت بعض المشايخ عن اسم الله الأعظم قال : تعرف قلبك قلت : نعم قال : فإذا رأيته قد أقبل ورقَّ فسل الله حاجتك فذاك الاسم الأعظم .
ألا ترى أن رقة القلب هي المعول عليها وأن الدعاء بأسمائه مشروطة برقة القلب حتى يسمى بالاسم الأعظم.
وأخرج أيضاً عن ابن الربيع السائح أن رجلاً قال له: علمني الاسم الأعظم قال: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم أطع الله يطعك كل شيء.فمن هذا يتبين أن الاسم الأعظم حالة ذوقية وجدانية يتحقق بها المريد بعد طول جهاد ومصابرة بحيث يصير الحق سبحانه مشهوداً في كل الأنفاس فأنى نظر فثم وجه الله وهذا هو ما يسمى عند أهل الله بمقام الفناء وهو المنصوص عليه في الحديث الذي رواه مسلم عن سيدنا عمر وفيه : ثم سأل عن الإحسان ، قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .
وعن العلامة الشيخ السعدي ; التحقيق ان الاسم الاعظم اسم جنس لا يراد به اسم معين,فان اسماء الله نوعان:
احدهما:ما دل على صفة واحدة او صفتين او تضمن اوصافا معدودة.
والثاني:ما دل على جميع ما لله من صفات الكمال,وتضمن ما له من نعوت العظمة والجلال والجمال,فهذا النوع هو الاسم الاعظم لما دل عليه من المعاني التي هي اعظم المعاني واوسعها.
فالله اسم اعظم,وكذلك الصمد,وكذلك الحي القيوم,وكذلك الحميدالمجيد,وكذلك الكبيرالعظيم,وكذلك المحيط.
وهذا التحقيق هو الذي تدل عليه التسمية وهو مقتضى الحكمة, وبه تجتمع الاقوال الصحيحة كلها.
التعريفات للجرجاني
التفسير الكبير للرازي
(الكافي ج1 ص230 رواية1).
الإمام ابن حجر رحمه الله - فتح الباري ج11
فتح الرحيم الملك العلام في علم العقائد والتوحيد والاخلاق والاحكام المستنبطة من القران للعلامة الشيخ السعدي
المندل:
أصله: (الرؤية او النظر عبر االوسائط) هي ممارسة سحرية تضمن رؤية الامور بشكل خارق ، وهي عادة لأغراض كالتنبؤ وقرآءة الحظ وللتكهن بالماضي والحاضر او المستقبل , وعادة ما تستخدم وسائط عاكسه و شفافة ، أو المواد المضيئة مثل الكريستال , الأحجار ,الزجاج والمرايا والمياه والنار أو الدخان.ويزعم الممارسين أن الرؤى والأحاسيس التي تنتابهم عند التحديق في الوسائط تأتي من الله ، أو من الأرواح ، أومن الشيطان او من اللاشعور.(1)
لاحقا أصبح إستخدامه قاصرا على إستحضار الأرواح (الجن) لغرض الكشف عن أمر من المغيبات كالاستدلال على شىء تم فقده أو سرقته , وماهية السارق أو الفاعل وأحوال الموتى والغائبين أو المرضى وهومعروف منذ القدم,وعلى هذا النوع سيقتصر حديثنا:
1. تشمل طقوس المندل إشتراطات عامة كقراءة أسماء وعزائم وآيات وكتابة طلاسم معينة وإطلاق أبخرة معينة وشروطا خاصة مثل الخلوة أو الرياضة أو الخدمة أو أن يكون للوسيط (الطفل) مواصفات خاصة.
2. تتعدد الكيفيات التي يأدى بها المندل إلا إن أشهرها ما يؤدى برسم "وفق" في اليد اليمنى لصبي أو صبية دون البلوغ, ويُصب الحبر في وسطها ثم تُصَب نقاط من الزيت مع إطلاق البخور مثل "لبان" و"كسبرة" , وتقرأ بعدها العزيمة أثناء استجواب الطفل فيما يراه من أشياء تحدث تجاه الشيء أو الشخص المسؤول عنه, ولا يزال بالطفل حتى يقول: "رأيت", ويسأل عن كل شيء يتوقعه السائلون حول الشيء أو المكان أو الشخص المراد تقفي أثره, وقد يحدد "فاتح المندل" للطفل الرائي بعض الأوامر التي يجب أن يلقيها الطفل على الشيء المرئي لتتم الرؤية بشكل بيِّن (2) أو يتم بكتابة اية الكشف على جبين الصبي ثم يؤمر بالنظر في كاس ماء او فنجان زيت أو مرآة مع إطلاق البخور وقرآءة العزيمة.
3. لا بد من صرفهم الأعوان بعد الانتهاء من السؤال بما هو منصوص أو بسورة الزلزلة .
4. لا بد من طهارة المكان وخلوه من الجنب والأطفال (عدا الوسيط) والسكران
5. في منادل الملوك كالملوك السبعة , أول من يحضر المندل خدم هؤلاء الملوك فيؤمرون بنصب الخيمة وذبح الكبش وتحضير المكان للملوك السبعة وتقديم الطعام إليهم , ويبتدرهم بالسؤال بعد فراغهم من الأكل وغسل أيديهم.
6. بعض المنادل عامة وبعضها مختص.
7. إجابات المندل تتطور مع الممارسة المتكررة
8. لبعض المنادل صدقات وكفارات سنوية وعدم أدائها هو أهم سبب وراء كذب المنادل .
9. من الممكن أن يتلبس الجن بالطفل الوسيط .
10. لا بد التحري عن أجوبتهم وعدم تصديقهم دون الإمتحان والسؤال عن الدليل.
(1)ويكبيديا
(2) د. ماجدة حمود –جريدة السياسة.
فن الرياضة الروحية
ما هي الرياضة الروحية
الرياضة هي تلك التمارين المنظمة والقواعد الواضحة التي يقصد منها تهذيب أمر ما ثم الوصول بهِ إلى الصقل التام، من خلال تطعيمه بالصفات والأفعال المختصة به، ورياضة الروح هي تلك ( التمرينات ) التي نمارسها لكي نصل بأرواحنا لذروة رشاقتها وصحتها مما يجعلنا قادرين على مواجهة الصعاب وتسهيل طريق الوصول إلى المبتغى .
ولكل رياضة إن لم يجتهد في الانصياع لقواعدها سقوط وعثرة، فكيف بك والذي سار في خضم هذه الحياة وهو لا يملك روحا رشيقة مستعدة لكل طارئ ؟! أينجو من مخاطرها وكدرها وصعوباتها (1)
ما أهمية الرياضات الروحية ؟
الإنسان كائن عجيب من حيث الخلقة والقدرة، فقد خلقه الله عزوجل مزدوج الطبيعة، فيه عنصر مادي طيني، وعنصر روحي سماوي، يقول الله تعالى: (إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من طين * فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) ونتيجة لتركيبة الإنسان الممزوجة من عنصري الطين والروح، فإن عنصر الطين يشده إلى الأرض، وما ترمز إليه من شهوات وملذات وغرائز، وهو بحاجة إلى إشباع غرائزه وشهواته من مأكل ومشرب وملس ومسكن ومنكح .. في حين أن عنصر الروح يدفعه نحو إشباع ميوله ورغباته الروحية والمعنوية، كما يدفعه كذلك إلى الرقي في مدارج السمو الروحي، والتحليق في سماء المثل والقيم. ومن الضروري خلق التوازن بين الجسم والروح، كي لا يطغى جانب على حساب آخر، إذ لو طغى الجانب المادي (الطيني) في الإنسان على الجانب الروحي فإن ذلك يهبط به إلى مستوى البهائم أو أضل سبيلاً. ولو طغى الجانب الروحي على الجانب المادي فإن ذلك سيؤدي به إلى الرهبنة والتصوف والانعزال عن الحياة، ومن ثم ترك القيام بمسؤولية عمارة الأرض، وبناء الحضارة وإدارة الحياة, وهذا ما يجعلنا بحاجة قوية إلى مجاهدة النفس، وممارسة الرياضة الروحية، وترويض الذات على سلوك طريق الحق والهدى والصلاح.(2)
كما تلمِع غالبية المنقولات الحِكَمية إلى أن الوعي العادي هو في الواقع سبات روحي، وإلى أننا نفوِّت على أنفسنا إدراكاً أعلى للواقع – الأشياء كما هي حقاً. لقد قدَّم المعلِّمون الروحيون على كرِّ التاريخ المدوَّن النصح من أجل تنمية البصيرة – سادهانا – وَصْفات من أجل إيقاظ الوعي الأعلى في كلٍّ منَّا. لكن المواظبة على سادهانا ثابت تبدو لكثير من الناس أمراً بعيد المنال. (2)
كيف يمكن تطبيق الرياضة الروحية [عمليا]
كن قريبا من الله, فلن تجد "عملا" يكسبك القوة في مواجهة الحياة سوى قربك من الله، فكم من السعادة ستنال إن أطعت الرب فكنت صادق الحديث، طيب القلب، واسع الخلق، كريما ومعينا .
الجهل شوكة، تجرح عقل حاملها، وتشوه منظره، نصائحي : اقرأ، استمع، أينما كنت، و اسأل كل ذي عقل عما جهلت، ستجني لطائفا، مقدار فائدتها هو مقدار اجتهادك .
شخصيتك كزهرة الإقحوان، عاملها برفق، خاطبها بحنان، احملها على سبعين محمل من الخير، لاتزجرها كثيراً فهي باختصار كنزك.
كن مع الأتقياء تكسب تقوى، وخالطِ العلماء تزدد علماً، ورافق النّاجحين تكن ناجحاً . .
شخصيتك كـ لوحة فنية جميلة، رسمها خالق مبدع، ثم سلمت إليك، لأنك أمين عليها، وتملك قدرة تطويرها، عاود لوحتك كلّ حين وابحث عن مواطن الضعف وأبدله بجماليات ريشتك وموهبتك .
الهدف و الغاية .. أنت تصنع أهدافك بنفسك، في كل شيئ ، فقط حدد ماذا تريد، ثم ثابر واجتهد، ولاتجعل للكسل طريقا إلى قلبك.
ثق أنك موهوب، ولكل إنسان إبداعه ,واقنع بنفسك، فالقناعة والرضى كنز لايفنى ...(3)
ما وجه الارتباط بين الممارسات(الرياضات) الروحانية من جهة وبين ما نسميه بالبصيرة من جهة أخرى؟وهل الرياضة الروحية المنتظمة، مع الوقت، تقود مراراً إلى كشوف كبرى؟
من الجليِّ أن شخصًا شديد التقى أو متأملاً يمتاز بقدرة أرقى على الكشف من شخص دنيوي, ومن الجليِّ أيضا أن:
"المريد في مجاهداته ، وعباداته ، لابد وأن ينشأ له عن كل مجاهدة ، حال نتيجة تلك المجاهدة . وتلك الحال : إما أن تكون نوع عبادة فترسخ ، وتصير مقاماً للمريد ، وإما ألا تكون عبادة ، وإنما تكون صفة حاصلة للنفس ، من حزن ، أو نشاط ، أو غير ذلك من المقامات ولا يزال المريد يترقى من مقام إلى مقام إلى أن ينتهي إلى التوحيد ، والمعرفة ، التي هي الغاية المطلوبة للسعادة."
"ثم أن هذه المجاهدة، والخلوة، والذكر.. يتبعها غالباً ، كشف حجاب الحس ، والإطلاع على عوالم من أمر الله ، ليس لصاحب الحس إدراك شيء منها ، والروح من تلك العوالم وسبب هذا الكشف : أن الروح إذا رجع عن الحس الظاهر إلى الباطن ، ضعفت أحوال الحس ، وقويت أحوال الروح ، ولا يزال في نمو وتزايد إلى أن يصير شهوداً ، بعد أن كان عاماً ، ويكشف حجاب الحس ، ويتم وجود النفس .. وهو عين الإدراك ، فيتعرض حينئذ للمواهب الربانية ، والعلوم اللدنية والفتح الإلهي ، وتقرب ذاته في تحقيق حقيقتها من الأفق الأعلى .. وهذا الكشف كثيراً ما يعرض لأهل المجاهدة، فيدركون من حقائق الوجود، ما لا يدركه سواهم، وكذلك يدركون كثيراً من الواقعات قبل وقوعها، ويتصرفون بهمهم، وقوى نفوسهم في الموجودات، وتصير طوع إرادتهم".
ويقول فريتيوف شُوْوُن :"كل إنسان، من حيث المبدأ، قادر على التعقل، لسبب أصيل هو أن الإنسان هو ما هو؛ لكن الكشف العقلي – "عين القلب" – مدفون في الواقع تحت طبقة من الجليد، إذ جازت العبارة، بسبب من انحطاط البشرية. علينا، إذن، أن نقول بأن التعقل الخالص موهبة، وليس مَلَكة بشرية عامة"**
هل ثمه عنصر حاسم يحدِّد الدرجة التي يستفيد منها واحدهم من الرياضة؟
نعم, يقول فريتيوف شُوْوُن "ثمة عنصر حاسم يحدِّد الدرجة التي يستفيد منها واحدهم من الرياضة، ألا وهي: ما دمنا نبعِّض (نقسم) حياتنا إلى فترات للرياضة الروحية، وإلى فترات لكل ما تبقى، فإننا نحكم على أنفسنا بمواصلة التفكير المثنوي الذي، بطبيعته، يُفسِد نفسه بنفسه. قد يبدأ التأمل وينتهي بصوت جرس، لكن رياضتنا الروحية ينبغي أن تتخطى الأجراس. بعبارة أبسط: الحياة نفسها هي السادهانا الخاص بنا. إن البصيرة الروحية إنما هي بالحريِّ نتاج أسلوب حياة، وليس رياضة مبعَّضة".
المصادر:
1. الرياضة الروحية [نظريا]- مجلة أدب الحياة
2. الشباب والبناء الروحي .. وقاية في مغريات المادة- عبدالله أحمد اليوسف
3. الرياضة الروحية [عمليا]-مجلة أدب الحياة
4. مجلة معابر- الرابي ديفيد كوبر
5. مقدمة إبن خلدون
6. رسالة إلى إنسان اليوم- فريتيوف شُوْوُن
يمكنك مشاهدة توقيعي بالنقر على زر التوقيع
|
المفضلات