النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 07-04-2017 الساعة : 08:06 PM رقم #1

    افتراضي ثقافة الاعتذار إلى أين؟



    نائب المدير العام


    الصورة الرمزية نسائم الرحمن

    • بيانات نسائم الرحمن
      رقم العضوية : 6009
      عضو منذ : Jan 2012
      المشاركات : 5,178
      بمعدل : 1.15 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 64
      التقييم : Array



  2. ثقافة الاعتذار إلى أين؟




    نجيد تبرير الأخطاء والسخرية والكبرياء

    إلا الاعتذار.

    هناك من لا يجيده بحرفة واقتدار!

    وأغلبنا يفضل أن يسلك طريق التبرير

    على ألا يعتذر !

    هل عيب أن أقول (أنا آسف )؟!

    في البداية لا بد أن نقرر سويًا أنه لا يوجد معصوم من الخطأ إلا الأنبياء؛ وبالتالي فلا بد أن نقع في أخطاء سواء منا أو من الآخرين.

    والسؤال هو كيف نتعامل مع هذه الأخطاء؟

    تعالوا نقرأ هذا الحوار القرآني البديع :

    (وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ)

    فقد حاورهما الله بعد ارتكاب الخطأ بتذكيرهما بالأمر السابق حوارًا هادئَا لا غضب فيه ولا عنف.

    وقال تعالى: (فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
    فقد أعطى الله لهما فرصة، ليعتذرا عن الخطأ

    (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)

    فلم يصر آدم على خطئه، ولم يلق اللوم على الشيطان الذي وسوس له، بل تحمل كامل مسؤولية أخطائه،

    قال تعالى: ( ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ)

    فقبل الله اعتذاره وتاب عليه.

    الاعتذار هو فعل نبيل وكريم يعطي الأمل بتجديد العلاقة وتعزيزها.

    الاعتذار فن له قواعده، ومهارة اجتماعية نستطيع أن نتعلمها، وهو ليس مجرد لطافة بل هو أسلوب تصرف راق ويكيبيديا.

    وأعظم حديث قرأته عن الاعتذار حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم: (ولا أحد أحبُّ إليه العذر من الله، ومن أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين…الحديث).

    فمنهم من قال: العذر هنا التوبة والإنابة والاعتذار من خلقه إليه.

    قال ابن بطال: وقوله: (لا أحد أحب إليه العذر من الله) فمعناه ما ذكر في قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِى يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ) [الشورى: 25]، فالعذر في هذا الحديث: التوبة والإنابة. اهـ

    أحيانًا يعتذر لك مخطئ بعذر لا تقبله فتقول له (عذر أقبح من ذنب) ولكن الله تعالى يقبل، فلا أحد أحب إليه العذر منه سبحانه وتعالى

    أحيانًا يعتذر لك إنسان لكن حجم الخطأ أكبر بكثير في نظرك من عذره فتقول له: ومن أين أقوم بصرف هذا العذر؟ ولكن الله تعالى أحب إليه العذر ويغفر للمسيئين .

    أحيانًا يتكرر الخطأ ويتكرر معه الاعتذار فتقول للمخطئ هذه ليست أول مرة، لكن الله يقبل ويقبل، فليس أحد أحب اليه العذر من الله.

    وانظر معي إلى التركيب العجيب في الحديث «لا أحد»، المنتظر بعدها «يقبل الأعذار» لكن الذي تبعها «يحب العذر» وليس مجرد القبول فحسب، هذا هو الله، فماذا عنك أنت؟ هل من اليوم ستقبل الأعذار ليقبل الله عذرك مهما كان ذنبك.

    التمس الأعذار للناس فليس من المعقول أن تكون نملة أفضل وأحسن ظنًا منك بالله، فالنملة وهي الحشرة الصغيرة لا تملك من القوة والعقل ما يملكه الإنسان، انظروا حسن ظنها وتأملوا ماذا قالت: «حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ» قالت «وهم لا يشعرون» التمست لبني الإنسان عذرًا لتحطيمه لها لدقة حجمها واستحالة رؤيتها في حال انشغاله بما هو أعظم.

    الاعتراف.. يزيل الاقتراف.

    والاعتذار.. يوجب الإغتفار .

    لماذا الرجوع إلى الحق من أخلاق الكبار؟

    1- لأن الرجوع إلى الحق يعني الاعتراف بالخطأ، وهذا شديد على النفس.

    2- ولأن الرجوع إلى الحق يعني إقرارك برجاحة قول ورأي الآخرين.

    3- ولأن الرجوع إلى الحق قد يجعل الآخرين ينظرون إليك باعتبار أنك ضعيف، ولست كفؤًا للمكان الذي تشغله.

    4- ولأن الرجوع إلى الحق قد يُسهم في تقليل فرص هذا الشخص في إلحاق مهام جديدة له في عمله. «منقول بتصرف».

    والآن هل أصبحت ثقافة الاعتذار والاعتراف بالخطأ عملة نادرة في هذا الزمن ؟

    فالأب: في البيت ما أريكم إلا ما أرى

    والأم: رأيي صواب لا يحتمل الخطأ

    المدير: أنا لا تفوتني صغيرة ولا كبيرة

    الوزير: سياساتي لا نظير لها ولا مثيل

    الرئيس: يكاد يقول أنا ربكم الأعلي

    لذلك كان حتما علينا أن نرسخ ثقافة الاعتراف بالخطأ وتقديم الاعتذار .

    وهذه لا بد أن تبدأ من البيت ونربي عليها أبناءنا وبناتنا، فعندما يعترف الأب وهو بكامل قوته وسطوته بخطئه أمام زوجته وأبنائه، وعندما تقر الزوجة بأنه قد جانبها الصواب في فعل شيء ما، هنا يترسخ في ذهن الجميع أن الحق والصواب أعلى قدرًا وأعظم من ذواتنا وأنفسنا، وأن الرجوع للحق والاعتراف بالخطأ سيزيدنا احتراما وتقديرًا، وقبل كل ذلك نيل رضى الله سبحانه وتعالى.

    أما من تأخذه العزة بالإثم ويصر علي خطئه ويستكبر أن يعود للحق فيكفيه ذمًا وحقارة أن يصفه الله تعالى
    بقوله: «وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد».


    يمكنك مشاهدة توقيعي بالنقر على زر التوقيع

    نسائم الرحمن غير متواجد حالياً
    • توقيع نسائم الرحمن






  3. رد مع اقتباس
  4. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 08-04-2017 الساعة : 12:22 AM رقم #2
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى ماسى


    • بيانات nada
      رقم العضوية : 10
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 1,239
      بمعدل : 0.21 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 28
      التقييم : Array


  5. شكرا على الموضوع الشيق

    nada غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  6. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 10-04-2017 الساعة : 03:04 AM رقم #3
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية رحمة

    • بيانات رحمة
      رقم العضوية : 159
      عضو منذ : Aug 2008
      المشاركات : 788
      بمعدل : 0.14 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 23
      التقييم : Array


  7. شكرا على المعلومات والافادة

    رحمة غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  8. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 13-04-2017 الساعة : 07:33 AM رقم #4
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية هشام حسن

    • بيانات هشام حسن
      رقم العضوية : 31515
      عضو منذ : Sep 2014
      المشاركات : 1,176
      بمعدل : 0.33 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 21
      التقييم : Array


  9. شكرا على الموضوع والافادات القيمة

    هشام حسن غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس



معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك