النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: شاي ام قهوة؟

  1. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 16-02-2016 الساعة : 04:26 PM رقم #1

    افتراضي شاي ام قهوة؟



    نائب المدير العام


    الصورة الرمزية نسائم الرحمن

    • بيانات نسائم الرحمن
      رقم العضوية : 6009
      عضو منذ : Jan 2012
      المشاركات : 5,178
      بمعدل : 1.15 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 64
      التقييم : Array


  2. أما القهوة..




    تحتاج الإحاطة بكل أشكال تحضير مشروب القهوة إلى مجلد ضخم. ولذا سنكتفي هنا بالحديث عن بعض الأسس المشتركة والإشارة إلى سعة العالم الخاص بتحضير القهوة.

    تبدأ مسيرة القهوة من الحقل إلى الفنجان بفصل نواة الثمر عن قشرها. والإثنان يستهلكان بالطريقة نفسها. فهناك قهوة البذور الشائعة عالمياً، وقهوة القشور التي راجت في الماضي ولا تزال رائجة في بعض أماكن جنوب الجزيرة العربية والبرازيل.

    المبدأ الأساس في تحضير فنجان قهوة يقوم على تحميس بذور البن، وطحنها، واستخراج محتويات المسحوق ونكهته بالماء المغلي. ولكن كيف؟

    بألف طريقة وطريقة للحصول على ألف مذاق ومذاق. فلكل شعب من شعوب الأرض طريقته الخاصة في صنع القهوة، وتختلف هذه الطرق ما بين مدينة وأخرى. وتترافق عدة طرق أحياناً في المكان الواحد أو المقهى الواحد.

    تبدأ الاختلافات في المذاق والأذواق عند تحميس بذور البن في وعاء معدني فوق نار خفيفة. ففي الجزيرة العربية هناك ميل إلى التحميس الخفيف جداً بحيث يبقى لون المشروب مائلاً إلى الصفرة. وهناك أيضاً التحميس المتوسط الذي يحوّل لون البذور من الأخضر الشاحب إلى البني الفاتح ويسمى «الأشقر». وهناك التحميس القوي الذي يحوّل البذور إلى لون بني داكن أقرب إلى السواد.

    وبعد التحميس تطحن البذور، وللناس هنا أيضاً مذاهب مختلفة. فالمسحوق الخشن قليلاً هو لقهوة «الاكسبرسو»، والناعم كالدقيق للقهوة «العربية»..

    في الماضي، وخاصة في عالم القهوة العربية، كان تحضير مشروب القهوة يبدأ بتحميس البن وينتهي بشربه في جلسة واحدة يقوم بكل مراحلها شخص واحد حسب تقاليده وذوقه وذوق جماعته. أما اليوم فصار البن جاهزاً للمرحلة الأخيرة أي الغليان، وفي أشكال ترضي مختلف الأذواق. وما علينا إلا أن نتطلع إلى التنوع الكبير في أنواع البن المعروضة أمامنا في المتاجر لندرك مدى تشعب عالم تحضير القهوة. ويزداد هذا التشعب بانتقال النوع الواحد من البن المسحوق إلى بيوتنا أو مقاهينا.

    أبسط أشكال تحضير القهوة الخالية من أي تقليد هو تحضير القهوة السريعة الذوبان. ملعقة في فنجان فارغ وما يشاء المرء من السكر ثم صبّ الماء المغلي فوق المزيج وينتهي الأمر. وبسبب هذه البساطة على الأرجح، راج هذا النوع من القهوة في أماكن العمل في العصر الحديث.

    أما أكثر أشكال تحضير القهوة شيوعاً في البلاد العربية (وصولاً إلى أوروبا الشمالية والشرقية) فهو الغلي على الطريقة المسماة بـ «التركية»، حيث يُغلى الماء ثم يضاف إليه مقدار معين من البن المحمس والمطحون، ومن ثم ما يشاءه الشارب من السكر. وتحرك القهوة عند غليانها مرات عديدة كي تذوب الثنوة (القشدة) التي تظهر على سطحها، وتترك في دلتها أو ركوتها لنحو دقيقتين كي تترسب الحثالة في أسفلها، ومن ثم تصب في الفناجين.

    ومن طرق تحضير القهوة التي شاعت عالمياً في القرن العشرين «الاكسبرسو». وهذا النوع رائج في المقاهي لأنه يعتمد على آلة كبيرة الحجم نسبياً غير مرغوبة في المنازل، وهو يقوم على وضع مسحوق البن في مصفى معدني، ووضع المصفى في الآلة التي تضخ، تحت ضغط البخار، الماء المغلي، الذي يمر عبر المصفى مستخلصاً في طريقه خواص البن ونكهته.

