صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12
  1. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 11-11-2016 الساعة : 09:16 PM رقم #1

    افتراضي إحياء علوم الفلك: من السماوات إلى الفضاء ج 4



    شاملى فضى


    الصورة الرمزية نبع المحبة

    • بيانات نبع المحبة
      رقم العضوية : 32582
      عضو منذ : Oct 2016
      المشاركات : 589
      بمعدل : 0.21 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 13
      التقييم : Array


  2. إحياء علوم الفلك: من السماوات إلى الفضاء ج 4


    الجزء الاول
    الجزء التاني
    الجزء الثالث

    4 – فك القيود: العصر الحديث.

    "في سنة 1500 بعد الميلاد كان مستوى المعارف بأوروبا من مستوى علوم أرخميدس المتوفي سنة 212 قبل الميلاد"[41] هاته الجملة المنقولة عن وايتهاد تلخص بشكل قاس تردي أوروبا خلال القرون الوسطى. لقد عاشت أوروبا في الميادين الفكرية عصرا جليديا امتد من نهاية الإمبراطورية الرومانية إلى بداية الألفية الثانية. فلقد أصبح من جديد تصور الأرض مسطحة هو السائد خلال تلك القرون.

    ويلي تلك الفترة الجامدة ذوبان نسبي بدأ مع البابا سلفستر الثاني، ذلك العالم الجامع لمعرفة بالآداب والموسيقى والهندسة وعلوم فلك عصره. كان قد تلقى تلك العلوم بالمؤسسات الدينية الإسبانية التي كانت على اتصال واحتكاك بالثقافة العربية بالأندلس (ينتج الدفء عن احتكاك الثقافات، قديما وحديثا). ولقد عثر على مخطوطات ترجع إلى تلك الفترة تدل على رواج لمنظومة هيرقليدس التي تحدثنا عنها سابقا. إننا نجد بعد سنة 1000م عودة بطيئة إلى كروية الأرض. فإن كان اليونان قد تطلبوا 250 سنة من فيلولاووس إلى أرسطرخس القائل بدوران الأرض والكواكب حول الشمس، فإن الأوروبيين "الغربيين" سيقضون ضعف تلك المدة لاجتياز المراحل التي تؤدي من كروية الأرض إلى دورانها حول الشمس مع كبرنيك البولوني.. بمجرد اكتشافهم لكروية الأرض لجأ الإغريق إلى قذفها عبر الفضاء في حين أن أهل القرون الوسطى يحافظون على سكينتها وسط الكون مع غلافاتها البلورية. و"التجديدان" اللذان يأتي بهما المسيحيون، بعد العبريين، هو إضافة طبقة ساكنة تحمل عرش الخالق وكذا تكليف الملائكة بتحريك الأفلاك.

    فابتداء من القرن الحادي عشر تقريبا يدخل الأوروبيون عصر ازدواجية فكرية لا يتردد أرثور كستلر في وصفها بأنها "انفصام عقلي"[42] لأن أغلبية علماء الفلك الذين وصلتنا كتبهم من تلك الحقبة قد تطرقوا إلى هيئة هيرقليدس التي تصور دوران الزهرة وعطارد حول الشمس[43] في حين أن التصور الرسمي الجاري به العمل يقتضي الرجوع إلى تصور بدائي لأرض مسطحة هي المركز الوحيد للكون.
    ومن الغريب أن نصادف خرائط مستعملة من طرف البحارة نرى الأرض عليها كروية كما صورها جغرافيو الإسكندرية والعرب والمسلمين، في حين أن الخرائط المتداولة "بالداخل" تصور الأرض على شكل مستطيل يتفق مع وصف الكتب المقدسة.

    ولقد توغل ذلك الانفصام –حسب أرثور كستلر- إلى أخلاق وسلوك ذلك العصر: فتحقير هاته الدنيا الدنيئة، عالم الكون والفساد، يجر معه بغضا للذات. يصبح الجسد عورة والحب أفلاطونيا بينما نصادف في نفس الوقت أعراسا صاخبة هي أقرب إلى ذبح الضحية(الزوجة) علنا منها إلى عقد قران[44]. [ قد تكون هاته المرآة الأوروبية عاكسة لعصور عسيرة نعاصرها].

    ولقد تردت فلسفة تلك العصور إلى تفاهة أبرز مسائلها جنس الملائكة، ذكر هي أم أنثى، وهل كان لآدم سرة ولماذا أكل تفاحة ولم يأكل إجاصة‍؟[45].

    أما الانتعاش الفكري النسبي فإنه يصادف اكتشاف كتب كل من أرسطو وأقليدس وأرخميدس والخوارزمي وابن الهيثم وابن رشد والبطروجي.. عبر ترجمات لاتينية لكتب عربية أو عبرية. وهكذا تنفتح أوروبا على منطق وعلوم لم تكن لتحظى بها تحت هيمنة الأفلاطونية الجديدة الممتزجة بالعقائد المسيحية. غير أن تلك الحركة سرعان ما توقفت وأصبحت هي الأخرى دغمائية مكبلة. لم يكتف العلماء بالاستجابة لنداء أرسطو الداعي إلى الاهتمام بالطبيعة ودراستها بل تورطوا في خطإ فادح: لقد استمعوا لمحتوى نظرياته وتلقموها وكأنها أنا جيل. وكل ما قاله في ميدان الفيزياء ما هو إلا لغو وهدر. كان أرسطو قد تخلى عن طريقة الفيثاغوريين الذين فهموا خضوع الهندسة والنغمات لقوانين رياضية. فكل فيزيائه لا تحتوي على أي عدد أو قياس للأوزان أو المساحات والأطوال وإنما هي مبنية على أحكام مسبقة. فدائما في موضوع الحركة، الأساسي بالنسبة لعلم الفلك، يعتبر أرسطو أن كل متحرك لا بد له من محرك يلازمه على طول المسافة التي يجتازها. وهذا بالطبع يتناقض مع عبور السهم لمسافة عظيمة دون أن يرافقه الوتر الذي عبأه بالدفعة المحركة. ويجيب الأرسطيون على ذلك الاعتراض: إن السهم ينتج تيارا دافعا يرافقه في مساره. وهذا السهم لا يسقط إلا لأنه متشوق إلى مكانته الطبيعية السفلة. فهاته النظرية لا تعرف للاحتكاك معنى مع معرفتها له كما سبق وأن بينا ذلك التناقض عند أرسطو، تناقض أفسد عليه نقاء سماواته. إنه هاته النظرة ترفض تصور متحرك يتابع سيره طالما لم يحوله عن مساره ريح أو يعيقه عائق. هذا التصور هو الذي يلزم عنه تركيز الكواكب بلحمات الأفلاك الشفافة القشور لتنقيلها.

    ظل هذا التصور يقيد كل حركة علمية إلى أن يتساءل ويتعجب أهل القرن الرابع عشر: إذا كان الحال على ما ذكره أرسطو بات من الممكن إرسال الزوارق عبر البحر الأبيض بدفعة من يد أو رجل!
    فبعدما تلقت الجامعات الأوروبية كتب أرسطو وشروحها عن ابن رشد، قامت بدراستها قبل تحليل تناقضاتها وسلك طرق للبحث تهتم بالتجارب. فروجي بيكون من القرن الثالث عشر لم يكتف مثلا بدراسة أعمال ابن الهيثم القيمة، بل تعداها ليخترع على أساسها العدسة المكبرة.

    عندما تخلى الأوروبيون عن تأليه أرسطو وعندما بدأت جامعاتهم تسخر من مقولات المعلم الأول أصبح استئناف البحث الأرخميدي الجدي ممكنا. فإيرسموس الهولندي مثلا( 1469-1536، معاصر لكبرنيك) يصف العلم الأرسطي بأنه "تحذلق عقيم يبحث في الظلمات عما لا وجود له"! فمن المرجح أن يكون الأوكسجين قد نشط خلايا أدمغة بعد قهقهة صريحة تعالت بمدرجات جامعات لا تحترم التراث.
    ونرى اليوم أننا لا نضحك من تراثنا وما زلنا في تماطلنا نتصافح احتفالا بابن رشد ولا نطيق تصوره ساجدا لصنم أرسطو ونهفوا إلى العودة لمقاصد الشاطبي. لم نفهم بعد أن الشاطبي لا يتصور أن العهد الجديد مركزه الحرية الفردية التي تناهضها الكنيسة الثلاثية المهيمنة على أوطاننا أقطابها يميني متزمت واشتراكي متعصب ووطني يشكل الزاوية والركن المشترك لرهط غفير. فتراثنا ما زلنا "نتفاخم" به تفاخما يتفرقع وينفجر لأدنى وخزة. ولا ينتج عن تلك الطاقة أية حرية بل هوة عميقة تبعدنا كل يوم عن الحرية التي ننتظرها بعد "التحرير".

    ومن المفيد كذلك أن نورد هنا رواية مشهورة عن ألفونز العاشر ملك قشتالة كمثال آخر على وقاحة الأوروبيين وحرية فكرهم: كان هذا الملك مهتما بعلم الفلك. فبعدما قدمت له شروح عن هيئات بطليموس المعقدة يحكى أنه قال: "لو كان الخالق قد استشارني قبل تصوير الكون لنصحته بهيئات أسهل من هاته!". صراحة من هذا القبيل غير مفكر فيها بثقافتنا.

    4-أ-"الثورة" الكبرنيكية:

    بعدما وقفنا على الثورة التي قال بها أرسطرخس الساموسي مباشرة بعد عهد أرسطو، تلك الثورة المؤسسة على قياس أبعاد القمر والشمس وتقدير حجميهما، ثم الاستنتاج بأن الأرض الضئيلة هي التي تدور حول الشمس الهائلة الحجم، أصبح من الممكن تقدير الثورة الكبرنيكية حق قدرها، لا أكثر.
    في كتابه De revolutionibus orbium coelestium: دورات الأفلاك السماوية، يقتصر كبرنيك على التذكير بهيئات فيلولاووس وهيرقليدس القائلة بدوران الأرض. إلا أنه تبين من خلال تفحص مخطوطاته أنه شطب على اسم أرسطرخس في سياق ذكره لسابقيه إلى هاته النظرية.

    مقدمات كبرنيك:

    *ليس لكل الكواكب مركز واحد مشترك

    *مركز الأرض هو مركز الأشياء الثقيلة ومدار القمر

    *كل الكواكب الأخرى تدور حول الشمس، وهذا النير هو مركز الكون

    *حركة الشمس السنوية (من الغرب إلى الشرق، درجة في اليوم تقريبا) حركة ظاهرية فحسب ناتجة عن دوران الأرض حول الشمس

    *التراجع القهقري والالتواء في مسار الكواكب ناتج عن حركة الأرض والكواكب في نفس الوقت بسرعات مختلفة، وتكفي تلك الحركات لتفسير التحير

    *حركة السماء العليا ونجومها ناتجة عن دوران الأرض حول نفسها دورة في اليوم

    *المسافة الفاصلة بين النجوم الثابتة وأرضنا مسافة هائلة للمسافة التي تفصلنا عن الشمس.
    ويبدأ كتاب كبرنيك بمقدمة غير موقعة تحذر القارئ كي لا يفهم تلك النظريات فهما "خاطئا". فهي، حسب صاحب المقدمة، نظريات وتخمينات فلكية همها الوحيد هو القيام بحسابات مبنية على هيئات هندسية لا تسعى إلى تمثيل حقيقة الكون. فنظرية كبرنيك مجرد تقدير إذن! بين المحققون أن تلك المقدمة ليست بقلم كبرنيك وإنما كتبها أزيندر المكلف من طرفه بالإشراف على الطبع. من المحتمل أن أزيندر أضاف تلك المقدمة علما منه بأن الكنيسة الألمانية اللوثرية (طبع الكتاب بمدينة نورمبيرك بألمانيا سنة 1543) قد أدانت نظرية كبرنيك، في حين أن الكنيسة الكاثوليكية بروما كانت تساندها. فالبابا بولس الثالث ألح على وجوب نشر تلك النظرية الجديدة. أما لوثر فلقد ناهض أفكارها منذ سماعه بمحتوى "التعليقات الصغيرة" التي كانت متداولة منذ سنة 1514[46]. اتهم كبرنيك بأنه "أحمق يدعي إحداث انقلاب بعلم الفلك" وأنه "أبله يعارض الكتب المقدسة".

    من هذا يتبين جليا أن الكنيسة ليست كتلة واحدة. فهي منظمة إنسانية تتغير مواقفها عبر التاريخ تبعا لمصالح القائمين على شؤونها. فالكنيسة الكاثوليكية، التي ستصبح فيما بعد مناهضة لنظرية كبرنيك، كانت مصدر النهضة الفنية بإيطاليا إذ كانت تمولها. ويرجع الفضل إلى تلك النهضة في إحياء الفن الكلاسيكي الموروث عن الإغريق والرومان، والتخلي عن الفن القروسطي المنمق. كانت تلك النهضة الفنية تضع الإنسان وسط اهتمامها وتتوق إلى نحته وتصويره أحسن تصوير. ولقد أنتجت المدرسة الإيطالية عباقرة من أمثال رفائيل وليونار دوفانسي الفنان والمهندس، وأوجدت الحل الهندسي لتصوير ثلاثة أبعاد على لوحات ذات بعدين فحسب (peerspective). لقد كان لهاته النظرة الجديدة للفضاء تأثير على كبرنيك: عايش تلك الثورة الفنية أثناء دراسته بإيطاليا في بداية القرن السادس عشر. ويجب التذكير هنا بأن ثورات أخرى كانت قد اجتاحت أوروبا بعد اختراع المطبعة ذات الحروف المعدنية المرصوصة على يد كوتنبرك الألماني وكذا اكتشاف أمريكا بعدما قرر كريسطوف كولومب "الأحمق" سلوك طريق بحرية لم يجرؤ أحد قبله على ركوب أهوالها عنوة، ذهابا ثم إيابا!

    فإن كانت مقدمات كبريك ثورية بحيث تتجرأ على إرساء أسس أخرى لعلم الفلك وتتخلى عما شيده السابقون، إلا أنها بقيت مقيدة بدغمائية الحركة الدوائرية المنتظمة التي صورها مبدعها أفلاطون كمثال للكون (باسم الخالق). فرغم زعم كبرنيك بأننظامه يحتاج لأقل من دوائر بطليموس –من خارجة المركز أو حاملة أو مدورة- والتي يبلغ عددها حسب كبرنيك إلى 80 دائرة، فرغم هذا الزعم يبني كبرنيك هيئته على 48 دائرة بينما تتكون هيئة بطليموس من اربعين دائرة فحسب[47]. ربما قصد كبرنيك بذلك ما آلت إليه الهيئات البطلمية النزعة المصححة له والتي أصبحت معقدة كل التعقيد. وربما يكون هذا العدد دالنا على الهيئات المشرقية التي اطلع عليها كبرنيك. على أية حال أزاح كبرنيك الغل الأول وفتح أبواب الفكر المخالف الذي لم يفتحه صراحة سابقوه من غير الإغريق. وبهذا تخرج البشرية من جديد إلى الهواء الطلق وتمتلئ صدورها بما ينعش الفكر ويفتح البصيرة.

    إن كتاب كبرنيك الرئيسي لم يلق ذلك الرواج الذي قد يتصوره المرء. إنه بقي ذلك "الكتاب الذي لم يقرأ" كما يقول كستلر[48]. لم تتعد طبعته الأولى ألف نسخة ولم يعد طبعه سوى أربع مرات خلال أربعة قرون! لماذا يا ترى؟ إن الأخذ بفكرته المركزية تكفي لمسانديه من أجل البحث عن حلول جديدة للفيزياء والحركة، بينما لا يجد علماء الفلك أي جديد يذكر في هندسته: فهيئاته لا تختلف عن تلك التي عمل بها بطليموس والطوسي وابن الشاطر.. مكبلين بقيود دوائرها وحركاتها المعقدة. إذا ما تفحصنا هيئات كبرنيك وجدنا أن الأرض والكواكب لا تدور في حقيقة الأمر حول الشمس وإنما حول نقط متوسطية بعيدة عن الشمس بعض الشيء. هذا ما من شأنه أن يتفق مع ظاهرة اقترابنا من ذلك النير وابتعادنا عنه.

    4-ب-محاولة التوفيق: تيكو براهي



    وقبل أن نتحدث عن حل القيد الثاني، نود التطرق إلى ذكر صاحب حل وسط: تيكو براهي. يرجع الفضل إلى هذا الفلكي الدانماركي في القيام بأفضل الأرصاد التي يمكن إقامتها بالعين المجردة. فالموارد المادية التي حصل عليها بجزيرة هفين قرب كوبنهاك ثم بضواحي براك بعد هجرته إليها، من بناء مراصد خاصة مجهزة بآليات عظيمة وتكريس لياليه لأرصاد طويلة الأمد. لم يقبل تيكو براهي بنظرية كبرنيك مع اعترافه بفوائدها في حل مشكلة التحير والالتواء. لذا نراه يقترح هيئة تدور فيها كل الكواكب حول الشمس في نفس الوقت الذي تدور فيه الشمس والقمر والنجوم الثابتة حول الأرض الراسية. (الرسم19).
    وكان براهي لا يرتاح بالتالي إلى هيئات كبرنيك الهندسية. فلقد كلف صهره بإيجاد هيئة جديدة لكوكب المريخ الذي يظهر متحيرا ومحيرا إلى حد بعيد. لم ينجح هذا الأخير في إبداع حل يتفق مع الأرصاد المدققة التي قام بها براهي. ولحسن الحظ تقلد كبلر تلك المهمة كرياضي حي الضمير قبل وفاة براهي بثمانية عشر شهرا.










    4-ج-"تفلطح" الدائرة وتحرير السرعة: كبلر

    كان كبلر قد فقد عمله كأستاذ للرياضيات وعلم الفلك بمدينة كراتس النمساوية وأرغم على مغادرتها لأنه لوثيري بينما أهل الحل والعقد وإهراق الدماء بتلك البقاع من الكاثوليك. فقصة كبلر من أروع وأفظع القصص الإنسانية. إنها قصة طفل معوج البصر سيصحح نظرتنا إلى الكون! لقد عرف الفقر وعايش محنات الأمراض التي لا تحصى وعانى من غياب أبيه عن بيت أهله وإحراق الكنيسة لخالته بتهمة أنها ساحرة مسكونة بالشيطان واتهام أمه بنفس التهمة وهي عجوز هرمة؛ وهو رغم كل ذلك ورغم كل الحروب الدينية بين فئات المسيحيين وبين المسيحيين والترك المسلمين الذين وصلوا إلى عتبات فيينا، رغم تلك الفتن، يكرس كبلر حياته لكشف النقاب عن "تناغم الكون وسر كماله!"، ليكتشف في آخر المطاف أن مداره إهليلجي "مفلطح"، منحرف. وهو يصف اكتشافه الرياضي الثمين هذا بأنه "عربة أزبال يضيفها إلى عرمة الدمال التي أنتجتها أعماله".

    كان كبلر يحلم بالسطو على كنز براهي الذي تجمعت لديه أكثر من 35 سنة من الأرصاد المضبوطة والمتواصلة. كان واثقا من مقدراته الرياضية لحل معضلة المريخ في ظرف بضعة أشهر. لكن ذلك العمل سيتطلب منه ست سنوات من الصراع المستميت المتقيد بالأرصاد لا غير! ولا بد هنا من التذكير بأن كبلر كان، على خلاف براهي، يؤمن بأن نظرية كبرنيك في دوران الأرض حول الشمس هي الصحيحة وذلك لاعتبارات مادية وعقائدية في نفس الآن. كان يرى في توسط الشمس لمجموعته حلا أنيقا لأن ذلك النير يضع بضيائه على العالم وهو ولا بد يشع عليه بالقوة المحركة كذلك. لن نتحدث هنا عن كل الآراء والمراحل الخاطئة التي مر بها كبلر (فهي كثيرة كما ذكرها هو بكل نزاهة في كتابه Astronomia nova: علم الفلك الجديد) قبل أن يلتحق بخدمة براهي ويهتم بإيجاد هيئة مبنية على أرصاد رصينة.
    بما أن كبلر لم يكن مسبقا عالما بإهليلجية المدارات، فإنه يختار استعمال دائرة خارجة المركز. ولقد عزل أربعة منازل متفرقة للمريخ من أرصاد براهي. وبعد حسابات على مدى 900 صفحة بالخط الدقيق، أعادها مرات لا تحصى، يحصل كبلر على هيئة تتفق مع أرصاد براهي ولا تختلف عنها إلا بزاوية قدرها دقيقتان. كان بإمكانه أن يقف عند ذلك الحد ويعلن عن نجاحه لو لم يكن ضميره حيا إلى درجة فائقة. فهو يقارن نتائج هيئته ببقية الأرصاد المسجلة بدفاتر براهي ويحصل على اختلافات تبلغ ثمانية دقائق في بعض الأحيان. يصارح كبلر قراءه بأن هيئته خاطئة.

    إننا نقف هنا على أهم الأسس للعلم الحديث: الدقة والصرامة. كان القدماء لا يكترثون باختلافات من هذا القدر الضئيل ويكتفون بتعديل نتائج الأرصاد عنوة لتتفق مع النتائج (هذا ما بينه كبلر عند سابقه الأعظم كبرنيك مثلا وما وقفنا عليه عند البطروجي). بخلاف ذلك نرى كبلر يرمي جانبا بسنوات من عنائه ويحترم ما سجلته الأرصاد البراهية التي يصفها بأنها مما أفاء الله به على البشرية. يقول كبلر:

    إنه لمن الغريب حقا أن نلاحظ أن نظرتنا الحالية إلى العالم ناتجة عن تساؤلات حمقاء كما يبدو لأول وهلة: "لماذا تسقط التفاحة من الشجرة إلى الأرض ولا يسقط القمر من عليائه؟!". إن هذا السؤال هو الذي راود ذهن نيوتن في حديقته بشمال لندن. وهكذا يتصور أنه يرمي تفاحته بقوة متزايدة الرسم 20). إذا كانت قوة الرمي ضئيلة فإن التفاحة تسقط على مسافة غير بعيدة، أما إذا كانت قوة الدفع هائلة فإنه بات بإمكان التفاحة أن تحوم حول الأرض وترجع إلى يدي نيوتن! (مع تناسينا للاحتكاك). وبما أن كالليو قد أقام الدليل على أن كل الأجسام تسقط بقدر 9،4 أمتار خلال الدقيقة الأولى من سقوطها الحر وعلما أن سطح الأرض الكروي "يهبط" بخمسة أمتار كلما قطعنا مسافة خطية تناهز ثمانية كيلمترات، أمكن تقدير السرعة التي يجب تعبئة التفاحة بها كي تقوم بجولتها حول الأرض دون أن تمسها في تساقطها المتواصل. بناء على هذا التخمين وعلى قوانين كبلر، يتوصل نيوتن عبر الحساب إلى قانون الثقالة التي يعممها على الكون بعدما كان أرسطو قد خص الأرض بتلك الظاهرة التي تنتج الأشكال الكروية كما أوردنا ذلك. وهو لم يقر بها للقمر مثلا رغم كرويته وخشوناته التي كان يراها القدماء كصورة وجه إنساني. وهكذا، ابتداء من نيوتن تصبح الكواكب "متساقطة" نحو الشمس في دورانها حولها وترقى فيزياؤنا الأرضية لتعم السماء بعدما كان فيضها طامسا لكل إبداع.








