سئل سيدي أحمد بن إدريس عن النوم




وسئل :

رضي الله عنه : عن النوم ألا يكون في الجنة ، مع أنه معدود من اللذات في الدنيا ؟

فأجاب :

إن لوجوده في الدنيا نعمتين ، ولعدمه في الجنة نعمتين ، فنعمتا وجوده في الدنيا :

أنه جعله سباتاً ، والسبات ربطة للعقل ، لأن المجنون الذي قد ذهب عقله لا ينام




النعمة الثانية :

الراحة من النصب ، فإذا نام ذهب التعب

وأما اللتان في الجنة عند عدمه : فإن أهل الجنة قد شاركوا الحق في البقاء ، كما جاء أنه يكتب إليهم .

" من الحي الذي لا يموت إلا الحي الذي لا يموت ، أما بعد : فإني أقول للشئ كن فيكون ، وقد جعلتك اليوم تقول للشئ كن فيكون "

وهو – سبحانه وتعالى – لا تأخذه سنة ولا نوم مع أن السنة هي أول النوم ، فقد يتوهم أن الباري تبارك

وتعالى منزه عن الاتصاف بالقليل ، ولا يكون له إلا الشئ الكثير من الأوصاف ، فقال : (ولا نوم) هذه فائدة قوله : (ولا نوم)

والثانية : يفوتهم عند النوم من النعيم العظيم ما لا مزيد عليه ، وذلك غبن ، فتأمل . هذا والله الموفق .,