    أما أعرق طرق تحضير القهوة وأكثرها إمعاناً في التقاليد وأطولها وقتاً فهي بلا شك طريقة تحضير القهوة العربية.

    تستحيل الإحاطة هنا بكل طرق تحضير القهوة العربية وتقاليدها. ولكننا نكتفي بالإشارة إلى أن شخصاً واحداً يتولى دفعة واحدة تحميس البن ودقّه وغلي القهوة في جلسة طويلة جداً للحصول على القهوة لمرة واحدة.




    ودق بذور القهوة في المهباش يعتبر بحد ذاته عملاً قائماً بذاته. ويفترض وجود موهبة فنية عند القائم به، لأن المهباش الخشبي ليس مجرد أداة لدق بذور القهوة فقط، بل ارتقى بمرور الزمن إلى مستوى الآلة الموسيقية بسبب الإيقاع الصوتي الجميل للمدقة على الجرن الخشبي. ولذا يتخذ دق البن في المهباش بُعداً جمالياً يفرض على القائم به أن يكون فناناً ذا سمع مرهف، وليس مجرد صاحب زند مفتول لا يتعب من الدقّ.

    ويكفي لتأكيد حجم التعقيدات التحضيرية أن نشير إلى أن القهوة العربية تُغلى عدة مرات في دلال مختلفة الأحجام من الأكبر إلى الأصغر. وعدد الدلال التي يحتاجها تحضير القهوة هو ثلاث على أقل تقدير، وقد يصل إلى ثمان عند المهتمين والذواقة.

    وتزداد طقوس القهوة العربية تعقيداً عندما نصل إلى تعطيرها بالهال، وفي أية مرحلة من مراحل طبخها، ومتى يستعمل الهال، مسحوقاً أو حبات كاملة.. أما آداب تقديم القهوة فتبدأ بالكمية التي يجب أن تكون قليلة في الفنجان، كي يشرب الضيف عدة مرات، وليس دفعة واحدة، الأمر الذي قد يساء فهمه على أنه رغبة في أن ينصرف من المجلس بسرعة، ولا تنتهي عند طريقة تناول الضيف الفنجان ومن أين يجب أن يمسك به.

    ولضيق المجال هنا، نحيل الذين يريدون التوسع في معرفة تقاليد القهوة العربية إلى كتاب كامل وضعه محمود مفلح البكر سنة 1995م، ويقع في 250 صفحة حول عالم «القهوة العربية» الذي لا يحد.

    أدوات القهوة والشاي

    يُروى أن ملك فرنسا لويس الخامس عشر كان يحضّر قهوته بنفسه، فيحمس بذور البن في مقلاة مصنوعة من الفضة، ويطحنها في مطحنة من الذهب. ولكن في عالم صناعة أدوات القهوة والشاي، هناك مادة انتصرت عالمياً واكتسحت الذهب والفضة في طريقها: البورسلين.



    كان الصينيون واليابانيون القدامى يشربون الشاي في فناجين من السيراميك المغطى بطبقة زجاجية. وعندما وصلت القهوة إلى اسطنبول كانت صناعة السيراميك المطلي بالزجاج مزدهرة في مدينة إزنيك. وبفناجين من هذا السيراميك الفاخر شرب العثمانيون ومعاصروهم في القرن السادس عشر القهوة. ولأن الفنجان كان آنذاك من دون «أذن» يمسك بها، كان يوضع في إطار معدني مزخرف وسميك يحمي الأصابع من حرارة المشروب.

    في مطلع القرن السادس عشر الميلادي عاد التجار الأسبان والبرتغاليون من رحلاتهم الشرقية بعينات من البورسلين. ولكن هذه المادة لم تستطع أن تنافس السيراميك إلا في القرن التالي عندما كثر استيرادها وبدأت أوروبا بإنتاجها مما خفض ثمنها. ومنذ القرن الثامن عشر انتصر البورسلين على كل ما عداه في صناعة أدوات شرب الشاي والقهوة، إذ بدا مادة مثالية بسبب بياضه الجميل، وقابليته للرسم عليه، وسهولة تنظيفه، وحفظه للحرارة أكثر من الزجاج والمعدن. وفيما أضاف الأوروبيون إلى الفنجان مسكة على شكل «أذن» بعدما أصبح الفنجان رقيقاً يحرق الأصابع، أبقى العرب على فنجانهم التقليدي من دون إضافة يمسك بها، ولكنهم أبقوا أيضاً على سماكته التي تحمي الأصابع من الحرارة وهو ما يعرف عند العامة باسم «فنجان الشفة» لأنه صغير الحجم ويتسع لرشفة قهوة واحدة..

    ولكن قبل وصول القهوة أو الشاي إلى الفنجان هناك مجموعة أدوات تصنع عالمهما. فإذا كانت آلة تحميس البن مقلاة نحاسية ذات ذراع طويلة، أو اسطوانية الشكل تدار فوق النار، فإن أدوات غلي القهوة والشاي تحوّلت إلى فن قائم بحد ذاته. أبسط أدوات غلي الشاي هو الإبريق المعدني الذي لم يتغير كثيراً منذ قرون. وأكثرها تعقيداً وأبهة هو السموار الذي يؤمن خزاناً من الماء الساخن تحت إبريق الشاي.





    أبسط أوعية غلي البن هي التي تسمى في بلاد الشام «الركوة»، وفي مصر «الكنكة»،
    وفي اسطنبول «كزفي»، والتي كانت ولا تزال تصنع من النحاس، الذي بدأ الستانلس ستيل غير القابل للصدأ ويتطلب عناية أقل ينافسه.

    أما أشهر أدوات غلي القهوة فهي ولا شك الدلة العربية على اختلاف أشكالها.

    الدلة



    تعتبر الدلة بحق تحفة صناعة أدوات القهوة. نجد منها اليوم أشكالاً مختلفة يرتبط بعضها بأسماء الحرفيين النحّاسين الذين صمموها، ويرتبط بعضها بأسماء مدن أو مناطق اشتهر نحاسوها بصناعة الدلال وفق مواصفات محددة.

    تعود الدلال الأولى إلى القرن السادس عشر الميلادي على الأرجح، ولكنها لم تبلغ اكتمالها الفني إلا في القرن التاسع عشر، بدليل أن صنّاع الدلال المشهورين الذين نسبت إليهم بعض الدلال
    لا يعودون إلى قبل ذلك.

    ومن أشهر أنواع الدلال:

    -1 الصالحانية، وتتميز بفوهة واسعة وخصر ممتلئ وقاعدة رحبة. يقال أن مبتكرها هو محمد آغا الصالحاني في القرن التاسع عشر في دمشق.

    -2 البغدادية أو الرسلانية، وهي صغيرة القاعدة وفوهتها متناسبة السعة مع قاعدتها، وغطاؤها أشبه بقبة يرتفع منها عامود طويل نسبياً. يُنسب ابتكارها إلى أبو حسن رسلان الذي درس الصنعة عند معلم من عائلة المهدي التونسية في دمشق. ومن المرجح أنه كان متقناً في صناعة نموذج معروف آنذاك في العراق، فأعطاه اسمه. وراج هذا الطراز في الخليج العربي بشكل خاص.

    -3 الحسوي، نسبة إلى منطقة الأحساء، ويشبه البغدادي من حيث القاعدة والفوهة، إلا أن الخصر أكثر تحدباً، وعامودها أقصر.

    -4 الاسطنبولي، نشأ في العاصمة العثمانية ومنها انتقل إلى البلاد العربية. يتميز الاسطنبولي بقاعدة عريضة أشبه بتطابق صحنين، ونصف الدلة الأعلى أشبه باسطوانة صغيرة القطر، والحس الزخرفي فيها طاغ.

    وبشكل عام يمكن القول أن الدلة وصلت في تطورها الفني إلى مستويات شكلية ذات جمال يجعل منها أداة زينة إضافة إلى مهمتها الوظيفية. فنراها كبيرة الحجم وكأنها مجسم لتزيين واجهة متجر أو ساحة عامة، وصغيرة على شكل حلي من الفضة والذهب.

    وقبل أن نختتم هذا الجانب من الموضوع، نشير إلى أن العرب أولوا أدوات القهوة من الأهمية الرمزية ما لم تحظ به في الحضارات الأخرى. فلو أخذنا المهباش مثلاً لوجدنا أنه يصبح عند بعض القبائل رمز كرامة صاحبه وسيادته. ومن الحكايات المعبّرة في المجال يُروى أن كليب الشريدة شيخ منطقة الكورة في بادية الشام عندما أعلن عصيانه عام 1923م على إمارة شرقي الأردن وقضى الجيش على حركته واستولى على مهباشه، كان أول ما طالب به لتسوية الأمور أن يعيد قائد الجيش المهباش الذي أخذه، فأعيد بأمر شخصي من الأمير.

    في القهوة..

    قال برهان الدين المبلط المتوفي سنة 948هـ:
    ياعائباً لسواد قهوتنا التي
    فيها شفاءُ النفسِ من أمراضِها
    أو ما يراها وهي في فنجانها
    تحكي سوادَ العينِ وسطَ بياضها

    كما قال أيضاً:
    أرى قهوةَ البنِّ في عصرنا
    على شربِها الناس قد أجمعوا
    فصارت لشُرَّابِها عادةً
    وليست تضرُّ ولا تنفعُ

    وقال أحدهم:

    رُبَّ سوداءَ في الكؤوس تجلّت
    تهَبُ الروحَ نفحةً من حياةِ
    عندما ذقتُها تحققت منها
    أن ماء الحياة في الظُلُمات

    وقال مامية الرومي:

    أنا المعشوقة السمرا
    وأُجلى في الفناجينِ
    وعودُ الهندِ لي عطرٌ
    وذكري شاع في الصينِ

    وقال بعضهم:

    سَقَتْني قهوةً في جنحِ ليلٍ
    وفي يدها خضابٌ كالمدادِ
    فقهوتها وكفّاها وليلي
    سوادٌ في سوادٍ في سوادِ

    وقال أحدهم:

    عرّج على القهوة في حانها
    فاللُّطف قد حَفَّ بندمانها
    فإنها لا همّ يبقى إذا
    قابلك الساقي بفنجانها

    وبعضهم هجا القهوة والمقاهي:

    أقول لأصحابي: عن القهوة انتهوا
    ولا تجلسوا في مجلسٍ هي فيهِ
    فليست بمكروهٍ ولا بمحرم
    ولكن غدت مشروبَ كلّ سفيهِ

    ولبعض الأدباء وقد حمل فنجان قهوة لصديق قد سهر جزءاً من الليل:
    رأيتك ساهراً والليلُ يجري
    على عجلٍ كمن ركبَ الجوادا
    ومن يعصِرْ قريحتَهُ بليلٍ
    يحنّ لقهوةٍ «سكَّرْ زيادة»

    في الشاي..

    وفنجانٍ يُباع بمُلْكِ كسرى
    لذيذِ الطعمِ والنعناعُ فيهِ
    علِقتُ به وحبي فيه يربو
    لِشبهِ الطعمِ فيه طعمَ فيهِ

    ومما قاله أحد شعراء الأحساء عند زيارته لبعض أصدقائه وقت الأصيل وقد مالت الشمس إلى الغروب:

    رُبَّ ساقٍ ماهرٍ في صنعتهْ
    قربت آلته من غرّتهْ
    عرض الشاهي بوقتٍ شمسُهُ
    وهب الشاهي لها من حُمرتِهْ
    قال صف لي كأسنا في صحنهِ
    قلتُ: هذا قمرٌ في هالتهْ

    وقال محمد أفندي جادالله:

    أينكر إكسيرٌ ويودي به النكر
    وفي الشاي آياتٌ يَحار بها الفكر
    تأمّلْ تجدْ ما قيل فيه بعينه
    بهاً بيّناً كالشمس يظهرها الظهرُ

    وقال أحدهم:

    وسوداءَ قبل الطبخ حمراءَ بعده
    بدت بين أحبابٍ كرامٍ نجائبِ
    وأعني بها الشايَ المباحَ شرابُه
    فشربُك ينفي عنك همّ النوائبِ
    ثلاثة أقداح وإن شئت رابعاً
    فهذا نصاب الشاي عند المذاهبِ

    وقال غيره:

    نعنِع الكأس إن أردت سقاءنا
    لا خير في كأسٍ بلا نعناع
    وإذا أردت قرابتي ومودتي
    زدني على ثلثيها برباع

    المقاهي

    عندما قام السوريان حكم وشمس بافتتاح أول مقهى في اسطنبول سنة 1554م، لم يعرفا آنذاك أنهما كانا بصدد تأسيس صناعة جديدة ستكتسح بسرعة كل مدن العالم وعواصمه، وستستمر في النمو والانتشار على مدى قرون عدة من دون أية عودة إلى الوراء، حتى بات يمكن القول إنها أكبر صناعة في التاريخ من دون منازع.

    في القرن السابع عشر، عرفت العواصم الأوروبية مقاهيها الأولى متأخرة نحو قرن عن البلاد العثمانية وأكثر من قرن ونصف القرن عن الحجاز والقاهرة ودمشق. ومعظم مؤسسي المقاهي في أوروبا كانوا من رعايا الدولة العثمانية. ومن أشهر التواريخ في هذه المسيرة ما يأتي:

    1650م: افتتاح أول مقهى في أوكسفورد في بريطانيا على يد يهودي لبناني يدعى جاكوب.

    1670م: افتتاح مقهى «هوب» في أمستردام، والذي
    لا يزال قائماً حتى اليوم كأقدم مقهى في أوروبا.

    1672م: أرمني يُدعى باسكال يبيع القهوة لأول مرة في باريس في أحد أجنحة معرض سان جيرمان.

    1673م: هولندي يدعى جان دانتز يفتتح أول مقهى في بريمن بألمانيا.

    1683م: أول مقهى في البندقية.

    1685م: افتتاح أول مقهى في ع¤يينا على يد أرمني يدعى يوهانس ديوداتو. وفي السنة نفسها تأسس في لندن مقهى «لويد» الذي تحوّل هو نفسه لاحقاً إلى أكبر شركة تأمين في العالم.

    1689م: افتتاح أول مقهى في أمريكا: «المقهى اللندني» في بوسطن.

    واليوم..

    صارت المقاهي من معالم كافة مدن العالم. تتكاثر في الشوارع الأكثر حيوية ونشاطاً، وربما كان وجود هذه المقاهي هو ما يغذي حيوية هذا الشارع أو ذاك. ولو أخذنا فرنسا مثلاً، لأشرنا إلى أنه بحلول نهاية القرن العشرين كان عدد المقاهي فيها قد وصل إلى 70 ألف مقهى، يرتادها يومياً خمسة ملايين نسمة، ويرتفع هذا العدد في بعض أيام المواسم السياحية إلى عشرين مليوناً.!

    جاذبية لا تقاوم

    لا بد للمرء أن يتساءل عن سبب رواج المقاهي وتفشيها أينما كان رغم الاختلافات الثقافية والحضارية في أصقاع الأرض كافة.

    الواقع أن للمقاهي ميزات أمّنت لها انتصارها التاريخي هذا. من هذه المميزات ما هو مشترك في ما بينها، ومنها ما هو خاص بمجموعات محددة منها.

    فالمقهى عموماً هو منطقة وسطى بين المنزل ومكان العمل، يحمل الكثير من حسنات الاثنين من دون ضغوطهما. وهو مفتوح للجميع مقابل دراهم قليلة بغضّ النظر عن مستوى مرتاديه واهتمامات كل واحد منهم. كما أنه من الأماكن العامة التي لا يثير ارتيادها أية أسئلة على الصعد الأخلاقية.

    يُقصد المقهى لألف سبب وسبب. للاستراحة خلال التجوال في الأسواق، للاستراحة من ضغط العمل، لتمضية بعض أوقات الفراغ، للقاء بعض الأصدقاء، للاجتماع بضيف يتعذر استقباله في البيت لسبب من الأسباب، للترويح عن النفس..

    ومهما كان شكل فنجان القهوة أو الشاي في المقهى، فلا بد من أن يرافقه الكلام.. الكثير من الكلام. فالمقهى هو لشرب القهوة أو الشاي والكلام.. الكلام في الشؤون العامة أو الخاصة، في الثقافة، في أخبار المجتمع، وحتى في العمل.. والكلام في المقهى غالباً ما يكون ودياً، من دون تكلفة ولا رسميات حتى ولو كان بحثاً في شؤون العمل ما بين رئيس ومرؤوس.

    وفي كثير من المدن هناك مقاهٍ يطغى على زبائنها لون مهني أو اجتماعي محدد. ففي القاهرة ودمشق مثلاً هناك مقاه شبه متخصصة في استقبال بعض أصحاب المهن المحددة مثل مقهى النحاسين، أو مقهى النجارين.. وهناك مقاهٍ نالت شهرتها من الأدباء والفنانين الذين كانوا يرتادونها مثل مقهى «الفيشاوي» في خان الخليلي بالقاهرة، و«الهورس شو» في بيروت خلال الستينيات من القرن الماضي. ومع ذلك فلا شيء يمنع النجّار أو الدهّان من دخول مقهى الفيشاوي والجلوس بجوار نجيب محفوظ. وإذا كان مقهى «الديرية» في ساحة المرجة في دمشق مخصصاً لاستضافة الوافدين إلى العاصمة من أبناء منطقة دير الزور البعيدة، فلا شيء يمنع وجود مهندس ألماني أو رجل أعمال فرنسي بين الزبائن. فالمقهى مؤسسة ديموقراطية، رحبة الصدر، لا تشترط على الداخل غير جواز سفر بسيط: فلوس قليلة تكفي لتسديد ثمن فنجان القهوة، ومقابل هذه الفلوس القليلة ينعم الزبون بالقهوة أوالشاي الذي يأتيه من دون عناء تحضيره ولا عناء غسل الآنية لاحقاً، وكأنه سيّد من عليّة القوم..

    ومما عزز قوة المقاهي بشكل عام هو أنها ومنذ القدم، راحت تقدم إلى زبائنها مشروبات أخرى غير القهوة التي تحمل اسمها مثل الشاي والكاكاو والمرطبات المختلفة، وأخيراً الأطعمة الخفيفة والحلويات، مما زاد في عدد مرتاديها لأهداف مختلفة. ولكن يبقى فنجان القهوة عموماً هو العامود الفقري للمقهى، لأي مقهى في العالم.

    ولعل أفضل ما يلخص انتصار فكرة المقهى يأتي من الشرق الأقصى ومن اليابان تحديداً. فقد عرف اليابانيون القهوة سنة 1724م. ولكنهم بقوا على ميلهم التقليدي المعروف للشاي ولا مبالين تجاه المشروب الجديد، بحيث أنه في العام 1888م لم يكن في طوكيو كلها غير مقهيين اثنين «كاميساكان» أي بيت القهوة والشاي. وحتى مطلع النصف الثاني من القرن العشرين بقي عدد المقاهي محدود نسبياً، ومعظمه كان لخدمة السياح الأجانب. ولقلة المقاهي وعدد مرتاديها كان معدل ثمن فنجان القهوة في المقاهي اليابانية آنذاك نحو خمسة دولارات للفنجان الواحد! ولكن ما الذي حصل بعد ذلك؟

    في مطلع الثمانينيات من القرن العشرين، انطلقت في اليابان شبكة مقاهٍ جديدة تحت اسم «دوتور»، معلنة أن من أهدافها بيع القهوة بأقل من نصف ثمنها عند المنافسين (1.8 دولار). وخلال سنوات قليلة وصل عدد مقاهي هذه الشبكة إلى خمسمائة مقهى، وراحت تفتح خمسة مقاهٍ جديدة كل شهر. وكأنه كان هناك احتقان تاريخي نتيجة الإحجام عن القهوة وارتياد المقاهي، وانفجر هذا الاحتقان دفعة واحدة، إذ بات اليوم في طوكيو وحدها 16 ألف «كوهي»، في حين ينتشر نحو 100 ألف مقهى آخر في أرجاء اليابان. وتقدر «شركة القهوة اليابانية» حجم صناعة القهوة في اليابان حالياً بنحو تريليون ين (10 بلايين دولار)ً!.

    من الذين انتبهوا إلى انفجار هذا الاحتقان ورغبوا في الاستفادة منه، كان هناك شركة «ستاربكس» الأميركية التي أطلت برأسها في اليابان سنة 1995م. وألقى رئيس فرعها الياباني يوجي تسونادا خطاباً ترويجياً آنذاك تركز على موضوعين: نمط الحياة الجديدة في البلاد، والخبرة الكبيرة التي تتمتع بها شركته في صناعة قهوة «الاكسبرس». ولكن، وإن بدا هذا الكلام أشبه بخطاب مسؤول علاقات عامة، فيجب الاعتراف أن تغير أنماط الحياة، والأجواء المشحونة بتجارب جديدة والخبرات في صناعة القهوة كانت ولا تزال ترتبط بثقافة المقهى من الحجاز في القرن السادس عشر إلى أوروبا في القرن الثامن وصولاً إلى ما أصبح عليه العالم اليوم.

    الطب والقهوة والشاي

    كان ملك السويد غوستاف الثالث (1746 – 1792م)، يصرّ على أن القهوة مشروب سام. ولإثبات صحة رأيه أمر بتقديم القهوة يومياً إلى أحد المجرمين المحكومين بالإعدام حتى يموت. ولكي يتخذ الاختبار صفة علمية، أمر الملك بتقديم الشاي إلى مجرم آخر، وعيّن طبيبين لمراقبتهما ومعرفة من سيموت أولاً. ولكن الذي حصل هو أن الطبيبين ماتا لاحقاً، كما اغتيل الملك قبل وفاة أي من المحكومين بالإعدام اللذين عاشا طويلاً، إلى أن مات شارب الشاي أولاً عن عمر يناهز الثلاثة وثمانين عاماً..

    والواقع أن مضار القهوة والشاي وفوائدهما كانت موضع اهتمام الأطباء والباحثين منذ ما قبل ابن سينا وحتى اليوم. وفي هذا المجال تسجل الدراسات كل يوم نتائج جديدة تصبّ تارة في خانة تشجيع استهلاك هذا المشروب، أو تحذر من الإفراط في استهلاك ذاك. ونبدأ بالحديث عن المادة التي يعرفها الجميع: الكافيين، لأن ما نسميه أدبياً عادة شرب القهوة والشاي، يسميه الطب «الإدمان على الكافيين».

    كان الشاعر الألماني الشهير غوته هاوي علوم أيضاً، وهو أول من تولدت عنده القناعة بأن القهوة تتضمن مادة كيميائية يمكنها إذا ما تناولها أحد في شكلها الصافي أن تؤدي به إلى اضطرابات خطيرة. وفي أحد الأيام من سنة 1819م التقى الشاعر الكبير بعالم كيمياء شاب يُدعى فردليب فرديناند رونج في الخامسة والعشرين من عمره. وبعدما أثار الشاب إعجاب الشاعر الكبير بسعة علمه، أعطاه هذا الأخير حفنة من بذور القهوة طالباً إليه تحليلها واستخراج ما فيها من مواد كيميائية خاصة بها. وخلال فترة وجيزة تمكن رونج من اكتشاف الكافيين وعزله. وفي سنة 1827م، تمكن عالم آخر يُدعى أودري من اكتشاف مادة مشابهة في الشاي أسماها «تايين» ظناً منه أنها تختلف عن الكافيين، ولكن باحثاً ثالثاً يُدعى جوبات أكد لاحقاً أن الكافيين والتايين مادة واحدة.

    الكافيين الصافي مسحوق بلوري أبيض اللون وسام، يذوب في الماء المغلي. وهو موجود في نباتات أخرى غير الشاي والقهوة، ويدخل في صناعة مشروبات غيرهما، مثل الكاكاو والكولا.

    عند تناول أي مشروب يحتوي على الكافيين، فإن هذه المادة تنتقل فوراً وبسرعة إلى الدم الذي يوزعها على كافة أنحاء الجسم. ويبلغ معدل الكافيين ذروته في الدم بعد مدة تتراوح ما بين 30 و 60 دقيقة على تناول المشروب. وبعد 12 ساعة، يكون الجسم قد استهلك كل الكافيين وتخلّص منه. والمعروف أن استهلاك كمية قليلة من الكافيين، تؤدي إلى زيادة نشاط الجهاز العصبي، مع ما يستتبع ذلك من شعور بالحيوية والقوة، وإنعاش للذاكرة، وطرد للخمول والنعاس، وتسكين بعض أنواع الصداع. كما أن تناول القهوة صباحاً ينشّط الجهاز الهضمي ويساعد على طرد البراز.

    ولكننا نشير للذين لا يؤمنون بسميّة الكافيين إلى أن استهلاك نصف غرام منه يومياً (أي محتوى خمسة فناجين متوسطة) يؤدي إلى شعور بالكآبة والحساسية المفرطة. أما استهلاك غرام واحد من الكافيين (أي ضعف هذه الكمية) من قبل شخص غير معتاد على شرب القهوة أو الشاي، فيؤدي به ليس فقط إلى فقدان النعاس، بل أيضاً إلى طنين في الأذن، هلوسة صورية في العين، ارتفاع في الحرارة، وسرعة خفقان القلب. أما الجرعة القاتلة بالنسبة لشخص يزن 80 كيلوغراماً فهي في حدود 10 غرامات تقريباً.

    من ناحية أخرى، فإن التوقف المفاجئ عن تناول الكافيين بعد الاعتياد عليه، يؤدي إلى أوجاع في الرأس، والتوتر العصبي وصعوبة التركيز.

    وتؤكد الاستطلاعات أن تسعة أعشار سكان العالم معتادون على الاستهلاك اليومي للكافيين. وإذا كان ثلاثة أرباع الكافيين الذي يستهلكه الإنجليز يصلهم عن طريق الشاي والباقي عن طريق القهوة، فإن 85 في المئة من الأمريكيين يشربون القهوة مرة في اليوم على الأقل. وترتفع هذه النسبة في أوروبا الشمالية لتصل إلى 92 في المئة في السويد وفنلندا.

    ونختم الحديث عن هذا الجانب العلمي بلمسة متفائلة. فالشاي يتضمن إضافة إلى الكافيين مجموعة مواد أخرى ينسب إليها الأطباء قدرات علاجية عديدة، منها أن تناول الشاي بانتظام يؤدي إلى تخفيض نسبة الكوليسترول في الدم بنسبة عشرة في المئة. كما أن فائدته معروفة في مجال المساعدة على هضم الأطعمة الثقيلة على المعدة. ولذا يحرص الكثيرون على اختتام وجبة الغداء بفنجان شاي.