    . ومن المفيد الإشارة إلى أن نيوتن بدأ أعماله الفيزيائية بإعادة النظر في نظرية أرسطو القائلة بأن ألوان الطيف التي ينتج عنها قوس قزح عندما يخترق الضوء قطرات ماء أو موشورا، إنما هي ناتجة عن تضاعف قوة الضوء. يبين نيوتن أن ذلك الضوء لا تنقص قوته إذ يمكن الحصول على أشعته البيضاء من جديد إذا ما جمعت ألوان الطيف بواسطة موشور ثاني. ولقد اخترع نيوتن المنظار المكبر المجمع للضوء ببؤرته (الراصدة الفلكية téléscope) والذي يعطي صورا أفضل مما نحصل عليه بواسطة نظارة مقربة يجتاز الضوء عدساتها قبل وصوله إلى أنظارنا (lunette). ولقد كان كالليو أول من استعمل هاته المقربة في أرصاده ليكتشف أن الزهرة تتغير صورتها كصورة القمر في السماء: يتحول هلالها إلى بدر مكتمل؛ وأن للمشتري أقمارا تدور حوله وأن في الشمس كلفات كما كان الأقدمون (ابن رشد مثلا) قد لاحظوا ذلك. لكن أهم ما قام به كالليو من أعمال هو دراسته الدقيقة لتسارع كرات ذات أحجام مختلفة على خشبات منحنية ليتبين له –على خلاف ما قال به أرسطو- أن الأجسام الثقيلة تتساقط بنفس السرعة التي تتساقط بها الأجسام الخفيفة. وأن ما نلاحظه من اختلاف إنما هو ناتج عن الهواء المعيق للورقة في سقوطها أكثر من إعاقته لكرة نكورها من نفس الورقة. ويفهم كالليو أن القوة الفاعلة هي نفس القوة التي ترفع البواخر لتطفو فوق الماء كما كان أرخميدس قد اكتشف ذلك.
    وهكذا يمكننا القول إن العصر الحديث مبني على تحرر متواصل من قيود أفلاطون ومثاليته وأرسطو و"خيزيائه" ومن التقول، باسم الخالق، على الطبيعة وكمالها المزعوم.


    خاتمة

    يظهر مما قدمناه في هذا المقال أن علماء الفلك العرب والمسلمين لم يتخلصوا من قبضة أفلاطون وأرسطو ولا بطليموس لأنهم اختاروا استقرار الأرض وسط الكون ولم يقبلوا بدورانها، مع عدم اطمئنانهم لحقيقة ذلك التفسير وتشكيكهم ليس فقط في وسائطه بل حتى في بعض أسسه. ومع ذلك فإن علماء الفلك العرب قد حللوا بجد ميراث الهند والإغريق ولم يكتفوا بالتعليق عليه بل أضافوا إليه فائضا وافيا وهيئوا الأرضية الرياضية والهندسية التي سيبني عليها كبرنيك وكالليو صرح العلوم العصرية..
    عسى أن تقوم كلياتنا بإحياء علوم الفلك وولوج علوم الفضاء الرحب وتتطرق بحرية إلى مشاكل نظرية في هذا الميدان مازالت تنتظر من يجرؤ على تقديم حلول لها قد تكون معيدة للنظر في فيزياء وكيمياء نهاية قرننا الخامس أو السادس والعشرين بعد فيثاغور





    [1] - الأنواء جمع نوء: مجموعات النجوم التي "تطلع" من الشرق مباشرة قبل اختفاءها مع أنوار الشمس. ويوما بعد يوم يظهر للراصد وكأنما الشمس تتأخر عن النجوم التي أعلنت شروقها في الأيام السابقة. وهكذا يتبين أن الشمس "تعبر" السماء رويدا رويدا من الغرب نحو الشرق في مدة سنة كاملة. وقياس هاته الحركة اليومية هو تقريبا جزء من 25،365. كان هذا هو أساس تقسيم الدائرة إلى 360 درجة الموروث عن البابليين. من أجل معرفة أفضل للأنواء: علم الفلك، تاريخه عند العرب في القرون الوسطى، السنيور كرلو نلينو، الطبعة الثانية، مكتبة الدار العربية للكتاب، بيروت 1993.
    [2] - Histoire générale des sciences, publié sous la direction de Roger Taton, Tome I, page 127, PUF, Paris 1966.
    [3] – نفس المرجع، ص 193.
    [4] - أطلق البابليون اسم "بحر أمورو العظيم" على البحر الأبيض المتوسط: راجع شرح كلمة أمورو بمعجم الحضارات السامية، تأليف هنري س عبودي وجورج برس، طرابلس لبنان 1991، ص128.
    [5] - Otto Neugebauer, Les Sciences Exactes dans l’Antiquité, Essai traduit de l’américain par Pierre Souffin Actes Sud, Arles 1990.
    [6] - نفس المرجع، ص134.
    [7] - Alexandre Koyré, Du monde clos à l’univers infini, Traduit de l’anglais par Raissa Tarr, Gallimard, Paris 1988.
    [8] - نود هنا التنويه بكتاب كستلر القيم في موضوع تاريخ علم الفلك والذي نقلنا عنه ما جاء به عن أوروبا في القرون الوسطى:
    Arthur Koestler, Les Somnanbules, Calman-Lévy, Paris 1960, p43 et note 6 p533.
    [9] - محاورة طامسيوس
    Platon, Oeuvres complètes, Tome X, Timée-Critias. ****e établi et traduit par Albert Rivaud, Paris, Les Belles Lettres 1963, page 152.
    [10] - Aristote, Du Ciel, ****e établi et traduit par Paul Moraux, Sociétés d’Edition «Les Belles Lettres », Paris, 1965, Livre 2, pages 98-100.
    [11] - كان الإغريق في هذا قريبين جدا من الإنسان البدائي الذي يجري على الأشياء سلوك الأحياء وعلى الكواكب سلوك الآلهة ويرى كل شيء مسكونا بأرواح: Animisme
    [12] - قد يبهرنا عن حق هذا الذكاء والتفنن في التلقين عند أرسطو وربما ينسينا –كما أنسى أجيالا عدة- أن فيزياءه خاطئة ومتناقضة.
    Aristote, Du Ciel, Livre II, 4 page 66.
    [13] - جاء وصف نظرية أرسطرخس بكتاب لأرخميدس (L’(Arénaire) يبين فيه إمكانية تقدير عدد حبات الرمل والتعبير عنها بأعداد سهلة الفهم حتى في حالة ما إذا كان الكون كله مليئا بالرمل (يا للخيال!). ويغالي أرخميدس في التحدي إذ يعتبر كونا هائلا كالذي قال بعظمته أرسطرخس. انظر في هذا الصدد كتاب:
    Archimède : Des Spirales, De l’Equilibre des Figures Planes, L’Arénaire, La Quatrature de la Parabole. ****e établi et traduit par Charles Mugler, Société d’Edition « Les Belles Lettres », Paris 1971, pages 127-157.
    [14] - أفلاطون: محاورة كامسيوس. المرجع السابق الذكر: Timée-Critias 33 B 34B.
    [15] - ربما يدل ذلك على ندرة العربات وعجلاتها والنواعير وطاحوناتها في تلك الأزمان.
    [16] - نقلا عن: Arthur Koestler, Les Somananbules, p59.
    [17] - ألف Pierre Duhem موسوعة قيمة لا يمكن الاستغناء عن مراجعتها لكل مهتم بتاريخ علم الفلك. وإن كانت بكل صراحة معادية للساميين (ابن ميمون وعلماء الفلك العرب)؛ وهو بهذا يكون ابن عصره المضطهد للساميين بأوروبا.
    Pierre Duhem : Le Système du Monde, Paris, Hermann, 1913-1959.
    [18]– المرجع السابق الذكر Pierre Duhem المجلد الأول، ص124.
    [19] - المرجع السابق الذكر Pierre Duhem المجلد الأول، ص125.
    [20] - أرسطو Du Ciel, Livre 2, 7, page 72.
    [21] - المرجع السابق الذكر، Pierre Duhem، المجلد الرابع، ص51.
    [22] - المرجع السابق الذكر، Les sciences Exactes dans l'Antiquité ابتداء من الفصل الرابع والخمسين.
    [23] - نفس المرجع. الملحق الأول مخصص لدراسة هيئة بطليموس.
    [24] - يقدم كتاب Verdet عرضا سريعا لعلم الفلك القديم والحديث:
    Jean-Pierre Verdet, Une Histoire de l’Astronomie, Editions du Seuil, Paris, 1990, page 66.
    [25] - التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب للإمام فخر الدين الرازي، دار الكتب العلمية، بيروت الطبعة الأولى 1990.
    [26] - نفس المرجع. المجلد العشرون، ص7 إلى 9.
    [27] - نفس المرجع. المجلد الثاني، ص81.
    [28] - موسوعة تاريخ العلوم العربية. بأشراف رشدي راشد. مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت 1997، الجزء الأول/علم الفلك النظري والتطبيقي، مقدمة في علم الفلك، ريجيس مورلون، ص32.
    [29] - موسوعة تاريخ العلوم العربية. ريجيس مورلون، نفس المصدر، ص81.
    [30] - موسوعة تاريخ العلوم العربية. ريجيس مورلون، نفس المصدر، ص92.
    [31] - الدكتور محمد عابد الجابري. ابن رشد.. سيرة وفكر. مركز دراسات الوحدة العربية. بيروت 1998، ص222.
    [32] - الدكتور محمد عابد الجابري. ابن رشد.. سيرة وفكر، ص175.
    [33] - راجع مقدمة كتاب أرخميدس المذكور أعلاه، صVII-XIII.
    [34] - المرجع المذكور سابقا، ص104. Arthur Koestler, Les Somnanbules
    [35] – الدكتور محمد عابد الجابري. ابن رشد.. سيرة وفكر، ص221.
    [36] - يقدم Samso Hulio تحليلا موجزا لكتاب الهيئة للبطروجي الذي يحدد تاريخ كتابته فيما بين 1185 و1192 على الأرجح وذلك في مقاله On Al-Bitruji and the Hay'a Tradition in Al-Andalous، المنشور مع مجموعة من مقالات أخرى لهذا المؤرخ بكتاب Islamic Astronomy and Medieval Spain. Variorum.
    [37] - ترجمة لنسخة عربية (محفوظة بالإسكوريال) وعبرية لـ"كتاب في الهيئة" للبطروجي. المجلد الثاني، ص57.
    B.R.Goldstein. Al Bitruji : On the principles of astronomy. An edition of the arabic and hebrew version. New Haven and London, Yale University Press. Second edition 1977.
    [38] - نفس المرجع، ص69.
    [39] - نفس المرجع، ص63.
    [40] - موسوعة تاريخ العلوم العربية المذكورة أعلاه. نظريتان حركات الكواكب في علم الفلك العربي بعد القرن الحادي عشر. ص95-172.
    [41] - المرجع المذكور سابقا، ص106. Arthur Koestler, Les Somnanbules
    [42] - نفس المرجع، ص94. Arthur Koestler, Les Somnanbules
    [43] - المرجع السابق الذكر لـ Pierre Duhem المجلد الثالث، ص110.
    [44] - المرجع المذكور سابقا، ص95. Arthur Koestler, Les Somnanbules
    [45] - نفس المرجع، ص96. Arthur Koestler, Les Somnanbules
    [46] - نسخ خطية مروجة لأفكار كبرنيك تناقلتها أيدي العلماء. ولقد ذاع صيتها حتى وصولها إلى الفاتيكان مقر البابا. ولقد كاتب الكاردينال شونبرك مؤلفها كبرنيك، الذي كان رجل دين، ليحثه على نشر تلك النظرية. وكتاب De revolutionibus يحتوي تلك الرسالة كضمانة كنيسية.
    [47] - المرجع المذكور سابقا، ص182 Arthur Koestler, Les Somnanbules
    [48] - نفس المرجع، ص181. Arthur Koestler, Les Somnanbules

    نبع المحبة غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  3. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 11-11-2016 الساعة : 10:44 PM رقم #2
    كاتب الموضوع : نبع المحبة


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية سمراء النيل

    • بيانات سمراء النيل
      رقم العضوية : 32248
      عضو منذ : Feb 2016
      المشاركات : 890
      بمعدل : 0.30 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 17
      التقييم : Array


  4. تسلم يمناكِ لمجهودك القيم

    دمتِ متالقة دائما

    سمراء النيل غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  5. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 13-11-2016 الساعة : 03:22 PM رقم #3
    كاتب الموضوع : نبع المحبة


    مراقب


    الصورة الرمزية جيهان

    • بيانات جيهان
      رقم العضوية : 39
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 3,361
      بمعدل : 0.58 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 49
      التقييم : Array


  6. تسلمى نبع المحبة على مواضيعك القيمة ونتمنى المزيد

    جيهان غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  7. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 17-11-2016 الساعة : 03:39 PM رقم #4
    كاتب الموضوع : نبع المحبة


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية بلبلة

    • بيانات بلبلة
      رقم العضوية : 18954
      عضو منذ : Sep 2012
      المشاركات : 1,420
      بمعدل : 0.34 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 26
      التقييم : Array


  8. شكرا على الموضوع الممتع والمعلومات المفيدة

    بلبلة غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  9. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 24-11-2016 الساعة : 06:16 PM رقم #5
    كاتب الموضوع : نبع المحبة


    نائب المدير العام


    الصورة الرمزية جنة

    • بيانات جنة
      رقم العضوية : 200
      عضو منذ : Sep 2008
      المشاركات : 5,884
      بمعدل : 1.03 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 74
      التقييم : Array


  10. يسلمووو نبع المحبة على مواضيعك الحلوة ونتمنى المزيد

    جنة غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  11. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 01-12-2016 الساعة : 04:08 AM رقم #6
    كاتب الموضوع : نبع المحبة


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية دعد الرايدى

    • بيانات دعد الرايدى
      رقم العضوية : 6651
      عضو منذ : May 2012
      المشاركات : 921
      بمعدل : 0.21 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 21
      التقييم : Array


  12. شكرا على الطرح والافادة القيمة

    دعد الرايدى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  13. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 05-12-2016 الساعة : 01:37 PM رقم #7
    كاتب الموضوع : نبع المحبة


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية حنان رشدى

    • بيانات حنان رشدى
      رقم العضوية : 32097
      عضو منذ : Sep 2015
      المشاركات : 1,024
      بمعدل : 0.32 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 19
      التقييم : Array


  14. شكرا على الموضوع والمعلومات المفيدة

    حنان رشدى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  15. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 07-12-2016 الساعة : 03:17 PM رقم #8
    كاتب الموضوع : نبع المحبة


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية صافيناز العتيبي

    • بيانات صافيناز العتيبي
      رقم العضوية : 32117
      عضو منذ : Sep 2015
      المشاركات : 739
      بمعدل : 0.24 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 16
      التقييم : Array


  16. شكرا على الموضوع الشيق والمعلومات المفيدة

    صافيناز العتيبي غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  17. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 11-12-2016 الساعة : 08:11 PM رقم #9
    كاتب الموضوع : نبع المحبة


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية يمنة

    • بيانات يمنة
      رقم العضوية : 155
      عضو منذ : Aug 2008
      المشاركات : 881
      بمعدل : 0.15 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 24
      التقييم : Array


  18. شكرا على المعلومات والافادة

    يمنة غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  19. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 15-12-2016 الساعة : 09:25 PM رقم #10
    كاتب الموضوع : نبع المحبة


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية كريمة

    • بيانات كريمة
      رقم العضوية : 52
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 1,367
      بمعدل : 0.24 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 29
      التقييم : Array


  20. شكرا على الموضوع والمعلومات القيمة والمفيدة

    كريمة غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس



معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك