شكرى
06-09-2016, 07:44 AM
في مركب على النيل
للشاعر محمود درويش
مركب علي النيل*. يوم الثلاثاء*. قهوة*
وشاي ودخان سجائر*. وكلام عن الدنيا
التي لا نعرف* غيرها*. أما ما يتخيله كل*
واحد من المتحلقين حول نجيب محفوظ عما
وراء الدنيا،* فيتقاسمه سرا مع طيور
تحلق فوق نهر الأبدية*. وهو،* هو
المستمع بأذن انتقائية،* تأخذ الكلمات وقتها في
الوصول إليه،* لا يريد للمريدين أن
يفسروا كلامه المتقشف بأكثر مما فيه.
يعرف من المدائح ما يكفي ليجعل العبث*
زهدا*. ولا يريد لأحد أن يحدق إلى
صنم أو منحوتة*. لكننا نحج إليه،* لا
لنعرفه*... فقد امتلأنا برواياته وتقمصنا
شخوصها،* بل لنحييه علي ما كتب،* ولنحيي
أنفسنا جالسين بحضرة أسطورة حية خرجت
من مخطوطة فرعونية*. رأيت نساء قادمات
من أقاصي حرف الضاد يقبلن يده،* فيخجل
ولا يعرف السبب،* كأنه هو ولا هو
في آن واحد*. ثم يضحك ضحكة عالية،* ويطلب
سيجارة حان وقتها ليبدد بسحابة
دخانها قداسة لا يصدقها ماكر مثله،*
وللناس التأويل*. عاش ليكتب*. ومنذ
طعنه خنجر في الرقبة تخلي عن سرد
التفاصيل بدأب النملة،* واختار تقطير
النحلة*. من يومها،* ونحن نجيء إليه
مودعين،* فالحياة انتبهت إلي نقصانها وسئم الموت
التأجيل*... دون أن نشي بذلك،*
ونحن من حوله في مركب علي النيل،*
يوم الثلاثاء*! لكن يوم الثلاثاء لم يعد موعدنا*!
للشاعر محمود درويش
مركب علي النيل*. يوم الثلاثاء*. قهوة*
وشاي ودخان سجائر*. وكلام عن الدنيا
التي لا نعرف* غيرها*. أما ما يتخيله كل*
واحد من المتحلقين حول نجيب محفوظ عما
وراء الدنيا،* فيتقاسمه سرا مع طيور
تحلق فوق نهر الأبدية*. وهو،* هو
المستمع بأذن انتقائية،* تأخذ الكلمات وقتها في
الوصول إليه،* لا يريد للمريدين أن
يفسروا كلامه المتقشف بأكثر مما فيه.
يعرف من المدائح ما يكفي ليجعل العبث*
زهدا*. ولا يريد لأحد أن يحدق إلى
صنم أو منحوتة*. لكننا نحج إليه،* لا
لنعرفه*... فقد امتلأنا برواياته وتقمصنا
شخوصها،* بل لنحييه علي ما كتب،* ولنحيي
أنفسنا جالسين بحضرة أسطورة حية خرجت
من مخطوطة فرعونية*. رأيت نساء قادمات
من أقاصي حرف الضاد يقبلن يده،* فيخجل
ولا يعرف السبب،* كأنه هو ولا هو
في آن واحد*. ثم يضحك ضحكة عالية،* ويطلب
سيجارة حان وقتها ليبدد بسحابة
دخانها قداسة لا يصدقها ماكر مثله،*
وللناس التأويل*. عاش ليكتب*. ومنذ
طعنه خنجر في الرقبة تخلي عن سرد
التفاصيل بدأب النملة،* واختار تقطير
النحلة*. من يومها،* ونحن نجيء إليه
مودعين،* فالحياة انتبهت إلي نقصانها وسئم الموت
التأجيل*... دون أن نشي بذلك،*
ونحن من حوله في مركب علي النيل،*
يوم الثلاثاء*! لكن يوم الثلاثاء لم يعد موعدنا*!