    وأكدت دراسة أجريت في هولندا العام الماضي وتناولت 4807 أشخاص، أن أولئك الذين يتناولون 13 أونصة من الشاي يومياً (حوالي 400 غرام)، يصابون بنصف عدد النوبات القلبية التي يصاب بها أولئك الذين لا يشربون الشاي.

    وتقول دراسة أخرى أجريت في اليابان إن تناول عشرة أكواب صغيرة من الشاي الأخضر يومياً يؤخر معدّل سن الإصابة بالسرطان حوالي 9 سنوات عند النساء و3 سنوات عند الرجال. وتذهب دراسة أجريت في كندا إلى أن تناول ثلاثة أقداح من الشاي يومياً يخفض نسبة الإصابة بسرطان البروستات عند الرجال بنسبة 30 في المئة تقريباً.

    وإذا كان بعض نتائج مثل هذه الدراسات يبقى موضع نقاش في صفوف الأطباء، فإن هناك ما يشبه الإجماع على أن الفلورايد الموجود في الشاي يأتي مصاحَباً بمجموعة مواد قاتلة للبكتيريا التي تلتصق بالأسنان، وتساعد الفلورايد على محاربة التسوس.


    يمكنك مشاهدة توقيعي بالنقر على زر التوقيع

    نسائم الرحمن غير متواجد حالياً
    • توقيع نسائم الرحمن






  3. رد مع اقتباس
  4. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 16-02-2016 الساعة : 05:19 PM رقم #2
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى فضى


    • بيانات على خليفة
      رقم العضوية : 32185
      عضو منذ : Nov 2015
      المشاركات : 417
      بمعدل : 0.13 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 13
      التقييم : Array


  5. مشكورة وبارك الله فيك اخت نسائم

    على خليفة غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  6. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 16-02-2016 الساعة : 09:42 PM رقم #3
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    مشرفة


    الصورة الرمزية عيون المها

    • بيانات عيون المها
      رقم العضوية : 31896
      عضو منذ : May 2015
      المشاركات : 1,459
      بمعدل : 0.45 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 23
      التقييم : Array


  7. شكرا"وبارك الله فيك اختي نسائم على الموضوع الممتع...

    عيون المها غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  8. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 17-02-2016 الساعة : 01:31 AM رقم #4
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية ادهم

    • بيانات ادهم
      رقم العضوية : 202
      عضو منذ : Sep 2008
      المشاركات : 1,442
      بمعدل : 0.25 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 30
      التقييم : Array


  9. شكرا وجزاكم الله كل خير

    ادهم غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  10. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 24-02-2016 الساعة : 06:36 PM رقم #5
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    مراقب


    الصورة الرمزية هاشم

    • بيانات هاشم
      رقم العضوية : 124
      عضو منذ : Aug 2008
      المشاركات : 2,464
      بمعدل : 0.43 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 40
      التقييم : Array


  11. شكرا على الطرح الشيق

    هاشم غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  12. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 29-02-2016 الساعة : 01:48 PM رقم #6
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى فضى


    الصورة الرمزية جابر عبد الله

    • بيانات جابر عبد الله
      رقم العضوية : 215
      عضو منذ : Sep 2008
      المشاركات : 538
      بمعدل : 0.09 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 21
      التقييم : Array


  13. بارك الله فيكم على المواضيع المفيدة

    جابر عبد الله غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  14. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 02-03-2016 الساعة : 10:00 PM رقم #7
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى ذهبى


    • بيانات مصطفى شوقى
      رقم العضوية : 6010
      عضو منذ : Jan 2012
      المشاركات : 653
      بمعدل : 0.15 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 19
      التقييم : Array


  15. بارك الله فيكم على الطرح الطيب

    مصطفى شوقى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  16. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 17-03-2016 الساعة : 01:00 PM رقم #8
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية سيدرا

    • بيانات سيدرا
      رقم العضوية : 96
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 843
      بمعدل : 0.15 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 24
      التقييم : Array


  17. مشكورة اختي نسائم على الطرح الطيب بارك الله فيك

    سيدرا غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  18. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 01-04-2016 الساعة : 09:32 PM رقم #9
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية رؤى

    • بيانات رؤى
      رقم العضوية : 126
      عضو منذ : Aug 2008
      المشاركات : 683
      بمعدل : 0.12 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 22
      التقييم : Array


  19. يسلمووو ع الموضوع والافادة

    رؤى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  20. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 06-04-2016 الساعة : 02:18 AM رقم #10
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية كريمة

    • بيانات كريمة
      رقم العضوية : 52
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 1,367
      بمعدل : 0.24 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 29
      التقييم : Array


  21. شكرا وجزاكم الله كل خير

    كريمة غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس



معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك